بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله

عواقب الظلم

الحمد لله معز من أطاعه ومذل من عصاه، الحمد لله الذي له ملك السماوات والأرض، واحد أحد فرد صمد، يجير ولا يجار عليه.

نحمده ونشكره على نعمه التي لا تحصى، ونشهد أن لا إله في الأرض ولا في السماء إلا هو. خلق الأرض وقدر فيها أقواتها، وخلق الآدميين واستخلفهم فيها، وجعل لكل منهم نصيبا من الرزق لا يند عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، نشكره والشكر له على ما أنعم وقسم وقدر، ونشهد أن لا إله سواه، ونشهد أن محمدا عبده ورسوله إمام الأولين والآخرين، وسيد أهل الأرض أجمعين صلى الله وسلم وبارك عليه من نبي أدى الأمانة وبلغ الرسالة وجاهد في الله حق جهاده، وأتقاه حق تقواه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين.

أما بعد:
فيا أيها المسلمون المؤمنون اتقي الله ما استطعتم، واعلموا أنكم في هذه الحياة الدنيا مبتلون ومحاسبون ومجزيون، ولولا البلوى والحساب والجزاء لما كان لوجودكم على هذه الأرض معنى واعتبار. ولكنه حكم الله الذي أمضاه بعدله وحكمته في خلقه يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا يسأل عما يفعل وخلقه يسألون.

إنه منذ أن هبط آدم أبو البرية - عليه السلام - إلى هذا الكوكب الكوني، وتناسلت ذريته وانتشرت على هذه الأرض، وجميعهم ماض فيه حكم الله ما بين كافر ومؤمن ومنافق وملحد ومستقيم ومنحرف بعضهم لبعض عدو إلا المتقين.

وهذا الحكم جار عليهم وفيهم أفرادا وجماعات وأمما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا، ومصداق حكم الله قوله تعالى:
﴿ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ﴾ [البقرة: 36]. ومصداق حكم الله بالائتلاف والتحاب ووحدة الهدف والمصير بين عباده المتقين قوله تعالى: ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [البقرة: 38]. وقوله جل وعلا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128] أيها العباد المسلمون، يتساءل كثير من الناس اليوم - وبخاصة أولئك الذين لم يتعمقوا في دراسة التاريخ الإنساني والتاريخ الإسلامي بخاصة. ولم يتوسعوا في دروس الثقافة العامة، والثقافة الإسلامية بخاصة، بل لم يتدبروا المصدرين الشرعيين كتاب الله وسنة رسوله، يتساءل ويسألون عن واقع الأمة الإسلامية والعربية في حاضر: اليوم لم هذا التطاحن والتخالف والفرقة والشحناء؟ لم هذه الفتن الهوجاء التي ما إن ينطفئ أوار الفتنة الواحدة إلا ويعقبها ما هو أفظع وأشد وأخطر تحديا وسطوا وطغيانا وظلما؟ هل كان في تاريخ الأمم قبلنا مثل هذه المآسي الدامية والويلات المهلكة؟

ونقول لهؤلاء المتسائلين ولغيرهم من أفراد الأمة الإسلامية، نقول لهم عن واقع الأمم قبلنا وعن واقع الأمة الإسلامية المعاصرة:
إن الله سبحانه وتعالى ما ترك من أمة سبقت إلا وشرع لها دينا سماويا على أيدي رسل وأنبياء، كل رسول يبلغ أمته دعوة الله إلى عبادته وينذرهم ليستقيموا على شرعه الذي أرسله الله به. ﴿ وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ ﴾ [فاطر: 24] وكلما كذبت أمة رسولها أو ابتعدت عن منهج الله الذي سنه لها توالت عليها الفتن والمصائب، وأخذت بالبأساء والضراء وألوان التنكيل والعذاب.

وها هو القرآن الكريم أصدق الكتب وأزكاها يحدثنا عن مصائر الأمم السابقة ممن طغى وتجبر وكذب وحاد عن جادة الحق.

يحدثنا مصنفا هذه الأمم بحسب ظلمها وطغواها وتكذيبها، فيقول جل من قائل: يقول عن مصائر تلك الأمم السابقة المكذبة: ﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 40].

