الذوق فى الإسلام

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

الرد على شبهة الحديث: “إذا علا ماء الرجل ماء المرأة أشبه الولد أعمامه، وإذا علا ماء المرأة ماء الرجل أشبه الولد أخواله” الحديث يتناول موضوع الشبه بين » آخر مشاركة: ابا عبد الله السلفي | == == | الرد على شبهة بئر بضاعة: الحديث الذي يذكر بئر بضاعة وقد أثيرت حوله بعض الشبهات، ولفهمه بشكل صحيح، نحتاج إلى تناول عدة جوانب: 1. الماء في بئر بضاعة: » آخر مشاركة: ابا عبد الله السلفي | == == | الشبهة: هل قوله تعالى: “إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا” (الإسراء: 47) ينفي أو يثبت سحر النبي ﷺ؟ يستدل بعض الناس بهذه » آخر مشاركة: ابا عبد الله السلفي | == == | كا معنى اقنوم الإبن اللوغوس أو عقل الله الناطق ونطق الله العاقل ؟ اى أن اللوغوس هو شخص الهي أو إله آخر غير الله الآب يسمع لله ما أمره ويعمل ما أمره به » آخر مشاركة: ابا عبد الله السلفي | == == | وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | لما فطرتك السليمه ترفض الإيمان المسيحى والنص اليوناني وإيمان الآباء تكون النتيجه 👉 إحنا بقينا نعلمكم إيمانكم الذي تنكروه لأن فطرتك السليمه ترفضه تار » آخر مشاركة: ابا عبد الله السلفي | == == | المسيحيين الأرثوذكس الذين يرفضون التقليد الرسولي ويقولون الكتاب المقدس وحده يكفي هذه هرطقه يجب أن تاخد بكلام الآباء الذين سلمو الإيمان المسيحى للناس م » آخر مشاركة: ابا عبد الله السلفي | == == | من رساىل الاب صفرونيوس الثالوث القدوس توحيد وشركة وحياة الثلاث رجال اللى ظهرو لابراهيم وضايفهم واكلو وشربو معه هما الله الآب والله الإبن والله الروح » آخر مشاركة: ابا عبد الله السلفي | == == | عبادة الوحش فى المسيحيه بقلم/ ليل القاضي ثُمَّ رَأَيْتُ وَحْشًا آخَرَ طَالِعًا مِنَ الأَرْضِ، وَكَانَ لَهُ قَرْنَانِ شِبْهُ خَرُوفٍ، وَكَانَ يَتَكَ » آخر مشاركة: ابا عبد الله السلفي | == == | تعدد الآلهة والشرك الأكبر الثلاث رجال اللى ظهرو لابراهيم وضايفهم واكلو وشربو معه هما الله الآب والله الإبن والله الروح القدس الثالوث القدوس يظهر ف » آخر مشاركة: ابا عبد الله السلفي | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

 

 

    

 

الذوق فى الإسلام

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الذوق فى الإسلام

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,476
    آخر نشاط
    23-11-2015
    على الساعة
    06:28 PM

    افتراضي الذوق فى الإسلام

    إبراهيم عوض

    تقوم الحضارة، ضمن ما تقوم، على النظافة والنظام والتناسق ‏والحرص على الجمال ومراعاة الرسوم التى يتعاهدها الناس فى المناسبات ‏والمواقف المختلفة، لما فى ذلك من فوائد صحية ونفسية واجتماعية ولما ‏فيها من التيسير على الناس واختصار الوقت والجهد والوصول السريع ‏للتفاهم بين أفراد المجتمع وجماعاته، فضلا عما فيها من رُقِىٍّ يليق ‏بالمتحضرين حتى ولو لم يكن لها صلة بالصحة والراحة النفسية واختصار ‏الوقت والجهد. والإسلام دين الجمال والنظافة والنظام والجمال بامتياز، ‏وهو يراعى هذا فى كل شىء حتى فى العبادات. كما أنه يربطه بالعقيدة ‏والربوبية، إذ يجعل الله المثل الأعلى فى النظافة والجمال والطيب والسلوك، ‏علاوة على أنه يضع للاستمساك بكل قيمة من هذه القيم وتطبيقها أجرا ‏كبيرا، مما يستحث المسلم على التعلق بهذه القيم والحرص عليها والتمسك ‏بها كى ينال رضوان الله، ومن ثم يجد نفسه وهو يمارس الحضارة دون أن ‏يشعر، إذ إن ربط هذه القيم بالله سبحانه على هذا النحو وذاك من شأنه ‏أن يصيّر الحضارة دما يجرى فى عروق المسلم تلقائيا دون أن يُعَنِّىَ نفسه ‏بالتفكير فى أمرها. وهل يُعَنِّى الإنسانُ نَفْسَه فى تتبع تنفُّسه مثلا، أم إنه ‏يتنفس على نحو طبيعى لا يتنبه معه إلى ما يفعل؟
    ويقول مالك بن نبى فى هذا الصدد إنه لا يمكن لصورة قبيحة أن ‏توحى بالخيال الجميل، فإن لمنظرها القبيح في النفس خيالاً أقبح. والمجتمع ‏الذي ينطوي على صورة قبيحة لا بد أن يظهر أثر هذه الصورة في أفكاره ‏وأعماله ومساعيه. والأفكار، بصفتها روح الأعمال التي تعبّر عنها أو ‏تسير بوحيها، إنما تتولد من الصورة الـمُحَسَّة الموجودة في الإطار ‏الاجتماعي والتي تنعكس في نفوس من يعيش فيه. وهنا تصبح صورا ‏معنوية يصدر عنها تفكيره. فالجمال الموجود في الإطار الذي يشتمل على ‏ألوان وأصوات وروائح وحركات وأشكال يوحي للإنسان بأفكاره ويطبعها ‏بطابعه الخاص من الذوق الجميل أو السماجة القبيحة. فبالذوق الجميل ‏الذي ينطبع فيه فكر الفرد يجد الإنسان في نفسه نزوعًا إلى الإحسان في ‏العمل وتوخيًا للكريم من العادات. نعم إن الإطار الحضاري بكل محتوياته، ‏كما يؤكد بن نبى، متصل بذوق الجمال، بل إن الجمال هو الإطار الذي ‏تتكون فيه أية حضارة، ومن ثم ينبغي أن نلاحظه في أنفسنا كما ينبغي أن ‏نتمثله في شوارعنا وبيوتنا ومقاهينا (انظر مالك بن نبى/ شروط النهضة/ ‏‏91، 94). ‏
    وهذه طائفة من النصوص القرآنية التى تتعلق بهذا الموضوع الحيوى ‏أسوقها حسب ترتيبها فى المصحف. وبعضها يتعلق بالنظافة والطهارة، ‏وبعضها بالذوق واللياقة، وبعضها بالنظام والسلوك المستقيم، وبعضها ‏بمظاهر الطبيعة من حولنا أو بمناظر الجمال والسعادة فى الجنة:‏
    ‏"وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237)" (سورة ‏البقرة).‏
    ‏"وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ‏وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ ‏يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ (222)" (سورة البقرة).‏
    ‏"وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا... (83)" (سورة آل عمران).‏
    ‏"وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى ‏كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86)" (سورة النساء).‏
    ‏"وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ ‏وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى ‏لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ ‏تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلا جُنَاحَ ‏عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ ‏وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (102)" (سورة ‏النساء).‏
    ‏"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ ‏إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا ‏فَاطَّهَّرُوا... (6)" (سورة المائدة).‏
    ‏"يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا ‏تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ ‏وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ‏كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32)" (سورة الأعراف).‏
    ‏"إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ‏وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ ‏عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60)" (سورة التوبة).‏
    ‏"لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ ‏يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108)" (سورة التوبة).‏
    ‏"وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ (16)" (سورة ‏الحِجْر).‏
    ‏"فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ (85)" (سورة الحِجْر).‏
    ‏"وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5) وَلَكُمْ فِيهَا ‏جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا ‏بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7) وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ ‏وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ (8) وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ‏وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ‏لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ ‏وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11) ‏وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ‏ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (12) وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ‏ذَلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (13) وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا ‏وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ ‏وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14) وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا ‏وَسُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15) وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ (16)" (سورة ‏النحل).‏
    ‏"أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ ‏وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ (48)" (سورة النحل).‏
    ‏"وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ ‏وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68) ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً ‏يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً ‏لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69)" (سورة النحل).‏
    ‏"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا ‏وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا ‏فِيهَا أَحَدًا فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ ‏أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28)" (سورة النور).‏
    ‏"اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ ‏فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا ‏شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي ‏اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ‏‏(35)" (سورة النور).‏
    ‏"أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى ‏الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ ‏مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالأَبْصَارِ (43)" ‏‏(سورة النور).‏
    ‏"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا ‏الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ ‏الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ ‏جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ ‏الآَيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (58) وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا ‏كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ‏‏(59)" (سورة النور).‏
    ‏"فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً ‏طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (61) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ ‏آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى ‏يَسْتَأْذِنُوهُ... (62)" (سورة النور).‏
    ‏"وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ‏الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا (63)" (سورة الفرقان).‏
    ‏"أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ ‏حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ ‏يَعْدِلُونَ (60)" (سورة النمل).‏
    ‏"وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ ‏كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ ‏الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)" (سورة لقمان).‏
    ‏"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ ‏تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا ‏جَمِيلاً (49)" (سورة الأحزاب).‏
    ‏"أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا ‏أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) ‏وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ ‏عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)" (سورة فاطر).‏
    ‏"جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ‏وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33)" (سورة فاطر).‏
    ‏"وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ ‏تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى ‏عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ ‏سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)" (سورة يس

