القرأن وحقائق التاريخ

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

لمسات بيانية الجديد 10 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على مقطع خالد بلكين : الوحي المكتوم المنهج و النظرية ج 29 (اشاعة حول النبي محمد) » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | قالوا : ماذا لو صافحت المرأة الرجل ؟ » آخر مشاركة: مريم امة الله | == == | () الزوجة الصالحة كنز الرجل () » آخر مشاركة: مريم امة الله | == == | مغني راب أميركي يعتنق الإسلام بكاليفورنيا » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الإعجاز في القول بطلوع الشمس من مغربها » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الكاردينال روبيرت سارا يغبط المسلمين على إلتزامهم بأوقات الصلوات » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | لمسات بيانية الجديد 8 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على شبهة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنهما بعمر السادسة و دخوله عليها في التاسعة » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | المصلوب بذرة ( الله ) ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

القرأن وحقائق التاريخ

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: القرأن وحقائق التاريخ

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    110
    آخر نشاط
    01-01-2012
    على الساعة
    01:20 AM

    افتراضي القرأن وحقائق التاريخ

    في حقائق التاريخ

    10/ 1 المنهج التاريخي:

    حث القرآن الكريم البشر مرارا وتكرارا على السير في الأرض والترحال، لاستكشاف آثار الأمم السابقة استقراء للتاريخ وسنن الله فيه، وهو نهج لم يتوصل إليه علم التاريخ إلا في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، باكتشاف آثار طروادة وحجر رشيد، فانفتحت للبشرية أبواب المعرفة التاريخية، وتأمل الآيات:

    ) وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلاَلَةُ فَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ( [النحل: 36[.

    ) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ( [الروم: 9].

    ) وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلاَ تَعْقِلُونَ( [يوسف: 109[.

    ) وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ. وَبِاللَّيْلِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ( [الصافات: 137، 138]([1]).

    وانظر أيضا آيات: آل عمران: 137، الأنعام: 11، النمل: 69، الروم: 42، فاطر: 44، غافر: 82.



    10/2 التاريخ الطبيعي:

    كذلك تعتمد دراسة التاريخ الطبيعي، أي دراسة تاريخ تطور الطبقات الجيولوجية للأرض، وتاريخ الحياة على وجهها وفي بحارها؛ تعتمد على التنقيب في أنحاء الأرض بحثاً عن الحفريات القديمة وفحصها وتحليلها بالوسائل العلمية، كالفحص المجهري والتأريخ بالكربون المشع وغيرها، مصداقا للآية التي تربط بين قدرة الله في نشأة الخلق أول مرة وفي إعادته مرة أخرى يوم القيامة.

    ) قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( [العنكبوت: 20] ([2]).



    10/3 فرعون موسى:

    اندثر التاريخ الحافل لقدماء المصريين بانتهاء ما يسمى بالأسرة الحديثة، وتتابع الغزو اليوناني ثم الروماني، وأسدل التاريخ ستاره على أخبار ذلك الزمان مع ما ابتلعته أطلال المدن وحريق مكتبة الإسكندرية وغير ذلك من عوامل الدهر، عدا ما بقي من روايات في بعض المخطوطات المتناثرة كتاريخ هيرودوتس، وظل التاريخ سرا مغلقا مدونا في أعماق المقابر الفرعونية وعلى جدران بقايا المعابد والمسلات، بلغة لم تفك طلاسمها إلا مع بدايات القرن التاسع عشر عقب اكتشاف حجر رشيد، ثم في بدايات القرن العشرين باكتشاف مومياوات الفراعنة ـ وما يصحبها من كنوز دفينة، وهنالك عرف العالم أيضا مدى حرص الفراعنة على تحنيط جثثهم وخاصة جثث الملوك والعظماء، ظنا منهم أن ذلك يضمن لهم البعث والخلود . لقد كشف ذلك التاريخ عن إعجاز آخر للمعارف القرآنية التي أكدت في وحي الخالق العليم أن جثة فرعون موسى قد بقيت سالمة بعد هلاكه غرقا في مطاردة نبي الله موسى عليه السلام وأتباعه من بني إسرائيل:

    )وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوإِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ. آلآنَ وَقَدْعَصَيْتَ قَبْل وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ. فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ( [يونس: 90 ـ 92] ([3]).

