ينتمي الورل ( Monitor Lizard ) إلى مملكة ( الحيوانات ) ، من شعبة
( الحبليات ) ، تحت شعبة ( الفقاريات ) .
من طائفة الزواحف ( Reptilia ) ، من عائلة الحرشفيات ( Squamata ) ،
من رتبة العظايا ( السحالي ) Squria ، من فصيلة الضبيات ( Lacertidia ) .



رتبة العظايا ( Squria ) :


العظاء أو العظايا ؛ مفردها عظاية ( وتسمى بالعامية السحالي ) ؛ كالحرباء ، والضب ، والورل ، والبرص ، وما شابههن ..
وتلك الزواحف قريبة الصلة بالأفاعي إلى حد ما ولكن لها أرجل ( وبعضها مثل الأفاعي لا أرجل لها ) . ومن فصيلتها
أما العظايا ( السحالي ) كبيرة الحجم ؛ فهي أكثر شبهاً ( بالتماسيح ) .


• أنواعها :


تتباين العظايا ( السحالي ) فيما بينها في الحجم ، والشكل ، واللون . ولديها طرق عديدة للتنقل ، وللدفاع عن النفس .
ولقد تعرف العلماء إلى أكثر من ( 3750 ) نوعاً مختلفاً من العظايا .
وهنالك أكثر من ( 500 نوع ) منها ، تعيش في قارة استراليا .


• أماكن التواجد :


ليس لدى العظايا المقدرة على التحكم في درجة حرارة جسمها ( كما يفعل كثير من الحيوانات الأخرى ) . وعليه فان غالبيتها تعيش في أماكن لا تصل درجة الحرارة فيها إلى التجمد مطلقاً ، بينما تدخل التي تعيش منها في المناطق ذات الشتاء البارد في السبات. لذا فان معظم العظايا تتواجد في
( المنطقة المدارية ) ، والأماكن الدافئة من ( المناطق المعتدلة ) .
وتعتبر ( العظايا ) أكثر الزواحف وجوداً في المناطق ( الصحراوية ) ، والمناطق
( الجافة ) الأخرى .
وفي تلك المناطق الصحراوية الجافة فان العظايا تلجأ عادة إلى ( الأماكن الظليلة )
أو ( تدس جسمها في الرمال ) لتفادي أشعة الشمس الحارقة ، عندما ترتفع درجات الحرارة إلى مستويات لا تقوى على تحملها .


• أحجامها :


وتتفاوت العظايا في أحجامها، حيث إن أصغرها حجماً لا يتعدى
( سنتيمترات ) قليلة في الطول ، بينما يصل حجم أكبرها ( تنين كومودو ) الذي يعيش في جزر الهند الشرقية ( اندونيسيا ) ، وبعض الجزر الأفريقية في المحيط الهندي ، الى أكثر من
( ثلاثة أمتار ) في الطول ، وحتى ( 150 كيل جرام ) في الوزن .






عظاءة الورل ( Monitor Lizard )


( الورل ) عظاءة معروفة منذ القدم ، وهو من أكبر الزواحف والعظايا .


والورل ( في القاموس المحيط ) ، هو :


الورل ( محركة ) : دابة كالضب ، أو العظيم من أشكال الوزغ ، طويل الذنب ، صغير الرأس ، لحمه حار جدا ، يسمن بقوة ، وزبله يجلو الوضح ، وشحمه يعظم الذكر دلكا ويجمع على ( ورلان ) و
( أورال ) و ( أرأل ) ، بالهمز .


* أماكن انتشاره :


ينتشر ( الورل ) في المناطق الاستوائية ، وشبه الاستوائية ؛ في أفريقيا ، وأسيا الصغرى ، وجنوب آسيا ، والجزر الاندونيسية ، و في قارة استراليا ، وفي الجزيرة العربية .
ولا يتواجد ( الورل ) في جزيرة ( مالاجاشي ) ، ونيوزلندا ، والأمريكتين .


• أنواعه :


يوجد في العالم ما يقرب من ( 32 ) نوعا من عظاءة ( الورل ) .


بعضها يستطيع تسلق الأشجار ، وبعضها عندها القدرة على السباحة .
فالورل النيلي الإفريقي ( يصل طوله إلى مترين تقريبًا ) يستطيع الحفر والجري، ويجيد السباحة ، وبإمكانه تسلق الأشجار .
و يقضي معظم وقته في ( الماء ) ، ويقتات على الكثير من الحيوانات الصغيرة .




