هل إله الإسلام ينزل من عرشه كل ليلة إلى الأرض؟!

قالوا: نبيُّ الإسلام يقول عن ربِّه إنه ينزل كلّ ليلةٍ من على عرشِه الذي في السماءِ إلى الأرضِ متطلعًا حال المؤمنين بين داعٍ ومستغفرين ... كيف ينزلُ من السماءِ العليا إلى الأرضِ أو إلى السماء الدنيا ... والمسلمون يعتقدون أن اللهَ في السماءِ ... كيف ذلك يا مسلمون ...؟!

تعلقوا على ذلك بما جاء في الصحيحين واللفظ للبخاري برقم 1077 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ rقَالَ : " يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ".



الرد على الشبهة


أولًا: إن هذا الحديثَ من الأحاديث المتعلقة بصفات اللهِ I ونحن – المسلمين- نتعامل معها بحذرٍ شديدٍ تجنًبا للوعيد؛ لأنها تتعلق بصاحب الْعَرْشِ الْمَجِيد.... تدلل على ذلك أدلةٌ منها :

1- قوله I : ]وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) [ (الإسراء).

2- قوله I:] قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33) [ (الأعراف).

3- قال النوويُّ - رحمه اللهُ – في شرحِه لصحيحِ مسلمٍ : هُوَ مِنْ أَحَادِيث الصِّفَات، وَقَدْ سَبَقَ فِي كِتَاب الْإِيمَان بَيَانُ حُكْمهَا وَاضِحًا وَمَبْسُوطًا ، وَأَنَّ مِنْ الْعُلَمَاء مَنْ يُمْسِك عَنْ تَأْوِيلهَا ، وَيَقُول : نُؤْمِن بِأَنَّهَا حَقٌّ ، وَأَنَّ ظَاهِرهَا غَيْر مُرَاد ، وَلَهَا مَعْنَى يَلِيق بِهَا ، وَهَذَا مَذْهَب جُمْهُور السَّلَف ، وَهُوَ أَحْوَط وَأَسْلَم . وَالثَّانِي أَنَّهَا تُتَأَوَّل عَلَى حَسَب مَا يَلِيق بِتَنْزِيهِ اللَّه تَعَالَى ، وَأَنَّهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء . اهـ

وعليه : فإن الصفة المثبة إذا نُسبت إلى اللهِ I نُسبت إليه على الحقيقةِ، دون تعطيلٍ، أو تشبيه، أو تمثيل، أو تكيف، أو تأويل إلا إذا دُعينا لذلك مع إثبات الصفة للهI .... فمن صفاتِ الله I النزول لقولِه r : " يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ...".

ونحن لا نعلم كيفية النزول ، فإن هذه الصفةَ تمرُ كما هي فلا نعلم كيف ونؤمن بها ، فالإيمان بالنزول واجب والكيفية مجهولة والعقول محدودة....
ولكي يزول الإشكال أطرح مثالًا، فلمثال مغنٍ عن كثير من المقال:

الشمس مخلوقةٌ من مخلوقاتِ اللهI تنزل إلى الأرضِ بإشاعتها، وبضوئها، وحرارتها وهي في السماء، ولله المثل الأعلى، فإذا كان ذلك لا يستحيل مع خلقه، فهل يستحيل ذلك على ربِّ العالمين خالق الشمس كل الموجودين ؟!



ثانيًا: إن الرد على سؤال المعترضين الذي يقول: نبيُّ الإسلام يقول عن ربِّه إنه ينزل كلِّ ليلةٍ من عرشه الذي في السماءِ إلى السماء الدنيا متطلعًا عن حالِ المؤمنين... كيف ينزل من السماءِ إلى الأرضِ، والمسلمون يعتقدون أن الله في السماء ... كيف ذلك يا مسلمون...؟ جوابه بسيط جدًا يكون من وجهين:

الوجه الأول : أنهم أصابوا لما قالوا : إن المسلمين يعتقدون أن اللهI في السماءِ ، وفي بمعنى على أي على السماء فوق العرش ، وليس في كل مكان بذاته .... دليل ذلك ما جاء في الآتي :


1- قوله I: ]أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17) وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (18) [ (الملك).

2- قوله I:] إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ (10) [ (فاطر).

2- قوله I:] سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)( الأعلى).

4- قوله I:] يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (50) [ (النحل).

5- قوله I:] الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5) [ (طه).

