الخمر حسب الكتاب المقدس والقرآن
ما يقوله الكتاب المقدس عن الخمر:

بالخبزِ والخمرِ تضحَكُ وتفرحُ في الحياةِ، والمالُ يُلَبِّي كِلَيهِما.(الجامعة 10: 19)

والأحياءُ يعرِفونَ أنَّهُم سيَمُوتونَ. أمَّا الأمواتُ فلا يعرِفُونَ شيئًا ولا جزاءَ لهُم بَعدُ، وذِكْرُهُم طَواهُ النِّسيانُ. حُبُّهُم وبُغضُهُم وحسَدُهُم زالَ جميعًا، ولا حَظَّ لهُم بَعدُ في شيءٍ ممَّا يَجري تَحتَ الشَّمسِ. فاَذهَبْ كُلْ خبزَكَ بِفرَحِ واَشرَبْ خمرَكَ بِقلبٍ مسرورٍ، فما تعمَلُهُ رَضِيَ اللهُ سَلَفًا عَنهُ. (الجامعة : 9: 5-7)



لا يحرّمُ الكتاب المقدس الخمر، بل على العكس، فإن تُحوّيلُ الماء إلى خمر، بحسب ما ورد في الإنجيل، كَانَ المعجزةَ الأولى لنبي الله عيسى عليه السلام. (يوحنا 2: 1-11). و إضافة إلى ذلك، في الكنيسة يقدم الخبز والخمر رمزا لجسد ودم المسيح عليه السلام.

وبالرغم من أن الكتاب المقدس يَزْعمُ زورا بأنّ الخمر جَعلَ نبي الله لوطا عليه السلام يَرتكبُ الزنا ببناتِه وجَعلَ نبي الله نوحا عليه السلام يرقد عاريا، فليس هناك نص واحد في الكتاب المقدس يحرّمُ الخمر – بل على العكس من ذلك تماما، فإن العديد مِنْ نصوص الكتاب المقدس تُشجّعُ الناسَ على شُرْب الخمر.

إن خلق مجتمع خالٍ من الخمور وسائر المسكراتِ لهو إحدى معجزاتِ الإسلامِ، حيث حرم الإسلام تعاطى أيّ كمية الكحولِ مهما كانت صغيرة ، لأن الكميات الصغيرةَ ستؤدي إلى تعاطي الكمياتِ الكبيرةِ.

الكحول هو الخطوةُ الأولى لاقتراف أكثر الجرائمِ والذنوبِ، وهو سم بطئُ يُسبّب أمراضَا قاتلة، كما أنه يذهب بقدرة المرء على ضبط النفس ويعطل القدرات الذهنية التي تميّز البشرَ عن الحيواناتِ.

وقد أدرك البشر أنّ المشروباتِ الكحوليةِ تَرْفعُ معدلات الأمراضِ و الفقر والجريمة، لذلك، حاولتْ الكثير من الدول الغربية في بِداية القرنِ العشرينِ مُحَاكاة الشريعة الإسلاميِة في منع الخمور لحماية مجتمعاتِهم من هذا الشر العظيم، وظنوا بأن الأمر لا يعدو مسألة سن قوانينِ تحقق تلك الغاية، و من ثم، فقد سنوا قوانينَ المنع وحاولوا فَرْضها عن طريق القيام بعملياتِ بحث صارمةِ وتوقيفاتِ وغراماتِ وسجنِ وأحكامِ إعدام بالإضافة إلى استعمال كُلّ الوسائل الممكنة في أجهزةِ الإعلام لتحذير الناس من الخمور وعواقبها الخطرةِ. و لكن كُلّ جُهودهم ضاعت سدى، حيث زادَ المنعُ حبَّ الناس لمعاقرة الخمر وتسبب في حالة من الغضبِ العام، و جنى المخالفون أموالاً طائلة نتيجة صناعة و تهريب و بيع الخمور الممنوعة، و في النهاية ألغت هذه الدول العمل بقوانين حظر الخمور.