ويفصل النسق القرآني ذكر تلك الأمم الغابرة، وما حاق بكل أمة جزاء وفاقا فيقول في معوض آخر من سورة الذاريات: ﴿ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ * قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ * لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ ﴾ [الذاريات: 31 - 34] ويستمر السياق في ذكر الأمم وألوان جزائها فيقول من آي السورة نفسها: ﴿ وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ * فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ * وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ * مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ * وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ * فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ * فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ * وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴾ [الذاريات: 38 - 46]. هذا أخذ الله للأمم السابقة الكافرة المكذبة الظالمة.

أما الأمم في عالمنا المعاصر مسلمة كانت أو كافرة فما أكثر الإحن والمصائب والفتن والشحناء والفرقة فيما بين صفوفها! وما أكثر أصناف العذاب الذي تؤخذ بها! فهناك المجاعات والفقر والجهل والمرض وألوان الانتحار، وشن الغارات والحروب والفقر والتعدي والظلم والسطو لأتفه الأسباب. نلحظ هذه المآسي، وكلنا يدرك أن بعض البلدان الإسلامية لم تزل بمنجاة منها أو بعضها، ولو قسنا واقع بلادنا في هذه المملكة الإسلامية العامرة بواقع ما يجرى على صعيد كل أرض لوجدنا أن بلادنا ومجتمعنا لم يزل بمنجاة من هذه المآسي، وسيظل إن شاء الله على هذه الحال ما دام حكامه من أهله، وما دام سادته وقادته وبطنته وأفراد الرعية فيه كلهم يتلاحم مع حكامه في رفع لواء الإسلام وتطبيق شرع الله، وردع الصائل والظالم والمعتدي، وتنفيذ أحكام الله فيهم.

وقد يقول قائل:
لكننا في عالمنا الإسلامي لم نزل نعايش في بعض أوطانه حروبا طاحنة دامية كالذي يجري في أرض الأفغان، وكالذي يجري في لبنان وفلسطين، ومثل تلك الطامة الكبرى والفتنة الهوجاء التي فاجأتنا بها دولة مسلمة عربية متعدية في وضح النهار على دولة عربية إسلامية آمنة. فكيف المخرج من هذه الويلات ومن هذه الفتنة الساحقة بخاصة؟ تلك الفتنة التي تنذر بمصير مشئوم للعالم الإسلامي بأسره، لأن خيوطها فتلت لهذا الغرض، فليست لتوزيع الثروات وإنما هي لتوزيع الثورات وإشعال الفتن والقضاء على الإسلام والمسلمين.

هذه الفتنة أيها المسلمون المؤمنون لا يكفي في الحديث عنها وبسط أسبابها خطبة أو خطبتان، ولكن سأوجز القول عنها في الخطبة الثانية، وما أحوجني وأحوج كل مسلم إلى البسط والإطالة في الحديث عن هذا الحدث الجليل ليقف المسلمون صفا واحدا متجهين إلى الله في كل أرض أن يقطع دابر الذين ظلموا.

فليست فتنة هؤلاء الظالمين تشكل خطرا على أرض الكويت العربية الآمنة فحسب، وإنما تسعى إلى تقويض كل أرض يشهر فيها الأذان من ويعبد الله وحده، ولكن ﴿ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30].

بارك الله لي ولكم في كتابه الكريم، ونفعني وإياكم بما فيه من العظات وللتوجيهات والذكر الحكيم، ونصر بعدله وقوته عباده المسلمين. أقول هذا القول وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم من كل ذنب، فأنيبوا إليه واستغفروه إنه جواد كريم بر رؤوف رحيم.

الحمد لله الذي له ملك السماوات والأرض وهو على كل شيء قدير، نحمده سبحانه ونشكره، ونسأله المزيد من فضله وإنعامه. ونصلي ونسلم على رسوله محمد بن عبد الله إمام الأولين والآخرين، قدوتنا في كل ما نأتي ونذر، صلى الله وسلم وبارك عليه من نبي دعا للأمة، وجاهد في الله حق جهاده.

