دعوى أن حديث التداوي بألبان الإبل وأبوالها

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

دعوى أن حديث التداوي بألبان الإبل وأبوالها

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: دعوى أن حديث التداوي بألبان الإبل وأبوالها

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,494
    آخر نشاط
    23-11-2015
    على الساعة
    05:28 PM

    افتراضي دعوى أن حديث التداوي بألبان الإبل وأبوالها

    مالك رضى الله عنه: «أن رهدعوى أن حديث التداوي بألبان الإبل وأبوالها
    يتنافى مع التقدم الطبي الحديث (*)
    مضمون الشبهة:
    في إطار الإنكار المتواصل لحقائق الإعجاز العلمي في القرآن والسنة بعامة، ولحقائق الإعجاز الطبي والدوائي لهما بخاصة- يدعي المغالطون أن حديث التداوي بألبان الإبل وأبوالها، والذي رواه الإمام البخاري في صحيحه من حديث أنس بنطًا من عكل ثمانية قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فاجتووا المدينة، فقالوا: يا رسول الله، أبغنا رَسْلا([1])، قال: ما أجد لكم إلا أن تلحقوا بالذود، فانطلقوا، فشربوا من أبوالها وألبانها حتى صحوا وسمنوا...» ـ لا يتفق بحال مع ما توصل إليه الطب الحديث والعلم المتقدم، وما ذلك إلا ضرب من الشعوذة والخرافات.
    زاعمين أن هذه الطريقة العلاجية القاصرة التي وردت في الحديث ما تصلح إلا لإقناع البدوي المتخلف في عصره، ولا يمكن بحال أن تصح نظرية طبية، أو أن ترقى لقانون كوني عام، وأن التمسك بمثل هذه العلاجات يجعل المسلمين أضحوكة العالم الذي يتقدم علميًّا، ويعالج الآن بالهندسة الوراثية. منكرين كل دراسة علمية جادة أُجريت لإثبات ما في أبوال الإبل وألبانها من خصائص ومركبات وعناصر فعالة في علاج كثير من الأمراض والآلام التي يعاني منها كثير من المرضى، ويتساءلون بسخرية: كيف لهذا الشيء البدائي أن يشفي تمامًا مرضا مثل الفيروس الكبدي الوبائي الذي يُعلم من كتب الطب أنه يتكاثر بطريقة السيطرة على نواة الخلية، وسرقة السلطة والإرادة منها؛ بحيث يكون موته الكامل مستحيلاً؟! والذي أعيى علاجه أصحاب الهندسة الوراثية، بل مجرد السيطرة عليه- هادفين من وراء ذلك إلى إنكار وجود أي إعجاز طبي في هذا الحديث النبوي، وفي القرآن والسنة بعامة.
    وجه إبطال الشبهة:
    أثبتت التجارب المعملية الحديثة- مرارًا وتكرارًا- الفوائد العديدة التي تكمن في ألبان الإبل وأبوالها، وأنها تحتوي على عديد من العناصر والمركبات التي تعمل على شفاء كثير من أمراض الإنسان، وتساعد على عافيته ونشاطه، بل أفادت كثير من الأبحاث الدقيقة أن ألبان الإبل وأبوالها علاج ناجع لكثير من الأمراض المستعصية في الإنسان، منها سرطان الدم والتهابات الكبد والاستسقاء ومرض السكر، وأثبتت الدراسات أن لبن الإبل يحتوي على مواد تقاوم السموم والميكروبات، كما يحتوي على مواد تزيد القوة المناعية للأمراض، وقد يكون هذا هو السر في فائدة ألبان الإبل في علاج كثير من الأمراض.
    هذا ما أثبتته التجارب العلمية الدقيقة في جامعات علمية متخصصة، وأما خلاف ذلك من طعون وادعاءات فلا دليل عليه، ويكفي عدم إتيانهم بالدليل العلمي على زعمهم دليلاً على بطلان قولهم.
    التفصيل:
    1) الحقائق العلمية:
    اقتضى المنهج العلمي التجريبي طريقة حكيمة في تتبع الظواهر المدروسة والتحقق من صحة فروضها بطريقة التجربة والتحليل المعملي، للتوصل إلى نتائج حقيقية وثابتة؛ وبهذا أصبح المنهج العلمي الحديث من أشد المناهج دقة وثبوتًا، ولا يصادر على قول أو بحث علمي أو يرفضه إلا بعد أن يجري عليه تجارب علمية دقيقة، ويتخذ من تلك الآراء فرضًا علميًّا.
    بهذا المنهج العلمي الواضح الدقيق جاءت الدراسات والبحوث العلمية عن ألبان الإبل وأبوالها مبينة عناصرهما ومركباتهما، ومدى فائدتهما في علاج كثير من الأمراض التي يصاب بها الإنسان، وفي علاج كثير من الأمراض البكتيرية والفيروسية، وتوصلت هذه الدراسات إلى نتيجة مؤكدة مؤداها أن ألبان الإبل وأبوالها تعدان علاجًا طبيًّا وقائيًّا لكثير من الأمراض التي تصيب الإنسان، ومنها الأمراض المستعصية والـمزمنة، ونفصل هذه الحقائق فيما يأتي:
    أولاً: ألبان الإبل (تركيبها وفوائدها):
    نتحدث هنا عن ألبان الإبل تحديدًا لنرى بعض الحقائق التي ذُكرت عنها في المراجع العلمية الحديثة، من حيث تركيبها وفوائدها كغذاء ودواء.
    تدل الإحصائيات على أن الناقة تُحلب لمدة عام كامل في المتوسط بمعدل مرتين يوميًّا، ويبلغ متوسط الإنتاج اليومي لها من 5: 10 كجم من اللبن، بينما يبلغ متوسط الإنتاج السنوي لها حوالي 230: 260 كجم.
