بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

هذا الموضوع يختلف عن غيره في كونه كتب بالانجليزية ثم تمت ترجمته إلى العربية وتتميز النسخة العربية منه بتوضيحات وأمثلة وبحكم أنه من واجبنا أن نجعل المائدة متنوعة وترضي كل الاحتياجات والاذواق كان إختيار هذا الموضوع الذي أتمنى أن تستفيدوا منه كل الاستفادة

ومصدر هذا الموضوع هو من كتاب بهذا العنوان ولا أنوي هنا ترجمة الكتاب بأكمله بل سأقتصر على بعض من علامات الكذب الواردة في الفصل الاول من بين فصول الكتاب الثمانية.
وهناك العديد من الكتب التي تغطي هذا الموضوع ولكني إخترت هذا الكتاب لأن به كثير من الافكار الجديدة ولأنه عملي بمعنى أنك تستطيع أن تطبق نصائحه وتستفيد منها .
وللاسف فهذا الموضوع لا يطرح من بين الكتابات العربية ربما لأنه يكشف سرها وفحواها.
وعلى كل فليس من باب التناقض ان نذكر حقيقتان معروفتان عن الكذب الاولى أن أناس كثيرون يلجأون للكذب من حين لآخر والثانية أنه بالرغم من كثرة الكاذبين فلا أحد يحب أن يكذب عليه
والهدف من هذا الموضوع هو توضيح آلية الكذب وكيف تعرف إن كان الذي يحدثك صادقا أم كاذبا سواء كان ذلك في البيت أو العمل أو أثناء التفاوض بشأن صفقة تجارية، فالناس عادة لايقولون ما يعنون ولا يعنون ما يقولون.
وأذكر القراء الكرام أننا سنتعامل مع الكاذب على أنه مذكر من أجل المحافظة على سلاسة الموضوع ولكننا جميعا نعرف أن الاناث ربما هن أكثر كذبا (وهن يعرفن هذا جيدا )

بداية يقتبس مؤلف الكتاب حكاية عن الرئيس الامريكي الراحل إبراهام لينكولن الذي يسأل "كم سيكون عدد أرجل الخروف لو أننا أسمينا ذيله رجل - الجواب أربعة لأن تسمية ذيل الخروف رجل لا يجعله رجل"

ويقول المؤلف أنه من أجل أن تكون الكذبة فعالة فلا بد من تواجد إثنين شخص يكذب وآخر يصدقه ، ففي حين أننا لا نستطيع أن نمنع الكاذب عن كذبه فإننا نستطيع أن نفشل مساعيه (بكشف كذبه).
وأول نصيحة تقدم للقارئ هي أنه في حالة معرفتك الاولية بكذب من يحدثك فلا تستعجل في إظهارها له، ولكن عليك أن تستمر في تجميع المعلومات ، لأنك إن جابهته مباشرة فسيكتشف الثغرة التي تعرفت من خلالها على كذبه وسيقوي دفاعاته ويطور أسلوبه. (هذا على إفتراض أن الذي يكذب عليك لم يقرأ هذا الموضوع ولا ذاك الكتاب ) وعندما تكتمل لديك الصورة بإمكانك عندها إما مواجهته أو التصرف على ضوء ما عرفت من حقائق وليس بناء على كذبه فلا تكون ضحية له.
ويطرح مؤلف الكتاب العديد من المؤشرات والعلامات التي تبين كذب الكاذب فلا تعتمد على علامة واحدة فقط ولقد أخترت لكم منها ما يلي :

1-الذي يكذب عليك سيحاول قدر الامكان ألا ينظر إليك بعينيه، هذا بالطبع إلا إذا كان محترفا.

2-عندما يكذب الكاذب أو يخفي شيئا ما فإنه لا يستخدم يديه كثيرا ،فالصادق عادة يستخدم يديه بل أحيانا رأسه إثناء الحديث .

3-تغطية جزء من الوجه أثناء الحديث هو من علامات الخداع، وكذلك لمس الانف وحك الجزء الخلفي من الاذن وحاجبي العينين، ولكن ليس الجبهة لأن ذلك علامة على التعمق في التفكير.

