ما يقوله الكتاب المقدس عن التمييز العنصري:


وكانَ نُوحٌ أوَّلَ فلاَحِ غرسَ كَرْمًا. وشربَ نُوحٌ مِنَ الخمرِ، فسَكِرَ وتَعَرَّى في خيمَتِه. فرأى حامٌ أبو كنعانَ عَورَةَ أبيهِ، فأخبَرَ أخويهِ وهُما خارِجا. فأخذَ سامٌ ويافَثُ ثوبًا وألقَياهُ على أكتافِهِما. ومَشيا إلى الوراءِ لِيَستُرا عَورَة أبيهِما، وكانَ وجهاهُما إلى الخلْفِ، فما أبصَرا عَورَةَ أبيهِما. فلمَّا أفاقَ نُوحٌ مِنْ سُكْرِهِ عَلِمَ بِما فعَلَ بِهِ اَبنُهُ الصَّغيرُ، فقالَ: ((مَلعونٌ كنعانُ! عبدًا ذليلاً يكونُ لإخوَتِهِ)). (التكوين 9 : 20-25)



فأَقبلَتْ إلَيهِ اَمرأةٌ كَنْعانِـيّةٌ مِنْ تِلكَ البلادِ وصاحَتْ: ((اَرْحَمني، يا سيِّدي، يا اَبن داودَ! اَبنتي فيها شَيطانٌ، ويُعذِّبُها كثيرًا)). فما أجابَها يَسوعُ بكَلِمَةٍ. فَدنا تلاميذُهُ وتَوَسَّلوا إلَيهِ بقولِهِم: ((اَصرِفْها عنَّا، لأنَّها تَتبَعُنا بِصياحِها! )) فأجابَهُم يَسوعُ: ((ما أرسلَني اللهُ إلاَّ إلى الخِرافِ الضّالَّةِ مِنْ بَني إِسرائيلَ)). ولكنَّ المرأةَ جاءَتْ فسَجَدَتْ لَه وقالَت: ((ساعِدْني، يا سيِّدي! )) فأجابَها: ((لا يَجوزُ أنْ يُؤخذَ خُبزُ البَنينَ ويُرمى إلى الكِلابِ)). (متى 15: 22-26)


لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا. (التثنية 23: 20)







ما يقوله القرآن عن التمييز العنصري:


يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (الحجرات : 13)

…هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ. وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (الأنفال: 62-63)




يزعم الكتاب المقدس أن نبي الله نوحاً عليه السلام لَعنَ كنعان وجَعلَه عبدا لإخوتِه بسبب خطأِ أبيه "حام"، وهو الأمر الذي يُشيرُ ضمناً إلى أنَّ أحفادَ "حام" (سود البشرة) ملْعونونَ، و أنهم قد جُعِلوا عبيدا لأحفادِ "سام" و"يافث".

إن المسلم يرفض هذه القصّة المختلقة لأسباب كثيرة:

· نبي الله نوح عليه السلام كَانَ أحد أعظم رسل الله، ِ واتّهامُه بشُرْب الخمر والتعري لا يصدقه المسلم أبدا.

· كيف لنبي الله نوح أن يلعَنَ كنعان بسبب خطأ ارتكبه أبوه "حام". لماذا يُلعن إنسان بريء بسبب خطأ ارتكبه والده؟ إن ذلك اتهامٌ بالظلم لرسول من أعظم رسل الله.

· يَدّعِي اليهود بأنّهم أبناء الله دون سائر البشر. وقد اختلقوا هذه القصّة ليترفعوا فوق الكنعانيين ويزدروهم و من ثم يعطوا أنفسهم الحقَّ في قَتْلهم وإذلاْلهم.

إضافة إلى ذلك، فقد كَتبتْ أيدي اليهود في الكتاب المقدس ِأنه يمكنهم "أخذ الربا من الأجنبي، دون إخوانهم الإسرائيليين". و الأعظم من ذلك، اتهامهم نبي الله عيسى عليه السلام زورا بأنه قال أن الكنعانيين هم كلاب بني إسرائيل. لا يمكن أبدا أن نصدق أن هذه العنصرية المقيتة والاحتقار قد صدر عن نبي الله عيسى عليه السلام، فكَيْفَ يمكن لرسول أرسله الله أن يَعتبرُ غيرَ الإسرائيليين كلابا لأبناء إسرائيل !

لقد إدّعتْ كُلّ الأمم عبر التأريخِ نوع من الأفضلية على الأمم الأخرى، وذلك استنادا على معاييرِ خاطئةِ مثل الجنسِ أو اللونِ أَو اللغةِ. أما القرآنَ الكريم فإنه يضع المعيارَ الحقيقيَ للأفضلية، و هو التقوى. فأفضلية شخص على آخر تعتمدُ على الاستقامة والسلوكِ الحسن، ولَيسَ على الدمّ أو الثروةَ أَو الجنسيةَ، لأن كُلّ البشر أبناء آدم.

يَقُولُ القرآنَ الكريم أنّ اللهِ خَلقَ البشر أجناسَا مختلفةَ لكي يتعارف الناس على بعضهم البعض و ليس لإعْطاء الأفضلية لجنس على جنس آخر، بل إن ذلك الاختلاف في أشكالِ وألوانِ الناسِ لهو إحدى معجزاتِ اللهِ العظيمة، فبالرغم من أن اللهِ خَلقَنا مِنْ ذكرِ واحد (آدم) وأنثى واحدة (حواء)، فإن كُلّ شخص يختلف عن غيره، وكُلّ إنسان له شخصية فريدةُ. لذا فإن هذا الاختلاف معجزة عظيمة مِنْ اللهِ ولَيسَ مبررا للتمييز العنصري.

قالَ رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم : " ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلا لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلا لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلا بِالتَّقْوَى ... ) رواه الإمام أحمد وهو في السلسلة الصحيحة

ولقد كَان رسول محمد صلى الله عليه وسلم أولَ من طبق هذا، فقد كان عليه السلام يعامل أصحابه سواءً بسواء، الأغنياء منهم والفقراء، العرب والعجم. فبلال الحبشي، وصهيب الرومي وسلمان الفارسي كَانوا من صحابته المقربين .