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,476
    آخر نشاط
    23-11-2015
    على الساعة
    06:28 PM

    افتراضي

    "وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ... (12)" (سورة فُصِّلَتْ). ‏
    ‏"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا ‏لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ ‏الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ‏لِلتَّقْوَى لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ ‏أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ (4) وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ‏وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5)" (سورة الحجرات).‏
    ‏"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ‏وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا ‏تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ ‏الظَّالِمُونَ (11)" (سورة الحجرات). ‏
    ‏"أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ ‏فُرُوجٍ (6) وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ ‏بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8) وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ‏مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9) وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ ‏نَضِيدٌ (10)" (سورة ق).‏
    ‏"إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17) فَاكِهِينَ بِمَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ ‏رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (18) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (19) ‏مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (20)" (سورة الطور).‏
    ‏"وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آَلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ‏ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آَلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ ‏‏(50) فَبِأَيِّ آَلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51) فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52) ‏فَبِأَيِّ آَلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ‏وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54) فَبِأَيِّ آَلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55) فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ ‏الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آَلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ‏‏(57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58) فَبِأَيِّ آَلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59) هَلْ ‏جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ (60) فَبِأَيِّ آَلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61) وَمِنْ ‏دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) فَبِأَيِّ آَلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63) مُدْهَامَّتَانِ (64) ‏فَبِأَيِّ آَلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65) فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66) فَبِأَيِّ آَلاءِ ‏رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (67) فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68) فَبِأَيِّ آَلاءِ رَبِّكُمَا ‏تُكَذِّبَانِ (69) فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) فَبِأَيِّ آَلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71) ‏حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) فَبِأَيِّ آَلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) لَمْ ‏يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ (74) فَبِأَيِّ آَلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75) مُتَّكِئِينَ ‏عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76) فَبِأَيِّ آَلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77) ‏تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ (78)" (سورة الرحمن).‏
    ‏"وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ (27) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ ‏‏(28) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (29) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (30) وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ (31) ‏وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (32) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ (33) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (34)" ‏‏(سورة الواقعة).‏
    ‏"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا ‏يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ ‏أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)" (سورة المجادلة).‏
    ‏"فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلاً (5)" (سورة المعارج).‏
    ‏"وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ‏لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا (13) وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا ‏تَذْلِيلاً (14) وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآَنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَ (15) ‏قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا (16) وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا ‏زَنْجَبِيلاً (17) عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً (18) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ ‏مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا (19) وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا ‏وَمُلْكًا كَبِيرًا (20) عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ ‏فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ ‏سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا (22)" (سورة الإنسان).‏
    ‏"فَلْيَنْظُرِ الإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ ‏شَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) ‏وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَتَاعًا لَكُمْ ‏وَلأَنْعَامِكُمْ (32)" (سورة عَبَس).‏
    ‏"فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ (15) الْجَوَارِ الْكُنَّسِ (16) وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ ‏‏(17) وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ (18) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ‏ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ (21)" (سورة التكوير).‏
    ‏"وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (8) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (9) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (10) ‏لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً (11) فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ (12) فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (13) ‏وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (15) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (16)" ‏‏(سورة الغاشية).‏
    وبعد القرآن نقدم إلى القارئ هذه الباقة من نصوص الحديث النبوى ‏الشريف التى توصى المسلم مباشرة أو على نحو غير مباشر بالنظافة ‏والطهارة والتطيب والأناقة والحرص على الجمال والنظام وعزة النفس ‏والترتيب ومراعاة أصول اللياقة ورقة النفس وتهذيب السلوك والالتفات إلى ‏مظاهر الحسن فى الكون من حوله والتخلص من الأوضاع المزرية أو ‏القبيحة أو المشوهة: ‏
    ‏"إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب ‏الكرم، جواد يحب الجود. فنظفوا أفنيتكم، ولا تَشَبَّهوا باليهود".‏
    ‏"(قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة من كان في ‏قلبه مثقال ذرة من كِبْر. قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا، ‏ونعله حسنة. قال: إن الله جميل يحب الجمال. الكِبْر بَطَر الحق وغَمْط ‏الناس".‏
    ‏"من جر ثوبه خُيَلاءَ لم ينظر الله إليه يوم القيامة".‏
    ‏"لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة خَرْدَل من كِبْر".‏
    ‏"إن الله تعالى جميل يحب الجمال، ويحب معالي الأخلاق، ويكره ‏سفسافها".‏
    ‏"إن الله جميل يحب الجمال، ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده، ‏ويبغض البؤس والتباؤس".‏
    ‏"كانوا (أى بعض الناس) يدخلون على رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم ولم يستاكوا، فقال: تدخلون عليَّ قُلْحًا؟ استاكوا، فلولا أن أشقّ ‏على أمتي لفرضت السواك عند كل صلاة كما فرضت عليهم الوضوء".‏
    ‏"استاكوا وتنظفوا وأَوْتِروا، فإن الله وَتْرٌ يحب الوَتْر".‏
    ‏"سَوُّوا صفوفكم، فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة".‏
    ‏"أَتِمُّوا الصفَّ المقَدَّم ثم الذي يليه، فما كان من نقصٍ فلْيَكُنْ في ‏الصفّ المؤَخَّر". ‏
    ‏"مَنْ سَدَّ فُرْجَةً في الصفّ غُفِر له".‏
    ‏"لا ينظر الله عز وجل إلى صلاة عبدٍ لا يقيم صُلْبَه فيما بين ركوعها ‏وسجودها". ‏
    ‏"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فدخل رجل ‏ثائر الرأس واللحية، فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده أنِ ‏اخْرُج فأَصْلِحْ رأسك ولحيتك، ففعل ثم رجع، فقال رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم: أليس هذا خيرا من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه ‏شيطان؟".‏
    ‏"اتقوا‎ ‎الملاعن‎ ‎الثلاثة: البِراز في الموارد وقارعة الطريق‎ ‎والظل".‏‎ ‎
    ‏"ثلاث من السعادة: المرأة الصالحة، والمنزل الواسع، والمركب الهني".‏
    ‏"اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمأثم والمغرم، ومن فتنة ‏القبر وعذاب القبر، ومن فتنة النار وعذاب النار، ومن شر فتنة الغنى، ‏وأعوذ بك من فتنة الفقر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال. اللهم ‏اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبَرَد، ونَقِّ قلبي من الخطايا كما نقيت ‏الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدتَ بين ‏المشرق والمغرب".

