الرد على لماذا إختلف العلماء في تفسير القرآن الكريم ؟

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

الرد على لماذا إختلف العلماء في تفسير القرآن الكريم ؟

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الرد على لماذا إختلف العلماء في تفسير القرآن الكريم ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    المشاركات
    1,863
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    17-04-2024
    على الساعة
    09:09 PM

    افتراضي الرد على لماذا إختلف العلماء في تفسير القرآن الكريم ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    و به نستعين




    الحمد لله

    أولاً :
    لم يقع الخلاف بين العلماء في تفسير جميع القرآن ، وإنما اختلفوا في تفسير بعض آيات منه ، ولا شك أن أكثر الآيات لم يقع في تفسيرها خلاف ، بل يتفق المفسرون من السلف والخلف والعلماء على تفسيرها ، وذلك أمر ظاهر لكل من يقرأ القرآن ويقرأ كتب التفسير ، وما زال عامة المسلمين يقرؤون القرآن ويسمعون آياته ولا يستشكلون أكثرها ، بل يعرفون المراد منها ، وهذا كافٍ في تحقيق هداية القرآن .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    "وأما ما صح عن السلف أنهم اختلفوا فيه اختلاف تناقض : فهذا قليل بالنسبة إلى ما لم يختلفوا فيه" انتهى .

    "مجموع الفتاوى" (5/162) .
    ثانياً :
    كما أن الاختلاف الواقع أكثره حدث بعد القرون المفضلة ، أما الصحابة والتابعون فكان الخلاف بينهم في تفسير القرآن قليلاً .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    "ولهذا كان النزاع بين الصحابة في تفسير القرآن قليلا جدا ، وهو وإن كان في التابعين أكثر منه في الصحابة ، فهو قليل بالنسبة إلى ما بعدهم ، وكلما كان العصر أشرف ، كان الاجتماع والائتلاف والعلم والبيان فيه أكثر" انتهى .
    "مجموع الفتاوى" (13/332) .
    ثالثاً :
    أما الآيات القليلة التي وقع في تفسيرها الخلاف ، فهي أيضا على أقسام :
    القسم الأول : الخلاف فيها خلاف تنوّع وليس خلاف تضاد ، فهو خلاف لفظي غير مؤثر ، وخلاف التنوع في حقيقته ليس اختلافا ، إذ من شرط الاختلاف تناقض القولين ، وهذا غير واقع في هذا القسم من الخلاف .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله شارحا اختلاف التنوع :
    "وذلك صنفان :
    أحدهما : أن يعبر كل واحد منهم – يعني من المفسرين - عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه ، تدل على معنى في المُسَمَّى غير المعنى الآخر ، مع اتحاد المُسَمَّى ، كما قيل في اسم السيف : الصارم ، والمهند ، وذلك مثل أسماء الله الحسنى ، وأسماء رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأسماء القرآن ، فإن أسماء الله كلها تدل على مسمى واحد ، وكل اسم من أسمائه يدل على الذات المسماة وعلى الصفة التي تضمنها الاسم ، وكذلك أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ، مثل محمد ، وأحمد ، والماحي ، والحاشر ، والعاقب ، وكذلك أسماء القرآن : مثل القرآن ، والفرقان ، والهدى والشفاء ، والبيان ، والكتاب . وأمثال ذلك .
    إذا عرف هذا فالسلف كثيرا ما يعبرون عن المسمى بعبارة تدل على عينه وإن كان فيها من الصفة ما ليس في الاسم الآخر ، كمن يقول : أحمد : هو الحاشر ، والماحي ، والعاقب ، والقدوس هو الغفور والرحيم ، أي أن المسمى واحد ، لا أن هذه الصفة هي هذه الصفة ، ومعلوم أن هذا ليس اختلاف تضاد كما يظنه بعض الناس .
    مثال ذلك : تفسيرهم للصراط المستقيم .
    فقال بعضهم : هو " القرآن " : أي اتباعه .
    وقال بعضهم : هو " الإسلام " .
    فهذان القولان متفقان ؛ لأن دين الإسلام هو اتباع القرآن ، ولكن كل منهما نبَّه على وصف غير الوصف الآخر .
    كما أن لفظ ( صراط ) يشعر بوصف ثالث ، وكذلك قول من قال : هو " السنة والجماعة " وقول من قال : " هو طريق العبودية " وقول من قال : " هو طاعة الله ورسوله " صلى الله عليه وسلم ، وأمثال ذلك فهؤلاء كلهم أشاروا إلى ذات واحدة ؛ لكن وصفها كل منهم بصفة من صفاتها .
    الصنف الثاني : أن يذكر كل منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع ، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه .
    مثل سائل أعجمي سأل عن مسمى لفظ " الخبز " ، فأري رغيفا ، وقيل له : هذا . فالإشارة إلى نوع هذا لا إلى هذا الرغيف وحده .
    مثال ذلك : ما نقل في قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ)
    فمعلوم أن ( الظالم ) لنفسه يتناول المضيع للواجبات والمنتهك للمحرمات ، و ( المقتصد ) يتناول فاعل الواجبات وتارك المحرمات ، و ( السابق ) يدخل فيه من سبق فتقرب بالحسنات مع الواجبات .
    ثم إن كلا منهم – يعني من المفسرين - يذكر هذا في نوع من أنواع الطاعات :
    كقول القائل : السابق الذي يصلي في أول الوقت ، والمقتصد الذي يصلي في أثنائه .
    والظالم لنفسه الذي يؤخر العصر إلى الاصفرار .
    ويقول الآخر :
    السابق والمقتصد والظالم قد ذكرهم في آخر سورة البقرة ، فإنه ذكر المحسن بالصدقة ، والظالم بأكل الربا ، والعادل بالبيع .
    فكل قول فيه ذكر نوع داخل في الآية ذكر لتعريف المستمع بتناول الآية له وتنبيهه به على نظيره ؛ فإن التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطلق . والعقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن إذا أشير له إلى رغيف فقيل له : هذا هو الخبز " انتهى باختصار.
    "مجموع الفتاوى" (13/332-338) .
    وقال أيضا رحمه الله :
    "ينبغي أن يُعلم أن الاختلاف الواقع من المفسرين وغيرهم على وجهين :
    أحدهما : ليس فيه تضاد وتناقض ؛ بل يمكن أن يكون كل منهما حقا ، وإنما هو اختلاف تنوع ، أو اختلاف في الصفات أو العبارات ، وعامة الاختلاف الثابت عن مفسري السلف من الصحابة والتابعين هو من هذا الباب ، فإن الله سبحانه إذا ذكر في القرآن اسما مثل قوله : (اهدنا الصراط المستقيم) فكل من المفسرين يعبر عن الصراط المستقيم بعبارة يدل بها على بعض صفاته ، وكل ذلك حق ... فيقول بعضهم : الصراط المستقيم : كتاب الله ، أو اتباع كتاب الله ، ويقول الآخر : الصراط المستقيم : هو الإسلام ، أو دين الإسلام . ويقول الآخر : الصراط المستقيم : هو السنة والجماعة . ويقول الآخر : الصراط المستقيم : طريق العبودية أو طريق الخوف والرجاء والحب وامتثال المأمور واجتناب المحظور ، أو متابعة الكتاب والسنة ، أو العمل بطاعة الله ، أو نحو هذه الأسماء والعبارات .
    ومعلوم أن المسمى هو واحد وإن تنوعت صفاته وتعددت أسماؤه وعباراته .
    ومنه قسم آخر : وهو أن يذكر المفسر والمترجم معنى اللفظ على سبيل التعيين والتمثيل لا على سبيل الحد والحصر ، مثل أن يقول قائل مِن العجم : ما معنى الخبز ؟ فيشار له إلى رغيف" انتهى باختصار .
    "مجموع الفتاوى" (13/381-384) .
    القسم الثاني : الآيات التي اختلف في تفسيرها اختلاف تضاد وتباين ، وهذا القسم قليل ، آياته معدودة ، والاختلاف فيها مشهور ومحصور .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    "الخلاف بين السلف في التفسير قليل ، وخلافهم في الأحكام أكثر من خلافهم في التفسير ، وغالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع إلى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد" انتهى .
    "مجموع الفتاوى" (13/178) .
    ولوقوع هذا الاختلاف أسباب كثيرة ، يدرسها العلماء المتخصصون ، يمكن الرجوع إليها في كتاب : " أسباب اختلاف المفسرين " للأستاذ الدكتور محمد الشايع ، وكتاب : " اختلاف المفسرين أسبابه وآثاره " للأستاذ الدكتور سعود الفنيسان .
    رابعاً :
    لا يجوز أن يكون هذا القسم الثاني وهو خلاف التضاد ، مثار طعن ولا تشكيك في القرآن الكريم لأسباب عدة :

    1- أنه لم يقع في الآيات المتعلقة بعقائد الإسلام أو مقاصد التشريع ، بل إنما وقع في آيات الأحكام ، مثل اختلاف العلماء في تفسير قوله تعالى : (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ) البقرة/228 ، هل القرء هو الطهر أم الحيض ؟ أو وقع في تفسير بعض سياقات القرآن المتعلقة بالقصص أو الوعظ ونحوه ، كاختلافهم في تفسير قوله تعالى : (فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا) مريم/24، هل المنادي جبريل أم عيسى عليهما السلام . وهذا الاختلاف – كما ترى – لا يتعلق بصلب العقيدة والشريعة ، بل في أمر فقهي أراد الله أن يقع فيه الخلاف رحمةًً بهذه الأمة ، وابتلاءً أيضا ، أو في أمر لا يتوقف فهم سياق الآيات على معرفة معناه.
    2- وهذا الخلاف – على قلته – أغلبه واقع في القرون المتأخرة ، ولو رجعنا إلى تفسير السلف من الصحابة والتابعين لما وجدنا أكثر هذا الخلاف الموجود في كتب التفسير المتأخرة .
    3- وأخيرا ، فالله سبحانه وتعالى له الحكمة في خفاء معاني بعض الآيات ، كي يجتهد المجتهدون ، ويثور العلم في الكتب والعقول .

    والله أعلم .

    الإسلام سؤال وجواب


    التعديل الأخير تم بواسطة الشهاب الثاقب. ; 30-08-2015 الساعة 06:25 PM
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    هل الله يُعذب نفسه لنفسههل الله يفتدى بنفسه لنفسههل الله هو الوالد وفى نفس الوقت المولوديعنى ولد نفسه سُبحان الله تعالى عما يقولون ويصفون

    راجع الموضوع التالي


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    11,741
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    17-04-2024
    على الساعة
    12:49 AM

    افتراضي

    جزاكم الله خير اخي الكريم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
    اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2016
    المشاركات
    34
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    25-06-2017
    على الساعة
    06:41 PM

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا

الرد على لماذا إختلف العلماء في تفسير القرآن الكريم ؟

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. القرآن الكريم (قراءة - تفسير - ترجمة)
    بواسطة Doctor X في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 15-02-2013, 02:13 PM
  2. رد العلماء على من يحلل الشتم والبذاءة بالإستشهاد من القرآن الكريم والاحاديث والسيرة
    بواسطة *the truth في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 27-12-2012, 06:27 PM
  3. تفسير آيات من القرآن الكريم - عربي
    بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-01-2010, 01:00 AM
  4. تفسير القرآن الكريم
    بواسطة أبــ عمرــو في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-02-2009, 03:19 AM
  5. تفسير القرآن الكريم بتسع لغات
    بواسطة الشرقاوى في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 31-08-2005, 02:30 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الرد على لماذا إختلف العلماء في تفسير القرآن الكريم ؟

الرد على  لماذا إختلف العلماء في تفسير القرآن الكريم ؟