6- صحيح مسلم برقم 836 عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ : بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ r إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنْ الْقَوْمِ فَقُلْتُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ فَقُلْتُ وَا ثُكْلَ أُمِّيَاهْ مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي لَكِنِّي سَكَتُّ فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِr فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ فَوَاللَّهِ مَا كَهَرَنِي وَلَا ضَرَبَنِي وَلَا شَتَمَنِي قَالَ إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنِّي حَدِيثُ عَهْدٍ بِجَاهِلِيَّةٍ وَقَدْ جَاءَ اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ وَإِنَّ مِنَّا رِجَالًا يَأْتُونَ الْكُهَّانَ قَالَ: فَلَا تَأْتِهِمْ قَالَ: وَمِنَّا رِجَالٌ يَتَطَيَّرُونَ قَالَ ذَاكَ شَيْءٌ يَجِدُونَهُ فِي صُدُورِهِمْ فَلَا يَصُدَّنَّهُمْ قَالَ ابْنُ الصَّبَّاحِ: فَلَا يَصُدَّنَّكُمْ قَالَ: قُلْتُ: وَمِنَّا رِجَالٌ يَخُطُّونَ قَالَ: كَانَ نَبِيٌّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ يَخُطُّ فَمَنْ وَافَقَ خَطَّهُ فَذَاكَ قَالَ: وَكَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا الذِّيبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ لَكِنِّي صَكَكْتُهَا صَكَّةً فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ r فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَفَلَا أُعْتِقُهَا ؟ قَالَ : ائْتِنِي بِهَا فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ لَهَا : أَيْنَ اللَّهُ ؟ قَالَتْ :فِي السَّمَاءِ . قَالَ : مَنْ أَنَا ؟ قَالَتْ : " أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ ". قَالَ: " أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ ".

7- سنن أبي داود برقم 4290 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ r :" الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا أَهْلَ الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ".
تحقيق الألباني: صحيح، الصحيحة ( 922 ).

الوجه الثاني: إن المعترضين قالوا: كيف ينزل إلى السماء الدنيا (الأرض) وهو في السماء، ويترك عرشه خاليًا؟!

قلتُ: إن المثال السابق كاف للرد عليهم وهو: أن الشمسَ مخلوقةٌ من مخلوقاتِ اللهI تنزل إلى الأرضِ بإشاعتها، وبضوئها، وبحرارتها وهي في السماء- ولله المثل الأعلى- فإذا كان ذلك يحدث مع خلقه، فهل يصعب على ربِّ العالمين... ؟!

ثالثًا: إن المعترضين يعتقدون أن اللهَI في كلِّ مكان ، حتى أنني شاهدتُ المقصَّ المشلوح زكريا بطرس يقول : الله في المصران الغليظ ، الله في الحمام ... وأتباعه يصدقون ما يقول!
في حين أن الكتاب المقدس أخبر وأكد أن الله I في السماءِ فوق العرش كما نعتقد نحن - المسلمين- .... يدلل على ذلك ما جاء في الآتي:

1- سفر الملوك الأول إصحاح 8 عدد 32فَاسْمَعْ أَنْتَ فِي السَّمَاءِ وَاعْمَلْ وَاقْضِ بَيْنَ عَبِيدِكَ، إِذْ تَحْكُمُ عَلَى الْمُذْنِبِ فَتَجْعَلُ طَرِيقَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَتُبَرِّرُ الْبَارَّ إِذْ تُعْطِيهِ حَسَبَ بِرِّهِ.

2- سفر الملوك الأول إصحاح 8عدد49فَاسْمَعْ فِي السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ صَلاَتَهُمْ وَتَضَرُّعَهُمْ وَاقْضِ قَضَاءَهُمْ، 50وَاغْفِرْ لِشَعْبِكَ مَا أَخْطَأُوا بِهِ إِلَيْكَ، وَجَمِيعَ ذُنُوبِهِمِ الَّتِي أَذْنَبُوا بِهَا إِلَيْكَ، وَأَعْطِهِمْ رَحْمَةً أَمَامَ الَّذِينَ سَبَوْهُمْ فَيَرْحَمُوهُمْ، 51لأَنَّهُمْ شَعْبُكَ وَمِيرَاثُكَ الَّذِينَ أَخْرَجْتَ مِنْ مِصْرَ، مِنْ وَسَطِ كُورِ الْحَدِيدِ.

3- سفر أخبار الأيام الأولى إصحاح 29 عدد10وَبَارَكَ دَاوُدُ الرَّبَّ أَمَامَ كُلِّ الْجَمَاعَةِ، وَقَالَ دَاودُ: «مُبَارَكٌ أَنْتَ أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ أَبِينَا مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ. 11لَكَ يَا رَبُّ الْعَظَمَةُ وَالْجَبَرُوتُ وَالْجَلاَلُ وَالْبَهَاءُ وَالْمَجْدُ، لأَنَّ لَكَ كُلَّ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ. لَكَ يَا رَبُّ الْمُلْكُ، وَقَدِ ارْتَفَعْتَ رَأْسًا عَلَى الْجَمِيعِ.

4- سفر أخبار الأيام الثانية إصحاح6 عدد21وَاسْمَعْ تَضَرُّعَاتِ عَبْدِكَ وَشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ يُصَلُّونَ فِي هذَا الْمَوْضِعِ، وَاسْمَعْ أَنْتَ مِنْ مَوْضِعِ سُكْنَاكَ مِنَ السَّمَاءِ، وَإِذَا سَمِعْتَ فَاغْفِرْ.