أما بعد:
فيا أيها الإخوة المؤمنون، اتقوا الله ما استطعتم، ولا تجعله للشيطان طريقا ينفذ منه إلى إفساد عقيدتكم، ويقطع ما أمركم الله بوصله، فهو عدو الأمة الإسلامية اللدود ومؤرث العداوات ومثير الفتن بين صفوفها، فحاربوه بالصبر والثبات والتزام أحكام الشريعة في كل شيء. واعلموا أن أعوانه يتربصون بكم الدوائر ليفسدوا ما أنتم عليه من صلاح وفلاح وأمن ورغد واستقرار بحجة التجديد في المخبر والمظهر والنظام. سبحان الله! متى اخلولق نظام الإسلام؟ وكيف ذلك؟ وهو النظام الشامل الشافي الكافي الذي قال عنه منزله جل وعلا: ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ [آل عمران: 19]، ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85].

أيها الأحباب في الله، ها قد سمعنا في شطر الخطبة الأولى مصائب الأمم التي سبقت وما جر عليها تكذيبها وتنكبها جادة الحق من ويلات وعذاب وتنكيل.

فحري بنا أن نقف وقفة المتأني لننظر في واقع المسلمين اليوم، وما جروه على أنفسهم وشعوبهم من مصائب وإحن وفتن وحروب دامية لا يعلم مداها إلا الله الذي له الحكم وله الملك وهو الواحد القهار. ما الذي جر الحروب على فلسطين المنكوبة طوال نصف قرن إلا قليلا؟ وما الذي أنشب الحروب الضروس في بقاع لبنان المسلمة قرابة أربع عشرة سنة؟ وما الذي جعل البلاد الإسلامية في الأفغان حربا مشتعلة لا هوادة فيها، لولا أن الله لم يزل مثبتا لأقدام المجاهدين فيها ومن ذا الذي أشعل الحرب الدامية بين دولتين مسلمتين متجاورتين أوارها من بغداد المسلمة وضرامها في طهران المسلمة التي كادت أن تصبح أثرا بعد عين؟ لولا الله ثم توسط الحكام المسلمين الأمناء على الأمة الإسلامية في هذا البلد في غيره من بلدان الإسلام التي تعبد الله لا غيره، ثم من ذا الذي باغت قطعة إسلامية درة في جبين الدهر، فحولها إلى صور كالأشباح وسلبها وانتهك محرمات أهلها على غرة منهم.

إنها دار الكويت لمحتي قوض بناءها وشرد أهلها وأحرق يابسها وأخضرها، نظام طاغوت العراق بلد الحضارة الإسلامية، تلك البلاد التي رزئت بصنائع الكفر في نظرتهم للحياة والأحياء وخالق الأحياء، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

عباد الله:
إنها فتنة عمياء ومحنة هوجاء لا هم لمشعليها إلا السطو والطمع، وتفريق صف الأمة الإسلامية بحجة توزيع الثروات، وإنها والله لتوزيع الثورات لتفريق الصف العربي والإسلامي.

إنها والله مكيدة وعداوة لأهل هذه الأرض، ومقدساتها وأرومتها وحكامها ومجتمعها المسلم، بغضا وحسدا وطغيانا وإثما مبينا.

ولكن يأبي الله إلا أن يحرس بيته وبيت نبيه وشريعته ونظام شريعته في هذه البلاد، وفي بلد إسلامي يشهر فيه: الله أكبر لا إله إلا الله محمد رسول الله.

مكيدة وحرب نارية نفسية حزبية طائفية، لا هم لمشعليها إلا الفتك بالعروبة والإسلام، ولكن الله معنا بحوله وقدرته. فانظروا إلى ما أحدثته من ويلات ودمار وتفريق الغرض منه تفكيك صف الأمة الإسلامية والعربية، لا هم لمشعليها إلا الأطماع الرخيصة وتمزيق وحدة الشمل.

فلسان حالها يقول لمشعلها:
يا بائع المجد في بغداد هل علمت
يداك ما أنفقت في البطش بالعرب
البيت تفجعه والمال تجمعه
فلا يغرنك ما جمعت من نشب
صف التآزر منا لن يفرقه
هول السلاح ولا التهويل في الخطب

وما دام الأمر كذلك - أيها الإخوة المسلمون - فإنه ينبغي، بل يجب على كل مسلم ومسلمة أن يقف عن هذه الفتنة العمياء موقف المسلم المؤمن المجاهد الصابر المحتسب، مستعملا كل قوة، وكل سلاح، وأول سلاح يجاهد به المسلم المؤمن هو سلاح الإيمان بالله وما شرع.

وها أنتم - ولله الحمد - مسلمون مؤمنون لم تفت هذه الفتنة في عضد واحد منكم، ولم تستطع أن تغير ما أنتم عليه وفيه أمن وصلة بالله.

والسلاح الثاني الذي ينبغي للمسلم أن يحمله في صدر عادية الشر والضلال، هو سلاح الكلمة الصادقة التي يصدرها العالم من محراب علمه، والأديب من عطائه، والمفكر من حصافة عقله ورأيه، والحاكم من حسن تدبيره وحكمته وبعد نظره.

وها أنتم من بقاع هذا البلد المسلم صدرتم الكلمة الطيبة من أروقة العلم، ومن منابر الفكر والأدب، ومن عمق السياسة الشرعية الحكيمة التي يرعاها إمام هذا البلد وولي عهده وبطانته، صدرتموها لتروي شجرة السلام ونادي إمامكم: إن للمجرة السلام لا تروى بالدم.

والسلاح الثالث الذي يتوجب على كل مسلم قادر أن يحمله هو قوة السلاح والعزم والتصميم والجهاد لتكون كلمة الله هي العليا.

وإن الله لناصركم بحوله وقوته: ﴿ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [الصافات: 173]، ﴿ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [الصافات: 173].

أيها المسلمون المؤمنون:
هناك أمور جانبية يعمل كل عدو لكم ولإسلامكم، يعمل على فتلها ودسها لتشغلكم عن الأهم، وهو الوقوف والصمود والثبات بكل قوة أمام كل عدو صائل جائر معتد.

من هذه الأمور حديث أبواق الإعلام المغرضة عن الصحوة الإسلامية، وعن الالتزام والملتزمين، ومن يكونون؟ وعن الحزبية والطوائفية، وعن السفور والتحضر. سبحان الله! إن الإسلام - أيها المؤمنون - كل لا يتجزأ إيمان قوي بإله واحد ونبي واحد ودين واحد، وإمام واحد وعدل ومشورة، صراط بين واضح كله التزام وعمل وتصميم. فالله الله أن يؤتى الإسلام عن قبلكم يا أبناء الإسلام.

فاللهم يا رب الأرباب، ويا مالك السبع الشداد. إنه قبل حملنا السلاح ها نحن نتجه إليك وحدك بالكلمة في فحواها اللينة الخاشعة في توجهها داعينك ضارعين إليك من خلاف قولك: ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60].

وها نحن في بيت من بيوتك ولا ساعة من نهار يوم من أيامك خاشعين لعظمتك ذليلين أمام جبروتك، مخبتين مرددين: اللهم بعزتك أعز الإسلام والمسلمين، ودمر الكفرة والملحدين والمعتدين. اللهم خذ أعداء دينك بقوتك التي لا تقهر، وسلط عليهم جنودك التي لا يعلمها إلا أنت.

اللهم فرق صفوفهم، وشتت شملهم واخضد شوكتهم. ولا تجعل منهم على الأرض ديارا فأنهم لا يعجزونك يا جبار السماوات والأرض. اللهم احفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، واحفظ إمام المسلمين وولي عهده وبطانته، وكن معهم لا عليهم، ومكن لهم في الأرض ما مكنت لعبادك الصالحين.

سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب إليك وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين. وأقم الصلاة، إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.
موقع الألوكة

الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، وهو أيضًا عبارة عن التعدي عن الحق إلى الباطل وفيه نوع من الجور؛ إذ هو انحراف عن العدل.

