مركز التأصيل للدراسات والبحوث
وكشفت الإحصائيات أنه في غضون عشرين عامًا سيرتفع عدد الدول التي سيبلغ عدد المسلمين فيها إلى مليون مسلم على الأقل إلى 79 دولة مقارنة بالعدد الحالي وهو 72 دولة , وهذا يستوجب منا – أهل السنة - خططا جديدة للاهتمام بتلك الجاليات لتوصيل رسالة الإسلام الصافية النقية إليهم حتى لا يتآكلون تحت جماعات الوهم والخرافات أو الفرق الضالة الشاذة التي تنفق المليارات تبشيرا بمذاهبهم الباطلة .



كشفت دراسة سكانية أمريكية حديثة أن عدد المسلمين في العالم سيزيد بنسبة 35 في المائة خلال السنوات العشرين المقبلة ليرتفع من 1.6 مليار شخص عام 2010 إلى 2.2 مليار عام 2030، كما سيتضاعف عدد المسلمين بمعدل 1.5 في المائة مقارنة بـ0.7 في المائة لغير المسلمين وستصل نسبة المسلمين إلى ربع سكان العالم .
فبحسب الدراسة التي أجراها معهد دراسات " بيو فوروم الأمريكي للديانات والحياة العامة " والتي جاءت بعنوان "مستقبل السكان المسلمين في العالم" والتي أظهرت نتائجها وتوقعاتها أن : المسلمين سيشكلون 26.4 في المائة من إجمالي سكان العالم الذين يتوقع أن يبلغ عددهم 8.3 مليار نسمة عام 2030، فيما يشكلون حالياً 23.4 في المائة من أصل 6.9 مليار نسمة.
وفي ندوة عقدت خصيصا لمناقشة نتائج ذلك التقرير في دولة الإمارات بحضور العديد من الشخصيات الإسلامية وعدد من سفراء الدول العربية والإسلامية , وعدد من الدبلوماسيين الإماراتيين وجمع من الإعلاميين والباحثين , وحضرها ممثل عن المعهد الذي أجرى الدراسة , والذي أكد أن تلك الدراسة التي تدور حول مستقبل المسلمين في العالم هي جزء من مشروع لدراسة الديانات وتأثيرها على الدول , وأن هذا التقرير هو الأول وسوف تتناول التقارير التالية السكان المسيحيين في العالم ثم الهندوس والبوذيين والسيخ واليهود كذلك .
ولفتت الدراسة النظر إلى تزايد أعداد المسلمين وارتفاع نسبتهم في أوروبا والأمريكتين , وأرجعت الدراسة أسباب النمو إلى ارتفاع معدل الخصوبة بين المسلمين بينما يتطرق التقرير بوضوح إلى التحول الديني للإسلام ودخول غير المسلمين فيه لعدم وجود – كما زعمت - بيانات إحصائية مؤكدة على الرغم من أن التقرير أوضح في موضع آخر أن "أكثر من نصف المسلمين في أوروبا هم من السكان الأصليين " .
وأوضحت أن الهجرة هي أحد أهم أسباب زيادة المسلمين في القارات الثلاث , وأن استمرارها سيزيد الأقليات الإسلامية في أوروبا بواقع الثلث بحلول 2030 إلى 8% من السكان من 6%. وسيرتفع عدد المسلمين في فرنسا إلى 6.9 مليون أو 10.3% من السكان من 4.7 مليون أو 7.5%ة وفي بريطانيا إلى 5.2 مليون أو 8.2% من 2.9 مليون وفي ألمانيا إلى 5.5 مليون أو 7.1% من 4.1 مليون أو 5% , كما سيزيد عدد المسلمين في الولايات المتحدة من 0.8% في 2010 إلى 1.7% في 2030 "مما يجعل عدد المسلمين مساويا تقريبا لعدد اليهود أو أتباع الكنيسة الأسقفية في الولايات المتحدة حاليا" .
هذا التقرير الذي يستشرف النسب وفقا للمعدلات التي تتزايد بها أعداد المسلمين على مستوى العالم ، والتي يجب على المسلمين أن يجروا مثلها بأنفسهم أو على الأقل أن يستفيدوا بها في مناقشة الأفكار التي تفرضها تلك الدراسة ومثيلاتها حول كيفية التنمية في مختلف المجالات بحيث لا تكون تلك الزيادة المرتقبة عبئا تنمويا وتتحول إلى قوة دفع لقضاياهم .
وكذلك يقتضي الأمر أن تكون هناك رؤية مستقبلية مبنية على دراسات حقيقية وجادة , ويجب أن يكون هناك اهتمام حقيقي بمثل هذا الدراسات وأن لا تمر علينا مرور الكرام ليُبنى عليها تفكير في الأولويات والاحتياجات ومن ثم الاستعدادات التي تكفل الاستفادة بأعداد المسلمين .
وكشفت الإحصائيات أنه في غضون عشرين عامًا سيرتفع عدد الدول التي سيبلغ عدد المسلمين فيها إلى مليون مسلم على الأقل إلى 79 دولة مقارنة بالعدد الحالي وهو 72 دولة , وهذا يستوجب منا – أهل السنة - خططا جديدة للاهتمام بتلك الجاليات لتوصيل رسالة الإسلام الصافية النقية إليهم حتى لا يتآكلون تحت جماعات الوهم والخرافات أو الفرق الضالة الشاذة التي تنفق المليارات تبشيرا بمذاهبهم الباطلة .
وعلى الرغم من أن القائمين على الدراسة هم أصحاب تخصص وأن الدراسة جاءت بنتائج أولية , لكنها تحتاج منا إلى تحليل ونقد وبناء وإجابات عن أسئلة كثيرة ، وكل هذا يحتاج إلى جهد كبير من متخصصين في مجالات السياسة والاقتصاد وعلوم السكان وغيرها لكي لا نقع دوما في جبهة رد الفعل في أي قرار سياسي أو اقتصادي أو دعوي , وهذا واجب على الحكومات الإسلامية وعلى الجمعيات الأهلية والمراكز البحثية أن تقدم الوسائل المناسبة لاستغلال تلك النتائج وتوجيهها والاستفادة منها .

وينبغي دوما تفهم تأثير تلك الإحصاءات على الناحية العكسية التي تحاول دوما القضاء على التفوق العددي القادم للمسلمين والذي لا يستطيعون مقاومته ولا مجاراته , فيلجئون دوما لخطط كثيرة منها الحروب المدمرة التي تقتل آلتها العسكرية الملايين من المسلمين وبانتهاج وتدعيم خطط تحديد نسل المسلمين أو إشاعة الانحلال الخلقي والتفسخ القيمي ومحاربة الزواج وتشجيع الموبقات ومنها أخيرا إطلاق الأمراض والأوبئة المصنعة معمليا والهرمونات والمبيدات التي تسبب العقم , ومن ثم يستوجب الأمر التفهم لكل تلك النتائج والاستعداد لها .