سؤال :


لماذا نرى لباس الرجال في مختلف المجتمعات لباساً ساتراً جداً ،


بينما لباس النساء كاشفٌ متعرٍ في معظم المجتمعات عدا المجتمع المسلم؟


بل إنك تجد لباس الرجل في مختلف القطاعات أستر من لباس المرأة سواء أكان رسمياً أم رياضياً أم غيره ..



الجواب


انقسمت المجتمعات إلى قسمين :



أحدهما لا ينظر للمرأة إلا كجسد مجرد للمتعة فقط .


فسيطرت هذه النظرة على المجتمع ككل فَصِرْتَ ترى نساءهم سلع ،


سلعة عرض تمتع الرجال وتشبع رغباتهم وتجرأ الجريء منهم عليها ، وذلك بالتكشف والتعري فهذه وجهها جميل ، وتلك ساقها ، وأخرى فخذها ، وصدر تلك ...



وهكذا تتنوع وسائل العرض من النساء لأنهن اقتنعن تماماً أنهن سلع عرض فقط ،


أجساد خالية من أرواحها ، وأخذن يرضين غرورهن بهذه العروض من أجسادهن حتى تملكتهن تلك الشهوة التي تدعى إرضاء الذات والغرور ، وظننها أنها هي التحرر الكامل وانجرفن وراء متعة العرض والكشف عن المفاتن .



ولذلك فقد يصح في هذا ما أخبرنيه بعض أصدقائي وكان ممن درس قديماً في بعض بلاد أوروبا أنه انزوى في أحد مقاصف الجامعة وكانت البائعة امرأة قد كبرت في السن ولباسها محتشم جداً فراودته نفسه أن يفاتحها في هذا الموضوع وهو يظن أنها مستنكرة لتعري بنات جنسها وتكشفهن .


فكان جوابها لما أن أبدى لها امتعاضه واستغرابه من التكشف الفاضح أن قالت وبكل وقاحة :



لا بد للفتاة أن تبدي مفاتنها حتى يعلم الجميع أن لا عيب فيها إذا نظروا إلى فخذها وصدرها فليس به عاهات لكي تستره !!



أقول نعم أليس هذا أوضح دليل على أنها مجرد جسد يباع على الهواء ،


ألا ترى أن تلك المسنة قد استترت لأنها صارت منتهية الصلاحية ، فإن لكل سلعة وقت صلاحية ..



ولذلك فإنك تجد اهتماماتهن تنصب على أجسادهن من تسريح شعرهن وتلوين وجوههن وتزيين نفسها بإظهار مفاتنها - مواضع الطلب - قبل كل طلوع حتى لا تطعنها عين طالب انصرفت عنها أو لم تجد فيها رغبة .


---



ولكننا نأتي إلى القسم الثاني وهو من اعتبر المرأة روح لا جسد روح سامية ند للرجل تماماً لا سلعة مشتهاة .



إن هذه المجتمعات أبت أن تجعل المرأة مجرد سلعة فقامت بستر ما يدعو للعرض والطلب وألزمت مجتمعها ألا ينظر لها بهذه الطريقة بل يعاملها كروح في جميع المعاملات الدنيوية



ولذلك فإن هذه لم تزل لها كيانها في نفسها وعند من حولها حتى ولو طعنت في السن فهي لم تزل تحافظ على جسدها ولا تشعر بأنها منتهية الصلاحية لأن مجتمعها لا تقتصر نظرته إليها على تلك النظرة .


لماذا لأنها لم تسمح له أصلاً بذلك ..



وعليه فالمرأة تمكن هنا من إرضاء غريزتها وفطرتها في إظهار مفاتنها في حضرة الزوج فقط لترى نظرات الإعجاب والاشتهاء والتي تدوم بينهما مادامت حياتهما ،،


لا كالسلعة التي إن استعملتها فلابد وأن تبحث عن غيرها لما يعتري النفس من الملل ..



***************



وعلى هذا فإنك إذا رأيت بعض الفتيات ممن يعشن في المجتمعات من ذوي القسم الثاني قد تكسرت في مشيتها ، أو أبدت وجهها ، أو جزء منه بلثام فاتن قد لُوِّن ما تحته بالمساحيق التجميلية ، أو غطت وجهها بغطاء رقيق يشف عما تحته ، أو أبدت خصلات من شعرها ، أو ضيقت من عباءتها ، أو طرزتها ، أو كشفت شيئاً من أسفلها ليظهر تحديد قوامها...



كل هذا واقع في بعض نساء القسم الثاني وهذا مما يدل على ما سبق في كون هذه المرأة أيقنت أنها مجرد سلعة .. فغلبت غريزتها وغرورها الأنثوي - بمعاونة الشيطان ووسائل الانفتاح على ثقافات العالم الآخر - وظنت أن نساء القسم الأول مستمتعات بالحرية ويرضين غرورهن وغريزتهن وأن أهل القسم الثاني حبسن أنفسهن عن متعتهن .



وبما أنهن لا يستطعن التشبه المطلق بأهل القسم الأول فإنهن على الأقل يجارينهن في الوضع بطابع مختوم عليه ختم القسم الثاني .



وهذا يحقق القول بأن هذه المرأة لا تملك – من حيث تدري أو لا تدري - سوى جسدها في التخاطب والتحاور مع مجتمعها ،


أما تلك التي تمتلك عقلاً وروحاً وفكراً وإنتاجاً فلها وسيلة تخاطب أخرى تناسبها .



والله المستعان ..