تدبروا القرآن يا أمة القرآن ... رحلة يومية

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

تدبروا القرآن يا أمة القرآن ... رحلة يومية

صفحة 8 من 8 الأولىالأولى ... 7 8
النتائج 71 إلى 80 من 80

الموضوع: تدبروا القرآن يا أمة القرآن ... رحلة يومية

  1. #71
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي


    الجمال في الدنيا موزَّع توزيع ابتلاء :


    تروي كتب التاريخ عن أحد التابعين الكبار

    وهو الأحنف بن قيس أنه كان قصير القامة، أسمر اللون، غائر العَيْنَين، ناتئ الوجنتين، أحنف الرِجل، مائل الذقن،

    ليس شيءٌ من قبح المَنْظَر إلا هو آخذٌ منه بنصيب،



    وكان مع ذلك سيد قومه،



    إذا غضبَ غضب لغضبته مئة ألف سيف لا يسألونه فيمَ غضب.


    الجمال في الدنيا موزَّع توزيع ابتلاء،



    قد تجد امرأةً صالحةً مؤمنةً تقيَّةً طاهرةً عفيفةً بوضع جمالي دون الوَسَط،



    وقد يكون هذه المرأة في الجنَّة في أعلى عليين،



    هذه نقطة مهمَّة جداً أن الله سبحانه وتعالى وزَّع الحظوظ في الدنيا توزيع ابتلاء ـ والدنيا مؤقَّتة ـ



    وسوف توزَّع هذه الحظوظ في الآخرة توزيع جزاء،



    دقِّق في قوله تعالى:


    انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ (21)
    ( سورة الإسراء: "21" )


    إنسان يعمل أستاذ في الجامعة وإنسان يعمل أستاذاً في التعليم الابتدائي في قرية، مسافةٌ كبيرةٌ جداً بين الوظيفتين،

    إنسان يعمل رئيس أركان الجيش وجندي في خدمةٍ إلزاميَّةٍ في مكانٍ صعبٍ باردٍ موحش،

    طبيب جراَّح وممرِّض ناشئ مثلاً، مدير مؤسَّسة وحاجب،

    ورئيس غرفة تجارة وبائع متجوِّل:


    انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ (21)
    ( سورة الإسراء: "21" )


    لكن:


    وَلَلْآَخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً (21)
    ( سورة الإسراء: "21" )


    الحظوظ موزَّعة توزيع ابتلاء



    والعبرة أن تنجح في مادَّة امتحانك مع الله:


    قال تعالى:


    وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55)


    مرتبة الدنيا لا تعني شيئاً وقد تعني العكس،

    لأن المترفين في ثماني آيات كُفَّار:


    وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآَخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (33)
    (سورة المؤمنون: " 33 " )


    الدنيا لها وضع خاص،

    قد تجد:


    ((كَمْ مِنْ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ لا يُؤْبَهُ لَهُ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ ))
    [مسلم والترمذي عن أبي هريرة]


    وقال تعالى :


    فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ (55)
    (سورة التوبة: " 55 " )


    الدنيا دار ابتلاء وليست دار استقرار،

    ليست دار جزاء،

    الحظوظ موزَّعة توزيع ابتلاء،

    هناك غني وفقير،

    هناك جميل ودميم،

    وهناك ذكي وأقل ذكاء،

    هناك صحيح ومريض،

    هذه الحظوظ موزَّعة توزيع ابتلاء،

    العبرة أن تنجح في مادَّة امتحانك مع الله،

    هذه هي العبرة.


    مادَّة امتحانك مع الله ما أنت فيه من إيجابيَّات ومن حظوظ مُنِحْتَ إيَّاها أو حُرِمْتَ منها:


    الفتاة التي وهبها الله مسحةً من الجمال، نجاحها في أن تكون لزوجها فقط، وأن تكون متواضعةً لزوجها، وأن تكون ذات تَبَعُلٍ جيدٍ لزوجها وأولادها،

    أما إذا مْنَحْت المرأة بعض الجمال وتطلعت إلى عملٍ في الحقل الفني كي يستمتع بجمالها كل الناس، هذه رسبت وتلك نجحت،

    وقد تكون امرأةٌ ذات جمالٍ متوسِّط، أو أقلَّ من وسط ؛ لكنَّها صائمةٌ مصليَّةٌ، تائبةٌ عابدةٌ، راكعةٌ ساجدةٌ، تحسن تبعُّل زوجها وأولادها، هذه نجحت في امتحان الجمال المتوسِّط،
    هذا من حيث الجمال .

