بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

يعتقد المؤمنون الموحّدون بأن القدر كلّه من الله عزّ وجل: خيرِه وشرّه، فكلّ شيءٍ بقضاءٍ وقدر، سواءٌ ما ارتآه الناس خيراً، أو ما اعتبروه شرّاً، ولا يخرج حدثٌ من أحداث الكون عن منظومة القضاء والقدر، وإلا لكان لزاماً أن يقع شيءٌ في الكون دون إرادة الله سبحانه وتعالى الشاملة، ومشيئته النافذة.

إذا كان الأمر كذلك، فإن سؤالاً مهماً وملحّاً يتعلّق بالموضوع، ويرد في الأذهان بين الحين والآخر، ويقول هذا السؤال: إذا كان يقع في الكون شرورٌ وأمورٌ لا تُحمد، فهل يجوز لنا أن ننسبها إلى الخالق جلّ وعلا؟ أو أن نجوّز القول بأن في أفعاله –والعياذ بالله- شرّ؟

في الحقيقة هذه المسألة في غاية الدقّة، تحتاج إلى استيعابٍ لتفاصيلها، وإدراكٍ لمضامينها، وموطن الحقّ فيها، فإن أقواماً زلّوا بسببها، حتى أدى بهم نفيهم للشرّ بإطلاقٍ إلى القول بأن العباد الذين يفعلون أفعال السوء –وكلّ الناس يقعون في الزلل والخطأ ولا بد- خالقين لأفعالهم!، وقالوا: " إنه لا يخلق أفعال العباد، ولا يشاء كل ما يكون؛ لأن الذنوب قبيحة، وهو سبحانه لا يفعل القبيح" فأوصلهم نفي تقدير هذه الأمور إلى جعل العباد خالقين لأفعالهم، ولا يخفى ما لهذا القول من منافاةٍ لمقتضى تفرّد الله تعالى بالربوبيّة والخالقيّة.

وللجواب عن مسألة "نسبة الشر إلى الله تعالى" وبيان الحكم فيها، علينا أن نستحضر كمال الله تعالى وحسن صفاته وأفعاله، فمن أسمائه: القدّوس، وهو المعظم المنزّه عن صفات النقص كلها، وكذا اسمه: السلام، وهو السالم من كل نقص، ووجه ذلك كما يقول ابن القيم: سلامته سبحانه من كل عيب ونقص من كل وجه، فهو السلام الحق بكل اعتبار، فهو سبحانه سلامٌ في ذاته ، وسلامٌ في صفاته ، وسلام في أفعاله من كل عيب ونقص، وشر وظلم، وفعلٍ واقع على غير وجه الحكمة، بل هو السلام الحق من كل وجه وبكل اعتبار.

وإذا كانت متعلّقات القضاء والقدر كما هو معلوم: علمه سبحانه، وكتابته لما علمه، ومشيئته، وخلقه، فليس في ذلك كلّه شرّ، بل هي خيرٌ محض؛ لأنها كلّها تعتبر من أفعال الله جلّ جلاله، وأفعاله كلّها كمال من كلّ الوجوه، ليس فيها شائبة نقص، فلا يمكن أن يكون فيها ظلمٌ أو سوء أو غيرها من أوجه النقص.

ولأن كلّ أوصافه سبحانه وتعالى أوصاف كمال، وكل أفعاله حكمة ومصلحة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤكّد تقرير هذه المسألة في صلواته، فقد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان يقول في دعاء الاستفتاح: (لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، والشرّ ليس إليك) رواه مسلم في صحيحه.

وبمقتضى الحديث السابق فإن أفعال الله متمحّضةٌ بالخيريّة، فلا يُنسب إليه الشر إليه مفرداً أبداً، والشر لم يضف إلى الله في الكتاب والسنة إلا على أحد وجوه ثلاثة: إما أن يدخل في عموم المخلوقات، كقوله تعالى: {وخلق كل شيء} (الأنعام: 101)، وإما أن يضاف إلى السبب، كقوله تعالى: {من شر ما خلق} (الفلق: 2)، وإما أن يُحذف فاعله، كقول الجن: {وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا} (الجن: 10).

ومن هنا يُعلم كمال أدب الأنبياء والمرسلين، فإن الخضر عليه السلام عندما خرق السفينة وفعل فيها ما ظاهره فعل سوء، قال مخبراً: {وأما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها} (الكهف: 79)، ولم يقل: "فأراد ربك أن أعيبها"، بينما قال في الغلامين: {فأراد ربك أن يبلغا أشدهما}، (الكهف/ 82)، ونجد إبراهيم عليه السلام يستدلّ على ربوبيّة الخالق سبحانه بأفعاله فيقول: {الذي خلقني فهو يهدين* والذي هو يطعمني ويسقين* وإذا مرضتُ فهو يشفين} (الشعراء: 78- 80)، فعندما جاء إلى مسألة المرض نسب المرض إلى نفسه، ولم يقل: "وإذا أمرضني" حفظاً للأدب مع الله تعالى.