    ولا ريب أن جثة الفرعون قد انتشلت بعد انتهاء المطاردة واندحار جيش فرعون لتحنط مع مومياوات أسلافه، والتي اكتشفها الكشوف الأثرية واحدة بعد الأخرى.

    ترجح الدراسات التاريخية أن فرعون الخروج هو أمنفتاح (أو مرنبتاح) الذي كان عصره بين عامي 1231ـ 1220 قبل الميلاد، والذي ترقد مومياؤه في المتحف المصري بالقاهرة، وهناك آراء أخرى تميل إلى كون فرعون الخروج تحتمس الثالث (1501 ـ 1447 قبل الميلاد)، وأيا كان الفرعون فالمومياء قد حنطت وبقيت لتكون عبرة للأجيال، ولم يكن أحد يعرف أن جثث الفراعنة كانت تحنط وأنها ستظهر كلها إلى النور في الزمان البعيد، وذلك أبلغ برهان على صدق القرآن العظيم.



    10/ 4 التوراة والإنجيل:

    أوحى الله تعالى إلى نبيه الأمي بآيات تؤكد ضياع وإخفاء مصادر الكتب السماوية السابقة، وتحريف أحكامها، وتحويرها وتعديلها بأيدي الأحبار والرهبان،: قال تعالى:

    )أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ( [البقرة: 75].

    ) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ( [البقرة: 79].

    )الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ( [البقرة: 146].

    )إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ( [البقرة: 159].

    )إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ( [البقرة: 174].

    )ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ(

    [البقرة: 176].

    )إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ( [آل عمران: 19].

    )يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ(

    [آل عمران: 71].

    )وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ( [آل عمران: 78] ([4]).

    )كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ( [آل عمران: 93].

    )وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ( [آل عمران: 187].

    )مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاًا ([النساء: 46].

    )يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ( [المائدة: 15].

    )يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا ءَامَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ ءَاخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ( [المائدة: 41].

    )وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ( [الأنعام: 91].

    )اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ( [التوبة: 31] ([5]).

    وقد ألقى البحث التاريخي الحديث الأضواء على تطور نصوص العهد القديم والجديد، والتي تختلف اختلافا بينا عن النصوص الأصلية لكل من التوراة العبرية والإنجيل الآرامي، والتي لا يعرف لها أثر أو مكان، ولم تبدأ كتابة النصوص الحالية للتوراة إلا بعد رحيل موسى بأكثر من ألف عام، وتضم -التوراة- ـ إلى جانب ما بقي من وصايا موسى ـ التراث الشعبي والتاريخي والقضائي لبني إسرائيل عبر الأجيال، وأصبح من العسير وصفها بأنها -كتاب سماوي-، أما الإنجيل (العهد الجديد) فيضم أربع أناجيل باسم متى ومرقس ولوقا ويوحنا، ويعتقد أنها كتبت خلال القرن الثاني بعد رحيل المسيح عليه السلام، ويشك المؤرخون كثيرا ـ كما جاء في دائرة المعارف البريطانية ـ في نسبة هذه الأناجيل إلى أصحابها، وهذه الأناجيل في صياغتها إنما هي سرد لحياة عيسى عليه السلام، وقد حفلت فيما بينها باختلافات بينة، لا شك مرجعها إلى أن من كتبوها بشر مختلفون؛ في أزمان وأمكنة مختلفة، ثم جرت عليها الأيدي بالتعديل على مدى العصور، ولا يتسع المجال هنا لحصر وسرد هذه الاختلافات، سواء بين الأناجيل الأربعة بعضها البعض وأحياناً بين إصحاحات نفس الإنجيل، وكذلك العبارات والروايات التي تتعارض مع المنطق، مما لا يتسع له مجال هذا البرهان، وبينتها دراسات النصوص المسيحية المعتمدة (انظر المراجع)، ولكنا نذكر منها كمثال رئيسي بارز ما يتعلق بمولد المسيح وما يتعلق بقصة صلبه.

    تناول كل من إنجيل متى وإنجيل لوقا نسب عيسى من جهة أبٍ هو يوسف النجار خطيب السيدة مريم العذراء، بينما المسيح عليه السلام ـ مثله كمثل أبينا آدم عليه السلام ـ لا أب له، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى تختلف سلسلة النسب اختلافاً شبه تام بين روايتي متى ولوقا.