    من حيث المال،
    الغني له امتحان مع الله والفقير له امتحان،

    القوي له امتحان والضعيف له امتحان،

    الصحيح له امتحان والمريض له امتحان،

    مادَّة امتحانك مع الله ما أنت فيه من إيجابيَّات، من حظوظ مُنِحْتَ إيَّاها، وما حُرِمْتَ منه مادَّة امتحانك مع الله:


    إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5)
    (سورة الدخان )


    حقيقة الحياة الدنيا

    أن الدنيا دار ابتلاء لا دار استواء

    ومنزل ترحٍ لا منزل فرح،

    فمن عرفها لم يفرح لرخاء ولم يحزن لشقاء،

    الرخاء مؤقَّت والشقاء مؤقَّت،

    كان عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى كلما دخل دار الخلافة يتلو دائماً آية من كتاب الله وكأنها [آية الشِعَار إن صحّ التعبير]،

    وهي قوله تعالى:


    أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207)
    (سورة الشعراء )


    تفسير النابلسى


    -----------


    والى رحلة جديدة إن شاء الله
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  2. #72
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي


    وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)

    يعد الله عزَّ وجل لبني إسرائيل النِعَمَ التي أنعم بها عليهم ويذكرهم بها، من هذه النِعَم ؛
    أنه بعثهم من بعد موتهم،

    الله تعالى لا يدمِّر من أول خطأ ولا يُهلك من أول خطأ إنه يعفو.


    قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ (53)
    (سورة الزمر: " 53" )


    الإنسان قد لا يغفر، قد يُخطئ الإنسان مع ملك فيقطع رأسه،

    هذا شأن ملوك الأرض، ولكن شأن ملك الملوك ليس كذلك:


    ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ (52)
    (سورة البقرة: " 52 " )


    وقال:
    ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ (56)



    يُروى أن رجلاً سيق إلى سيدنا عمر متلبّساً بسرقة

    فقال: " والله يا أمير المؤمنين إنها أول مرَّةٍ أفعلها في حياتي " ،

    قال له: " كذبت إن الله لا يفضح من أول مرَّة "،

    فكانت المرَّة الثامنة،

    فالله عزَّ وجل يعطي مهلة، هناك خطأ، هناك معصية، هناك تقصير يعطي مهلة إلى أن يُصِر على ذنبه .

    ربنا عزَّ وجل عفوٌ كريم يعفو ويسامح ولكن حينما يصرُّ العبد على خطئه يأتي الردُّ الإلهي:


    أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (79)
    (سورة الزخرف )


    ما دام الإنسان بين الخوف والرجاء، والاستغفار والتردُّد، فهناك بحبوحة،
    أما إذا اتخذ قراراً قطعياً يأتي الرد الإلهي .

    هذا معنى قوله تعالى:


    ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)



    تفسير النابلسى


    -------------


    والى رحلة جديدة إن شاء الله

    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  3. #73
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي

    وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ(57)


    ذكر لنا الحق جل جلاله نعما أخرى من نعمه على بني إسرائيل ..

    وقال اذكروا إذ كنتم في الصحراء وليس فيها ظل تحتمون به من حرارة الشمس القاسية ..

    وليس فيها مكان تستظلون فيه،

    لأنه لا ماء ولا نبات في الصحراء ..

    فظل الله سبحانه وتعالى عليكم بالغمام ..

    أي جاء الغمام رحمة من الله سبحانه وتعالى ..

    ثم بعد ذلك جاء المن والسلوى.


    إن الدنيا كما قلنا عالم أغيار.

    والنعمة التي أنت فيها زائلة عنك.

    إما أن تتركها بالموت أو تتركك هي وتزول عنك ..

    وتخرج من الدنيا تحمل أعمالك فقط ..

    كل شيء زال وبقيت ذنوبك تحملها إلي الآخرة ..

    ولذلك فإن كل من عصى الله وتمرد على دينه قد ظلم نفسه

    لأنه قادها إلي العذاب الأبدي طمعا في نفوذ أو مال زال بعد فترة قصيرة ولم يدم ..

    فكأنه ظلمها بأن حرمها من نعيم أبدي وأعطاها شهوة قصيرة عاجلة".

    تفسير الشعراوى

    --------


    وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ (57)

    شمس الصحراء لا تُحتمل،
    كانت تسير معهم غيمة أينما ساروا


    فالله إذا أعطى أدهش، وهو على كل شيء قدير.


    وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)

    من نعم الله أن تجد الهواء تستنشقه،
    أن تجد الهواء غير الملوَّث تستنشقه،

    وأن تجد الماء العَذْبَ الفُرات تشربه،
    فأنت حينما تفتح الصنبور في البيت، وتشرب كأس ماء صافٍ، هذه نعمةٌ لا تُقدَّر بثمن،

    لكن الإنسان لا يعبأ بالشيء المتوافر،

    نعمة الهدى والصحَّة والكفاية هذه نعمٌ إذا توافرت فقد حيزت لك الدنيا بحذافيرها :

    كلمةٌ من القلب:

    حينما يمتنُّ الله على الإنسان بالهدى،

    حينما يعبد الإنسان الله ويعرف أن هناك جنَّةً، وأن هناك ناراً، وأن هناك حساباً، وأنه هو المخلوق الأول،

    حينما يعرف ربَّه، ويعرف نفسه، ويعرف سرَّ وجوده، وغاية وجوده، ويمتِّعه الله بالصحَّة،

    هو في نعمة لا تقدر بثمن ،

    فلو أن إنساناً يملك البلاد كلها، وأصابه مرض عُضال تراه يتمنَّى أن يعود مواطناً عادياًِ بأجر زهيد على أن يعافى من المرض،

    أليس كذلك ؟

    فكل إنسان معافى هذه نعمةٌ لا تقدَّر بثمن،

    فنعمة الهدى، ونعمة الصحَّة، ونعمة الكفاية،

    هذه نعمٌ إذا توافرت فقد حيزت لك الدنيا بحذافيرها.


    فكل إنسان عنده قوت يومه، وله مأوى، وله بيت، وله زوجة، وهو راضٍ عن الله

    هو ملكٌ من ملوك الدنيا، وأسعد أهل الأرض،

    والله عزَّ وجل إذا أعطى أدهش،

    قد يعطيك سكينةً يتمنَّاها الملوك .

    أي إنسان مؤمن يعرف الله

    يعرف منهجه،

    يعرف أن الله قد وعده الجنَّة،

    يعرف ما يجب وما لا يجب،

    ما ينبغي وما لا ينبغي،

    ما يجوز وما لا يجوز،

    مُنضبط، وَقَّافٌ عند حدود الله،

    له عملٌ طيِّب، أجرى الله عزَّ وجل على يده عملاً طيباً،

    هذا الإنسان أسعد أهل الدنيا ؛

    ولو كان في التعتيم، ولو كان في الظلال، ولو لم يعرفه أحد،


    ((إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا وإذا حضروا لم يدعوا ولم يعرفوا .))
    [ابن ماجه عن معاذ]


    أتقياء أخفياء هم عند الله في أعلى مرتبة.

    امتن الله عزَّ وجل على بني إسرائيل بأن ظلل عليهم الغمام:

    وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)


    المعنى:

    هذه النِعَم التي أنعم الله بها عليهم،

    المَن والسلوى طعام نفيس جداً، لا مجال للحديث عنه لأنه لا يوجد منه الآن،

    طعام نفيس امتنَّ الله به على بني إسرائيل،
    وظلل عليهم الغمام، وأنزل عليهم المن والسلوى:

    كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ (57)


    إذا استمتع الإنسان بهذه النعم دون أن يشكر الله عليها لا يُعدُّ ظالماً لله ولكنه يظلم نفسه،

    قس على ذلك،

    أي إنسان الله أعطاه، تمتَّع بهذا العطاء، تمتَّع بصحَّة، تمتَّع بمال، تمتَّع بزوجة، تمتَّع بأولاد، تمتَّع بكل شيء،

    وعدَّ نفسه شاطراً وذكياً أنه وصل إلى شيء نفيس في الحياة ونسي الله فهو أكبر ظالم لنفسه لأنه لم يشكر،

    النبي عليه الصلاة والسلام كانت تَعْظُم عنده النعمة مهما دقَّت،

    إذا شرب كأس ماء،
    إذا أفرغ هذا الكأس،
    الطرق كلها سالكة،
    والأجهزة تعمل بانتظام،

    هذه نعمةٌ لا تقدَّر بثمن،

    إذا أكل هذه نعمةٌ لا تقدر بثمن،

    إذا خرج هذا الطعام نعمةٌ لا تقدَّر بثمن،

    إذا كانت الأجهزة تعمل بانتظام نعمة لا تقدر بثمن:

    وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)



    تفسير النابلسى


    -----------------


    والى رحلة جديدة إن شاء الله

    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  4. #74
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي


    لا زالت النِعَم تترا على بني إسرائيل:


    ﴿ وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً (58) ﴾


    متواضعين، باب بيت المَقْدِس:


    ﴿ وَقُولُوا حِطَّةٌ (58) ﴾


    أي يا رب اغفر لنا ذنوبنا، حُطَّ عنَّا خطايانا:


    ﴿ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ (58) ﴾



    للمذنبين:


    ﴿ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) ﴾


    إحساناً،



    فكل واشرب، وتزوَّج، وأسِّس عملاً، ونَل شهادة عُليا، وأنجب أولاداً وربِهِم،



    افعل ما تشاء من المباحات



    على شرط



    أن تعبد الله،



    أن تقف عند حدوده،



    أن تأتمر بأمره، أن تنتهي عما عنه نهى،



    أن تحبَّ الله ورسوله،



    لا يوجد في الدنيا حرمان ولكن يوجد تنظيم،



    كل الشهوات التي أودعها الله بالإنسان لها قنوات نظيفة،



    أية شهوةٍ أودِعَت في الإنسان لها قناةٌ نظيفةٌ تسري خلالها،



    فأنت حينما تعرف الله تفعل كل شيء لكن وَفْقَ منهجه.


    -----


    قال تعالى:

    ﴿ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59) ﴾


    عندما يصير الدين شكلاً،

    فُلكلوراً، تقليداً، ورقصاً،



    أو يصير الدين دوراناً

    ومع ارتداء ثوب كبير، أو غناء، أو طرباً، أو احتفالات،

    أو إلقاء كلمات، أو مؤتمرات

    دون أن يُطَبَّق المنهج الإلهي،



    إذا أصبح الدين كذلك فهذه أمَّةٌ تودِّعَ منها:


    ﴿ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ (59)﴾


    أهكذا ذَكَرَ أصحاب رسول الله ربَّهم وهم يرقصون ؟

    أهكذا كانت ثيابهم ؟

    قد يبلغ قطر ثوبه ثلاثة أمتار، أفَعَلوا هذا تطبيقاً لمنهج الله عزَّ وجل ؟


    ﴿ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ (59)﴾


    تكاد تجد أكثر المعاصي مُغَطَّاة بفتاوى،



    لم يبق شيء من الدين، بقي فقط فلكلوراً، تُراثاً،



    يقول لك: التراث الإسلامي،



    الدين أقواس، تيجان، زخرفة إسلاميَّة، لوحات إسلاميَّة، قرآن مُزَخرف، مسجد مزخرف،



    شكل بدون مضمون،



    لا يوجد منهج مُطبَّق،



    المنهج غربي، التقاليد والعادات كلها غربيَّة ؛

    في الطعام والشراب، والاختلاط، والفنون، والغناء، والأفلام،

    كله غربي،

    ولا يوجد شيء إسلامي إلا المسجد والزخارف وبعض الثياب،



    هذا لا يجوز:


    ﴿ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ (59)﴾


    ما أكثر من يُبَدِّل في القرآن قولاً غير الذي قاله الله عزَّ وجل، علماً أن الدين توقيفي والشرائع منتهية.


    الدين لا يقبل الزيادة لأن أية زيادةٍ فيه تُعدّ اتهاماً له بالنقص:

    قال تعالى:

    ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً (3)﴾


    (سورة المائدة: " 3 ")


    موسوعة النابلسى للعلوم الاسلامية


    ---------------------


    وهكذا اخوة الايمان


    كم من أمر أمرك الله به فناقشت وحللت وبررت عدم اتباعك له


    تقول العرف التقاليد النظام


    فأين أمر الله


    يقول الله عز وجل :


    (( ألا له الخلق والأمر )) 54 الأعراف


    كل الناس متفقون أن له الخلق


    وانما المشكلة فى خضوعهم وتصديقهم أن له الأمر


    لأن الخلق عطاء من الله


    خلق ورزق وأعطى


    أما الأمر فيستوجب خضوع المخلوق له


    والانسان بطبعه لا يحب الأمر انما يريد أن يسير وراء شهواته وهواه


    لذلك بدل وغير


    وسمى الأشياء بغير مسمياتها


    الربا يسميه فائدة بنكية


    الخمر يسميه مشروبات روحية


    العرى يسميه حرية


    وهكذا يحاول الهروب من الأمر بتغيير مسماه



    ولكن يا مسكين تضحك على من ؟


    وتكذب على من ؟


    قال الله عز وجل :