وعلى النقيض من ذلك، فحالما أنزلت آيتان من القرآنِ الكريم تحرمان شرب الخمر، صاح المسلمون: "انتهينا ! انتهينا ! "، ثم أراقوا كُلَّ الخمور في شوارعِ المدينة. لم يفعل المسلمون ذلك بسبب خوفهم من القانونِ، بل طاعة وتسليماً لخالقهم جل وعلا !



ما يقوله القرآن


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ. (المائدة : 90-91)




عبادة الله بالرقص والعود والمزمار
حسب الكتاب المقدس
ما يقُولُه الكتاب المقدس عن العبادة:


احْمَدُوا الرَّبَّ بِالْعُودِ. بِرَبَابَةٍ ذَاتِ عَشَرَةِ أَوْتَارٍ رَنِّمُوا لَهُ. غَنُّوا لَهُ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً. أَحْسِنُوا الْعَزْفَ بِهُتَافٍ. (المزامير 33: 2-3)

هلِّلوا لَه بِصوتِ البُوقِ. هلِّلوا لَه بالعودِ والكَنَّارَةِ. هلِّلوا لَه بالدُّفِّ والرَّقْصِ. هلِّلوا لَه بالأوتارِ والمِزمارِ. هلِّلوا لَه بِصُنوج السَّماعِ. هلِّلوا لَه بصُنوج الهُتافِ. كُلُّ نَسَمَةٍ فَلتُهَلِّلْ لِلرّبِّ. هلِّلويا. (المزامير 150: 3-6)



ما يقوله القرآن:

وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (لقمان : 6)

لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (آل عمران : 113)

إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ. تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ. فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لا يَسْتَوُونَ (السجدة : 15-18)


أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا . فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا. إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا. جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا. (مريم : 58- 61)




العبادة في الإسلام هي طاعة الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه مع محبة الله وخوفه ورجائه والصلاة هي أهم العبادات، فهي تَقوّي الارتباط باللهِ وتُذكّرْ المسلم بما أوجبه خالقه وبما نهى عنه، كما أنها تعين على حفظ المسلم من الوقوع في الفواحش والمنكرات. إنّ تأدية الصلوات خمس مرات كل يوم يساعد على استمرار ذلك الطهر والنقاء والتقوى.

اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (العنكبوت : 45)

و تأدية الصلاة جماعة ً في المساجدِ تقيمُ أواصر الحبِ وتعزز الشعور بالمساواةِ بين المسلمين، فالفقراء والأغنياء، و الرؤساء والمرؤوسين، و البيض والسود يقفون جنبا إلى جنب و يسجدون لخالقهم الواحد، وتختفي عنهم كل مشاعر التكبّر و الاستعلاء العرقي، فهم يَقِفونَ جميعا في خشوع وتواضعِ كاملِ لخالقهم، يقرؤون آيات القرآنِ ويشكرون الله ويَسْألْونه المغفرة والعون بدون وسطاء وبدون كهنة.

لا يُمكنُ لدين من الأديان أن يقارب الإسلامِ في هذه العلاقةِ النبيلةِ والمباشرةِ والقَريبةِ من اللهِ. ففي المسجدِ لا يوجد كهنة يَدّعونَ السلطةَ التي تخولهم أَنْ يَغْفروا الذنوبِ نيابةً عَنْ اللهِ ويصرفون بذلك قلوبَ الناسِ عن العبادةِ الخالصة لله الواحدِ، و في المسجدِ لا يوجد معازف ودفوف تشغل البالَ و تصرف العقل عن التدبر و التفكير.

والعبادة في الإسلامِ لا تنحصر فقط في المسجدِ، فكُلّ عمل صالحٍ يُعتَبرُ عبادةَ إذا ما أُدِّىَ بإخلاص ابتغاء وجه الله وتنفيذاً لأوامره. فالمعاملة الحسنة مَع الآباء والأقرباءِ وسائر الناسِ تكُون عبادة إذا ما فعلها المرء امتثالاً لأوامرِ اللهِ وسعيا لرضاه. قال رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم: " تبسمك في وجه أخيك لك صدقة ، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة ، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة ، وإماطتك الأذى والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة ، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة ".