قيمة الحفنة المؤمنة في ميزان الله تعالى

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

قيمة الحفنة المؤمنة في ميزان الله تعالى

النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: قيمة الحفنة المؤمنة في ميزان الله تعالى

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,494
    آخر نشاط
    23-11-2015
    على الساعة
    05:28 PM

    افتراضي قيمة الحفنة المؤمنة في ميزان الله تعالى

    إن حفنة من المسلمين من أتباع نوح عليه السلام، تذكر بعض الروايات أنهم اثنا عشر، هم كانوا حصيلة دعوة نوح في ألف سنة إلا خمسين عاما كما يقرر المصدر الوحيد المستيقن الصحيح في هذا الشأن ..
    إن هذه الحفنة - وهي ثمرة ذلك العمر الطويل والجهد الطويل - قد استحقت أن يغير اللّه لها المألوف من ظواهر هذا الكون وأن يجري لها ذلك الطوفان الذي يغمر كل شيء وكل حي في المعمور وقتها من الأرض! وأن يجعل هذه الحفنة وحدها هي وارثة الأرض بعد ذلك، وبذرة العمران فيها والاستخلاف من جديد .... وهذا أمر خطير ..
    ×××
    إن وجود البذرة المسلمة في الأرض شيء عظيم في ميزان اللّه تعالى .. شيء يستحق منه سبحانه أن يدمر الجاهلية وأرضها وعمرانها ومنشآتها وقواها ومدخراتها جميعا كما يستحق منه سبحانه أن يكلأ هذه البذرة ويرعاها حتى تسلم وتنجو وترث الأرض وتعمرها من جديد!
    لقد كان نوح عليه السلام يصنع الفلك بأعين اللّه ووحيه، كما قال تعالى: «وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ» ..
    وعند ما لجأ نوح إلى ربه والقوم يطاردونه ويزجرونه ويفترون عليه كما قال اللّه تعالى في سورة القمر: «كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا وَقالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ. فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ».عندما لجأ نوح إلى ربه يعلن أنه «مغلوب» ويدعو ربه أن «ينتصر» هو وقد غلب رسوله .. عندئذ أطلق اللّه القوى الكونية الهائلة لتكون في خدمة عبده المغلوب: «فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ. وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ».
    وبينما كانت تلك القوى الهائلة تزاول عملها على هذا المستوي الكوني الرائع المرهوب .. كان اللّه سبحانه - بذاته العلية - مع عبده المغلوب:
    «وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ. تَجْرِي بِأَعْيُنِنا .. جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ .. ».
    ×××
    .. وهذه هي عبرة الحادث الكوني العظيم .. إنه لا ينبغي لأحد يواجه الجاهلية بالإسلام أن يظن أن اللّه تاركه للجاهلية وهو يدعو إلى إفراد اللّه سبحانه بالربوبية. كما أنه لا ينبغي له أن يقيس قوته الذاتية إلى قوى الجاهلية فيظن أن اللّه تاركه لهذه القوى وهو عبده الذي يستنصر به حين يغلب فيدعوه: «أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ» ..
    إن القوى في حقيقتها ليست متكافئة ولا متقاربة .. إن الجاهلية تملك قواها .. ولكن الداعي إلى اللّه يستند إلى قوة اللّه. واللّه يملك أن يسخر له بعض القوى الكونية - حينما يشاء وكيفما يشاء - وأيسر هذه القوى يدمر على الجاهلية من حيث لا تحتسب ! وقد تطول فترة الابتلاء لأمر يريده اللّه .. ولقد لبث نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما قبل أن يأتي الأجل الذي قدره اللّه. ولم تكن حصيلة هذه الفترة الطويلة إلا اثني عشر مسلما .. ولكن هذه الحفنة من البشر كانت في ميزان اللّه تساوي تسخير تلك القوى الهائلة، والتدمير على البشرية الضالة جميعا، وتوريث الأرض لتلك الحفنة الطيبة تعمرها من جديد وتستخلف فيها ..
    إن عصر الخوارق لم يمض! فالخوارق تتم في كل لحظة - وفق مشيئة اللّه الطليقة - ولكن اللّه يستبدل بأنماط من الخوارق أنماطا أخرى، تلائم واقع كل فترة ومقتضياتها. وقد تدق بعض الخوارق على بعض العقول فلا تدركها ××× . والذين يسلكون السبيل إلى اللّه ليس عليهم إلا أن يؤدوا واجبهم كاملا ، بكل ما في طاقتهم من جهد ثم يدعوا الأمور للّه في طمأنينة وثقة. وعند ما يغلبون عليهم أن يلجأوا إلى الناصر المعين وأن يجأروا إليه كما جأر عبده الصالح نوح: «فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ، فَانْتَصِرْ» .. ثم ينتظروا فرج اللّه القريب. وانتظار الفرج من اللّه عبادة فهم على هذا الانتظار مأجورون. ومرة أخرى نجد أن هذا القرآن لا يكشف عن أسراره إلا للذين يخوضون به المعركة ويجاهدون به جهادا كبيرا .. إن هؤلاء وحدهم هم الذين يعيشون في مثل الجو الذي تنزل فيه القرآن ومن ثم يتذوقونه ويدركونه لأنهم يجدون أنفسهم مخاطبين خطابا مباشرا به، كما خوطبت به الجماعة المسلمة الأولى، فتذوقته وأدركته وتحركت به ..
    التعديل الأخير تم بواسطة الشهاب الثاقب. ; 09-09-2015 الساعة 05:40 PM

قيمة الحفنة المؤمنة في ميزان الله تعالى

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مع هاجر الزوجة المؤمنة ..
    بواسطة ronya في المنتدى منتديات المسلمة
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 31-12-2009, 06:23 AM
  2. ابو بكر الصديق رضى الله عنه فى ميزان الإسلام
    بواسطة ياسر محمد المصرى في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 28-05-2009, 09:45 PM
  3. عبد الله بن سبأ في ميزان البحث العلمي
    بواسطة دفاع في المنتدى المنتدى التاريخي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 17-08-2008, 02:35 PM
  4. قال الله تعالى ( ولله المثل الأعلى ) ثلاث عشرة صفة لله تعالى
    بواسطة المهتدي بالله في المنتدى العقيدة والتوحيد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-11-2006, 01:23 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

قيمة الحفنة المؤمنة في ميزان الله تعالى

قيمة الحفنة المؤمنة في ميزان الله تعالى