    ((انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون))
    (24)) الأنعام


    -------------------------


    والى لقاء آخر إن شاء الله

    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  5. #75
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي


    وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ(60)
    سورة البقرة



    ومعناها: اذكر إذا استسقى موسى لقومه




    والحق يريد أن يذكر بني إسرائيل حينما تاهوا في الصحراء أنه أظلهم بالغمام .. وسقاهم حين طلبوا السقيا .. ولقد وصلت ندرة الماء عند بني إسرائيل لدرجة أنهم لم يجدوا ما يشربونه




    (( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ))

    (من الآية 21 سورة الزمر)


    هذه الينابيع تذهب إلي أماكن لا يصلها المطر. ليشرب منها الناس مما نسميه الآبار أو المياه الجوفية .. وتشرب منها أنعامهم .. فإذا حدث جفاف يخرج الناس رجالا ونساء وصبيانا وشيوخا. يتضرعون إلي الله ليمطرهم بالماء




    وتأتي الآية الكريمة: "فقلنا اضرب بعصاك الحجر".




    "اضرب بعصاك الحجر"



    لنا معها وقفة ..


    الإنسان حين يستسقي الله ..

    يطلب منه أن ينزل عليه مطرا من السماء،


    والحق تبارك وتعالى كان قادرا على أن ينزل على بني إسرائيل مطرا من السماء.


    ولكن الله جل جلاله أراد المعجزة ..


    فقال سأمدكم بماء ولكن من جنس ما منعكم الماء وهو الحجر الموجود تحت أرجلكم .. لن أعطيكم ماء من السماء ..


    ولكن الله سبحانه وتعالى أراد أن يرى بني إسرائيل مدى الإعجاز .. فأعطاهم الماء من الحجر الذي تحت أرجلهم.


    ولكن من الذي يتأثر بالضرب:


    الحجر أم العصا؟ ..


    العصا هي التي تتأثر وتتحطم والحجر لا يحدث فيه شيء ..


    ولكن الله سبحانه وتعالى أراد بضربة واحدة من العصا أن ينفلق الحجر



    إن انفجار الماء من ضربة العصا

    دليل على أن العصا أشارت فقط إلي الصخرة

    فتفجر منها الماء ..


    وحتى لو كانت العصا من حديد ..

    هل تكون قادرة على أن تجعل الماء ينبع من الحجر؟


    فالحق سبحانه وتعالى يريد أن يلفتنا إلي أنه كان من الممكن أن ينزل الماء من السماء ..


    ولكن الله أرادها نعمة مركبة ..


    ليعلموا أنه يستطيع أن يأتي الماء من الحجر الصلب ..


    وأن نبع الماء من متعلقات "كن".



    يقول الحق سبحانه وتعالى:


    "فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا"

    لماذا اثنتا عشرة عينا.


    لأن اليهود كانوا يعيشون حياة انعزال.


    كل مجموعة منهم كانت تسمى "سبطا لها شيخ مثل شيخ القبيلة ..

    والحق تبارك وتعالى يقول:


    "قد علم كل أناس مشربهم"


    أي كل سبط أو مجموعة ذهبت لمشرب ..


    نبعت العيون من الحجر امتدت متشعبة إلي الأسباط جميعا

    كل في مكانه



    ولكن الإنسان حينما يكون مضطرا


    يلتزم بما يطلبه الله منه


    ويكون ملتزما بالأداء،


    فإذا فرج الله كربه وعادت إليه النعمة يعود إلي طغيانه ..


    ولذلك يقول الحق جل جلاله فيها:


    "كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين"


    أي لا يكون شكركم على النعمة بالإفساد في الأرض



    فأفسدوا في الأرض ونسوا نعمة الله فنزل بهم العذاب.