4-هز الكتفين هزة خفيفة عند قوله"لا أعرف"قد تعني أنها علامة مزيفة مثل أن يبتسم الشخص إبتسامة باردة مصطنعة عندما لا يفهم النكتة.

5-لاحظ العلامات الاولية للمشاعر أي التي تظهر على الوجه قبل الكلام، فما لا يعرفه كثير من الكاذبين هو أن الكلام هو تعبير عن مشاعر تشكلت في النفس وعلى الوجه والكلام هو عبارة عن تعبير عنها، فالكاذب يظن أن المشاعر تصطنع لتأييد الكلام أي العكس.
فمثلا إذا غضب المرء فإن علامات الغضب تظهر على وجهه قبل أن ينطق بكلمة وأحيانا كثيرة لا ينطق بكلمة (ولعلنا جميعا جربنا هذا في صغرنا مع آبائنا خاصة عند تواجد شخص ثالث يستحي منه الوالد فيعرف الطفل الذكي ذلك في وجه أبيه).
وأما الكاذب فإنه سينطق بكلام غضب وصوت مرتفع وبعدها يحاول أن يصطنع المشاعر المؤيدة لذلك.

6-الايماءات أو اللفتات يجب أن تتفق مع الكلام فمثلا إذا ما تثاوبت المرأة عند تعبيرها عن حبها للرجل فعلى ذلك الرجل أن يعرف أنها كاذبة و مخادعة وكذلك إذا ما لوح الرجل يده في الهواء إثناء تعبيره لحبه لها فهو الآخر كاذبا

7-التأخر في إظهار او التعبير عن العواطف هو دليل على أنها مزيفة وكذلك طريقة إختفاءها. فمثلا المفاجئة تظهر علاماتها على الوجه بسرعة وتختفي بسرعة أيضا. وأما الفرح فيجب أن يظهر قبل الكلام وتستمر علاماته لفترة وعند الاختفاء فإنها تختفي ببطء ما لم يؤثر عليها مؤثر آخر كخبر حزين أو مخيف.
وفي هذا تأييد لما سبق ذكره في النقطة الخامسة فالعواطف والاحاسيس هي الاساس وما الكلام إلا توضيح وتعبير عنها ولعلنا جميعا لاحظنا كيف أنه عندما تتوطد العلاقة بين إثنين (رجل وإمرأة أو أحيانا إمرأتين أو شابين ) فإن تبادل النظرات بينهما في كثير من الاحيان تغني عن الكلام.

8- تعابير المخادع عادة ما تقنصر على الفم فقط . فالابتسامة الحقيقة تضيئ الوجه بأكمله وأما المصطنعة فإنها تقتصر على الشفاه والفم ولا تظهر علاماتها على الجبهة ولا على الحاجبين.

9- عندما توجه تهمة لرجل بريئ فإنه يثور ويهاجم ،وأما إن كان مذنبا ومخادعا فإنه يقتصر على الدفاع.

10-اللمس من علامات التواصل النفسي والصدق ولكن حذار ممن يتكلم بيديه صادقا كان أم كاذبا(وهم مزعجون حقا).

11-رفع الاصبع هي علامة على التسلط ومحاولة تأكيد الكلام
12-عندما يضع الزوج حاجزا بينه وبين زوجته (كأن يضع وسادة بينهما وهما يجلسان على الصالون) فهي علامة على عدم رغبته الخوض في الموضوع.

13-الكاذب عند مواجهته بتهمة عادة ما يعيد نفس الكلمات ولكن مع النفي
مثلا أم تواجه إبنها بإختلاس لعبة ما "هل اخذت اللعبة التي كانت هنا؟ - لا لم آخذ اللعبة التي كانت هنا" ولكن في حالة الصدق قد يكون الرد "لا ادري أي لعبة تقصدين وما شكلها - عندما دخلت لم أرى أي لعبة هنا"

14-عندما يكون الشخص صادقا فإنه لا يهتم كثيرا إن كنت صدقته من أول مرة فهو يستطيع أن يوضح بهدوء أما الكاذب فإنه يسعى أن يحصل وبسرعة على تأكيد أنك صدقته وكأنه يسعى للحصول على إيصال بإستلامك لكذبته حتى يتمكن من تغيير الموضوع .

15- إذا أظهر شخص ما ومن أول وهلة أنه لا يمكن أن يستسلم أو يتنازل فهذه علامة على خوفه من حصول ضعف عنده وتنازل ويريد بهذا أن يثنيك عن محاولة إرغامه على التنازل.

16- هل تحتاجون لراحة أو Break ؟

يبدو أن النقاط كثرت وإن كنتم الآن صائمون فعلينا أن نخفف الموضوع قليلا

فاصل ونعود ! ؟

حسنا


انظروا إلى هذا الرجل الطيب المسكين وكيف يضم يديه بأدب
فهل هو صادق ونزيه ؟

أم أنه ومن نظراته ومن وضع حاجبيه ومن إبتسامته المصطنعة تعرف أنه
وكما يقول إخوتنا السودانيون ( كزاب وستين كزاب كمان )



16- هناك كلمات تخرج بعفوية وهي ما يسمى زلة اللسان ونحن نقول بالعامية (إللي في عقلك يخرب وجابك) فهذه الزلات قد تعطيك دلالة على الخداع خاصة إذا تبعتها علامة من علامات التوتر مثل بلع الريق أو ضحكة النرفزة.

17-التعميم في الاجابة يدل على التهرب وعدم الصدق مثل أن يقول "الانسان دائما يسعى إلى تحسين وضعه" وهو بهذا يحاول أن يخفى حقيقة أنه إختلس أموالا.

18-المذنب الكاذب لا يحتمل لحظات الصمت فلو أنك سألت كاذبا سؤالا ثم سكتت فإنه سيحاول أن يستنطقك ليتأكد أنك صدقته.

19- عندما لا يستطيع شخصا مذنبا الاجابة على سؤال فإنه رده يكون ضمنيا .

20- نظرة الناس للعالم حولهم تعكس نظرتهم لأنفسهم، إنتبه للذين يقولون لك أن البلاد مليئة بالمفسدين
ولتوضيخ هذا أكثر فالسارق يشك أن من حوله هم أيضا يسرقون والكاذب عادة لا يصدق ما يقال له ظنا منه أن غيره هو كاذب مثله.

21- عندما يكون الشخص واثقا من كلامه فإنه يهتم بفهمه لكلامه وليس بكيف يبدو لك

22- الكاذب عادة يترك بعض التفاصيل المهمة مثل رأي أناس آخرين مثلا لو أن صادقا وصف إتجاه رحلة إلى الجبل فقد يقول "أنا اخذت الطريق السفلية بالرغم من أن البقية قالوا انها قديمة ومتعبة ولكنها كانت جميلة و ممتعة"
أما الكاذب فعادة لا يذكر اي شيء عن رأي الآخرين فكل همه منصب على إخراج سيناريو الكذب الذي برأسه
وطبعا هذه النقطة لا تنطبق على قصة هي أساسا عن آخرين

23- نقطة أخرى مهمة يغفل الكاذب ذكرها وهي الصعاب أو المشاكل التي تحدث عادة في أي رحلة مثل تأخر وصول الحقائب عند السفر بالطائرة أو تأخر إقلاع الطائرة فقصة الكذاب دائما وردية وبراقة.

24- الكاذب عندما يستفهم عن أمر ما فعادة لا يسأل أسئلة بالمقابل، مثل أن يسأل خطيب خطيبته إن كان عندها أي مرض فإن كانت صادقة فالامر الطبيعي هو ان تسأله هو أيضا إن كان عنده امراض. واما الكاذبة فقد تقص عليه قصص مرافقتها لأبيها في سفره للخارج للعلاج وكيف أنها اقتنصت الفرصة وأجرت كافة التحاليل وقال لها الدكتور "أنت ما عندك شيئ". (كزابة )

25- لاحظ ودقق مشاعر الكاذب عند تغيير موضوع كان هو فيه مصدر شك، فهل يصبح فرحا ومرتاحا ، فالكاذب دائما يريد تغيير الموضوع إن لم يكن في صالحه وأما الصادق فلن يرتاح إلا والموضوع قد حسم لصالحه.