أنـواع الظـلم:

قال البعض: الظلم ثلاثة:

الأول ـ أن يظلم الناسُ فيما بينهم وبين الله تعالى:

وأعظمه الكفر والشرك والنفاق، ولذلك قال تعالى: {إن الشرك لظلم عظيم} (سورة لقمان:13)، وإياه قصد بقوله: {ألا لعنة الله على الظالمين} (سورة هود:18).

الثاني ـ ظلم بينه وبين الناس:

وإياه قصد بقوله: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} (سورة الشورى:40) ، وبقوله: {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ} (سورة الشورى 42) .

الثالث ـ ظلم بين العبد وبين نفسه:

وإياه قصد بقوله: {فمنهم ظالم لنفسه} (سورة فاطر:32)، وقوله على لسان نبيه موسى: {رب إني ظلمت نفسي} (سورة القصص:16)، وكل هذه الثلاثة في الحقيقة ظلم للنفس، فإن الإنسان في أول ما يهمُّ بالظلم فقد ظلم نفسه.

قال الذهبي: «الظلم يكون بأكل أموال الناس وأخذها ظلمـًا، وظلم الناس بالضرب والشتم والتعدي والاستطالة على الضعفاء»، وقد عده من الكبائر، وبعد أن ذكر الآيات والأحاديث التي تتوعد الظالمين، نقل عن بعض السلف قوله: «لا تظلم الضعفاء فتكون من شرار الأقوياء»، ثم عدد صورًا من الظلم منها: أخذ مال اليتيم ـ المماطلة بحق الإنسان مع القدرة على الوفاء ـ ظلم المرأة حقها من صداق ونفقة وكسوة ـ ظلم الأجير بعدم إعطائه الأجر. ومن الظلم البيِّن الجور في القسمة أو تقويم الأشياء، وقد عدها ابن حجر ضمن الكبائر.

وقد وردت النصوص تذم الظلم:

قال تعالى: {وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا} (سورة الكهف:59)، وقال سبحانه: {وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين} (سورة الزخرف:76)، وقال: {والله لا يحب الظالمين} (سورة آل عمران:57)، وقال: {ولا يظلم ربُك أحدًا} (سورة الكهف:49)، وقال: {وما ربك بظلام للعبيد} (سورة فصلت:46)، وقال: {ألا إن الظالمين في عذاب مقيم} (سورة الشورى:45)، والآيات كثيرة في القرآن الكريم تبين ظلم العبد لنفسه، وأن هذا الظلم على نوعين: الشرك، وهو أعظم الظلم كما بينا، والمعاصي، قال تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير} (سورة فاطر:32)، أما ظلم العبد لغيره بالعدوان على المال والنفس وغيرها، فهو المذكور في مثل قوله تعالى: {إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون فى الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم} (سورة الشورى:42).

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} » (رواه البخاري ومسلم).

وفي الحديث: «اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة» (رواه مسلم).

وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لأبي سلمة بن عبد الرحمن، وكان بينه وبين الناس خصومة: يا أبا سلمة اجتنب الأرض ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين» (رواه البخاري ومسلم).

وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تكونوا إمعة، تقولون: إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وَطِّنُوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا» (رواه الترمذي).

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تُقتل نفس ظلمًا إلا كان على ابن آدم كفل ـ نصيب ـ من دمها، لأنه كان أول من سنَّ القتل» (رواه البخاري ومسلم).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ها هنا ـ ويشير إلى صدره ثلاث مرات ـ، بحسب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه» (رواه مسلم).

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم»، وكان معاوية رضي الله عنه يقول: «إني لأستحي أن أظلم من لا يجد علي ناصرًا إلا الله»، وقال أبو العيناء: «كان لي خصوم ظلمة، فشكوتهم إلى أحمد بن أبي داود، وقلت: قد تضافروا عليَّ وصاروا يدًا واحدة، فقال: يد الله فوق أيديهم، فقلت له: إن لهم مكرًا، فقال: ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله، قلت: هم من فئة كثيرة، فقال: كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله».

وقال يوسف بن أسباط: «من دعا لظالم بالبقاء، فقد أحب أن يُعْصَى الله في أرضه».