    كذلك حفلت روايات صلب وقيام المسيح بتناقضات بين الأناجيل الأربعة، ولم يشهد الحواريون صلب المسيح ولم ينقل عن أي منهم رواية قاطعة، ومن أبرز ما يتضح من تحليل رواية الأناجيل ـ طبقاً لرواية إنجيل يوحنا ـ أن من ظنوه عيسى؛ عندما أنزلوه من الصليب على عجل قبل عطلة السبت؛ كان حيا بدليل العبارة الآتية:

    (وأما يسوع فلما جاءوا إليه ليكسروا ساقيه لأنهم رأوه قد مات، لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دم وماء ـ يوحنا 19/ 33ـ 34)، وهذه الرواية تتناقض مع ما جاء في بقية الأناجيل عن مشهد الصلب.

    ومن ناحية أخرى عندما التقى عيسى عليه السلام بحوارييه بعد محاولة الصلب كان بشرا حيا؛ ولم يكن روحا آتية من العالم الآخر، ولكي يؤكد لهم ذلك ـ بنص الأناجيل ـ ويطمئنهم جاء في إنجيل لوقا: (فجزعوا وخافوا وظنوا أنهم نظروا روحا فقال لهم: ما بالكم مضطريين ولماذا تخطر أفكار في قلوبكم، انظروا يدي ورجلي إني أنا هو، جسوني وانظروا فإن الروح ليس له لحم وعظام كما ترون لي، وحين قال هذا أراهم يديه ورجليه، وبينما هم غير مصدقين من الفرح ويتعجبون قال لهم أعندكم هاهنا طعام فناولوه جزءا من سمك مشوي وشيئا من شهد عسل فأخذ وأكل قدامهم ـ لوقا 24/ 37ـ 43).

    أما قصة قيامة المصلوب من قبره بشهادة مريم المجدلية، فروايات الأناجيل الأربعة هي أربع روايات مختلفة عن بعضها، لا تتفق فيها رواية مع الأخرى، كما يظهر بمقارنة الإصحاحات:

    متى 28، مرقس 16، لوقا 24، يوحنا 20.

    وصدق الله العظيم في كتابه الكريم:

    )وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا. وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا. بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(

    [النساء: 156ـ 158].

    ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا قومه (ولا أتباعه من السلف الصالح لبضع قرون على الأقل) يعرفون تفاصيل ما أكده القرآن الكريم وإلا لتناولها صلى الله عليه وسلم في حديثه للرد على أهل الكتاب، ومن المعروف أيضا أنه لم تظهر نسخة عربية من الكتاب المقدس (التوراة والأناجيل) إلا حوالي القرن العاشر الميلادي.



    10/5 محمد بشارة موسى وعيسى:

    كشف القرآن عما كان مستورا في نصوص التوراة والإنجيل عن التبشير ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم خاتما للمرسلين، قال تعالى:

    )وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ ءَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ( [آل عمران: 81].

    )الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ( [الأعراف: 157]([6]).

    )وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ. أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ( [الشعراء: 196، 197] ([7]).

    )قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ( [الأحقاف: 10].

    )وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلاَءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الْكَافِرُونَ. وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ( [العنكبوت: 47، 48].

    )وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ( [الصف: 6].

    لم يكن النبي يعرف من هذه النصوص شيئا، ولو عرفه لأعلنه للملأ، وكما أوضحنا ـ كما ثبت تاريخيا ـ لم تكن ثمة ترجمة عربية لا للعهد القديم ولا العهد الجديد وقت نزول القرآن وبعده بعدة قرون؛ وإلا أثبتها أو أشار إليها التراث العربي الزاخر.

    أولا ـ في العهد القديم (التوراة):

    أ ـ تتضح هذه النبوءات جلية في سفر التثنية من العهد القديم الذي جاء فيه أن رسالة التوحيد ستظهر في أمة أخرى، وأن نبيها سيكون من أبناء عمومتهم:

    (يقيم لك الرب إلهك نبيا من وسطك من إخوتك مثلى له تسمعون ـ تثنية 15/ 8).

    وجاء في سفر التثنية أيضا:

    (أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به ـ تثنية 18/ 18).

