هذا مقال مترجم من جزء من كتاب Muhammad in World Scriptures
الجزء الأول الفصل الثاني ص33 إلي ص36، كاتب الكتاب هو عبد الحق فديارتي (محمد في الاسفار العالمية).
“رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ( 128 ) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 129 ) .” 1
براهما (براهماجي) عند الهنودس هو نفسه إبراهيم عليه السلام
بعد النبي نوح عليه السلام، فإن إبراهيم عليه السلام يُعتبر شيخ أَو أبَّو الأممِ. و يُقالُ بأنّ براهماجي، عُرفَ بين الهنودس كأبّ البشريةِ، [لذا] فإن [براهماجي] ليس شخصًا غير النبي إبراهيمَ. في المانداكا اوبانيشاد، أحد الأوبانيشادات الأُصُل [وهي نهايات بعض الكتب الهندوسية المقدسة]، وفيه يُصرّحُ أنّ براهما كَانَ أوّل الآلهةَ. وعلّمَ إبنَه، [المدعو] آثارفا [علّمه] البراهما فيديا أَو الكتاب المقدّس القدسي، [والذي يعتبر] مصدرُ كُلّ معرفة 2 البراهما فيديا هو اسمُ آخرُ للفيدا آثارفا. النبي إبراهيم كَانَ عِنْدَهُ إبنان، إسماعيل وإسحاق؛ وعلى نفس المنوال، طبقاً للجوباثا براهمانا [نصوص طقسية للهندوس]، براهما كَانَ عِنْدَهُ إبنان، آثارفا وآنجيراس. و[طبقًا] لكتابَ الأقدمِ الواحد المعروف بفيدا آثارفا وكتاب الأصغر الواحد المعروف بفيدا آنجيراس، وهو النصف الثاني من فيدا آثارافا. مرة أخرى، يقول أنّ براهما كَانَ لوحده، بدون نسب ورَغِبَ أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ إبن مثله، لذا صَلّى إلى الله بحق بجدية 3 كما في قصّةُ إبراهيم المُسجّلة في التوراةِ 4 فنحن بصدد أن براهما وإبراهيم اسمين للشخص نفسه.
نُبقي إطروحتَنا على الحقول التاليةِ:
براهما وإبراهيم لهما معانٍ مُتماثلةُ. في [اللغة] السنسكريتية [لغة قديمة في الهند]، براهما مُشتَقُّ مِنْ [بريه] الذي يَعْني ‘ لنشر ‘،’ لإزدِهار ‘،’ لإزْدياَد القوّةِ ‘، ولذا براهما تعني ‘ الذي ينشر القوة ويَكسِب قوّة ‘. إنه يُدَّع بِأَنَّ هذا العالمِ خُلِقَ مِنْ براهما؛ بأنّه انتشر صعيدًا وأوجَّد الخليقة مِنْ ضمنه أَو أنّه أصبحَ سميناً وسحّب الحيواناتَ مِنْ جسمِه. هذه التفسيرات لكلمةِ براهما تودي لجعله أبو الخليقة. في العبرانية، إبراهيم تتكَوّنُ من كلمتين “أب” و”راهام”. فكلمة المكوّن تعني الأب، والتعدد الأخير. إنها حقيقة متفق عليها أن “راهام” كلمةُ عربيةُ. فإنَّ الحِبر الكبير، مترجم التوراةِ، يَعترفُ بنفس القدر عندما يَكْتبُ: “إبراهيم (تعدد الأممِ): من كلمتين “أب” تعني والد، و”راهام” النصف الثاني من الاسم الجديد، كلمة عربية تعني (التعدد).”
إبراهيم وبراهما ليسا أعلام، لكن مجرد كنايات و[هذا] معترف به بكتب الهندوس.
الهندوس عندهم اسم آخر لبراهما، يسمى، بارجاباتي (أبو الأممّ)، بينما اليهود يدعون إبراهيم كالأب.
كلا براهما وإبراهيم وُلِدَّ اهما الأطفال في الشيخوخة (تكوين 15:2-4 وجوباثا براهمانا 1:1)
كلاهما صلّى من أجل ولادة الأطفال.
كلاهما قيل بأن لهم زوجتان واللاتان حملتا أسماء متشابهة [من الأطفال]. قارن سارة مع سارسفاتي وهاجر مع بارفاتي، والاثنين الآخرين متشابهين في المعنى و[يعنيان] المستَنِد لصخرةٍ أو تل.
في كِلتا الحالتين، كُلّ من الزوجتين حَملا ابنان وكُلّ ابن تميز بطبع والدته. شاهد أكثر فيما يلي.
كلاهما بورك على حد سواء بفضيلة مقدسة. براهما، كذلك، أهدى ابنه الأكبر سنًا بالمعرفة المقدسة (مانداكا أبانيشاد).
كلاهما محترمون كأنبياء.