5- سفر أخبار الأيام الثانية إصحاح20 عدد6وَقَالَ: «يَا رَبُّ إِلهَ آبَائِنَا، أَمَا أَنْتَ هُوَ اللهُ فِي السَّمَاءِ، وَأَنْتَ الْمُتَسَلِّطُ عَلَى جَمِيعِ مَمَالِكِ الأُمَمِ، وَبِيَدِكَ قُوَّةٌ وَجَبَرُوتٌ وَلَيْسَ مَنْ يَقِفُ مَعَكَ؟

6- سفر المزامير إصحاح 11 عدد4اَلرَّبُّ فِي هَيْكَلِ قُدْسِهِ. الرَّبُّ فِي السَّمَاءِ كُرْسِيُّهُ. عَيْنَاهُ تَنْظُرَانِ. أَجْفَانُهُ تَمْتَحِنُ بَنِي آدَمَ. 5الرَّبُّ يَمْتَحِنُ الْصِّدِّيقَ، أَمَّا الشِّرِّيرُ وَمُحِبُّ الظُّلْمِ فَتُبْغِضُهُ نَفْسُهُ.

7- سفر المزامير اصحاح100 عدد3 إن إلهنا في السماء كلما شاء صنع.

8- إنجيل متى إصحاح 6 عدد9«فَصَلُّوا أَنْتُمْ هكَذَا: أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ. 10لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ. 11خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ. 12وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضًا لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا. 13وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، وَالْقُوَّةَ، وَالْمَجْدَ، إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.

9- إنجيل متى إصحاح23 عدد22وَمَنْ حَلَفَ بِالسَّمَاءِ فَقَدْ حَلَفَ بِعَرْشِ اللهِ وَبِالْجَالِسِ عَلَيْهِ.

نلاحظ أنه نصٌ قاتلٌ لكلِّ شبهة في هذا الأمر، وهو على لسانِ يسوع المسيح في

إذًا من خلال ما سبق تبين لنا : أن اللهَ I في السماءِ على العرشِ بحسبِ نصوص الكتاب المقدس أن اللهI نزل من على عرشِه الذي في السماءِ ليتجلى لموسى ويكلمه وجهًا لوجه على الجبل ...
وذلك سفر الخروج إصحاح 33 عدد17فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «هذَا الأَمْرُ أَيْضًا الَّذِي تَكَلَّمْتَ عَنْهُ أَفْعَلُهُ، لأَنَّكَ وَجَدْتَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيَّ، وَعَرَفْتُكَ بِاسْمِكَ». 18 فَقَالَ: «أَرِنِي مَجْدَكَ». 19فَقَالَ: «أُجِيزُ كُلَّ جُودَتِي قُدَّامَكَ. وَأُنَادِي بِاسْمِ الرَّبِّ قُدَّامَكَ. وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ، وَأَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ». 20 وَقَالَ: «لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ». 21وَقَالَ الرَّبُّ: «هُوَذَا عِنْدِي مَكَانٌ، فَتَقِفُ عَلَى الصَّخْرَةِ. 22وَيَكُونُ مَتَى اجْتَازَ مَجْدِي، أَنِّي أَضَعُكَ فِي نُقْرَةٍ مِنَ الصَّخْرَةِ، وَأَسْتُرُكَ بِيَدِي حَتَّى أَجْتَازَ. 23ثُمَّ أَرْفَعُ يَدِي فَتَنْظُرُ وَرَائِي،
والعجيب أنني وجدتُ نصوصا فيها أن الله تركه عرشه الذي في السماء وتجسد في صورة إنسان كي يكلم موسى وجهًا لوجه كما يكلم الرجلُ صاحبه، وأيضا نزل من السماء كي يتقتالمع يعقوب.... وهذا يتناقض مع النص السابق الذي يقول: «لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي، لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ». وكذلك : "وَأَمَّا وَجْهِي فَلاَ يُرَى"!
جاء التناقض فيما يلي:
النصُ الأول: سفر الخروج إصحاح 33 عدد11
"ويكلم الرب موسى وجها لوجه كما يكلم الرجل صاحبه".
النصُ الثاني:مصارعة يعقوب للرب الذي نزل إليه في صورة إنسان، وبعد أن غلبه في المصارعة، بيّن أنه نظر اللهَ وجهًا لوجه؛ وذلك في سفر التكوين إصحاح32 عدد 30 "لأني نظرتُ الله وجهًا لوجه ونجّيتُ نفسي.


ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه على المعترضين وهو: أليس هذا تناقضا بين النصوص، فنص يقول الله لم يُرى وجه، فمن رأى وجهه يموت ، ونصان يقولان إن موسى ويعقوب شاهدا وجه الله وجهًا لوجه؟
ثم ألم يترك الربُّ عرشه في السماء وينزل إلى الأرض كي يكلم موسى، ويصارع يعقوب وبقى عرشه خاليًّا؟!

والأعجب من ذلك هو أن يسوع – بحسب معتقد المعترضين - مات على الصليب فمن كان يحكم السموات والأرض من على العرش بعد موت هذا الإله، وقد ترك عرشه خاليًّا....؟ لا تعليق !

كتبه / أكرم حسن مرسي
باحث في مقارنة الأديان