    والذي يدل على أن النبي المنتظر من أبناء إسماعيل قوله: -من إخوتكم- أي من أبناء إسماعيل لا أبناء إسحاق وإلا لكان يقال -نبي منكم أو من ذريتكم- وأنه سيكون نورا صادرا من جزيرة العرب:

    (وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته فقال: جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبل فاران (تثنية 33/1ـ 2).

    وفاران اسم قديم لمكة، والتي ـ بنص التوراة ـ أتى إليها إبراهيم عليه السلام بزوجه هاجر وابنه إسماعيل:

    (فبكى إبراهيم صباحا وأخذ خبزا وقربة ماء وأعطاها لهاجر . . . وكان الله مع الغلام فكبر . . . وسكن في برية فاران - تكوين 21/ 20ـ 21).

    ومثله في نبوءة أشعياء:

    (وحي من جهة بلاد العرب في الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الددانيين، هاتوا ماء لملاقاة العطشان ياسكان أرض تيماء وافوا الهارب بخبزه، فإنهم أمام السيوف قد هربوا، من أمام السيف المسلول، ومن أمام القوس المشدودة، ومن أمام شدة الحرب ـ أشعياء 21/ 13ـ 15).

    وكذلك إشارته في (أشعياء/ 42ـ 11) إلى بلاد قيدار:

    (غنوا للرب أغنية جديدة لتسبيحة من أقصى الأرض، أيها المنحدرون في البحر وملؤه والجزائر وسكانها، لترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار، لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال ليهتفوا، ليعطوا الرب مجدا ويخبروا بتسبيحه في الجزائر ـ أشعياء 42/ 10 ـ 12).

    وقيدار هو ابن إسماعيل الذي ذكر أيضا باسمه في (التكوين 25/ 13). كما تشير عبارات (أشعياء 42/ 11) أيضا إلى مَنْ ينشدون من قمم الجبال تسبيحا لله: إشارةً إلى التلبية أثناء الحج بعرفة ومنى والمزدلفة، للآتين من أقصى الأرض والمنحدرين في البحر والجزائر وسكانها!

    ب ـ وأنه أمي لا يعرف الكتابة:

    (أو يدفع الكتاب لمن لا يعرف الكتابة ويقال له اقرأ هذا فيقول لا أعرف الكتابة ـ أشعياء 29/ 12).

    أي أنه لن يأتي بكلام من عنده بل سيردد ما يوحَى إليه مصداقاً للآيات:

    )وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ( [الشورى: 52].

    )وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إلاَّ وَحْيٌ يُوحَى. عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى. ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى. وَهُوَ بِالْأُفُقِ الأَعْلَى. ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى. فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى. فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ( [النجم: 3ـ 10].

    )لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ. إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ. فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ. ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ( [القيامة: 16ـ 19] ([8]).

    )كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ( [الرعد:30].

    )وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ( [العنكبوت: 48].

    )قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُبِينٌ( [الأحقاف: 9].

    جـ ـ وأنه سيكون مثل موسى، كما جاء في سفر التثنية من العهد القديم:

    (أقيم لهم نبيا من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصى به ـ تثنية 18/ 18).

    أي صاحب رسالة جديدة للعالمين خلافا لعيسى عليه السلام، الذي كانت رسالته خاصة ببني إسرائيل، لتصحيح ما حرفوه من تعاليم موسى:

    )قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا( [الأعراف: 158].

    )وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ(

    [سبأ: 28].

    بينما جاء في الأناجيل على لسان عيسى:

    (لا تظنوا أني جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء، ما جئت لأنقض بل لأكمل - متى 5/ 17).

    (فأجاب وقال: لم أُرْسَل إلا إلى خراف بني إسرائيل الضالة ـ متى 5/ 24).

    (هؤلاء الإثني عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلا: إلى طريق أمم لا تمضوا وإلى مدينة للسامريين لا تدخلوا، بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة ـ متى 10/ 5 ـ 6).

    كذلك تزوج موسى وقاد بني إسرائيل وأتى بشرائع وأحكام عملية، مثله في ذلك مثل محمد e، وما كان ذلك شأن عيسى.