    ويختلف تركيب لبن الناقة بحسب سلالة الإبل التي تنتمي إليها، كما يختلف من ناقة لأخرى، وكذلك تبعًا لنوعية الأعلاف التي تتناولها الناقة والنباتات الرعوية التي تقتاتها، والمياه التي تشربها وكمياتها، ووفقًا لفصول السنة التي تُربى بها، ودرجة حرارة الجو أو البيئة التي تعيش فيها، والعمر الذي وصلت إليه هذه الناقة، وفترة الإدرار وعدد المواليد والقدرات الوراثية التي يمتلكها الحيوان ذاته، وطرائق التحليل المستخدمة في ذلك.
    وعلى الرغم من أن معرفة العناصر التي يتكون منها لبن الناقة على جانب كبير من الأهمية، سواء لصغار الناقة أو للإنسان الذي يتناول هذا اللبن، فإنها من جانب آخر تشير وتدل دلالة واضحة على أهمية مثل هذا اللبن في تغذية الإنسان وصغار الإبل، وبشكل عام يكون لبن الناقة أبيض مائلاً للحمرة، وهو عادة حلو المذاق لاذع، إلا أنه يكون في بعض الأحيان مالحًا، كما يكون مذاقه في بعض الأوقات مثل مذاق المياه، وترجع التغيرات في مذاق اللبن إلى نوع الأعلاف والنباتات التي تأكلها الناقة، والمياه التي تشربها، كذلك ترتفع قيمة الأس الهيدروجيني (PH)- وهو مقياس الحموضة- في لبن الناقة الطازج، وعندما يترك لبعض الوقت تزداد درجة الحموضة فيه بسرعة.
    ويصل محتوى الماء في لبن الناقة بين 84% و 90%؛ ولهذا أهمية كبيرة في الحفاظ على حياة صغار الإبل، والسكان الذين يقطنون المناطق القاحلة- مناطق الجفاف- وقد تبين أن الناقة الحلوب تفقد أثناء فترة الإدرار ماءها في اللبن الذي يحلب في أوقات الجفاف، وهذا الأمر يمكن أن يكون تكيفًا طبيعيًّا؛ وذلك لكي توفر هذه النوق وتمد صغارها والناس الذين يشربون من حليبها- في الأوقات التي لا تجد فيها المياه- ليس فقط بالمواد الغذائية، ولكن أيضًا بالسوائل الضرورية لمعيشتهم وبقائهم على قيد الحياة، وهذا لطف وتدبير من الله عز وجل.
    وكذلك فإنه مع زيادة محتوى الماء في اللبن الذي تنتجه الناقة العطشى ينخفض محتوى الدهون من 3,4% إلى 1,1%، وعموما يتراوح متوسط النسبة المئوية للدهون في لبن الناقة بين 6,2% إلى 5,5%، ويرتبط دهن اللبن بالبروتين الموجود فيه.
    وبمقارنة دهون لبن الناقة مع دهون ألبان الأبقار والجاموس والغنم لُوحِظ أنها تحتوي على أحماض دهنية قليلة، كما أنها تحتوي على أحماض دهنية قصيرة التسلسل، ويرى الباحثون أن قيمة لبن الناقة تكمن في التراكيز العالية للأحماض الطيّارة التي تعتبر من أهم العوامل المغذِّية للإنسان، وخصوصًا الأشخاص المصابين بأمراض القلب.
    ومن عجائب الخلق الإلهي في لبن الإبل أن محتوى اللاكتوز- سكر اللبن- في لبن الناقة يظل دون تغيير منذ الشهر الأول لفترة الإدرار، وحتى نهايتها في كل من النوق العَطْشَى والـمرتوية من الماء، وهذا لطف من العلي القدير فيه رحمة وحفظ للإنسان والحيوان؛ إذ إن اللاكتوز سكر مهم يُستخدم كمليِّن وكمُدِرّ للبول، وهو من السكاكر الضرورية التي تدخل في تركيب أغذية الرضع.
    وفضلاً عن القيمة الغذائية العالية لألبان الإبل، فإن لها استخدامات وفوائد طبية عديدة تجعله جديرًا بأن يكون الغذاء الوحيد الذي يعيش عليه الرعاة في بعض المناطق، وهذا من فضل الله العظيم وفيضه العميم([2]).
    يتبين من هذا أن لبن الناقة يمثل قيمة غذائية كبيرة للإنسان؛ بما يحتوي عليه من عناصر ومركبات فعالة من: درجة الحموضة، ونسبة الدهون، ومحتوى اللاكتوز، وتركيز الحموض الطيّارة؛ مما يجعله أيضًا مفيدًا في كثير من الاستخدامات الطبية والعلاجية.
    "وقد اهتم العلماء بالأبحاث المتعلقة بألبان الإبل في الربع الأخير من القرن العشرين، فأُجريت مئات الأبحاث على أنواع الجِمال، وكمية الألبان التي تُدِرُّها في اليوم، وفترة إدرارها للألبان بعد الولادة، ومكونات لبن الإبل، وبعد دراسات مستفيضة خلُص العلماء إلى أن لبن الإبل يعتبر عنصرًا أساسيًّا في تحسين غذاء الإنسان كمًّا ونوعًا.
    مكونات لبن الإبل:
    يتدرج لبن الإبل في مكوناته بناء على مرحلة الإدرار، وعمر الناقة، وعدد أولادها، وكمية الطعام الذي تتغذى عليه ونوعه، وكذلك على كمية الماء المتوافر للشرب، ويعتبر لبن الإبل عالي القلوية، ولكن سرعان ما يصير حمضيًّا إذا تُرك فترة من الزمن؛ إذ يتراوح (PH) من 6,5 إلى6,7%، ويتحول للحمضية بسرعة؛ حيث يزداد حمض اللاكتيك من 0,03 بعد ساعتين إلى 14% بعد 6 ساعات، ويتراوح الماء في لبن الإبل من 84 إلى90% من مكوناته، وتتراوح الدهون في اللبن في المتوسط حوالي 5,4 ، والبروتين حوالي 3%، ونسبة سكر اللاكتوز حوالي 3,4، والمعادن حوالي 0,7%، مثل الحديد والكالسيوم والفوسفور والمنجنيز والبوتاسيوم والماغنسيوم، وهناك اختلافات كبيرة في هذه المركبات بين الأنواع المختلفة من الإبل، وتعتمد على الطعام والشراب المتوافر لها.