    تفسير الشعراوى


    -------------


    تدبرأخى الكريم



    (( وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى ))



    أى طلب السقيا من الله


    وأنت كم مرة طلبت من الله


    نقف على باب المخلوق كثيرا ونتوسل ونرجو ونبحث عن الواسطة والسبل


    وننسى أن نقدم الطلب الى الله الذى بيده خزائن كل شىء



    عن حذيفة -رضي الله عنه- قال كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا حزبه أمر صلى.
    (حسن) أبو داود - 4703صحيح الجامع . ‌



    --------


    ثم تدبر الاعجاز فى قوله



    (( فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً ))



    أولا ما قوة العصا ليضرب بها الحجر


    ثانيا وهل الحجر الصلب الصخر الجامد يخرج منه الماء


    ذلك لنعلم



    أن الله على كل شىء قدير


    وأنه لا يعجزه شىء


    وأنه يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى


    وأنه يرزق بالأسباب وبدون الأسباب وبضد الأسباب




    كان من الممكن أن ينزل الماء من السماء


    ولكن حياة المادة طغت على بنى اسرائيل فلا يؤمنوا إلا بالمشاهد


    فإياك أن تتعامل مع الله بنفس مبدأهم


    ولكن



    ثق بالله



    وتوكل عليه


    وكن على يقين أن الله بيده كل شىء


    وإذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون


    والى اللقاء مع رحلة جديدة مع القرآن


    ---------------
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  6. #76
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي

    وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ (61)

    أفخر أنواع الطعام،

    توجد هنا لفتة دقيقة جداً،

    الإنسان إذا استهدف الدنيا يَمَلُّ منها،

    إذا استهدفها ونسي رسالته، لم يعد له هدف،

    يعيش ليأكل ويستمتع،

    يمل كل شيء،

    والدليل
    أن هؤلاء الشاردين في أوروبا وأمريكا ملّوا كل شيء،

    لذلك يوجد انحرافاتٌ خطيرة سببها المَلَل والسَأَم،

    ملوا المرأة فتوجَّهوا إلى الجنس المثلي، مُدن بأكملها، أكبر مدينة أو من المدن الجميلة جداً خمسة وسبعين بالمئة من بيوتها شاذُون، ذكور ذُكور، إناث إِناث، السبب هو الملل،

    أنت عندما تستهدف الدنيا وليس لك رسالة في الحياة تملُّ كل شيء،

    تبحث عن الجديد ولو كان قذراً،

    تبحث عن التجديد ولو كان انحطاطاً،

    تبحث عن التغيير ولو كان نحو الأسوأ،

    هذا شأن الإنسان

    ----------------

    موسوعة النابلسى

    --------------

    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  7. #77
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي

    إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ (62)



    من هو المقبول من كل هؤلاء :


    مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)


    حقيقة الإيمان أن تؤمن بأن الله موجود:



    حقيقة الدين، جوهر الدين أن تؤمن بالله،

    يمكن لكل واحد أن يقول: أنا مؤمن بالله ؟

    ولكن حقيقة الإيمان أن تؤمن بأن الله موجود،
    وأنه في السماء إلهٌ وفي الأرض إله،
    وأن هذا الذي تستمع إليه من أحداث من تدبير الله، ويد الله فوق أيديهم، ويد الله تعمل في الخفاء، وما من إلهٍ إلا الله.


    مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً(26)

    ( سورة الكهف )



    وقال:
    اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ

    ( سورة الزمر )



    وقال:
    لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ

    ( سورة الأعراف الآية: 54 )



    وقال:
    مَا يَفْتَحْ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِك فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(2)

    ( سورة فاطر )



    وقال:
    وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلَا مَرَدَّ لَهُ

    ( سورة الرعد الآية: 11 )





    حينما تؤمن بالله الواحد الأحد لا يمكن أن تُقْدِم على معصية ولو أعطوك ملء الأرض ذهباً :


    حينما تؤمن أن الله هو الفَعَّال،

    يقول لك: هناك في كل بلد رجل قوي، قد يكون ظاهراً وقد يكون غير ظاهر، من هو الرجل القوي في كل بلد ؟ لا يوجد إلا الله هو القوي،
    هو الإله الواحد الأحد،
    الفرد الصمد،
    الباقي على الدوام،
    بيده الأمر،
    بيده مقاليد السماوات والأرض:


    وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ

    ( سورة هود الآية: 123 )



    وقال:
    هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآَخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ

    ( سورة الحديد الآية: 3 )



    وقال:
    وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

    ( سورة الحديد )





    لا يقع شيءٌ في الكون إلا بإذنه،

    هذا هو الإيمان،

    يبنى على هذا الإيمان أشياء كثيرة،

    حينما تؤمن أن الله وحده هو الفَعَّال لا تنافق لأحد،

    حينما تؤمن أن الله وحده هو الفعال لا تبتغي رزقاً بمعصية، مستحيل،

    حينما تؤمن بالله الواحد الأحد لا يمكن أن تُقْدِم على معصية ولو أعطوك ملء الأرض ذهباً لأنك تعلم أنك خاسر لا محالة،