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «لما كشف العذاب عن قوم يونس عليه السلام ترادوا المظالم بينهم، حتى كان الرجل ليقلع الحجر من أساسه فيرده إلى صاحبه».

وقال أبو ثور بن يزيد: «الحجر في البنيان من غير حله عربون على خرابه».

وقال غيره: لو أن الجنة وهي دار البقاء أسست على حجر من الظلم، لأوشك أن تخرب».

وقال بعض الحكماء: «اذكر عند الظلم عدل الله فيك، وعند القدرة قدرة الله عليك، لا يعجبك رَحْبُ الذراعين سفَّاكُ الدماء، فإن له قاتلاً لا يموت».

وكان يزيد بن حاتم يقول: «ما هِبْتُ شيئًا قط هيبتي من رجل ظلمته، وأنا أعلم أن لا ناصر له إلا الله، فيقول: حسبي الله، الله بيني وبينك».

وبكى عليٌّ بن الفضيل يومًا، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: أبكي على من ظلمني إذا وقف غدًا بين يدي الله تعالى ولم تكن له حجة.

ونادى رجل سليمان بن عبد الملك ـ وهو على المنبر ـ: يا سليمان اذكر يوم الأذان، فنزل سليمان من على المنبر، ودعا بالرجل، فقال له: ما يوم الأذان؟ فقال: قال الله تعالى: {فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين} (سورة الأعراف:44).

وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: «إياك ودمعة اليتيم، ودعوة المظلوم، فإنها تسري بالليل والناس نيام».

وقيل: إن الظلم ثلاثة: فظلم لا يُغفر، وظلم لا يُترك، وظلم مغفور لا يُطلب، فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله، نعوذ بالله تعالى من الشرك، قال تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} (سورة النساء:48)، وأما الظلم الذي لا يترك، فظلم العباد بعضهم بعضًا، وأما الظلم المغفور الذي لا يطلب، فظلم العبد نفسه.

ومر رجل برجل قد صلبه الحجاج، فقال: يا رب إن حلمك على الظالمين قد أضر بالمظلومين، فنام تلك الليلة، فرأى في منامه أن القيامة قد قامت، وكأنه قد دخل الجنة، فرأى ذلك المصلوب في أعلى عليين، وإذا منادٍ ينادي، حلمي على الظالمين أحلَّ المظلومين في أعلى عليين.

وقيل: «من سَلَبَ نعمةَ غيرِه سَلَبَ نعمتَه غيرُه»، ويقال: «من طال عدوانه زال سلطانه».

قال عمر رضي الله عنه: «واتقِ دعوة المظلوم، فإن دعوة المظلوم مستجابة».

وقال عليٌّ رضي الله عنه: «إنما أهلك من كان قبلكم أنهم منعوا الحق حتى استشرى، وبسطوا الجور حتى افتدى»، وقيل: «أظلم الناس من ظلم لغيره»؛ أي لمصلحة غيره.

وقال ابن الجوزي: «الظلم يشتمل على معصيتين: أخذ مال الغير، ومبارزة الرب بالمخالفة، والمعصية فيه أشد من غيرها، لأنه لا يقع غالبًا إلا بالضعيف الذي لا يقدر على الانتصار، وإنما ينشأ الظلم عن ظلمة القلب، ولو استنار بنور الهدى لاعتبر».

وقال ابن تيمية: «إن الناس لم يتنازعوا في أن عاقبة الظلم وخيمة، وعاقبة العدل كريمة»، ويروى: «إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة».

من أسـبـاب الظـلم:

( أ ) الشيطان: قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين} (سورة البقرة:208)، وقال: {استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون} (سورة المجادلة:19).

(ب) النفس الأمارة بالسوء: قال تعالى: { إن النفس لأمارة بالسوء} (سورة يوسف:53).

(جـ) الهوى: قال تعالى: {فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا} (سورة النساء:135)، وقال سبحانه: {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى} (سورة النازعات:40-41)، وقال جلَّ وعلا: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه} (سورة الكهف:28)، والآيات كثيرة في هذا الباب.