    د ـ وأنه سينطق باسم الله، كما ذكر أيضاً في سفر التثنية:

    (ويكون أن الإنسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي أنا أطالبه ـ تثنية 18/ 19).

    وكل سور القرآن (عدا براءة) تبدأ بالبسملة، والمسلم يردد -بسم الله الرحمن الرحيم- مراراً في كل صلاة، ويبدأ بها كل عمل!

    ثانيا ـ في أناجيل العهد الجديد:

    أما الإنجيل فقد أتى ببشارة محمد بوصفه –المعزى- في النص العربي المتداول، وهو المقابل لكلمة Comforter الإنجليزية ، وكلاهما مترجم عن كلمة "باراكليتوس" اليونانية في الترجمة اليونانية للإنجيل:

    (لكني أقول لكم الحق أنه خير لي أن أنطلق، لأنه لم أنطلق لا يأتيكم المعزى، ولكن إن ذهبت أرسله إليكم ـ يوحنا 16/ 7).

    (إن لي أمورا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن، وأما متى جاء ذلك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به ويخبركم بأمور آتية ـ يوحنا 16/ 12ـ 13).

    وقد أثبت البحث في أصل كلمة -باراكليتوس- أنها مأخوذة من العبرية -بيرقليط- بمعنى المحامي أو المدافع، وقد بين البحث في تاريخ اللغة أن هجاء هذه الكلمة في العبرية القديمة يطابق هجاء كلمة -بارقليط- التي تعني بالعبرية -المستوجب للحمد أو المحمود أو المحمد-، إذ لم تكن حروف المد بعد مستخدمة في الكتابة العبرية قبل القرن الخامس الميلادي.

    كما أكدت نصوص الأناجيل (النص السابق: يوحنا 16/ 12 ـ 13) أن الرسول لن ينطق من تلقاء نفسه، بل سيبلغ ما يوحى إليه (وانظر: أولا ـ ب أعلاه)، وأنه سيأتي بعد رحيل عيسى (كما في يوحنا 16/ 7 أعلاه)، وأن رسالته ستنطلق من أمة أخرى غير بني إسرائيل:

    (قال لهم يسوع: أما قرأتم قط في الكتب، الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية، من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في أعيننا، لذلك أقول لكم إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تحمل أثماره ـ متى 21/ 42ـ 43).



    10/ 6 أهل الكهف:

    في كشوف أثرية حديثة، عثر على كهف بمنطقة "الرقيم" التي تبعد سبعة كيلومترات عن عَمَّان، وهي المشار إليها في الآية:

    )أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا( [الكهف: 9] ([9]).

    وقد وجدت بجدران الكهف عبارات التوحيد، محفورة بلغات قديمة .

    تصميم فتحات الكهف يحقق ما جاء بالآية التالية عن حماية منتصفه من نفاذ أشعة الشمس، سواء من المشرق أو من المغرب:

    )وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا( [الكهف: 17].

    وفي قصة أهل الكهف آية علمية أخرى، هي -الضرب على الآذان- بمعنى تعطيل حاسة السمع، حتى يستمر نومهم الطويل، إذ أن السمع هو الحاسة الوحيدة التي تعمل أثناء النوم:

    )فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا( [الكهف: 11].

    و من آيات هذه القصة كذلك: الإشارة إلى التقليب المستمر لأهل الكهف يمنة ويسرة أثناء نومهم الطويل، آية أخرى من آيات الإعجاز، فقد أثبت علماء طب الجلد أن النوم الطويل يؤدي إلى قرح الفراش، وانسداد الأوردة الدموية؛ والضغط على أعصاب القدمين، ومن هنا يبدو إعجاز القرآن في الإشارة إلى اللطف الإلهي بتقليبهم طوال نومهم الطويل:

    )وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا( [الكهف: 18[.



    ([1]) بالبحر الميت وهو مكان الهالكين من قوم لوط (أيسر التفاسير).