لم يؤله أحدهما، الذي يُظهر أن كِلاهما كانا موحديّن
كلاهما اتهموا بالجنوح الأخلاقي : احدهم لمطاردة ابنته (بورانا)، والآخر لإعلان زوجته كأخته (التوراة).
الماء الحلوّ والماء المالح – طبع الأبناء :
يُذكَّر أيضا في جوباثا براهما بأنّ هؤلاء الإثنان من أبناء براهماجي ولِدا أحدهما من الماء الحلوّ والآخر من الماء المالح. آثارفا وُلِد من الماء الحلوّ وآنجيراس وُلِد من الماء المالح. والدة إسماعيل أو آثارفا كانت وديعة، صبورة وإمرأة مُتسامِحة، وساره، أمّ إسحاق (آنجيراس)، كانت قاسية متعكرة المزاج؛ هذا معنى كونهم من الماء الحلو والمالح. سارة، في كتب الهنودس المقدّسة، معروفة بسارسفاتي وهاجّر تُدعى بارفاتي.
تحتوي هذه الكلمات أيضا على نبوءة. بالماء الحلوّ والماء المالح يعنيان الأمتان العظيمتان، الإسماعيليون والإسرائيليون على التوالي. إنّ مثل الماء المالح مستعمل في التوراة للإسرائيليين على عدّة مناسبات. قرابينهم المُقدمة متبلة بالملح 5 ومولودهم الجديد كذلك مُملح 6 المسيح ينادي قومه ملح الأرض، 7 والقديس بولس في رسالته إلي أهل كولوسي يقول بأنّ خطاب كلّ مسيحي حقيقي يجب أن يتبل بملح 8 في الكتاب الرابع لموسى، أعداد، نجد:
“ليكن كلامكم كل حين بنعمة مصلحا بملح لكي تعرفوا كيف يجب ان تجاوبوا كل واحد” 9
بنفس الطريقة، نجد:
“ألم تدركوا بعد أن الرب أن الرب إله إسرائيل قد عهد بالملك على إسرائيل إلي داود وذريته إلي الأبد بعهد مالح”10
كلّ هذه التقديرات بشكل واضح تُظهر بأنّ الماء المالح يمثّل إسحاق (آنجيراس) وسلالته، الإسرائيليون. بنفس الطريقة، بالماء الحلوّ يعنى إسماعيل وأحفاده، العرب. “أي مؤمن حقيقي دائمًا حلو الطباع”، قالهُ تقليد الرسول الكريم. الأمم الشرقية والغربية، الأجناس السامية والآرية، أو الإسماعيليون والإسرائيليون، الإثنان بحرا الماء الحلوّ والماء المالح جنبا إلى جنب. كما يقول القرآن الكريم11:
“۞ وَهُوَ ٱلَّذِى مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌۭ فُرَاتٌۭ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌۭ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًۭا وَحِجْرًۭا مَّحْجُورًۭا “
هذا المانع والإعاقة أزيل بوصول النبي محمد الذي وحّد البشرية إلى إخوّة بتصديق حقيقة كلّ الأنبياء السابقون وجعل [ذلك التصديق] إلزامي على أتباعه لوضع الإيمان فيهم. إعتقد الإسرائيليون فقط في أنبيائهم العشائريين، إعترف الآريين فقط بحقيقة كُهانهم، وجاء المسيح فقط لجمع الخراف المفقودة للإسرائيليين، لكن النبي محمد بُعِث لكامل البشرية ولتوحيد كلّ الأجناس الإنسانية. 12
نحن سنشير إلى النبوءة التوراتية التالية الآن:
“فأجعلك أمة عظيمة وأباركك وأعظم اسمك، وتكون بركة 3 وأبارك مباركيك، ولاعنك ألعنه. وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض” 13، تدلّ النبوءة على ولادة أمة من سلالة إبراهيم الذي سيرث البركات، والعلامة المميّزة لتلك الأمة ستكون بأنها تبارك إبراهيم دائما. كما تميّز التوراة الوصول الموعود بكنية إبراهيم، ; كذلك [ذكروا] كُهَّان بهافيشيا بورانا في ذلك مع براهما، وتنبأ زاردشت بنفس الغرض 14، هكذا الكتب المقدّسة من الآريين، الزرادشتيون، اليهود والمسيحيون يؤيّدوننا في الإشارة بأنّ النبوءة أعلاه أشارت إلى النبي الكريم محمد.
1. القرآن، 2: 128، 129
2. مانداكا أوبانيشاد، 1: 1.
3. جوباثا براهمانا، 1: 1
4. التكوين، 15: 1- 4.
5. سفر اللاويين، 2:13
6. حزقيال، 16:4
7. متى، 5:13
8. كولوسي، 4:6
9. الأعداد، 4:6
10. أخبار الأيام، 13:5
11. القرآن 25:53
12. 20:3, lbid, 7:158.
13. التكوين، 12: 2-3
14. انظر لباقي النبوءات الزاردشتية والهندوسية في الكتاب.