أسباب تعين على ترك الظلم وتعالجه:

1 ـ تذكر تنزهه عزَّ وجلَّ عن الظلم: قال تعالى: {من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد} (سورة فصلت:46)، وقال سبحانه: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة} (سورة النساء:40)، وقال: {وما الله يريد ظلما للعالمين} (سورة آل عمران:108).

2 ـ النظر في سوء عاقبة الظالمين: قال تعالى: {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا} (سورة مريم:71-72)، وقال سبحانه: {وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون} (سورة هود:117)، وقال: {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك إلا القوم الظالمون} (سورة الأنعام:47).

3 ـ عدم اليأس من رحمة الله: قال تعالى: {إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون} (سورة يوسف:87، وعن صفوان بن محرز قال: قال رجل لابن عمر رضي الله عنهما: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النجوى؟ قال: سمعته يقول: «يدنو المؤمن يوم القيامة من ربه حتى يضع عليه كنفه، فيقرره بذنوبه، فيقول: هل تعرف؟ فيقول: أي رب أعرف، قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وإني أغفرها لك اليوم، فيعطى صحيفة حسناته، وأما الكافر والمنافق فينادى بهم على رؤوس الخلائق: هؤلاء الذين كذبوا على الله» (رواه مسلم).

وحديث الذي قتل تسعة وتسعين نفسًا، والذي قال: «لئن قدر الله عليَّ ليعذبني عذابًا لا يعذبه أحدًا من العالمين» (رواه البخاري ومسلم)، وغيره شاهد على هذا المعنى.

4 ـ استحضار مشهد فصل القضاء يوم القيامة، قال تعالى: {وأشرقت الأرض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون} (سورة الزمر:68-70).

5 ـ الذكر والاستغفار: قال تعالى: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} (سورة آل عمران:135).

6 ـ كف النفس عن الظلم ورد الحقوق لأصحابها: فالتوبة النصوح أن يندم الإنسان بالقلب ويقلع بالجوارح، وأن يستغفر باللسان، ويسعى في إعطاء كل ذي حق حقه، فمن كانت لأخيه عنده مظلمة، من مال أو عرض، فليتحلل منه اليوم، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إلا الحسنات والسيئات، كما صح بذلك الخبر.

بعض آثار الظلم ومضاره:

الظلم يجلب غضب الرب سبحانه، ويتسلط على الظالم بشتى أنواع العذاب، وهو يخرب الديار، وبسببه تنهار الدول، والظالم يُحْرَمُ شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم بجميع أنواعها، وعدم الأخذ على يده يفسد الأمة، والظلم دليل على ظلمة القلب وقسوته، ويؤدي إلى صغار الظالم عند الله وذلته، وما ضاعت نعمة صاحب الجنتين إلا بظلمه، {ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا} (سورة الكهف:35-36)، وما دمرت الممالك إلا بسبب الظلم، قال تعالى: {فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين} (سورة الأنعام:45)، وقال تعالى عن فرعون: {فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين} (سورة القصص:40)، وقال عن قوم لوط: {فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد} (سورة هود:82-83).

وأهلك سبحانه قوم نوح وعاد وثمود وأصحاب الأيكة، وقال: {فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} (سورة العنكبوت:40)، وندم الظالم وتحسره بعد فوات الأوان لا ينفع، قال تعالى: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا} (سورة الفرقان:27).

والظلم من المعاصي التي تعجل عقوبتها في الدنيا، فهو متعدٍ للغير وكيف تقوم للظالم قائمة إذا ارتفعت أكف الضراعة من المظلوم، فقال الله عزَّ وجلَّ: «وعزَّتي وجلالي لأنصُرنَّكِ ولو بعد حين».

فاتق الله وأنصف من نفسك، وسارع برد المظالم لأصحابها، من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله.

قال أبو العتاهية:

أمــا والله إن الظلـم لـؤم ومازال المسيئ هو الظلوم

إلى ديـان يـوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصـوم

ستعلم في الحساب إذا التقينا غـداً عند الإله من الملـوم

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الشبكة الإسلامية