"وصايا لقمان الحكيم لابنه" كنموذج تربوي
الوصية الأولى وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ (13)
لقد اختار لقمان الحكيم أن يكون النهي عن الشرك هو الوصية
الأولى لابنه.وهو ضربان: شرك أكبر وشرك أصغر، والشرك الأكبر كأن
يتخذ الإنسان مع الله إلهًا آخر، وهو أعظم الشرك،أما الشرك الأصغر فالمقصود به الرياء، وهو مناف للإخلاص لله
في القول والعمل،وهذا ما
أدركه لقمان وحرص على أن يغرسه في نفس ابنه لكي لا يظلم
الوصية الثانية إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ
هتف لقمان هتافات ثلاث تمتلئ شفقة ورحمة، وتكرر نداؤه
لابنه "يا بني" مرتين في جانب العقيدة إدراكًا منه لأهميتها. ولقد
نقل عن القرطبي ( ٢) أن لقمان وجه هذه الوصية بعد سؤال ابنه له:
يا أبت، إن عملت الخطيئة حيث لا يراني أحد كيف يعلمها الله؟
فقال لقمان يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16
فالآية قد حشدت كل عوامل الخفاء:
وأولها: الصغر المتناهي.
وثانيها: الاحتجاب عن الأعين؛ فإن الصخرة بسبب كثافتها وتعتبر من أكثف الحجب وقوله يَأْتِ بِهَا اللَّهُ أبلغ في العلم والإحاطة
الوصية الثالثة يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ
هتف لقمان بابنه مرتين: "يا بني" وهو يتابع معه خطوات
العقيدة بعد استقرارها في الضمير، ويهتف ا مرة أخرى يدعوه إلى
. ( إقامة الصلاة التي هي أهم تكاليف العقيدة
الوصية الرابعه وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ
أراد له أن يتولى دور ا إيجابي ا في مجتمعه
؛ فبعد أن ينتهي هو أولاً عن المنكر ويأتمر بالمعروف يتهيأ لإصلاح الناس بعد صلاح نفسه.ولذلك أدرك لقمان أن يخلق في ابنه شخصية جريئة، إيجابية، تتحمل مسئوليتها تجاه مجتمعها،
الوصية الخامسة وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17)

الوصيتان السادسة والسابعه وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا
ولقمان حين حرص على تربية ابنه على التواضع واحترام
الآخرين، وحسن التعامل معهم، فعل ذلك حتى تستقيم حياته
بينهم، ويكسب محبتهم فينجح في دعوته لهم.
الوصيتان الثامنة والتاسعه وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)
فغض الصوت من حسن الأدب،
ودليل على احترام الآخرين، إضافة إلى أنه يدل على ثقة في النفس
وفي صدق الكلام الذي يقال؛


من كتاب المضامين التربوية لوصايا لقمان ورابط التحميل :

http://www.ktibat.com/showsubject-%D...%D9%85%D8%B6%…