    معنى تؤمن أي أن يتغلغل الإيمان إلى أعماق الإنسان فيغير كل صفاته، وكل مبادئه، وكل قيمه، وكل أهدافه،

    الإيمان يصنع إنساناً جديداً،

    يعد المؤمن الفوز بالعطاء لا بالأخذ،

    أكثر الناس يشعرون براحة حينما يأخذون، حينما يتملكون لا حينما يعملون عملاً صالحاً.

    ---------

    موسوعة النابلسى

    --------------------------

    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  8. #78
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي

    ﴿ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ﴾


    أركان الإيمان خمسة، لماذا في معظم الآيات الكريمة قرن ربنا الإيمان بالله بالإيمان باليوم الآخر ؟

    أي أنَّك إذا لم تؤمن بأن هناك يوماً تسوى فيه الحسابات، تسترد فيه الحقوق، يُنْصَف المظلوم من الظالم، يؤخذ الحق من القوي إلى الضعيف، إذا لم تؤمن أن هناك يوماً، هو يوم الجزاء، يوم الدينونة، يوم الحساب، لن تستقيم في سلوكك:


    ﴿ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) ﴾


    هناك انتماءات شكلية للأديان، وهناك جوهر الدين الذي أراده الله عزَّ وجل،
    جوهر هذا الدين أن تؤمن بالله، وأن تثق به، وأن تعتمد عليه، وأن تتوكل عليه، وأن تعلِّق عليه الآمال، وأن تطيعه، وأن تحبه، وأن تُقبل عليه، وأن تعمل لليوم الآخر،
    هذا هو الدين


    ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا ﴾


    الإيمان الشكلي:


    ﴿ وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى ﴾


    والعلمانيون معهم:


    ﴿ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ ﴾


    الإيمان المنجِّي، هو الإيمان الذي يحملك على طاعة الله، هو الإيمان الذي يحملك على التخلُّق بالخلق الإسلامي:


    ﴿ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ﴾


    المؤمن يهيئ جواباً لله عن كل حركة، كل سكنة، كل عطاء، كل مَنع، كل وَصل، كل قطع، كل رضا، كل غضب،

    ماذا سيقول لله عزَّ وجل يوم القيامة لو سأله:

    لم طلَّقت ؟ لم غضبت ؟ لم أعطيت ؟ لم منعت ؟ لم فعلت ؟ لم تركت ؟


    ﴿ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً ﴾


    آمن بالله وباليوم الآخر فاستقام وعمل صالحاً،

    تصور إنساناً بدوياً لا يقرأ ولا يكتب، راعياً، قال له سيدنا عمر: " بعني هذه الشاة وخذ ثمنها " ، قال له: " ليست لي " ، قال له: " قل لصاحبها ماتت" ، قال له: " ليست لي "، قال له: " خذ ثمنها "، قال له: " والله إنني لفي أشد الحاجة إلى ثمنها، ولو قلت لصاحبها ماتت أو أكلها الذئب لصدقني فإني عنده صادقٌ أمين،
    ولكن أين الله ؟ " .

    أيها الأخوة،
    صدقوني لو وصل المسلمون لمستوى هذا الراعي الأُمي لكانوا في حالٍ غير هذه الحال،
    هذا الأعرابي وضع يده على جوهر الدين،


    ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً (62) ﴾


    ------------


    موسوعة النابلسى


    -----------

    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  9. #79
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي

    وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)


    وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ

    هذا الميثاق هو التكليف الذي كُلِّفتم به، هذا العهد بطاعة الله، هذا العهد بإقامة العدل في الأرض .

    لولا هذا الميثاق، ولولا هذا التكليف ما عرفتم سرَّ وجودكم، فهذا من فضل الله عزَّ وجل.

