العلم يثبت وجود الله


منذ اكثر من 15 مليار سنة تقريبا ، لم يكن في الكون اي نجم في السماء ولم تكن هناك سماء ولا كون اساساً .
منيرة يشع منها الضوء والطاقة (Fire Ball)قال الله ليكن نور ، فكانت كرة نارية والحرارة الى كل ارجاء الفراغ الكوني . خلقت بكلمة الله وارادته .

وعندما اراد الله ان يخلق الكون بمكوناته من مجرات ونجوم وكواكب ، ، أمر هذه الكرة النارية ان تنفجر وبجزء من مليون جزء من الثانية خُلقت المادة الاصلية للكون والطاقة الكامنة فيها ثم انفجرت فكان الانفجار العظيم الذي اطلق عليه العلماء اسم البينغ بانك (. ( The Bing Bang وفي تلك اللحظة أنشأ الله المكان والزمان الذي اطلق عليه العالم الفيزيائي البرت انشتاين ( الزمكان).

الادلة على خلق االكون :

اثبت العلماء في القرن العشرين ان للكون بداية ، والدليل هو توسع الكون واستمرار تمدده الى الخارج . اي لو نعود الى الوراء لبلايين السنين سنجد ان الكون قد بدأ من نقطة مركزية واحدة ، انفجرت وانطلقت شظاياها للخارج ولايزال مستمرا بالانطلاق بعيدا عن المركز الى الفراغ البعيد.
ان الانفجار العظيم بحاجة الى طاقة هائلة لتفجير مادته ، ولابد من وجود سبب ومسبب للانفجار ، فلا يحدث شئ من لا شئ .

في سنة 1929 اكتشف الفلكي الامريكي أدوين هابل توسع الكون ، وكان هذا الدليل الاول على بداية خلق الكون وصحة الكتاب المقدس.
في سفر التكوين قال الله : " ليكن نور فكان نور وكان الانفجار العظيم (البينك بانك) .

اما الدليل الثاني على توسع الكون فكان اكتشاف اشعاع الخلفية الميكروني الكوني ، ووجد ان النجوم والشموس والمجرات تطلق اشعاعا كونيا متحركا ذو موجات .
H اما الدليل الثالث فهو وفرة العناصر الخفيفة في الكون مثل غاز الهيدروجين
والهيليوم He بكميات هائلة .
ان نظرية الانفجار العظيم التي اقرها كل علماء العالم اليوم هي اكبر دليل على وجود بداية لخلق الكون ولابد من وجود خالق ومحرك ومنشئ عظيم للطاقة الهائلة التي لم تولد من العدم وانما ولدت من كلمة الله .


ان بداية خلق الكون ، يعني بداية خلق الزمان والمكان ، فقبل الانفجار العظيم لم يكن هناك مكان ولا زمان ولا كون لأنعدام وجود المادة والطاقة .
الكثير من العلماء الملحدين لا يصدقون ان المادة خُلقت من العدم ، من لا شئ ، اذا فمن اين اتت مادة الكون ؟ فلابد من وجود سبب لوجود مادة الكون وطاقته .
فما هي طبيعة السبب ..؟
التحليل النظري اي التفكير النقدي يقودنا الى خلاصة مذهلة ، ان السبب لوجود الكون قبل تكوينه او خلقه هو غير مادي ، لأن المادة كانت غير موجودة وكذلك لا وجود لقوانين الزمان والمكان .
لا يوجد سوى شيئين يمكن ان يسببا في نشأة الكون ، فأما ان يكون من الاشياء المجردة ، او يكون بقدرة كائن عليم حكيم قادر غير مادي.
اي وجود طاقة اولا ثم العقل مشتق منها او وجود العقل اولا والطاقة مشتقة منه .
Materialism وهذا التعارض بين وجهة النظر المادية ( الالحادية )
وجهة الايمان بالله ، هذا هو الصراع بين الرأيين.

من هو المرشح الافضل ، الاشياء المجردة لا تستطيع ان تسبب اي شئ ، فمثلا الرقم 1 لا يستطيع ان يسبب اي شئ ، قوانين الحساب 1+1= 2 لا تخلق اي شئ جديد، فهي لا تظيف لي شيئا في حسابي ، فأذا وضعت 1000 دولار في حسابي البنكي واضفت عليه 1000 اخرى بعد مدة ساجد 2000 دولار، واذا لم اضف شيئا وانتظرت قوانين الحساب ان تضيف بمفردها ، فأن حسابي سيكون مفلسا دائما لايزداد رصيدي فيه.

قوانين الطبيعة وحدها لاتنتج الاحداث ولاتخلق المادة ، بل تصف العلاقة بين الاحداث ، بعدما اوجدتها الاسباب . وكذلك القوانين الحسابية فهي تصف العلاقات بين جميع التحويلات المالية ، ولكن لابد من وجود المال كي يكون للقوانين الحسابية تطبيقات .
قوانين الطبيعة التي تغطي جميع مجالات الفضاء ... والزمن. مثل قوانين الجاذبية والضغط وسرعة الضوء تكشف عن الكون كله ، اما التيار المتواصل من الاحداث الراهنة عبر الزمن اي تكّون النجوم والمجرات والكواكب فهذه مصدرها قوة أخرى. فالقوانين لا تخلق الاشياء بل تفسر احداثها .
العلماء يحبون تطوير نظريات تعتمد على قوانين الرياضيات التي تمكن من تفسير الظواهر الطبيعية وتمكن من التنبوء بها ، ولكنها لا بمكنها ان تخلق اي شئ ناهيك عن تخلق الكون.
لكن الفيزيائي البريطاني ستيفن هوكنك اعتقد ان الامر كذلك . فهو يدعي ان العلم الحديث اثبت ان ليست هناك حاجة الى الله في تفسير خلق الكون ، فهو يقول في كتابه
( النظرية أم ) كيف ان الانفجار الكبير كان نتيجة حتمية لقوانين الفيزياء . وليس مشيئة الله هي التفسير الحقيقي لكيفية بداية الكون ، ويدعي ان الانفجار الكبير هو نتيجية حتمية لهذه القوانين الفيزيائية ، حيث يقول : " بسبب وجود الجاذبية ، يمكن للكون ان يخلق نفسه من لا شئ " ويتجاهل ان الجاذبية تكون موجودة بوجود المادة فقط . وان لا جاذبية بدون مادة وكتلة .
هوكنك يعزو سلطة الخلق للقوانين الفيزيائية . ولكن القانون المادي ليس فاعلا وليس ذو ارادة خلاقة للأنتاج . هنا يقع هوكنك في خطأ ، هو يخلط بين نوعين مختلفين تماما من الكيانات ، قوانين الفيزياء والعوامل الشخصية.
القوانين الفيزيائية عادة ما تكون اوصافا رياضية لما يحدث في ضروف معينة ، وكما قال في كتابه : (الشمس تشرق من الشرق ) لكن هذا القانون لا يخلق الشمس ولا الارض ولا الشرق ولا الغرب . هذا القانون يصف ويتنبأ ولكن لا قدرة له على ان يخلق شيئا.
وكذلك قوانين نيوتن للجاذبية لا تخلق الجاذبية او المادة التي تعمل عليها قوانين الجاذبية
وقوانين نيوتن للحركة لا تجعل كرة البليارد تتدحرج لوحدها ، بل بدفع من فاعل ذو قوة موجهة للكرة بأتجاه وطاقة معينة من عضلات جسم اللاعب .
وجود الله لا يتعارض مع تفسير الكون بقوانين الفيزياء ، وذلك لأن الله هو في الواقع اساس لأي تفسير ، بمعنى انه السبب الرئيسي الذي ادى الى عالم لا يمكن تفسيره الا بالقوانين الفيزيائية.
تبدو المادة شئ بسيط ، لكن لا يمكن للقوانين ان تخلقها.
هذه هي وجهة نظر الملحد في قوله ان القوانين الرياضية او الفيزيائية الذكية هي التي خلقت الكون والحياة لوحدها . هذا هو الخيال العلمي المحض .كل هذا هراء في هراء حتى لو جاء من مشاهير العلماء. وبالتالي فان البديل هو عقل غير مادي وهو ما يسميه الموحدون ( الله ) غير مادي خارج الزمان والمكان اي انه روح عاقل .

البقية في الجزء