هذه الشبهة ليست بالجديدة بتاتا فمن القدم فقد كان المستشرقون وأذناب التنصير واليهود منذ أمد يحاولون نفي أمية الكتابة و القراءة عن الرسول المصطفى ليثبتوا أنه لم تنزل عليه رسالة بل أخذ دينه من ملة اليهود و النصارى، و الرد على كذبهم يكون من وجهين أولا إثبات أن النبي كان أمي بدليل من كتاب الله عز وجل، و ثانيا تعريف كلمة أمي في لغة العرب
الدليل من كتاب الله عز وجل :
يقول الله عز وجل : الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [157] قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ [الأعراف : 158]
الدليل من لغة العرب :
والأمي : الذي لا يكتب، قال الزجاج : الأمي الذي على خلقة الأمة لم يتعلم الكتاب فهو على جبلته وفي التنزيل العزيز : ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني قال أبو إسحق : معنى الأمي المنسوب إلى ما عليه جبلته أمه أي لا يكتب فهو في أنه لا يكتب أمي لأن الكتابة هي مكتسبة فكأنه نسب إلى ما يولد عليه أي على ما ولدته أمه عليه وكانت الكتاب في العرب من أهل الطائف تعلموها من رجل من أهل الحيرة وأخذها أهل الحيرة عن أهل الأنبار، وفي الحديث : إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب أراد أنهم على أصل ولادة أمهم لم يتعلموا الكتابة والحساب فهم على جبلتهم الأولى، وفي الحديث : بعثت إلى أمة أمية قيل للعرب الأميون لأن الكتابة كانت فيهم عزيزة أو عديمة ومنه قوله : بعث في الأميين رسولا منهم . والأمي : العيي الجلف الجافي القليل الكلام قال : ولا أعود بعدها كريا أمارس الكهلة والصبيا والعزب المنفه الأميا قيل له أمي لأنه على ما ولدته أمه عليه من قلة الكلام وعجمة اللسان، وقيل لسيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمي لأن أمة العرب لم تكن تكتب ولا تقرأ المكتوب وبعثه الله رسولا وهو لا يكتب ولا يقرأ من كتاب وكانت هذه الخلة إحدى آياته المعجزة لأنه صلى الله عليه وسلم تلا عليهم كتاب الله منظوما تارة بعد أخرى بالنظم الذي أنزل عليه فلم يغيره ولم يبدل ألفاظه وكان الخطيب من العرب إذا ارتجل خطبة ثم أعادها زاد فيها ونقص فحفظه الله عز وجل على نبيه كما أنزله وأبانه من سائر من بعثه إليهم بهذه الآية التي باين بينه وبينهم بها ففي ذلك أنزل الله تعالى : وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون الذين كفروا ولقالوا : إنه وجد هذه الأقاصيص مكتوبة فحفظها من الكتب [[ لسان العرب لابن منظور الجزء12 صفحة34 ]]
فالنبي صلى الله عليه وسلم في كتاب الله عز وجل كان أمي، و الأمي في لغة العرب من لا يكتب، من هذا أتى الرد على شبهة إنكار أمية النبي صلى الله عليه وسلم، و تم الرد عليهم و لله الحمد.
لكن هناك فرقة من الفرق التي تنتسب للإسلام ادعت أن النبي لم يكن أميا عياذا بالله، وهذا انتصارا لعقائدهم أن النبي كان يعلم الغيب عياذا بالله و نسو أن الله عز وجل يثبت أمية النبي من فوق سبع سموات فنعوذ بالله من الجهل و الهوى، من باب الإنصاف نذكر أقوالهم بالمصادر حتى نبين أن هذا الأمر الخطير في كتبهم.

تفسير العياشي لمحمد بن مسعود العياشي (320 هـ) الجزء2 صفحة31
www.yasoob.com/books/htm1/m016/20/no2006.html
86 - عن علي بن أسباط قال : قلت لأبي جعفر ع : لم سمى النبي الأمي ؟ قال : نسب إلى مكة وذلك من قول الله : (لتنذر أم القرى ومن حولها) " وأم القرى مكة فقيل أمي لذلك .

بصائر الدرجات للصفار (290 هـ) صفحة245 باب 4 في أن رسول لله ص كان يقرء ويكتب بكل لسان
www.yasoob.com/books/htm1/m012/09/no0974.html
(1) حدثنا أحمد بن محمد عن أبي عبد الله البرقي عن جعفر بن محمد الصوفي قال سألت أبا جعفر ع محمد بن علي الرضا ع وقلت له يا بن رسول الله لم سمى النبي الأمي قال ما يقول الناس قال قلت له جعلت فداك يزعمون إنما سمى النبي الأمي لأنه لم يكتب فقال كذبوا عليهم لعنة الله أنى يكون ذلك والله تبارك وتعالى يقول في محكم كتابه هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة فكيف كان يعلمهم مالا يحسن والله لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقرأ ويكتب باثنين وسبعين أو بثلاثة وسبعين لسانا وإنما سمى الأمي لأنه كان من أهل مكة و مكة من أمهات القرى وذلك قول الله تعالى في كتابه لتنذر أم القرى ومن حولها

علل الشرائع للصدوق (381 هـ) الجزء1 صفحة124 باب 105 العلة التي من أجلها سمى النبي الأمي
www.yasoob.com/books/htm1/m012/09/no0995.html
1 - أبى قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن عبد الله محمد بن خالد البرقي عن جعفر بن محمد الصوفي قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا ع فقلت يا بن رسول الله لم سمي النبي الأمي ؟ فقال : ما يقول الناس قلت يزعمون أنه إنما سمى الأمي لأنه لم يحسن أن يكتب فقال " ع " كذبوا عليهم لعنة الله أنى ذلك والله يقول في محكم كتابه (وهو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة) فكيف كان يعلمهم مالا يحسن والله لقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقرأ ويكتب باثنتين وسبعين أو قال بثلاثة وسبعين لسانا وإنما سمي الأمي لأنه كان من أهل مكة ومكة من أمهات القرى وذلك قول الله عز وجل لينذر أم القرى ومن حولها .

تفسير الميزان للطباطبائي (1412 هـ) الجزء7 صفحة304
www.yasoob.com/books/htm1/m016/20/no2067.html
وفي تفسير العياشي عن علي بن أسباط قال : قلت لأبي جعفر ع : لم سمى النبي الأمي؟ قال نسب إلى مكة وذلك من قوله الله : (لتنذر أم القرى ومن حولها) وأم القرى مكة ومن حولها الطائف