لقد جاء التشريع الإسلامي فهذَّب طباع الإنسان

وعدَّل سلوكه

وأعطاه حق الدفاع عن نفسه

ومنعه من العدوان على حقوق الآخرين

وارتفع به عن مستوى الانتقام إلى مستوى العفو

فقال تعالى:

{وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ . وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ . إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ .


كان الرسول يعلم أصحابه ويوجِّهَهُم فيقول لهم مربيًا ومعلمًا: «لا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ, وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ»

فالمسلم بطبيعة تربيته الاسلاميه التي تربى عليها من خلال القرآن الكريم وسُنة النبي عليه الصلاة والسلام يكره القتل والدماء

ومن ثَمّ فهو لا يبدأ أحدًا بقتال بل إنه يسعى بكل الطرق لتجنب القتال وسفك الدماء

ومع أن أهداف القتال في الإسلام كلها نبيلة

إلا أن رسول الله لم يكن متشوِّفًا أبدًا لحرب الناس

ولا مشتاقًا لقتلهم

وذلك على الرغم من بدايتهم للعدوان

وعداوتهم الظاهرة للمسلمين

وكان من أظهر الدلالات على ذلك أنه كان يدعوهم إلى الإسلام قبل القتال.

وهذا الخلق الرائع من اخلاق الإسلام التى لم تستبح الغدر بأحد قبل إعلامه

فجعل الدعوة قبل القتال لازمةً

وتلك قمة لم تسمُ إليها أمة من الأمم من قبل الإسلام أو بعده

فما زال أهل الأديان الأخرى يغدرون بعدوهم, ويتحينون فرصة ليبيدوه ويستحلُّوا حرماته

بينما لم يقاتل النبي قومًا قَطُّ إلا بعد أن دعاهم إلى الله تعالى


الحمد لله على نعمة الاسلام