26- إذا ما أتهم الكاذب بتهمة كبيرة تمس كرامته وشرفه ولم تظهر عليه علامات الاهانة والغضب فإنه تفاجأ بإنكشاف سره ولم ينتبه لما كان يجب عليه فعله. فالكاذب عندما توجه له تهمة كبيرة قد يكون صامتا صمت الطالب الذي يعنفه ناظر المدرسة.

27- هناك جمل عادة ما يبدأ بها الكاذب حديثه مثل "الحقيقة الحقيقة" "أنت الآن لا تحلفني ولكني أقول لك بصدق" "لكي أكون صادقا معك" فالذي يصدقك ولا يكذبك ليس بحاجة لتذكيرك بصدقه ، هذا بالطبع يستثنى منه من تأكد لك أن هذه الكلمات دائما على لسانه وبإمكانك إختباره بأمور بسيطة، فمثلا إن كنتما في مقهى ورأيته يضع السكر في كوب الشاي فلا بأس أن تسأله بعد فترة وجيزة إن كان قد وضع السكر.

28- إن كانت إجابة الكاذب على سؤال ما إجابة نمطية ومجهزة مسبقا فقد يكون قد توقع السؤال مسبقا وأعد هذه الاجابة فلو ذكر في إجاباته أرقام وتفاصيل تستدعي المرء عادة أن يتوقف قليلا ليتذكرها فأعلم أن قد إستعد لسؤالك أياه وتدرب عليه.

29- محاولة كسب الوقت بطريقة غير عادية أثناء إستجواب الكاذب تعطي مؤشرا أنه يحاول جاهدا إيجاد مهرب مثل أن يقول "لم أفهم قصدك بالضبط" "معليش ممكن تعيد السؤال" "كيف تسألني سؤال مثل هذا "

30- تاخذوا راحة مرة اخرى وإلا نواصل ! ! ؟ ؟

لقد إقتربنا من سرد أغلب النقاط المهمة التي أوردها مؤلف الكتاب لذا فالصبر قليلا ! ! !

30- هناك حكمة تقول أنه إذا بدا لك أن الامر لا يصدق فلعله كذلك وعليك بالتدقيق أكثر

31- عندما ينفي شخص ما عن نفسه فعل اشياء لم تسأله عنها فقد يكون يظهر عكس ما يبطن
مثل أن يقول "لا أريدك أن تفكر انك أغشك"

32- إحذر من البائع الذي يقابل مخاوفك بالهزل والنكت كأن تسأله مثلا إن كانت صلاحية البضاعة قد إنتهت فيجيبك أن صلاحية نظره قد إنتهت ولا يستطيع ان يرى تاريخ الصلاحية ويضحك معها .

33- قبل أن تقبل عرضا مقابلا من البائع بأن لديه بضاعة احسن من التي طلبتها فتأكد اولا ان الذي طلبته متوفر عنده وإلا فأعلم أنه غير صادق.

34- هناك من الناس الذين تظهر عليهم علامات التوتر النفسي مثل التعرق أو تغير لون الوجه أو رعشة اليد فإن كان يخفى اليد في تلك الحالة فهو يخفى أمرا آخر.
وهناك ممن يبدأ بالتصفير ليعطي الانطباع أنه مرتاح يحدث هذا خاصة من صغار السن

وهناك بعض النقاط الاخرى غير أني رأيت أن الموضوع قد طال كثيرا
وفي الحالتين يجب ان أخفف عليكم فالفكرة قد إتضحت عندكم
ولكن حذار من المغالاة في تطبيق هذه الافكار على كل أحد فذلك يدخلكم في أمر غير مرغوب
وهو سوء الظن الذي نحاسب عليه يوم القيامة