الاستشارة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً على هذا الموقع, أنا أم أمنيتي أن يحفظ ابني القرآن قبل أن يبلغ الـ 9 سنين -ولله الفضل- بالرغم من أننا نعيش في أوروبا لكني بدأت معه منذ أن كان سنتين وهو يحفظ الآن جزء عم كاملا ووصل لسورة القلم وهو ما يزال 5 سنين ولله الفضل أولا وأخيرا
أنا الآن أصبحت المسؤولية علي كبيرة جداً؛ لأني أحفظه لوحدي ونحن هنا لا نقابل أو نلتقي بأحد وعلي أن أحفِّظه الآيات الجديدة, وأن أراجع معه جزء عم أيضاً حتى لا ينساها ويفلت منه
وفي نفس الوقت أريد أن اعلمه اللغة العربية لأننا لسنا عرب الأصل, وهو الآن يتكلم ويفهم العربية بطلاقة ولله الفضل لأني أتكلم معه فقط بالعربية ووالده يكلمه بلغتنا وإلى الآن تعلم الحروف كلها, والأرقام كتابة وعدا, واللغة العربية فهما وكلاما, ومازلت مستمرة معه والله المعين لأني أريد أن أحفظه بعض الأحاديث والمتون أيضاً
سعدت جداً عندما رأيت موقعكم لأني منذ فترة، وأنا محتارة لأنه كبر في العمر وتركيزه واهتمامه زاد للأشياء الأخرى, وفي نفس الوقت لا أريد أن اضغط عليه. أسئلتي لو سمحتم لي:
هل من الممكن أن تعطوني جدولاً أمشي عليه لتحفيظه القرآن يناسب عمره, وجدولاً لأراجع معه السور القديمة؛ لأني ألاحظ أنني إن لم أراجع معه لمدة نسي كل شيء، وسؤالي الثاني بعد أن علمته الحروف والأرقام, لا أدري كيف أبدا بتعليمه الكلمات قراءة وكتابة, أي كيفية ربط الحروف ببعضها, اتبعت بعض الطرق لكني أشعر أنها لم تأت بفائدة تذكر.
وهل أجعل حفظ القران كل يوم؟ أم ماذا بما أني أدرسه أشياء أخرى غير القرآن, كالأدعية, والمتون, واللغة العربية, والأرقام والحساب مع سيرة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ؟
أتمنى منكم التفصيل لو سمحتم لأني فعلا أحتاج لمساعدة من مختصين عن كيفية تدريسه وتعلميه.
مع العلم أني معلمة حضانة, ومهتمة جداً ومطلعة على طرق التدريس والتعليم والتربية.
جزاكم الله ألف خير وجعله ربي في ميزان حسناتكم.
----------------------------------------------------------------------------
الإجابة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:



أولا: جزاكم الله خيراً من أم مؤمنة مربية تريد الله والدار الآخرة، تصنع للأمة مستقبلا بإعداد جيل متميز يحمل كتاب ربه، واعلمي – أيتها الفاضلة الكريمة – أنك على ثغر من ثغور الإسلام، فاصبري على أداء هذه المهمة العظيمة، وهنيئا لك بشرى النبي صلى الله عليه وسلم : "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" رواه البخاري من حديث عثمان بن عفان.


ثانيا: لابد أن يتقرر لديكم أن الطفل لديه مطالب نفسية كثيرة وهى تختلف باختلاف مرحلته العمرية، فلابد من الالتفات لذلك ومراعاته في طريقة التعامل مع طفلك والعمل على ترغيبه الدوري في حفظ القرآن الكريم وغرس قيمة حفظ القرآن في نفسه من حين لآخر ومنحه المكافآت والحوافز التشجيعية وأيضا التوازن بين مطالبه كطفل من لعب ورياضة ومتنزه كي تستقيم شخصيته وتتوازن نفسيته.



ثالثا: لابد في حفظ القرآن الكريم الجمع بين الحفظ والمراجعة ؛ فهما بمثابة الركن للبناء وبدونهما يسقط بناء الحفظ، لذا يجب تقديم المحافظة على الحفظ القديم على إنشاء الحفظ الجديد، ولا نفرح بكثرة المحفوظات ؛ فالعبرة بإتقان المحفوظات لا بكثرتها.



رابعا: ينبغي في تحفيظ الطفل الصغير – خصوصا ابنكم – تعويده الاستماع الكثير ثم الاستماع الكثير حتى يسهل عليه النطق بالكلمات القرآنية.


وأنصح بتكرار الاستماع للآيات التي سوف تقومين بتحفيظها إياه، وذلك في الليلة السابقة ليوم الحفظ؛ فينام وآخر ما سمعه الآيات التي سيحفظها من الغد، وهذا الإجراء ثمرته عظيمة جدا في تسهيل الحفظ.



خامسا: لابد في الحفظ عموما التنسيق بين أمور خمسة، أسميتها " الحصون الخمسة" وهى كالآتي:



1- الحفظ الجديد ويجب أن يكون متقناً جداً، علامة ذلك أن يكرر طفلك المحفوظ الجديد بطلاقة دون توقف بين الآيات.
2- مراجعة القريب : وهو أن تراجعي لطفلك كل يوم ما سبق حفظه على مدار ستة أيام سابقة ؛ فإذا كان نصاب حفظه لجديد 3 آيات يومياً، يجب مراجعة ثمانية عشر آية قبلها، أما الكبار فأنصح أن يكون مراجعة القريب 20 صفحة يوميا.
3- مراجعة البعيد : وهو ما تم حفظه قبل ذلك ويتمثل في الآيات التي تسبق نصاب مراجعة القريب، وينبغي أن يكون مقسما على مدار الأسبوع حتى لا تمل النفس ومراعاة لباقي التزامات اليوم، ويزيد هذا المقدار بزيادة الحفظ.
4- القراءة المستمرة والاستماع المنهجي: والأنفع لطفلك في هذه المرحلة الاستماع كثيرا والنظر في المصحف أثناء الاستماع وأنصح بفضيلة الشيخ محمود خليل الحصري ومصحفه المعلم أو المرتل على حد سواء.
5- التحضير: وأعنى به – كما ذكرت – الاستماع ليلاً للآيات التي يقوم الولد بحفظها من الغد.
ويمكنك الوقوف على هذا البرنامج ( الحصون الخمسة) وذلك بتحميله من هذا الموقع المبارك.
ولعلك تدركين ما للتحضير المسبق من أهمية ؛ فأنت كما قلت معلمة حضانة ومهتمة جدا ومطلعة على طرق التدريس والتعليم والتربية، والله تعالى أعلم.
نسأل الله عز وجل أن ينفع بكم ويصلح شؤونكم.


موقع الحلقات القرآنية