يقول ابن القيم: " وخلقه وفعله وقضاؤه وقدره خير كله ولهذا تنزه سبحانه عن الظلم الذي حقيقته وضع الشيء في غير موضعه كما تقدم فلا يضع الأشياء إلا في مواضعها اللائقة بها وذلك خير كله والشر وضع الشيء في غير محله فإذا وضع في محله لم يكن شرا فعلم أن الشر ليس إليه وأسماؤه الحسنى تشهد بذلك".

ونخلص مما سبق، أن أفعال الله تعالى لا يُنسب إليها الشرّ، وهذا يقودنا إلى مسألة نسبة الشرّ إلى مخلوقاته، وهذا جائزٌ لا إشكال فيه، فالسبع كمخلوقٍ من مخلوقات الله يصدر منه الشرّ والاعتداء على غيره، فهو شرٌّ في المخلوق، وكذلك تجوز نسبة الشرّ في المقضيّ، لا في قضاء الله، لأن قضاء الله تعالى هو فعله، وأفعال الله كلّها خير، ومثاله: تقدير الآلام على العباد، فالمُقدّر شرّ، أما تقدير الله تعالى لهذا الشرّ على العبد هو خير.

لكن ينبغي أن يُعلم أن مخلوقات الله تعالى ليس فيها شرٌّ محض، فإنه لا يخلق شرّاً محضاً، بل كل ما يخلقه فيه حكمة هو باعتبارها خير، لذلك فإن تقدير البلاء على العبد كان لأجل الاختبار والامتحان وزيادة الحسنات للصابرين المحتسبين، فهو بهذا الاعتبار خيرٌ.

ولو تأمّلنا جميع ما يصفه الناس بأنّه شرٌّ لوجدنا في مآلاته خيرٌ وفلاح، وتحقّق مصالح إما للعبد نفسه وإما لغيره، وما كان فيه شرّ من وجه، ففيه الخير من وجوه عديدة، لا يُدركها إلا أولو الألباب، فسبحان العليم الحكيم، اللطيف الخبير.

الشبكة الاسلامية

124504: الشر من خلق الله ونفي نسبته إلى الله من التأدب اللفظي
قال تعالى : ( أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا . مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ) النساء/78-79. سؤالي هو : هل الشر من عند أنفسنا أم من عند الله عز وجلّ ؟ لأن بعض غير المسلمين يعدّون هذا الأمر تناقضا في القرآن الكريم . فهلا وضحتم لنا هذا الأمر .
الحمد لله

فهم هذه الآية يسير على من يسره الله عليه ، فهي من الآيات المحكمات في كتاب الله المبين ، ليس فيها تناقض ولا تعارض إلا في أذهان بعض الحاقدين ، ساعدهم جهلهم باللغة ومعاني القرآن الكريم ، فظنوا أن قوله تعالى : ( وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ) يعني أن المصائب التي هي ( السيئة ) هنا يخلقها الإنسان نفسه ، وهذا جهل بالغ لا يقع فيه إلا أعجمي نزعته عجمته ، أو عربي مفتون غلبه هواه ، وذلك أن حرف الجر ( مِن ) هنا – في قوله تعالى : ( فمن نفسك ) - تعني السببية ، أي : بسببك أنت أيها الإنسان ، بسبب معصيتك ومخالفتك أمر الله تعالى تصيبك المصائب ، كما قال عز وجل : ( وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) الشورى/30.

يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" قوله : ( وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ ) أي : خِصب ورزق من ثمار وزروع وأولاد ونحو ذلك ، هذا معنى قول ابن عباس وأبي العالية والسدي .

( يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ ) أي : قحط ، وجدب ، ونقص في الثمار والزروع ، أو موت أولاد أو نتاج ، أو غير ذلك ، كما يقوله أبو العالية والسدي .

( يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ ) أي : من قِبَلك ، وبسبب اتباعنا لك ، واقتدائنا بدينك ، كما قال تعالى عن قوم فرعون : ( فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ ) الأعراف/131، وكما قال تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ [فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وِإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ) الحج/11.

( قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ) أي : الجميع بقضاء الله وقدره ، وهو نافذ في البَرّ والفاجر ، والمؤمن والكافر . قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس : ( قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ) أي : الحسنة والسيئة . وكذا قال الحسن البصري .

ثم قال تعالى مخاطبًا للرسول صلى الله عليه وسلم ، والمراد جنس الإنسان ليحصل الجواب : ( مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ) أي : من فضل الله ومنِّه ولطفه ورحمته .

( وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ) أي : فمن قِبَلك ، ومن عملك أنت ، كما قال تعالى : (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ) الشورى/30، قال السدي ، والحسن البصري ، وابن جُريج ، وابن زيد : ( فَمِنْ نَفْسِكَ ) أي : بذنبك .

