بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله



تأملوا هذه الآية وانظروا أين وردت فيها كلمة ( كثيراً) :
قال تعالى :
(( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهموالحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً ))

هناك صفة واحدة وردت معها كلمة (كثيراً) ،
فلم يقل سبحانه والمتصدقين كثيراً ولا الصائمين كثيرا ... !!!

لكنه قال :

( و الذاكرين الله كثيراً )

وعندما أوصى الله نبيه زكريا عليه السلام قال :
( قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزاً واذكر ربك كثيراً وسبح بالعشي والإبكار)

ونبي الله موسى عليه السلام كان مدركاً لحقيقة هذا الكنز فقال ؛
(كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيراً).

وقد أمرنا الله تعالى بذلك فقال:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ، وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا)

وعلى العكس، فإن من صفات المنافقين أنهم ...

( لا يذكرون الله إلا قليلاً ).
إن ذكر الله عز وجل نعمة كبرى، ومنحة عظمى وهو قوت القلوب، وقرة العيون، وسرور النفوس، وروح الحياة، وحياة الأرواح.
ما أشد حاجة العباد إليه، وما أعظم ضرورتهم إليه، لا يستغني عنه المسلم بحال من الأحوال.
عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله : { ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم } قالوا: بلى يا رسول الله. قال: { ذكر الله عز وجل }
عن أبي موسى، عن النبي قال: { مثل الذي يذكر ربه، والذي لايذكر ربه مثل الحي والميت }.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { يقول الله تبارك وتعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت منه باعا، وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة }.
اللهم إجعلنا من الذاكرين الشاكرين ولاتجعلنا من الغافلين وإجعل القرآن ربيع قلوبنا وجلاء غمومنا وهمومنا