القصص في القرآن الكريم
القرآن الكريم كتاب أنزله الحقّ عزّ وجلّ نور وهداية للناس وليس كتاب أخبار وقصص وعلوم مع أنّه يحتوي على الأخبار والقصص والعلوم . قال الله عزّ وجلّ :
" ما فرّطنا في الكتاب من شيء " ( الأنعام 38 )
فالأخبار والأنباء الغيبية الماضية والحاضرة والمقبلة في القرآن الكريم هي إعجاز للقرآن الكريم كونه من عند الله تعالى . قال الله عزّ وجلّ :
" تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك " ( هود 49 )
والنظريّات العلمية التي توصّل إليها البشر في الحاضر والتي أصبحت بمثابة قوانين مسلّم بها لها إشارات ودلالات قرآنية تصدّى لها كثير من العلماء تحت عنوان الإعجاز العلمي في القرآن الكريم . أمّا بالنسبة للقصص في القرآن الكريم فلم ترد قصة كاملة غير قصة يوسف وهي حقيقة من أجمل القصص في التاريخ البشري . قال الله عزّ وجلّ :
" نحن نقصّ عليك أحسن القصص " ( يوسف 3 )
وهذه القصّة هي حكاية أولاد النبي يعقوب عليه السلام الذين هم بني إسرائيل . قال الله تعالى :
" إنّ هذا القرآن يقصّ على بني إسرائيل أكثر الذي فيه يختلفون " ( النمل 76 )
أمّا القصص الأخرى في القرآن الكريم فلم ترد كاملة بل جاءت على شكل مشاهد ولقطات من القصّة الواحدة على أوجه مختلفة ، ظن بعض الناس الذين ليس لديهم رسوخ في العلم أنّ هناك تكرار في القرآن الكريم للقصّة الواحدة ، بل الهدف من هذه اللقطات في القصّة هو العبرة والتفكّر . قال الله عزّ وجلّ :
" لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب " ( يوسف 111 )
" فاقصص القصص لعلّهم يتفكّرون " ( الأعراف 176 )
والهدف الأكبر في الحقيقة من هذه المشاهد واللقطات في القصص القرآنية هو تسلية وتثبيت لفؤاد النبي صلّى الله عليه وسلّم الذي كان يعاني من أعباء نقل الرسالة السماويّة الشاملة والأخيرة لبني البشر . قال الله تعالى :
" وكلاً نقصّ عليك من أنباء الرسل ما نثبّت به فؤادك " ( هود 120 )

من كتاب خواطر علمية لمؤلّفه
محمد صفوح الموصللي
دمشق