    ونسبة الدهون إلى المواد الصلبة في لبن الإبل أقل منها في لبن الجاموس؛ حيث تبلغ في لبن الإبل 31,6%، بينما في الجاموس 40,9%، كما أن الدهون في لبن الإبل توجد على هيئة حبيبات دقيقة متحدة مع البروتين؛ لذلك يصعب فصلها في لبن الإبل بالطرق المعتادة في الألبان الأخرى، والأحماض الدهنية الموجودة في لبن الإبل قصيرة السلسلة، وهي أقل منها في الألبان الأخرى، كما أن لبن الإبل يحتوي على تركيز أكبر للأحماض الدهنية المتطايرة، خصوصًا حمض اللينوليك والأحماض الدهنية المتعددة غير المتشيعة، والتي تعتبر حيوية في غذاء الإنسان، خصوصًا مرضى القلب، كما أن نسبة الكوليسترول في لبن الإبل منخفضة مقارنة بلبن البقر بحوالي 40%، وتصل نسبة بروتين الكازين في بروتين لبن الإبل الكلي إلى 70%، مما يجعل لبن الإبل سهل الهضم.
    ويحتوي لبن الإبل على فيتامين (ج) بمعدل ثلاثة أضعاف وجوده في لبن البقر، ويزداد إذا تغذَّت الإبل على أعشاب وغذاء غني بهذا الفيتامين، كما أن فيتامين (ب 1، 2) موجود بكمية كافية في لبن الإبل أعلى من لبن الغنم، كما يوجد فيه فيتامين (أ) (A) والكاروتين بنسب كافية.
    ويُنصح المريض الذي يأخذ لبن الإبل للعلاج أن يأخذه بالغداة، ولا يدخل عليه شيئًا، ويجب عليه الراحة التامة بعد شربه، ويعتبر لبن الإبل الطازج الحار أفضل شيء لتنظيف الجهاز الهضمي، ويعتبر أفضل المسهِّلات، وينتشر بين البدو أن أي مرض في الداخل يمكن أن يُعالج بلبن الإبل، فاللبن ليس مانحًا للقوة فقط، ولكن للصحة أيضًا، وقد أثبت البحث العلمي الحديث مزايا فريدة للبن الإبل.
    الإسرائيليون يعكفون على دراسة ألبان الإبل:
    يعكف البروفيسور ريئوفين يغيل- الذي يعمل في جامعة بن غوريون في بئر السبع وبمشاركة طاقم من الأطباء- على بحث الميزات الخاصة التي تتوافر في حليب الناقة، ويقول الباحث: هناك اكتشافات مثيرة جدًّا فيما يتعلق بالتركيبة الكيماوية لحليب الناقة، الذي يشبه حليب الأم أكثر مما يشبه حليب البقرة، فقد اكتُشف أن حليب الناقة يحتوي على كمية قليلة من اللاكتوز والدهن المشبع، إضافة إلى احتوائه على كمية كبيرة من فيتامين (ج)، الكالسيوم والحديد، مما يجعله ملائمًا للأطفال الذين لا يرضعون، كما تبين من البحث أن حليب الناقة غني ببروتينات جهاز المناعة، وهو ملائم لمن لا يتمكن جهازه الهضمي من هضم سكر الحليب.
    ويتحدث البروفيسور يغيل هو وطاقمه عن المزايا العلاجية لحليب الناقة فيقولون: يحتوي هذا الحليب على مواد قاتلة للجراثيم، ويلائم من يعانون من الجروح، ومن يعانون من أمراض التهاب الأمعاء، كما يُوصى به لمن يعانون من مرض الربو، ولمن يتلقون علاجًا كيماويًّا؛ لتخفيف حدة العوارض الجانبية، مثل التقيؤ، كما يُوصى به لمرضى السكري- سكري البالغين- وللمرضى الذين يعانون من أمراض تتعلق بجهاز المناعة، مثل أمراض المناعة الذاتية حين يبدأ الجسم بمهاجمة نفسه.
    ويستمر البروفيسور يغيل في تعداد مزايا حليب الناقة فيقول: أوصي من يعاني من أحد الأمراض التي ذكرت أن يحاول شرب كأسين من هذا الحليب يوميًّا، ويزيد الكمية وفق الحاجة، وبالطبع بعد استشارة الطبيب، ثم قال: حليب الناقة ليس دواء، وننتظر مصادقة وزارة الصحة من أجل تسويقه كغذاء، لكننا حاليًّا نجري أبحاثًا ونجمع معلومات، وقد أقام هذا الباحث وغيره في إسرائيل مزارع للإبل ومنتجعات يؤمها السياح لتناول ألبان الإبل.
    الخصائص المناعية والاستخدامات الطبية للبن الإبل:
    أوضحت الدراسات العديدة التي قام بها العجمي (1994م، 2000م)، والعجمي وآخرون (1992م، 1996م، 1998م) أن لبن الإبل يمتاز بميزات مناعية فريدة؛ حيث إنه يحتوي على تركيزات مرتفعة للغاية من بعض المركبات المثبطة لفعل بعض البكتيريا الممرضة وبعض الفيروسات.
    وفي الهند يستخدم لبن الإبل كعلاج للاستسقاء واليرقان ومتاعب الطحال والسل والربو والأنيميا والبواسير (Raoet al,1970)، ويستخدم أيضًا في علاج مرض الكبد الوبائي المزمن وتحسين وظائف الكبد، وقد تحسنت وظائف الكبد في المرضى المصابين بالتهاب الكبد بعد أن عولـجوا بلبن الإبل (Sharmanovetal,1978)،ويُعطى اللبن للمسنين والشباب والصغار، وهو مهم في تكوين العظام.
    كما ثبت أن حليب الإبل يخفض مستوى الجلوكوز؛ وبالتالي يمكن أن يكون له دور في علاج السكري، ومن المدهش أنه قد وُجد في لبن الإبل مستويات عالية من الأنسولين وبروتينات شبيهة بالأنسولين، وإذا شُرب اللبن فإن هذه المركبات تنفذ من خلال المعدة إلى الدم من غير أن تتحطم، بينما يحطم الحمض المعوي الأنسولين العادي، وهذا قد أعطى الأمل لتصنيع أنسولين يتناوله الإنسان بالفم، وتعكف شركات الأدوية اليوم على تصنيعه وتسويقه في القريب العاجل، وقد وُجد في دراسة حديثة أن مرضى النوع الأول من السكري قد استفادوا حينما تناولوا كوبًا من حليب الإبل، وانخفض لديهم مستوى السكر في الدم؛ وعلى هذا خفَّضوا كمية الأنسولين المقررة لعلاجهم.

    صورة بالمجهر الإلكتروني تبين الأجسام المضادة النانوية الموجودة في الإبل، وهي القطع
    الصغيرة اللامعة ملتصقة بالخلايا السرطانية كبيرة الحجم لتدميرها.

    اكتشاف مذهل:
    في أحدث دراسة نشرتها مجلة العلوم الأمريكية في عددها الصادر في أغسطس عام 2005م وُجد أن عائلة الجمال- وخصوصًا الجمال العربية ذات السنام الواحد- تتميز عن غيرها من بقية الثدييات في أنها تملك في دمائها وأنسجتها أجســـامًا مضادة صغيرة تتركب من سلاسل قصيرة من الأحماض الأمينية، وشكلها على صورة حرف (V)، وسماها العلماء "الأجسام المضادة الناقصة أو النانوية" (NanoAntibodies) أو اختصارًا (Nanobodies)، ولا توجد هذه الأجسام المضادة إلا في الإبل العربية، زيادة على وجود الأجسام المضادة الأخرى الموجودة في الإنسان وبقية الحيوانات الثديية فيها أيضًا، والتي على شكل حرف (Y)، وأن حجم هذه الأجسام المضادة هو عشر حجم المضادات العادية، وأكثر رشاقة من الناحية الكيميائية، وقادرة على أن تلتحم بأهدافها وتدمرها كقدرة المضادات العادية نفسها، وتمر بسهولة عبر الأغشية الخلوية وتصل لكل خلايا الجسم.
    وتمتاز هذه الأجسام النانوية بأنها أكثر ثباتًا في مقاومة درجة الحرارة؛ لتغير الأس الأيدروجيني تغيرًا متطرفًا، وتحتفظ بفاعليتها أثناء مرورها بالمعدة والأمعاء، بعكس الأجسام المضادة العادية التي تتلف بالتغيرات الحرارية وبإنزيمات الجهاز الهضمي، مما يعزز من آفاق ظهور حبات دواء تحتوي أجسامًا نانوية لعلاج مرض الأمعاء الالتهابي وسرطان القولون والروماتويد، وربما مرضى الزهايمر أيضًا.
    وقد تركزت الأبحاث العلمية على هذه الأجسام المضادة منذ حوالي 2001م في علاج الأورام على حيوانات التجارب وعلى الإنسان، وأثبتت فاعليتها في القضاء على الأورام السرطانية؛ حيث تلتصق بكفاءة عالية بجدار الخلية السرطانية وتدمرها، وقد نجحت بعض الشركات المهتمة بأبحاث التكنولوجيا الحيوية الخاصة في بريطانيا وأمريكا في إنتاج دواء على هيئة أقراص مكون من مضادات شبيهة بالموجودة في الإبل لعلاج السرطان والأمراض المزمنة العديدة، والالتهابات البكتيرية والفيروسية.
    وطورت شركة (Ablynx) هذه الأجسام النانوية لتحقق ستة عشر هدفًا علاجيًّا تغطي معظم الأمراض المهمة التي يعاني منها الإنسان، وأولها السرطان، يليها بعض الأمراض الالتهابية، وأمراض القلب والأوعية الدموية، ويعكف الآن حوالي 800 عالم من علماء التكنولوجيا الحيوية المتخصصين في أبحاث صحة الإنسان والنظم النباتية الحيوية، وبتكاتف عدة جامعات- على أبحاث الأجسام المضادة النانوية؛ لتنفيذ مشروع المستقبل في علاج الأمراض العنيدة.
    ورغم الكم الهائل من العلماء الذين يبحثون في هذا الموضوع لتوفير هذه الأجسام المضادة كوسيلة لعلاج هذه الأمراض، إلا أن هناك كثيرًا من المشاكل والصعوبات تعترضهم في سبيل تصنيع هذا الدواء بالطريقة المثلى التي تتلاءم مع الظروف البيئية والاقتصادية للبشر، وكل هذه الأنواع من الأمراض؛ مما يجعل العلماء يتجهون بأبصارهم وعقولهم ناحية البيولوجيا الجزيئية لعائلة الجمال"([3]).
    وعن فوائد ألبان الإبل يقول الدكتور جابر بن سالم القحطاني: "استُخدم حليب الإبل كعلاج لكثير من الأمراض؛ فقد استخدم الإنسان العربي حليب الإبل لمعالجة مرض الصفار الكبدي، وفقر الدم، والسل، وأمراض الشيخوخة وهشاشة العظام، والكساح عند الأطفال، وهو مسهِّل، وبالأخص عندما يُشرب حارًّا ولأول مرة، ولعلاج الزكام والأنفلونزا والحمى والتهاب الكبد الوبائي، والاستسقاء والأمراض الصدرية، كالدرن والربو، وكذلك الأمراض الباطنية، كقرحة المعدة والاثنى عشر والقولون، والاضطرابات الهضمية، ومخفِّض للسكر والضغط، ومنظِّم لضربات القلب ومعدلات التنفس وضربات الشمس.
    وقد أظهرت دراسة عمانية تفوق حليب الإبل في علاج التهاب الكبد المزمن مقارنة باستخدام حليب النوق لعلاج الاستسقاء واليرقان، ومشاكل الطحال والدرن والربو، وفقر الدم والبواسير، وقد أُنشئت عيادات خاصة يُستخدم فيها حليب الناقة لمثل هذه العلاجات.
    وفي دراسة على سكر الدم قامت بها باحثة لنيل درجة الماجستير بجامعة الجزيرة بالسودان؛ حيث جرَّبت أثر لبن الإبل على معدل السكر في الدم، فاختارت عددًا من المرضى لإجراء تجربة عملية استغرقت سنة كاملة، وقد قسمت المتبرعينإلى فئتين؛ تناولت الفئة الأولى جرعة من لبن الإبل بمعدل نصف لتر يوميًّا على الريق، أما الفئة الثانية فلم تتناول أي شيء، وعند نهاية الدراسة اتضح أن نسبة السكر في الدم انخفضت بدرجة ملحوظة وسط أفراد الفئة الأولى مقارنة بأفراد الفئة الثانية، وقد أثبتت تلك التجربة مدى تأثير حليب الإبل في تخفيض نسبة سكر الدم.
    وفي دراسة حديثة أُجريت في الهند ونُشرت نتائجها في مجلة (MerMedicus2004) اتضح فيها أن حليب الإبل حسن التحكم في مرضى السكر المعتمدين على الأنسولين.
    وقالت الباحثة أماني عليوي الرشيدي في رسالتها للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة الملك عبد العزيز: إن حليب الإبل استُخدم في علاج مرض السرطان، وقد تم في البحث حقن فئران التجارب بمواد مسرطنة، ثم تم تغذية بعض الفئران بحليب الإبل، وإعطاء البعض الآخر علاجًا كيماويًّا، وفي نهاية الدراسة اتضح أن الفئران التي غُذِّيت بحليب الإبل تحسنت حالتها إلى درجة قريبة من الفئران التي عُولـجت بالدواء الكيماوي، فيما كانت أفضل النتائج في الفئران التي عُولجت بالدواء الكيماوي وحليب الإبل في وقت واحد"([4]).
    ويقول الدكتور أحمد شوقي إبراهيم متحدثًا عن فوائد ألبان الإبل أيضًا: "وذكرت دراسة علمية لبعض الأطباء أن لبن الناقة يشفي من تشمع الكبد والربو الشعبي ومرض السكر، ويقوي عظام الأطفال، وهو خير وقاية من مرض الكساح، وأن لبن الناقة
    يقوي اللثة، ويقي من مرض الإسقربوط؛ بسبب احتواء لبن الإبل على نسبة عالية من فيتامين (ج).
    وذكرت دراسة من قسم الأغذية بكلية الزراعة بجامعة الفاتح في ليبيا أن ألبان الإبل هي الأفضل من حيث ثراؤها بالعناصر الغذائية، وقارن العلماء لبن الإبل بلبن البقر، بعد كارثة أمراض جنون البقر التي تحدث بين الحين والحين، فوجدوا أنه لبن لا ضرر فيه، وأنه لم يُسمع عن أي إنسان مرض من جراء تناوله للبن الإبل.
    ووجدوا أن نسبة الكازين في لبن الإبل تصل إلى 70% من البروتين، وهذا يجعله سهل الهضم، سهل الامتصاص، كما أن حبيبات الدهون في لبن الإبل أصغر في الحجم من حبيبات الدهون في الألبان الأخرى؛ مما يزيد من سهولة الهضم والامتصاص، وثبت أن لبن الإبل يحتوي على مواد تقاوم السموم والميكروبات، كما يحتوي على مواد تزيد القوة المناعية للأمراض، وقد يكون ذلك هو السر في فائدة لبن الإبل في علاج كثير من الأمراض"([5]).
    وهكذا قد أثبتت مختلف الدراسات العلمية والبحثية المنهجية الدقيقة مدى فاعلية ألبان الإبل في علاج كثير من أمراض الإنسان، ودخولها في كثير من العلاجات والأدوية النافعة له.
    ثانيًا: بول الإبل (تركيبه وفوائده):
    أكدت أبحاث علمية متعددة أن في بول الإبل عناصر مركزة وبروتينات عالية؛ مما يجعله مفيدًا جدًّا في علاج كثير من الأمراض التي يعاني منها الإنسان، وخاصة أمراض الاستسقاء والكبد.
    وفي هذا الشأن يقول الدكتور أحمد شوقي إبراهيم: "تحدث كثير من الباحثين عن فوائد العلاج بأبوال الإبل، وسنذكر بعض ما ذكره أولئك الباحثون عن دراساتهم وتجاربهم في هذا الموضوع كالآتي:
    قام الدكتور أحمد عبد الله أحمداني- عميد كلية المختبرات الطبية بجامعة الجزيرة السودانية- بتجربة علمية باستخدام بول الإبل لعلاج تشمع الكبد وتليفه، وما نتج عن ذلك من استسقاء البطن، وأثبتت نجاحها.
    وبدأت التجربة بإعطاء المريض جرعة محسوبة من بول الإبل مخلوطًا بلبن الإبل يوميًّا، وقال: كانت النتيجة مدهشة للغاية؛ فقد اختفى الاستسقاء بعد أسبوعين من بدء العلاج.
    وذكر الدكتور أحمداني أنه أجرى الكشف بالموجات الصوتية لخمسة عشر مريضًا، وثبت إصابتهم بتشمع الكبد (FattyLiver)، واستجاب جميعهم للعلاج بأبوال الإبل لمدة شهرين، وثبت أن بول الإبل يحتوي على كمية كبيرة من البوتاسيوم والزلال والماغنسيوم، وقال: إن مرض الاستسقاء ينتج عن نقص في الزلال والبوتاسيوم، وبول الإبل غني بالاثنين معًا.
    وقال الدكتور أحمداني: إن بعض الشركات العالمية استخدمت بول الإبل في صناعة أنواع ممتازة من شامبو الشعر، وإن أفضل أنواع الإبل التي يمكن استخدام بولها في العلاج هي الإبل الصغيرة التي لم تحمل بعد.
    ولقد حوى كتاب الشيخ الدميري "حياة الحيوان الكبرى" كل الأجزاء الحيوانية التي تُستخدم في علاج الإنسان، ومعروف مثلاً أن فرش حلاقة الذقن تُصنع من أذيال الإبل.
    وكانت الريادة في استخدام بول الإبل في العلاج للدكتورة أحلام العوضي بالاشتراك مع الدكتورة ناهد هيكل الأستاذة بالأقسام العلمية بكلية التربية بجدة، وكان لهما السبق في استخدام بول الإبل في علاج الأمراض الجلدية الفطرية، كما استخدمتا في العلاج سلالات بكتيرية معزولة من بول الإبل.
    وأشرفت على رسالة ماجستير للدكتورة منال القطان التي نجحت في تأكيد فاعلية مستحضر تم تحضيره من بول الإبل، وهو أول مضاد حيوي يُصنع بهذه الطريقة على مستوى العالم، وذلك بالتعاون مع الدكتورة أحلام العوضي، والمستحضر زهيد الثمن جدًّا؛ الأمر الذي يجعله في متناول الجميع.
    وثبت بعد ذلك نجاح المستحضر الجديد في القضاء على الفطريات أيضًا؛ وبالتالي نجاح استعماله في الأمراض البكتيرية والأمراض الفطرية أيضًا، وتقول الدكتورة أحلام العوضي: إن ذلك المستحضر من بول الإبل رخيص الثمن، وسهل التصنيع، وله أثر علاجي فعال في علاج الأمراض الجلدية، مثل: الأكزيما والحساسية والجروح والحروق، كما أنه علاج مفيد للأمراض الخبيثة، ولا توجد آثار جانبية له.
    وفي رسالة ماجستير مقدمة من مهندس بالكيمياء التطبيقية يُدعى محمد أوهاج محمد وعنوانها "دراسة في المكونات الكيميائية وبعض الاستخدامات الطبية لبول الإبل العربية" (Astudyonthechemicalcompositionandmedicalusesoftheurineofsome ofthearabiancamels)، تحدثت الرسالة عن تاريخ التداوي بأبوال الإبل منذ قرون عديدة، وأثبتت الدراسة بواسطة التجارب التطبيقية الطبية على ثلاثين مريضًا يعانون الاستسقاء نجاح العلاج بواسطة مستحضرات معملية من بعض مكونات بول الإبل، وأثبتت التجارب الآتي:
    1. أن بول الإبل ذو تركيز مرتفعOsmolality مقارنة بأبوال الغنم والبقر والإنسان.
    2. أن بول الإبل يعمل كمُدِرّ لبول المريض الذي يتعاطى الدواء، ولكنه لا يؤثر في مستوى البوتاسيوم بالدم، كما تفعل الـمُدِرّات الأخرى.
    3. أن بول الإبل يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم والبروتينات.
    4. أن بول الإبل له تأثير علاجي واضح في بعض الأمراض البكتيرية والفيروسية.
    5. أن بول الإبل يُستخدم في علاج الجلطة الدموية؛ فهو يحلل المادة المسبِّبة للتجلط، وهي (Fibrin).
    وخلص البحث إلى وجود الدليل العلمي على صدق الحديث النبوي عن فائدة العلاج بلبن الإبل وأبوالها"([6]).
    فهذه أبحاث ودراسات علمية جامعية أثبتت فعالية العلاج ببول الإبل في كثير من الأمراض والفطريات، وبينت قوة تركيب العناصر والبروتينات في جزيئاته، كما جاءت دراسة علمية عن نجاح علاج الاستسقاء ببول الإبل ملخصها:
    1. أن بول الإبل العربية وحيدة السنام يختلف عن بول بقية الأنعام وبول البشر في عدة نواحي؛ فقد أوضحت النتائج الكيميائية أن بول الإبل يحتوي على تركيز عال من كل المواد- تقريبا- التي تم تحليلها، مثل: المعادن الفلزية والمعادن النادرة ومركبات النيتروجين غير البروتينية، وبول الأغنام يلي بول الإبل في التركيز، وإن كانت هناك بعض المواد في بول الأغنام أعلى تركيزًا، وبول الأبقار يأتي فيالمرتبة الثالثة، وأخيرًا بول البشر.
    2. التركيز العالي لكل من البوتاسيوم والماغنسيوم والكالسيوم واليوريا في أبوال الإبل، بالإضافة إلى النيتروجين الكلي والبروتين الكلي والألبيومين والكرياتينين ـ يقابله في بول الأغنام تركيز عال في الحامض البولي والكرياتين والكالسيوم والزنك.
    3. بول البقر يقارب بول البشر نسبيًّا في كثير من المكونات الحيوية، علمًا بأن بول البشر هو الوحيد في هذه المجموعة الذي يحمل الصفة الحمضية في تفاعله (pH = 4 - 5 وبنظرة عامة للفوارق الكيميائية بين بول الإناث والذكور في جميع حيوانات الدراسة وبول البشر- يتضح أن الفوارق لا تكاد تذكر بالرغم من أن بول الإناث بصورة عامة يسجل أرقامًا أعلى من بول الذكور.
    4. من الناحية السريرية، فقد خلصت الدراسة إلى أن مرضى الاستسقاء الذين تـمت معالجتهم بجرعة يومية صباحية (150ml) من بول الإبل لمدة أسبوعين- انخفض معدل الاستسقاء عندهم بدرجة أقل نسبيًّا من المجموعة التي عُولـجت بعقار الفروساميد للمدة نفسها.
    5. استعاد المرضى في المجموعتين بطونهم بحالة خالية من السوائل، بيد أن الفروساميد كان أسرع.
    6. بول الإبل يعمل كمدر بطيء نسبيًّا للبول ومسهِّل جيد، أما الفروساميد فمعروف بقوة إدراره، ويبدو أن ارتفاع الأملاح واليوريا والأوزمولارية بالإضافة للألبيومين تساعد بول الإبل في آلية عمله.
    7. أملاح البوتاسيوم عالية التركيز في بول الإبل توفر لمرضى الاستسقاء تعويضًا من مصدر طبيعي، كذلك الحال بالنسبة لبروتين الألبيومين الذي تعجز الكبد المتليفة في هؤلاء المرضى من توفيره بالقدر الكافي.
    8. بآلية غير معروفة حتى الآن استعاد المرضى المصابون بتليف الكبد حالتهم الصحية التامة؛ إذ رجعت أكبادهم لوضعها الطبيعي من حيث الحجم والملمس والوظيفة([7]).
    هكذا يتبين أن بول الإبل به عديد من المركبات والبروتينات التي تساعد على شفاء كثير من الأمراض الخطيرة عند الإنسان، وخاصة الاستسقاء وتليف الكبد.
    ونشرت صحيفة الرأي العام السودانية في عددها 1728 بتاريخ 8/5/1423هـ، 18/6/2002م مقالاً للدكتور أحمد عبد الله أحمداني عن دراسة أُجريت على أبوال الأبل وألبانها، يقول فيه: الدراسة علمية تجريبية دقيقة استمرت لمدة 15 يوما؛ حيث اخترنا 15 مريضًا مصابين بمرض الاستسقاء المعروف، وكانت بطونهم منتفخة بشكل كبير قبل بداية التجربة العلاجية، وبدأت التجربة بإعطاء كل مريض يوميًّا جرعة محسوبة من بول الإبل مخلوطًا بلبنها؛ حتى يكون مستساغًا, وبعد 15يومًا من بداية التجربة أصابنا الذهول من النتيجة؛ إذ انخفضت بطونهم وعادت لوضعها الطبيعي, وشُفي جميع أفراد العينة من الاستسقاء, وتصادف وجود بروفيسور إنجليزي أصابه الذهول أيضًا, وأشاد بالتجربة العلاجية.
    وكنا قبل بداية الدراسة أجرينا تشخيصًا لكبد المرضى بالموجات الصوتية، فاكتشفنا أن 15 كبدًا من الـ 25 مريضًا يحتوي شمعًا, وبعضهم كان مصابًا بتليف في الكبد بسبب مرض البلهارسيا, وجميعهم استجابوا للعلاج بـبول الإبل، وبعض أفراد العينة من المرضى استمروا برغبتهم في شرب جرعات بول الإبل يوميًّا لمدة شهرين آخرين، وبعد نهاية تلك الفترة أثبت التشخيص شفاءهم من تليفالكبد وسط دهشتنا جميعًا.
    والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هي الخواص والمكونات الموجودة في بول الإبل حتى يحقق تلك النتائج العلاجية الممتازة في علاج الاستسقاء وتليف الكبد؟!
    يجيب البروفيسور أحمد عبد الله أحمداني على ذلك فيقول: بول الإبل يحتوي على كمية كبيرة من البوتاسيوم, يمكن أن تملأ عدة جرادل, ويحتوي أيضًا على زلال بالجرامات وماغنسيوم؛ إذ إن الإبل لا تشرب في فصل الصيف سوى 4 مرات فقط, ومرة واحدة في الشتاء، وهذا يجعلها تحتفظ بالماء في جسمها, وهذا يحفظ لها الصوديوم الذي يجعلها لا تدر البول كثيرًا؛ لأنه يرجع الماء إلى الجسم، ومعروف أن مرض الاستسقاء إما نقص في الزلال, أو في البوتاسيوم, وبول الإبل غني بالاثنين معا([8]).
    كما أن هناك دراسات علمية أخرى أثبتت قدرة بول الإبل الفعالة في علاج كثير من الفطريات والفيروسات المضرة للإنسان، وأثبتت القدرة المضادة للفطريات في بول الإبل، فقد وُجد أن هناك عددًا محدودًا من مضادات الفطريات له تأثير على جدار الخلية الفطرية، ومنها (nikomycin) الذي يتركب من النيوكليوسيدات الببتديدية (nucleosidepeptide)؛ حيثإن ذلك- أي التأثير على جدارها الخلوي- يمنع نموها، وذلك بتداخله مع إنزيم الكيتين، أو قد يعمل على تحطـيم الجدار الخلوي في الفطريات نتيجة تثبيطه بناء مادة الكيتين التي تدخل في بناء الجدار، وقد ذكر مدجن وآخرون (Madgan) أن البوليكسينز (Polyxins) يثبط بناء الجدار الخلوي بتداخله مع البناء الحيوي للكيتين.
    وهناك عدد كبير من مضادات الفطريات المسـتخدمة لها تأثير فعال على الأغشية الفطرية؛ مما يؤثر على نفاذيتها، وذلك إما بارتباطها مع المركبات المهمة التي تدخل في تكوين الغشاء أو تثبيط بنائه؛ حيث أثبتت الدراسات أنها ترتبـط مع مركبات السيترولات (Sterlos) بعد أن أضافوا الإستيرولات للمنبت الغذائي للفطريات، فوجدوا أن لها تأثيرًا يعادل تأثير كل من مضادي (filipinandpolyne)؛ وبذلك يحدث تغيير في تركيب الغشاء الذي يتبعه حدوث تغيير مهم في وظيفة الغشاء السيتوبلازمي، فيؤثر على النفاذية؛ مما يؤدي إلى تسرب معظم محتويات الخلية المهمة إلى خارجها، مثل: البيورين والبيريميدين والبروتينات والأيونات والمكونات الخلوية الأساسية، وينتج عن ذلك تحطيم الخلية وموتها، ومن تلك المضادات الحيوية مجموعة إميدزول والترايزول؛ حيث تمنع البناء الحيوي للستيرولات في الغشاء، ومجموعة الـ (Azole) بمشتقاتها تمنع البناء الحيوي.
    ومجموعة البولينز (Polyenes) ومن أشهرها (amphotericinBandnystatin) التي ترتبط مع مركب الإرجوستيرول، وهناك عدد محدود من المضادات الحيوية له تأثير على الأحماض النووية، ومنها (fluorocytosine) الذي يدخل في تركيبه فلوروسيتوسين ـ 5؛ لذا يكون قابلاً للتحول في داخل الخلية إلى (fluorouracil)؛ حيث يحل المركب الجديد محل اليوراسيل أثناء بناء الحمض النووي (DNA) في داخل الخلية؛ وبالتالي يعطل البناء البروتيني النووي الخلوي، أو يؤدي إلى بناء بروتينات شاذة، أو يمكن أن يتداخل مع بناء الحمض النووي (DNA).
    هنـاك مضـادات فطرية مؤثـرة على انقسام الخلايـا، مثل (Griseofulvin) الذي يثبط الانقسام الخلوي عن طريق تأثيره على الخيوط المغزلية أثناء الانقسام، كما وُجد عدد من الباحثين أن التركيزات المنخفضة من مضادات (Leptomycin) تمنع انقسام الخلايا، ويصاحبه تغيير في الشكل للأنوية في خميرة (Schizosaccharomyces)، أو يسبـب انتفاخًا في خيـوط الفطر.

    النسبةالمئوية لإنبات جراثيم فطر (A.niger) بعد المعاملة بتركيزات مختلفة من بول الإبل (نسبة
    الجراثيم النامية بعد 12 ساعة من بدء المعاملة / 1 مل من المعلق).

    وقد تـمت دراسة نشاط المضادات الفطرية لبول الإبل في رسالة الماجستير التي تقدمت بها الطالبة عواطف الجديـبي في الأقسام العلمية لكلية التربية للبنات بجدة، تحت إشراف الدكتورة أحلام العوضي، وشارك في مناقشة الرسالة كمحكِّم خارجي الدكتور فهد الفاسي (أستاذ الأحياء الدقيقة بجامعة الملك عبد العزيز)، وتتلخص الدراسة ونتائجها في الآتي:
    دراسة النشاط الضد فطري لعينات من مصادر مختلفة لبول الإبل على نمو بعض الفطريات الممرضة، شـملت (A.niger,F.oxysporum)، وذلك عن طريق تقدير النمو الخطي والوزن الجاف، كما قدر الوزن الجاف لخميرة (Calbicans)، ثم تم تعيين تركيز بول الإبل المثبط والقاتل للفطر المختبر.

    الوزن الجافلفطر (A.niger) لمدة من النمو بعد المعاملة بتركيزات مختلفة من بول الإبل مقارنة بالعينة
    الضابطة (الوزن الجاف بالملجم / 50 مل من المنبت الغذائي).

    وقد اتضح من نتائج هذه الدراسة أن عينات بول الإبل المختلفة كان لها تأثير فعال مضاد للفطر على النمو الخطي والوزن الجاف لكافة الفطريات المختبرة، كما كان بول الإبل أكثر فعالية في المنبت الغذائي السائل لكافة الفطريات المختبرة، واستنتج من جميع التجارب أن أكثر عينات بول الإبل فعالية على نمو الفطريات المختبرة هي التي جُمعت من جنوب محافظة جدة، تليها العينة التي جُمعت من شمال محافظة جدة، وأقلها كفاءة العينة التي جُمعت من شرق محافظة جدة، إلا أنها ما زالت تحتوي على فعالية مضادة للفطر واضحة، مما قد يوضح احتواء جميع عينات بول الإبل على المواد الفعالة ولكن بدرجات متفاوتة.

    كمية الجلوكوزالمستهلكة بفطر (A.niger) بعد المعاملة بتركيزات مختلفة من بول الإبل لمدة 6 أيام
    من النمو (كمية الجلوكوز بالملجم / 50 مل من المنبت الغذائي).

    تم إجراء دراسات على عينة بول إبل جنوب محافظة جدة، وشملت:

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    12,078
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    18-04-2024
    على الساعة
    02:26 AM

    افتراضي

    موضوع ذو صلة :

    http://www.ebnmaryam.com/vb/t202437.html


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    أنقر(ي) فضلاً أدناه :


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    سُبحان الذي يـُطعـِمُ ولا يُطعَم ،
    منّ علينا وهدانا ، و أعطانا و آوانا ،
    وكلّ بلاء حسن أبلانا ،
    الحمدُ لله حمداً حمداً ،
    الحمدُ لله حمداً يعدلُ حمدَ الملائكة المُسبّحين ، و الأنبياء و المُرسلين ،
    الحمدُ لله حمدًا كثيراً طيّبا مُطيّبا مُباركاً فيه ، كما يُحبّ ربّنا و يرضى ،
    اللهمّ لكَ الحمدُ في أرضك ، ولك الحمدُ فوق سماواتك ،
    لكَ الحمدُ حتّى ترضى ، ولكَ الحمدُ إذا رضيتَ ، ولكَ الحمدُ بعد الرضى ،
    اللهمّ لك الحمدُ حمداً كثيراً يملأ السماوات العلى ، يملأ الأرض و مابينهما ،
    تباركتَ ربّنا وتعالَيتَ .



  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2014
    المشاركات
    2,760
    آخر نشاط
    17-04-2024
    على الساعة
    05:23 PM

    افتراضي

    جزاك الله خيرا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

دعوى أن حديث التداوي بألبان الإبل وأبوالها

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على من عاب التداوي ببول الإبل
    بواسطة *اسلامي عزي* في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 16-09-2022, 02:07 AM
  2. التداوي بألبان وأبوال الإبل سنة نبوية ومعجزة طبية
    بواسطة ebnat fatima في المنتدى المنتدى الطبي
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 22-10-2011, 11:46 PM
  3. الإستشفاء بألبان وأبوال الإبل يا نصارى
    بواسطة داع الى الله في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 19-10-2007, 09:42 AM
  4. التداوي بأبوال الإبل وألبانها..(فبهت الذي كفر)
    بواسطة shadib في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-07-2007, 01:20 AM
  5. درء الشبهات حول حديث بول الإبل
    بواسطة المهندس زهدي جمال الدين محمد في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02-11-2006, 08:13 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

دعوى أن حديث التداوي بألبان الإبل وأبوالها

دعوى أن حديث التداوي بألبان الإبل وأبوالها