بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

قصص في بر الوالدين من حياة السلف ..

وهذه صوره من حياة سلفنا الصالح نسوقها لمن أبكى ابويه واحزنهما , واسهر ليلهما

وحملهما الهموم , وجرعهما غصص الفراق ووحشة البعاد , صور يفوح شذاهما ويضوع

عبيرها, صور لاناس بررة أخيار , وفقوا لبر والديهم , فكانت أفعالهم ومواقفهم في حق

والديهم صفحات مشرقة, نسوق هذه النماذج لعلها تحرك في قلوبنا جوانب الخير,وتدفعنا

الى الاحسان والبر:



1_
رأى ابن عمر رضي الله عنهما رجلا قد حمل أمه على رقبته وهو يطوف بها حول الكعبة.

فقال : يا ابن عمر , أتراني جازيتها؟ قال :ولا بطلقة واحدة من طلقاتها , ولكن أحسنت , والله

يثيبك على القليل كثيرا.


2_وهذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وكان البر بأمه,حتى قيل

له:أنت من أبر الناس بأمك ,ولا نراك تؤاكل أمك ؟فقال:أخاف أن تسبق يدي الى ما قد سبقت

عينها اليه ,فأكون قد عققتها.


3_وكان أبو هريرة رضي الله عنه اذا أراد أن يخرج وقف على باب أمه , وكانت في بيت وهو

في بيت آخر,وقال:السلام عليك_ يا أماه _ ورحمة الله وبركاته,فتقول:وعليك السلام_ يا

ولدي _ ورحمة الله وبركاته. فيقول :رحمك الله كما ربيتني صغيرا فتقول: ورحمك الله كما

بررتني كبيرا.واذا أراد أن يدخل صنع مثله.

4_وعن انس بن النضر الاشجعي قال:استقت أم ابن مسعود

ماء في بعض الليالي,فذهب فجاءها بالماء ,فوجدها قد ذهب بهاالنوم ,

فثبت بالماء عند راسها حتى أصبح.

5_وقال سفيان بن عتيينة:قدم رجل من سفر فصادف أمه قائمة تصلي , فكره أن يقعد وأمه

قائمة, فعلمت أمه ما أراد فطولت ليؤجر.

6_وكان حيوة بن شريح وهو أحد أئمة المسلمين يقعد في حلقته يعلم الناس ,

فتقول له أمه : قم ياحيوة فألق الشعير للدجاج , فيقوم ويترك التعليم.

7_ورأى كهمس بن الحسن التميمي عقربا في بيته فأراد أن يقتلها أو يأخذها ,

فسبقته فدخلت في جحر, فأدخل يده في الجحر ليأخذها فلدغته فقيل له: ما أردت الى هذا؟

قال:اني خفت أن تخرج من الجحر , فتجيء الى امي فتلدغها.

8_وعن محمد بن سيرين قال : بلغت النخلة على عهد عثمان بن عفان ألف درهم , فعمد

أسامة بن زيد الى نخلة فعقرها فأخرج جمارها _ وهو الجزء الابيض الغض

في قلب النخلة_ فأطعمه أمه.فقالوا له:مايحملك على هذا وأنت ترى النخلة قد بلغت ألف

درهم ؟قال :ان أمي سألتنيه, ولا تسألني شيئا أقدر عليه الا أعطيتها.

9_وعن حفصة بنت سيرين قالت : كانت والدة محمد بن سيرين يعجبها الصبغ , وكان محمد

اذا اشترى لها ثوبا اشترى ألين مايجد,فاذا كان عيد صبغ لها ثيابا, وما رأيته رافعا صوته

عليها ,كان اذا كلمها كالمصغي اليها.



10_وعن حميد قال: لما ماتت أم اياس بن معاوية بكى , فقيل له: مايبكيك؟قال:كان لي

بابان مفتوحان الى الجنة , وغلق وأحدهما.


**فهذه طائفة من أحوال السلف مع بر الوالدين تنم عن ذوق رفيع, وفهم دقيق ,

وروح عالية ,وتوحي بمدى عناية السلف ببر الوالدين وحرصهم على رد بعض جميل

الوالدين.

أما الان فقد انقلبت الموازين, واختلت المعايير عند كثير من الناس ,وأصبح الكثيرون

لايرون للوالدين حقا.

فانا لله وانا إليه راجعون.