وقال قتادة : ( مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ) عقوبة يا ابن آدم بذنبك . قال : وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : ( لا يصيب رجلا خَدْش عود، ولا عثرة قدم، ولا اختلاج عِرْق، إلا بذنب، وما يعفو الله أكثر )

وهذا الذي أرسله قتادة قد روي متصلا في الصحيح : ( والذي نفسي بيده، لا يصيب المؤمن هَمٌّ ولا حَزَنٌ، ولا نَصَبٌ، حتى الشوكة يشاكها إلا كَفَّر الله عنه بها من خطاياه ) " انتهى باختصار. " تفسير القرآن العظيم " (2/361-363)

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" قال تعالى : ( ما أصابك من حسنة فمن الله ) أي : ما أصابك من نصر ورزق وعافية فمن الله ، نعمة أنعم بها عليك وإن كانت بسبب أعمالك الصالحة ، فهو الذي هداك وأعانك ويسرك لليسرى ومنَّ عليك بالإيمان وزيَّنه في قلبك ، وكرَّه إليك الكفر والفسوق والعصيان .

وفي آخر الحديث الصحيح الإلهي حديث أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى : ( يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ) وفي الحديث الصحيح : ( سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء بذنبي ؛ فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . من قالها إذا أصبح موقنا بها فمات من يومه ذلك دخل الجنة ، ومن قالها إذا أمسى موقنا بها فمات من ليلته دخل الجنة )

ثم قال تعالى : ( وما أصابك من سيئة ) مِن ذل ، وخوف ، وهزيمة ، كما أصابهم يوم أحد

( فمن نفسك ) أي بذنوبك وخطاياك ، وإن كان ذلك مكتوبا مقدرا عليك ، فإن القدر ليس حجة لأحد ، لا على الله ، ولا على خلقه ، ولو جاز لأحد أن يحتج بالقدر على ما يفعله من السيئات لم يعاقَب ظالم ، ولم يقاتَل مشرك ، ولم يُقم حد ، ولم يَكف أحد عن ظلم أحد ، وهذا من الفساد في الدين والدنيا ، المعلوم ضرورة فساده للعالَم بصريح المعقول المطابق لما جاء به الرسول " انتهى.

" مجموع الفتاوى " (8/113-114)

ويقول العلامة السعدي رحمه الله :

" يخبر تعالى عن الذين لا يعلمون ، المعرضين عما جاءت به الرسل ، المعارضين لهم : أنهم إذا جاءتهم حسنة أي : خصب وكثرة أموال وتوفر أولاد وصحة ، قالوا : ( هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ) ، وأنهم إن أصابتهم سيئة أي : جدب وفقر ومرض وموت أولاد وأحباب ، قالوا : ( هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ ) أي : بسبب ما جئتنا به يا محمد ، تطيروا برسول الله صلى الله عليه وسلم كما تطير أمثالهم برسل الله ، كما أخبر الله عن قوم فرعون أنهم قالوا لموسى : ( فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ ) ، وقال قوم صالح: ( قالوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ ) ، وقال قوم ياسين لرسلهم : ( إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ ) الآية. فلما تشابهت قلوبهم بالكفر تشابهت أقوالهم وأعمالهم ، وهكذا كل من نسب حصول الشر أو زوال الخير لما جاءت به الرسل أو لبعضه فهو داخل في هذا الذم الوخيم .

قال الله في جوابهم : ( قُلْ كُلٌّ ) أي : من الحسنة والسيئة ، والخير والشر . ( مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ) أي : بقضائه وقدره وخلقه .

ثم قال تعالى : ( مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ ) أي : في الدين والدنيا ( فَمِنَ اللَّهِ ) هو الذي مَنَّ بها ويسرها بتيسير أسبابها .

( وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ ) في الدين والدنيا ( فَمِنْ نَفْسِكَ ) أي : بذنوبك وكسبك ، وما يعفو الله عنه أكثر .

فالله تعالى قد فتح لعباده أبواب إحسانه وأمرهم بالدخول لبره وفضله ، وأخبرهم أن المعاصي مانعة من فضله ، فإذا فعلها العبد فلا يلومن إلا نفسه ، فإنه المانع لنفسه عن وصول فضل الله وبره " انتهى.

" تيسير الكريم الرحمن " (ص/188)

وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" قول الله عز وجل : ( وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله ) النساء/78، ثم يقول في الآية التي بعدها : ( ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك ) النساء/79، فكيف الجمع بينهما ؟

فأجاب :

الجمع بينهما أن الآية الأولى تقديرا ، يعني من الله ، هو الذي قدرها ، والآية الثانية سببا يعني : أن ما أصابك من سيئة فأنت السبب ، والذي قدر السيئة وقدر العقوبة عليه هو الله " انتهى.

" لقاءات الباب المفتوح " (لقاء رقم/15، سؤال رقم/15)

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب