عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من نفاق " صحيح مسلم
والحديث فيه أنه" من لم يغزو أو ينوي الغزو في سبيل الله " فقد أشبه المنافقين المتخلفين عن الجهاد في هذا الوصف ، فإن ترك الجهاد أحد شعب النفاق .
وفي هذا الحديث أيضا : أن من نوى فعل عبادة فمات قبل فعلها لا يتوجه عليه من الذم ما يتوجه على من مات ولم ينوها.
وقد اختلف أهل العلم فيمن تمكن من الصلاة في أول وقتها فأخرها بنية أن يفعلها في أثنائه فمات قبل فعلها ، أو أخر الحج بعد التمكن إلى سنة أخرى فمات قبل فعله هل يأثم أم لا ؟
والأصح عندهم أنه يأثم في الحج دون الصلاة ؛ لأن مدة الصلاة قريبة ، فلا تنسب إلى تفريط بالتأخير ، بخلاف الحج
وقيل : يأثم فيهما
وقيل : لا يأثم فيهما
وقيل يأثم في الحج الشيخ دون الشاب


أما أهمية الجهاد والرباط في سبيل الله والنية له فثبت عن النبي عليه السلام أحايث عدة منها :

عن سهل بن سعد ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله قال: "رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أوالغدوة خير من الدنيا وما عليها"
رواه البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم

وعن سلمان قال سمعت رسول الله يقول: "رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات فيه جرى عليه عمله الذي كان يعمل، وأجرى عليه رزقه، وأمن من الفتان"
رواه مسلم واللفظ له والترمذي والنسائي.

وعن فضالة بن عبيد أن رسول الله قال: "كل ميت يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه ينمى له عمله إلى يوم القيامة، ويؤمن من فتنة القبر"
رواه أبوداود والترمذي وقال حديث حسن صحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وابن حبان في صحيحه

وعن أبي الدرداء عن رسول الله قال: "رباط شهر خير من صيام دهر، ومن مات مرابطاً في سبيل الله أمن من الفزع الأكبر، وغدي عليه برزقه وريح من الجنة، ويجري عليه أجر المرابط حتى يبعثه الله عز وجل" رواه الطبراني ورواته ثقات

وعن واثلة بن الأسقع عن النبي قال: "من سن سنة حسنة فله أجرها ما عمل بها في حياته وبعد مماته حتى تترك، ومن سن سنة سيئة فعليه إثمها حتى تترك، ومن مات مرابطا في سبيل الله جرى عليه عمل المرابط في سبيل الله حتى يبعث يوم القيامة" رواه الطبراني في الكبير

وعن مجاهد وعن أبي هريرة أنه كان في الرباط ففزعوا إلى الساحل، ثم قيل لا بأس فانصرف الناس، ووقف أبوهريرة فمر به إنسان، فقال: ما يوقفك يا أبا هريرة؟ فقال سمعت رسول الله يقول: "موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود" رواه ابن حبان في صحيحه والبيهقي وغيرهما

وعن عثمان بن عفان قال سمعت رسول الله يقول: "رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل"
رواه النسائي والترمذي وقال حديث حسن غريب. ورواه ابن حبان في صحيحه والحاكم وزاد "فلينظر كل امرىء لنفسه."
وهذه الزيادة مدرجة من كلام عثمان غير مرفوعة كذا جاءت مبينة في رواية الترمذي وقال الحاكم صحيح على شرط البخاري.
رواه ابن ماجه إلا أنه قال سمعت رسول الله يقول: "من رابط ليلة في سبيل الله

الترغيب في الحراسة في سبيل الله تعالى بنية خالصة دون رياء ولا سمعة ولا غرض دنيوي:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله يقول: "عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله" رواه الترمذي.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي قال: "ألا أنبئكم ليلة أفضل من ليلة القدر؛ حارس حرس في أرض خوف لعله أن لا يرجع إلى أهله" رواه الحاكم وقال صحيح على شرط البخاري

وأما فضل الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله ونشر دينه القويم بنية خالصة لله وحده :

