ومن الجبال…؟





السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يقول الله تبارك وتعالى في كِتابهِ العزيز :
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ) [فاطر – 27]
وفي تفسير التحرير والتنوير : (وَ” مِنْ ” تَبْعِيضِيَّةٌ عَلَى مَعْنَى : وَبَعْضُ تُرَابِ الْجِبَالِ جُدَدٌ ، فَفِي الْجَبَلِ الْوَاحِدِ تُوجَدُ جُدَدٌ مُخْتَلِفَةٌ ، وَقَدْ يَكُونُ بَعْضُ الْجُدَدِ بَعْضُهَا فِي بَعْضِ الْجِبَالِ وَبَعْضٌ آخَرُ فِي بَعْضٍ آخَرَ. وَجُدَدٌ : جَمْعُ جُدَّةٍ بِضَمِّ الْجِيمِ ، وَهِيَ الطَّرِيقَةُ وَالْخُطَّةُ فِي الشَّيْءِ تَكُونُ وَاضِحَةً فِيهِ. يُقَالُ لِلْخُطَّةِ السَّوْدَاءِ الَّتِي عَلَى ظَهْرِ الْحِمَارِ جُدَّةٌ ، وَلِلظَّبْيِ جُدَّتَانِ مِسْكِيَّتَا اللَّوْنِ تَفْصِلَانِ بَيْنَ لَوْنَيْ ظَهْرِهِ وَبَطْنِهِ ، وَالْجُدَدُ الْبِيضُ الَّتِي فِي الْجِبَالِ هِيَ مَا كَانَتْ صُخُورًا بَيْضَاءَ مِثْلَ الْمَرْوَةِ، أَوْ كَانَتْ تَقْرُبُ مِنَ الْبَيَاضِ فَإِنَّ مِنَ التُّرَابِ مَا يَصِيرُ فِي لَوْنِ الْأَهْصَبِ فَيُقَالُ : تُرَابٌ أَبْيَضُ ، وَلَا يَعْنُونَ أَنَّهُ أَبْيَضُ كَالْجِيرِ وَالْجِصِّ بَلْ يَعْنُونَ أَنَّهُ مُخَالِفٌ لِغَالِبِ أَلْوَانِ التُّرَابِ ، وَالْجُدَدُ الْحُمْرُ هِيَ ذَاتُ الْحِجَارَةِ الْحَمْرَاءِ فِي الْجِبَالِ. وَغَرَابِيبُ : جَمْعُ غِرْبِيبٍ ، وَالْغِرْبِيبُ : اسْمٌ لِلشَّيْءِ الْأَسْوَدِ الْحَالِكِ سَوَادُهُ ، وَلَا تُعْرَفُ لَهُ مَادَّةٌ مُشْتَقٌّ هُوَ مِنْهَا ، وَأَحْسَبُ أَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِنَ الْجَامِدِ ، وَهُوَ الْغُرَابُ لِشُهْرَةِ الْغُرَابِ بِالسَّوَادِ. وَسُودٌ : جَمْعُ أَسْوَدَ وَهُوَ الَّذِي لَوْنُهُ السَّوَادُ.)
وفي تفسير القرطبي : (وَقِيلَ : إِنَّ الْجُدَدَ الْقِطَعُ، مَأْخُوذٌ مِنْ جَدَدْتُ الشَّيْءَ إِذَا قَطَعْتُهُ ; حَكَاهُ ابْنُ بَحْرٍ وقَالَ الْجَوْهَرِيُّ : وَالْجُدَّةُ الْخُطَّةُ الَّتِي فِي ظَهْرِ الْحِمَارِ تُخَالِفُ لَوْنَهُ . وَالْجُدَّةُ الطَّرِيقَةُ ، وَالْجَمْعُ جُدَدٌ ; قَالَ تَعَالَى : وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا أَيْ طَرَائِقُ تُخَالِفُ لَوْنَ الْجَبَلِ.)
وفي تفسير ابن كثير : (وَقَوْلُهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ( وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا ) أَيْ : وَخَلَقَ الْجِبَالَ كَذَلِكَ مُخْتَلِفَةَ الْأَلْوَانِ ، كَمَا هُوَ الْمُشَاهِدُ أَيْضًا مِنْ بِيضٍ وَحُمْرٍ ، وَفِي بَعْضِهَا طَرَائِقُ – وَهِيَ : الْجُدَدُ ، جَمْعُ جُدَّةٍ – مُخْتَلِفَةُ الْأَلْوَانِ أَيْضًا.قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : الْجُدَدُ : الطَّرَائِقُ . وَكَذَا قَالَ أَبُو مَالِكٍ ، وَالْحَسَنُ ، وَقَتَادَةُ ، وَالسُّدِّيُّ.)
وفي تفسير الطبري : (يَقُولُ – تَعَالَى ذِكْرُهُ – : وَمِنَ الْجِبَالِ طَرَائِقُ ، وَهِيَ الْجُدَدُ ، وَهِيَ الْخُطَطُ تَكُونُ فِي الْجِبَالِ بِيضٌ وَحُمْرٌ وَسُودٌ ، كَالطُّرُقِ وَاحِدَتُهَا جُدَّةٌ)
لكن هل هناك هذا النوع من الجبال فعلًا؟

في مدينة تشانغيه وهي مدينة بمستوى محافظة في شمال غرب وسط مقاطعة قانسو، جمهورية الصين الشعبية، على الحدود مع منغوليا الداخلية في الشمال وتشينغهاى إلى الجنوب. [مصدر]، يوجد ما يسمى بـ”تشانغيه دانكيا الحديقة الوطنية الجيولوجية” أو “Zhangye Danxia National Geological Park”، وتقع الحديقة في السفوح الشمالية من جبال كيليان، بمحافظتي لينز وسونان، اللاتان تحت إدارة المدينة بمستوى محافظة تشانغيه بمقاطعة قانسو. المظاهر الرئيسية لتضاريس دانكسيا هي في كانجل وبلدات بايين. [مصدر]
شانغيه معروفة بالألوان الغير اعتيادية للصخور، والتي هي ناعمة، وحادة بطول عدة أمطار. وهي نتيجة للودائع من الحجر الرملي والمعادن الأخرى التي تشكلت على مدى 24 مليون سنة. والنتيجة، مشابهة لكعكة من طبقات، والمرتبطة بالعامل نفسه للصفائح التكوينية المسؤولة عن تكوين أجزاء من جبال الهيمالايا. كالرياح، المطر، الوقت حتى نحت أشكال غير طبيعية، بما في ذلك أبراج وأعمدة، ووديان، بألوان وأنماط وحجوم مختلفة. [مصدر]
تشانغية دانكسيا الحديقة الوطنية الجيولوجية

الوحدات التضاريسية – تشانغيه

وبهِ، يتحقق معنى الآية المذهل !، ولم يحدث أن زار أو حتى رأى تلك الحديقة بالصين !، فبُهِت الذي كفر.