    ([2]) ترى هنالك في الأرض ما يدل على النشأة الأولى. . . كالحفريات التي يتتبعها بعض العلماء اليوم ليعرفوا منها خط الحياة، كيف نشأت ؟ وكيف انتشرت ؟ وكيف ارتقت؟ . . . وكيف وجد فيها أول كائن حي، ويكون ذلك توجيها من الله للبحث عن نشأة الحياة الأولى، والاستدلال بها عند معرفتها على النشأة الآخرة (الظلال)، تحث على السير في الأرض ليكشفوا عن كيفية بدء خلق الأشياء من حيوان ونبات وجماد، فإن آثار الخليقة الأولى منطبعة بين طبقات الأرض وعلى ظهرها، وهي لذلك سجل حافل بتاريخ الخليقة منذ بدئها حتى الآن (المنتخب).

    ([3]) يظهر أن الآية الكريمة تشير إلى أن جسم فرعون سيبقى محفوظا ليراه الناس (منذ) . . . في أواخر القرن ال13 قبل الميلاد الأسرة 19 (يعتقد أنه) منفتاح بن رمسيس (المنتخب).

    ([4]) وانظر مصداق ذلك أيضاً في كتاب: القرآن معجزة المعجزات لأحمد ديدات، في ذكره لطبعات حديثة من الإنجيل برسم القرآن، ونظام السور والآيات فيه، وكذلك ما جاء في الوقائع المنشورة لمؤتمر التنصير العالمي، بكلورادو 1986.

    ([5]) سئل حذيفة رضي الله عنه عن قول الله تعالى: ] اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ [ هل عبدوهم؟ قال : لا ولكن أحلوا لهم الحرام فاستحلوه وحرموا عليهم الحلال فحرموه.

    ([6]) قال كعب في ذكر صفاته (صلى الله عليه وسلم) في التوراة: مولده مكة وهجرته بطابة وملكه بالشام، وأمته الحمّادون يحمدون الله على كل حال. . . إلا أن قال: يصلون حيثما أدركتهم الصلاة، صفهم في الصلاة كصفهم في القتال.

    ([7]) كعبد الله بن سلام فقد قال: والله إني لأعلم أن محمدا رسول أكثر مما أعلم أن فلانا ولدي (أيسر التفاسير).

    ([8]) كان رسول الله e يعالج من التنزيل شدة، فكان يحرك لسانه وشفتيه مخافة أن ينفلت منه يريد أن يحفظه، فأنزل الله الآية . . . قال ابن عباس : فكان رسول الله e بعد ذلك إذا أتاه جبريل عليه السلام أطرق واستمع، فإذا ذهب قرأه كما وعد الله عز وجل (الصفوة)، كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا نزل عليه القرآن يحرك به لسانه يريد أن يحفظه، فأنزل الله تعالى . . . الآية . . . رواه الترمذي (أيسر التفاسير).

    ([9]) ذهب معظم المفسرين ـ قبل اكتشاف المنطقة ـ إلى أن الرقيم هو لوح كان مكتوبا فيه أسماء أهل الكهف وأنسابهم وقصتهم.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    190
    آخر نشاط
    10-02-2015
    على الساعة
    06:23 PM

    افتراضي

    لديك العديد لتقدمه يا وليد شكرا لك اخى

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    9
    آخر نشاط
    16-06-2006
    على الساعة
    10:11 PM

    افتراضي مشاركة: القرأن وحقائق التاريخ

    بارك الله فيك على هذا الموضوع الرائع

    وجعله في ميزان حسناتك
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

القرأن وحقائق التاريخ

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. حقائق حول القرأن الكريم( سرعة الضوء) حقيقة علميةكرت في القرأن الكريم
    بواسطة الزهراء حبيبتي في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-02-2010, 10:37 AM
  2. كتاب: المسيح وحقائق الحكمة الإلهية، و كتب الشيخ رفاعي سرور
    بواسطة وا إسلاماه في المنتدى منتدى الكتب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-05-2008, 04:29 PM
  3. حفظ القرأن
    بواسطة أبوشقرة في المنتدى منتديات الدعاة العامة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-01-2008, 06:52 PM
  4. شفرة دافنشي بين الخيال وحقائق التاريخ
    بواسطة Ahmed_Negm في المنتدى المخطوطات والوثائق المسيحية والكتب الغير قانونية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 31-05-2006, 02:55 AM
  5. إكراه المسلمات على الردة سيناريو مكرر وحقائق غائبة وردود معلبة
    بواسطة zahya في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 03-05-2005, 11:51 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

القرأن وحقائق التاريخ

القرأن وحقائق التاريخ