عن أبي هريرة قال: قيل يا رسول الله، ما يعدل الجهاد في سبيل الله؟ قال: لا تستطيعونه، فأعادوا عليه مرتين أوثلاثا، كل ذلك يقول لا تستطيعونه، ثم قال: "مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله، لا يفتر من صلاة ولا صيام حتى يرجع المجاهد في سبيل الله"
رواه البخاري ومسلم واللفظ له.
وفي رواية البخاري أن رجلا قال: يا رسول الله، دلني على عمل يعدل الجهاد. قال": لا أجده." ثم قال:"هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر." قال: ومن يستطيع ذلك؟ فقال أبوهريرة فإن فرس المجاهد ليستن يمرح في طوله فيكتب له حسنات. ورواه النسائي نحوهذا

وعنه أن رسول الله قال: "إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض"رواه البخاري

وعن أنس قال انطلق رسول الله وأصحابه حتى سبقوا المشركين إلى بدر، وجاء المشركون، فقال رسول الله: "لا يتقدمن أحد منكم إلى شيء حتى أكون أنا دونه" فدنا المشركون فقال رسول الله: "قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض" قال عمير بن الحمام: يا رسول الله جنة عرضها السموات والأرض. قال: نعم. قال: بخ بخ. فقال رسول الله: "ما يحملك على قولك بخ بخ" فقال: لا والله، يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها. قال: "فإنك من أهلها" فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال: إن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر.

وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما أن رسول الله قال: "مقام الرجل في الصف في سبيل الله أفضل عند الله من عبادة الرجل ستين سنة" رواه الحاكم وقال صحيح على شرط البخاري

وروى الحافظ ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن المبارك من طريق محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة قال: أملى علي عبد الله بن المبارك هذه الأبيات بطرسوس وودعته للخروج وأنشدها معي إلى الفضيل بن عياض في سنة سبعين ومائة وفي رواية سنة سبع وسبعين ومائة

(يا عـابد الحرمين لو أبصرتنا... لعلمت أنك في العبادة تلعب)
(من كان يخضب خده بدموعه... فنحورنا بدمائنا تتخضب)
(أو كان يتعب خيله في باطل... فخيولنا يوم الصبيحة تتعب)
(ريح العبير لكم ونحن عبيرنا... وهج السنابك والغبار الأطيب)
(ولقد أتانا من مقـال نبينا... قول صحيح صادق لا يكذب)
(لا يستوي وغبار خيل الله في... أنف امريء ودخان نار تلهب)
(هذا كتاب الله ينطـق بيننا... ليس الشهيد بميت لا يكذب)


قال: فلقيت الفضيل بن عياض بكتابه في المسجد الحرام فلما قرأه ذرفت عيناه وقال: صدق أبو عبد الرحمن ونصحني ثم قال: أنت ممن يكتب الحديث؟ قال: قلت: نعم قال فاكتب هذا الحديث كراء حملك كتاب أبي عبد الرحمن إلينا وأملى علي الفضيل بن عياض: حدثنا منصور بن المعتمر عن أبي صالح عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله علمني عملا أنال به ثواب المجاهدين في سبيل الله فقال:"هل تستطيع أن تصلي فلا تفتر وتصوم فلا تفطر؟” فقال: يا رسول الله أنا أضعف من أن أستطيع ذلك ثم قال النبي” فوالذي نفسي بيده لو طوقت ذلك ما بلغت المجاهدين في سبيل الله أو ما علمت أن الفرس المجاهد ليستن في طوله فيكتب له بذلك الحسنات".
..............................
اللهم ارزقنا الإخلاص في الأقوال والأعمال لوجهك الكريم ، اللهم صحح نوايانا للعمل بكتابك وسنة نبيك والجهاد في سبيلك مقبلين غير مدبرين ، مخلصين غير مشركين ، اللهم ارزقنا أعمالا خالصة لوجهك الكريم - متقبلة برحمتك يا الله يا رحيم يا حليم - ، اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا ، ولا تفتنا في ديننا ، اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك مقبلين غير مدبرين - لإعلاء كلمتك ونشر دينك ودعوة عبادك للصراط المستقيمللهم كما أسمعت آذاننا فأسمع قلوبنا وارزقنا الفهم - يا مفهّم سليمان - واهدنا للعمل الخالص لوجهك القويم واغفر لنا ولجميع المسلمين - الأحياء منهم والأموات - المحسنين منهم والمسيئين - بقضلك ومنّك وكرمك - يا أكرم الأكرمين -.