السلام عليكم ايها الأفاضل :
المؤمن طوال عمره مهاجراً ، فدائماً
يهجر ما نهى عنه الله وما حذر منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا وُجدت فتن – كما نرى الآن
– هجر هذه الفتن وصان لسانه وأعضاءه من الخوض فيها إلا إذا أراد أن يقول
كلمة خير أو يتوسط ليصلح بين طائفتين أو يُهدئ الأمور بين فريقين وبذلك
يكون قد أحسن وله كريم الأجر والمثوبة عند الله لكن لا يؤجج فتنة ولا يثير
زوبعة ولا يردد الكلام الذي يزيد الأمور اشتعالاً بين الأنام يردد الكلام
الذي يؤدي إلى الوفاق والذي يجلب الاتفاق . يهجر وسائل الإعلام التي تعمل على
إثارة الفتنة وزيادة الاشتعال في صدور الأنام حتى يكون في راحة بال ويستطيع
أن يؤدي ما عليه من فرائض أو ذكر أو تلاوة كتاب الله للواحد المتعال .

وقد قيل:
(نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل)
لأنك تحفظ ما تقوله الفضائيات وتذاكر ما تكتبه الصحف والمجلات وتقطع الوقت
بالأحاديث التي تثبت أنك متابع جيد للفضائيات وقارئ عبقري لكل الصحف
والمجلات لا تفوتك شاردة ولا واردة ولا رأى لفلان أو علان هب أنك جاءك أمر
الله وأنت على ذلك ماذا تقول لربك؟ إذا كان الله يعاتب من شُغل بماله وأهله
وماله يُنميه وأهله يقوم لهم بما كلَّفه به خالقه وباريه من مسئوليات فكيف
يشغل نفسه بما لا يفيد لا في الدنيا ولا في يوم الوعيد . إذا رأيت كثير من أهل هذا الزمان
في خبال ويُضيعون عمرهم – كما قيل- في قيل وقال فهل يجوز لك أن تقتفي
أثرهم؟ أو تمشي على منهاجهم؟ أم تمشي على منهاج سيد الأولين والآخرين
وتقتفي أثر الصالحين؟ فالمؤمن ليس له وقت لقطعه في الفتن لا أقول: لا تتابع
أو لا تقرأ لكن خذ الضروريات ولا تشق على نفسك بمتابعة التفصيلات واشغل
نفسك بعد ذاك فالوطن كله بعد ذلك يحتاج إلى رجال قلوبهم صافية يتوجهون إلى
الله بإخلاص القصد وصفاء الطوية وتُفتح لهم أبواب الإجابة ويفتح الله لهم
كنوز الإستجابة فيدعون الله فيُطفئ نار الفتن إذا كان الكل مشغول البال .
بهذه الفتن فأين هؤلاء الرجال؟ هل نستطيع أن نستورد رجالاً من هنا ومن هناك
ليدعوا لنا؟ وأين الصالحون فينا وأين رجالنا؟ نحتاج إلى بعض الصفاء وبعض
الوفاء للقيام بما كلفنا الله ومتابعة حبيب الله ومصطفاه
.

فيجب أن نهجر لغو الكلام وكل ما يتعلق بالذنوب والآثام وكل ما يغير قلوب الخلق نحو دين الإسلام .