    الإنسان مخيَّر، ولكن الله أحياناً يرسل مصيبةً، هذه المصيبة تقع فيما لو رفضنا منهج الله، فإذا قبلناه أُزيحَتْ عنا، هذا لا يتناقض مع التخيير في الدين، ولكن هذا من تربية الحكيم العليم

    حينما يسوق ربنا جلَّ جلاله الشدائد للمقصِّرين كي يدفعهم إلى الطاعة، وكي يدفعهم إلى الاستقامة، وكي يدفعهم إلى الصُلح مع الله، هذا أسلوب الحكيم، هذا أسلوب المربي الرحيم،
    هذا لا يُلغي الاختيار

    ربنا عزَّ وجل نتق الجبل بمعنى زعزعه من مكانه وجعله فوقهم، فإما أن يطبِّقوا منهج الله وإما أن يقع عليهم، أي أنه ألجأهم إلى طاعة الله


    وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ(21)

    (سورة السجدة)


    إذا حملت الشدائد الإنسان على الطاعات انقلبت إلى نِعَمٍ باطنة وهذا معنى قوله تعالى:
    وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً (20)

    ( سورة لقمان)


    وهذه الشدَّائد هي النِعَمُ الباطنة، إما أن تأتي ربك طائعاً، وإما أن يحملك على أن تأتيه مكروهاً،


    ----------------------



    مقتطفات من تفسير النابلسى


    ------------
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

  10. #80
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    783
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    22-03-2021
    على الساعة
    01:30 PM

    افتراضي

    وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)


    خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ

    طبِّق أمر الله بقوَّة، طبِّقه بحذافيره، ماذا يفعل الشيطان مع الإنسان ؟ الشيطان يُغِري الإنسان بالكفر، فإن لم يكفر يغريه بالشرك، فإن لم يشرك يغريه بالابتداع، فإن لم يبتَّدع يغريه بالكبائر، فإن لم يقترفها يغريه بالصغائر، فإن لم يفعلها يغريه بالمُباحات، فإن ابتعد عنها يغريه بالتحريش بين المؤمنين، وهذه مداخل الشيطان على الصالحين



    وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ (63)


    لعلَّ بعض المفسِّرين يقول: إنك إن ذكرت ما فيه أخذته بقوَّة، لا تكن عابداً فحسب، كن عابداً عالماً:


    (( فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ ))

    [ رواه الترمذي عن أبي أمامة ]



    ((فَقِيهٌ وَاحِدٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ))
    [ابن ماجة عن الوليد بن مسلم ]




    قد يفور الإنسان أحياناً ثم يهمد،
    قد يُقبل ثم يدبر،
    قد يأتي طائعاً ثمَّ يتراجع،

    أما إذا بنى سلوكه على العلم، وعلى الدليل، وعلى العقيدة الصحيحة لن ينتكس، ولن يتراجع،

    هناك مئات من طلاب العلم، مئات من روَّاد المساجد أقبلوا، وانخرطوا، وبذلوا، فتنتهم امرأةٌ عن دينهم، فتنتهم وظيفةٌ مغريةٌ عن دينهم،
    لأنه لا يوجد لديهم أساس متين، لا تصمد العواطف أمام المغريات، ولا أمام الضغوط، ولا أمام الإغراءات،

    المؤمن القوي لا يزحزحه عن إيمانه لا سبائك الذهب اللامعة، ولا سياط الجلاَّدين اللاذعة،

    سيدنا بلال وضِعَت صخرةٌ عليه، اكفر، وهو يقول: أحدٌ أحد.

    ---------

    مقتطفات من تفسير النابلسى
    (( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ))

صفحة 8 من 8 الأولىالأولى ... 7 8

تدبروا القرآن يا أمة القرآن ... رحلة يومية

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. شاهد يا غير مسجل رحلة جمع القرآن العظيم :: فيديو ::
    بواسطة وا إسلاماه في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 64
    آخر مشاركة: 23-11-2018, 11:23 PM
  2. شاهد يا غير مسجل رحلة القرآن العظيم :: فيديو ::
    بواسطة وا إسلاماه في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 91
    آخر مشاركة: 20-04-2012, 02:53 PM
  3. رحلة القرآن العظيم (حلقات فيديو موثقة)
    بواسطة دفاع في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 21-06-2008, 09:18 PM
  4. رحلة القرآن العظيم حتى الآن - مخطوطات خطوط كل شئ في حلقة على المجد الوثائقية
    بواسطة مجاهد في الله في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 20-05-2007, 02:26 PM
  5. رحلة الشيخ الداعيه الاستاذ * أحمد عامر * مع القرآن الكريم
    بواسطة عماد الملاح في المنتدى فى ظل أية وحديث
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28-06-2005, 12:04 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

تدبروا القرآن يا أمة القرآن ... رحلة يومية

تدبروا القرآن يا أمة القرآن ... رحلة يومية