• المعيشة :


( الورل ) من الحيوانات نهارية المعيشة ، كما أنه يصطاد في الليل
ويقضي معظم النهار ( حينما تشتد الحرارة ) في جحورعميقة يحفرها تحت الأرض ( كالورل الصحراوي الذي يحفر تلك الجحور في الأرض الرملية ) .
ويصل عمق الجحر إلى مترين بينما يبلغ طول الجحر من ( 4 - 5 أمتار )
وغالبا ما يكون للأفراد الكبيرة منه جحور عدة ، يستخدمها على التناوب.
، بينما يختبئ الصغار تحت الأحجار .






* الأشكال ، والأحجام :


يمتاز ( الورل ) بشكله المميز :


فرأسه طويلة مستدقة الطرف ، بها فكان قويان ، مزود بأسنان حادة ، منحنية إلى الخلف قليلا .
ورقبته طويلة ، اسطوانية الشكل .
وأطرافه الأربعة قوية التركيب ، تساعده على الجري بسرعة عالية .
وبكل منها خمسة أصابع ، مزودة بمخالب قوية .


ويبلغ طول ذيله ضعفي طول جسمه ، يرفعه عندما يجري . وله دور فعال في توجيه جسم الورل إلى الاتجاه الذي يقصده أثناء الحركة .


وتشبه ( الأورال ) الثعابين في ( هيئة الجمجمة ) حيث أنها متعظمة تماما في كليهما ، مما يضفي حماية لسقف الفم عند كليهما ، حين يبتلعان فريسة كبيرة .


ولسان الورل مشقوق ( مثل لسان الثعبان ) ، يستخدمه في التعرف على الروائح .


ويتشابه كل من ( الورل ) و( الثعبان ) في شكل الفقرات العظمية ، وغلاف القلب ، وغياب المثانة البولية .


• أسلحة الورل :


تعتبر الأسنان ، والمخالب أفضل أسلحة الورل للدفاع عن نفسه في حالة تعرضه للخطر .
وكذلك فان ( الورل ) يستخدم أسنانه ، ومخالبه في القبض على الفريسة .
بالإضافة إلى أنها أسلحة فعالة ضد الأعداء .



• الحجم :


حينما يكون ( الورل ) صغيرا فان وزنه لا يزيد عن ( 20 جرام ) ،
وعندما يكبر ، فان وزن كبير الحجم منها يصل إلى ( 100 ) كيل جرام ، فأكثر .


* الغذاء :


الورل من الحيوانات نهارية المعيشة ، ومعظمها يعيش في بيئات صحراوية جافة . ويعتمد الورل على حاستي الشم ، والبصر في تحديد الفريسة .
حيث يقطع ( الورل ) مسافة كبيرة بحثا عن فريسته ( تصل أحيانا إلى مسافة 8 أكيال مترية ) .


ويستخدم فكيه في القبض عليها ، ويقوم بقتلها عن طريق هزها ، وضرب جسمها بسطح الأرض ، حتى تموت .
يتغذى صغير ( الورل ) على الحشرات ، والزواحف ، والثدييات الصغير.


أما الورل الكبير فانه يأكل العظايا ( كالضب ، والخصوي ، والحردون ، وأم حبين ، والجليماني .. ) ، والأسماك ، والطيور ، والقوارض ( كالفئران ، واليرابيع ، والجرذان ) ، والحشرات ( كالخنافس ، والجعلان ) ، ويأكل البيض ؛ وهو من وجباته المفضلة .


كما يفترس الورل الثعابين ، وإذا ما تعرض للدغة الثعبان فانه ، يذهب إلى نبتة تسمى ( الرمرام ) ويفرك بها جسده ( أو يأكل منها ) ، ثم يعاود الكرة بمهاجمة الثعبان ، حتى يتمكن من افتراسه .


و نادرا ما يقوم الورل بشرب الماء .






• التزاوج ، والتكاثر :


تتكاثر ( الأورال ) في نهاية فصل الشتاء ، وبداية فصل الربيع .


وتبيض الأنثى من ( 7 - 50 ) بيضة ( حسب نوع الورل ) ، وتدفنها تحت الأرض ، أو تجعلها في شقوق الأشجار ، ولا تعلم مدة الحضانة لقلة الدراسة عليها .
ويعتقد أن الورل يعمر إلى ( 15 سنة ) في البرية .






• عدائية الورل :


والورل حيوان شديد الخطورة خاصة عندما يشعر انه محاصر وقد يهاجم أعداء أكبر منه حجما . وهو يخوف أعداءه بفتح فمه ، ونفخ منطقة العنق وإصدار صوت بنفخ الهواء عن طريق الفم .
كما يقوم بتوسعة عظام الصدر ( كما تفعل أفعى الكوبرا ) ، وكذلك يقف على طرفيه الخلفيتين قبل المنازلة .


( أورال الجزيرة العربية )


الورل ( ويسمى باللهجة العامية في نجد الورر ) ..
وهو من ( الزواحف ) شكله قريب من الضب ، لكن ذيله به حراشف ( وليس أملسا كالضب ) .


أوضحت دراسة قامت بها ( الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية ، وإنمائها )
عن الزواحف بأنه يوجد في الجزيرة العربية نوعان من ( الأورال ) ، وهي :


1 - الورل الصحراوي : ( Desert Monitor )


مناطق الانتشار :


وهو واسع الانتشار في معظم البيئات ، ويكثر في السهول ، والمناطق الرملية والمناطق التي تغطيها الحصباء .


أسلوب المعيشة :


وهو حيوان نهاري المعيشة ، ينشط عند اشتداد درجة الحرارة ، حيث يتحول لونه من اللون
( الرمادي ) إلى اللون ( البني المصفر ) .


صفاته الجسدية :


الورل الصحراوي أكبر السحالي في شبة الجزيرة العربية .
يبدأ طول الصغير منها من قياس ( 5 سنتيمتر ) .
إلى أن يزداد الطول ، وينمو ، حتى يبلغ طول الكبير منها ( متر و 20 سنتيمتر ) من أنفه إلى نهاية ذيله .
يشكل طول جسم ( الورل الصحراوي ) ثلث جسمه الإجمالي ( 40 سنتيمتر ) أما الباقي ( 80 سنتيمتر ) ، فيتكون من الذيل الذي يشبه السوط .


ورأس ( الورل ) طويل ، يستدق عند الخطم ، ويوجد على جانبي الرأس عينان دائريتان ، تشبهان عيني الصقر ..
كما أن جسمه طويل ، ويوجد على ظهره نقاط بيضاء ، تشكل خطوطاً عريضة ، وهناك خطوط قاتمة على الجانبين ، وتوجد حلقات سوداء على طول الذيل ..



أسلحته في الدفاع عن نفسه :


يستخدم ( الورل ) ذيله في الدفاع ضد الأعداد . كما أن فكي ( الورل ) القويتين سلاح فعال في القتال ، يسببان ( جروحاً عميقة ) لأعدائه ، وفرائسه .
ويعد الجري السريع من أهم وسائل الهرب عند الورل . ويساعده في ذلك أطرافه القوية المعدة للجري ..


غذاؤه :


يتغذى ( الورل الصحراوي ) على الحيوانات المتوافرة في بيئته ، وكل شيء يستطيع أن يتغلب عليه ، مثل :
الثعابين ، والقوارض ، والعظايا شوكية الذيل ( وبخاصة الضب ) . وجميع الحيوانات غير الفقرية . وهو يدخل في الجحور بحثاً عن الفرائس . وعادة ما يهز الورل الفريسة بشدة قبل افتراسها وابتلاعها كاملة وفي بعض الأحيان يتغذى
( الورل ) على فرائس ميتة ، يستطيع اكتشافها من مسافات بعيدة .


التكاثر :


تضع أنثى ( الورل الصحراوي ) من ( 16- 25 ) بيضة ، تحت الأرض وتستغرق فترة الحضانة حوالي ( خمسة أشهر ) تقريباً.
ولسوء الحظ فإن البيض والصغار تقع ضحية للثعالب والطيور الجارحة .


السلوك :


( الورل الصحراوي ) ينشط بصورة رئيسية في الفجر ، وعند الغسق ، ويقضي ساعات النهار الأكثر حرارة في الجحور ، أو في ظل الصخور ، والنباتات.
يبدي ( الورل الصحراوي ) عندما يصطاد ، أو عندما يهرب ؛ سرعة مدهشة في الجري ، ولكن إذا ما تمت محاصرته فإنه يدافع عن نفسه بشراسة ، ضارباً بذيله ( الذي يشبه السوط ) ، ومحاولاً عض من يهاجمه .
ويحتوي لعابة على ( بكتريا سامة ) ، وقد أكسبه هذا السلوك سمعة كونه أكثر سحالي الجزيرة العربية عدوانية .


2 - الورل اليمني :


مناطق الانتشار :


ينتشر هذا النوع في ( المناطق الجبلية ) ، والتلال المغطاة بالنباتات ، في الجزء
( الجنوبي الغربي ) من الجزيرة العربية ، من موادي مربة ( شمال أبها ) ، ووادي ( حاكمة ) و ( جبال فيفا ) جنوباً ، على امتداد ( البيئات الجبلية ) إلى تعز و مأرب ووادي زبيد في اليمن ..


صفاته الجسدية :


جسم ( الورل اليمني ) ذو لون بني بشكل عام ، وهو غليظ الحجم ، وتظهر خطوط داكنة على مؤخرة الجسم ، والذيل . وهناك خط مصفر على مقدمة الخطم وتمتاز الأطراف الأمامية بوجود مخالب طويلة ، وقوية ، وهي أكبر من مخالب الأطراف الخلفية . ويصل طول الجسم والذيل إلى ( 115 سنتيمتر ) تقريباً .


غذاؤه :


يتغذى ( الورل اليمني ) على الحشرات ( مثل الخنافس ) ، كما يتغذى على القواقع واللافقاريات . ويأكل صغار الأرانب ، والطيور التي تربى في المنازل .


الورل مخلوق جبار ولكن !



( الورل ) عظاءة شرسة جداً ، تخافه كل ( الزواحف ) و ( الحيوانات ) ، ويجبن عن ملاقاته حتى الإنسان !


لكن الشيء الوحيد الذي يقتله طائر صغير ( من أضعف خلق الله ) !
ذلك الطير الصغير ، هو الطائر المسمى ( أم سالم ) .


لكن ؛ ما هذا الطائر ؟
وكيف يستطيع قتل هذا الوحش المخيف ؟


طائر السبد ( Nightjar ) أو ( أم سالم ) كما تسمى محليا :
طائر صحراوي صغير ، من فصيلة السبدان


( NIGHTJARS Caprimulgidae ) .


لون ريشه أبيض وأسود ، وذيله طويل ، يحركه للأعلى وللأسفل ؛ بإيقاع جميل .


وتسمى أحيانا ( ملهيّة الرعيان ) أو ( مسهية الرعيان ) .


يبدأ طائر ( أم سالم ) بالتحليق ، فما أن يرى ( الورل ) - وقد خرج للبحث عن فريسته – حتى يحاول الطائر الاقتراب من الورل شيئا فشيئا ، حتى إذا أصبح فوق رأس الورل ، اتجه إلى منطقة اليافوخ ( مقدم رأس الورل ) ، ثم يقوم بنقر ذلك الموضع من رأس الورل نقرتين ، فأكثر ..
ثم إذا انتهى من عملية النقر ( الأولى ) ، وأصبح موضع النقر جاهزا ، تأتي مجموعة من طيور
( أمهات سالم ) ، ثم تقوم بإتمام عملية النقر التي بدأها الطائر الأول .
وتنقر عدت نقرات متوالية ( في الموضع نفسه ) ..
إلى أن يتوقف الورل الجبار المخيف عن الحركة !
بعدها تدرك طيور ( أمهات سالم ) أن هذا الوحش الخطر ، قد أصبح جثة هامدة !
فتتوقف عن عمليات النقر .
وبهذا ينتهي تلك الأسطورة المخيفة المسماة ( الورل ) ، وحش الصحراء !


شعر :


لكل شيء آفة من جنسه ..... حتى الحديد سطا عليه المبرد !



صورة ( أم سالم ) الطائر الشجاع ( ملهية الرعيان )


أخطار تتهدد الورل :


لم يسلم الورل من عمليات الصيد التي يتعرض لها ، إما لأكله ، أو للحصول على بيضه ،
في مناطق بعض العالم .
كما يصاد الورل للحصول على زيته ، وشحمه ، وجلده .



ويعتبر عظاءة الورل ( بوجه عام ) من الحيوانات المخيفة للا نسان ( بشكل عام ) نظرا لكبر حجمه ، وقوته ، وسرعته . ولوجود الشبه الكبير بينه وبين الثعابين ، خاصة اللسان المشقوق .


وبعضها شرس الطباع لا تتورع عن مهاجمة الإنسان مثل ( ورل كومودو ) ..





ويعتبر ورل ( كومودور ) أكبر عظاءة ورل في العالم .
حيث يصل طوله ( 2 - 3 أمتار ) فأكثر .
ويصل وزن الذكر إلى ما يقارب ( 135 ) كيل جرام .

بينما يصل وزن الأنثى إلى قرابة ( 90 كيل جرام ).