هذا الشعر يعد تعقيباً على مقال مصطفى صادق الرافعي – رحمه الله - الذي بعنوان: \"ما أشبه الليلة بالبارحة\".

اسقني من غرة الصبح اشتعالا لهبا يصهر في النفس [ ] الملالا
اسقنيها قبسا يسرى بها جذوة نارا ونورا يتلالا

عندما تشرق في أفق الدنا لن ترى ظلا لشيء أو ظلالا
هاتها تبعث في الروح القوى تتحدى وثبة منا المحالا

زغردت فيها شهامات الألى وتنادت شيم منهم نضالا
طال ليل الحزن في أعماقنا نوما ننسج للنصر خيالا

كم لهذا السيف في متحفنا أثرٌ ما عاد يشجينا قتالا
هل ترى يا كاهن الحي لنا أملا أن نكسب النصر كسالى

أو يرى العراف أنّا أمّة لم تعد إلا ثيابا وعقالا
والصحاري في دمي تعصف بي ورمال البيد تزداد سؤالا

كم جرى في خاطري عن خالد وتذكرت مع الذكر [ ] بلالا
وجيوشا حملت نور الهدى وبنت مجدا على المجد تعالى

كم لقينا اليوم من أعدائنا جهرة ظلما وغدرا واحتلالا
وغدا الفيتو كسيف مصلتٍ, يجعل العدوان والظلم [ ] حلالا

كم شقينا هجرة في هجرة كم تعذبنا نزوحا وانتقالا
ورياح الموت [ ] في أكواخنا تزرع الرعب اعتداءً واحتمالا

كان عدوانا علينا وحدنا فتعدانا احتلالا واختيالا
وشعوب الأرض ترنو نحونا أشبعتنا عبثا قيلا وقالا

حالتي حالة العصر فهل أنتحي في حالتي عما وخالا
كلهم يحيا تباريح الهوى وشعور الحرب سخطا وجدالا

إنما العصر له أحكامه وظروف العصر لا تعطي مجالا
في شعارات تبنّينا أذى مزق الشمل يمينا وشمالا

كم تعادينا على إيحائها ومشيناها اختلافا وانفصالا
في ربا يافا وحيفا بلدي وجبال العز فيها لن تزالا

وبساح القدس [ ] مجلى عزتي وفلسطين [ ] هي الأسنى جمالا
فعروقي شرقت من دمها لم يعد يجري كما كان زلالا

كلنا ظل سجينا عندهم أو غريبا مات هما واشتعالا
(بلغ السيل الزبى) في نكبتي وتحملت من الحزن جبالا

فاسقنيها صحوة جياشة تدفع الركب خيولا وجمالا
إننا مهما طغى أعدائنا سوف لا نيأس أحقابا طوالا

جرحنا النازف لن يهزمنا لو غدا داءً مدى الدهر عضالا
من يمت حبا لأحضان العلا ورّث الحب [ ] لأجيال توالى

ومضت قافلة العشق [ ] على دربها حتى توفيه وصالا
ذكرياتي بدمي قد خطها وعد بلفور على الظلم [ ] مثالا

هي نسف وانفجار صاعق ودم يسفك غدرا واغتيالا
فاسقني ما يبعث الروح فلن نترك الحق نساءً ورجالا

فإذا طافت بأعطاف النهى وانتشى فينا الإبا نلنا الكمالا
لم أقلها نشوة من شاعر أو خيالا من أديب وانفعالا
إنما غنيتها من ألمي صرخة حرّى ورجوى وابتهالا