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,476
    آخر نشاط
    23-11-2015
    على الساعة
    06:28 PM

    افتراضي

    ‏"لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة، ولا ‏يُفْضِي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد، ولا تُفْضِي المرأة إلى المرأة في الثوب ‏الواحد".‏
    ‏"الإيمان بضع وسبعون: أفضلها قول "لا إله إلا الله"، وأدناها إماطة ‏الأذى عن الطريق. والحياء شعبة من الإيمان".‏
    ‏"(عن أنس حَدَّث نبيُّ الله صلى الله عليه وسلم بحديث، فما ‏فرحنا بشيء منذ عرفنا الإسلام أشد من فرحنا به. قال: إن المؤمن ‏ليُؤْجَر في إماطة الأذى عن الطريق، وفي هداية السبيل، وفي تعبيره عن ‏الأرتم، وفي منحة اللبن".‏
    ‏" البذاء من الجفاء، والجفاء في النار. والحياء من الإيمان، والإيمان ‏في الجنة".‏
    ‏"من اطَّلَعَ في بيت رجل بغير إذنه فحذفه بحصاة ففقأت عينه فلا ‏شيء عليه".‏
    ‏"عن عطاء بن يسار أن رجلا سال النبى صلى الله عليه وسلم: ‏أستأذن على أمي؟ قال: نعم".‏
    ‏"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه. ومن كان يؤمن بالله ‏واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت. إن الله يحب الحيي الحليم العفيف، ‏ويبغض الفاحش البذيء السائل الملحف. إن الحياء من الإيمان، والإيمان ‏في الجنة، والفحش من البذاء، والبذاء في النار".‏
    ‏"إن الله كتب الإحسان على كل شيء: فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلة، ‏وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح. ولْيُحِدَّ أحدكم شفرته، ولْيُرِحْ ذبيحته". ‏
    ‏"جاء قوم بصاحبهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا نبي ‏الله، إن صاحبنا هذا قد أفسده الحياء. فقال نبي الله صلى الله عليه ‏وسلم: إن الحياء من شرائع الإسلام، وإن البذاء من لؤم المرء".‏
    ‏"(عن لقيط بن صرة قلت: يا رسول الله، إن لي امرأة في لسانها ‏شيء (يعني البذاء). قال: طلقها. قلت: إن لي منها ولدا، ولها صحبة. ‏قال: فمُرْها (أي عِظْها)، فإن يك فيها خير فستقبل، ولا تضربنّ ظعينتك ‏ضربك أَمَتك".‏
    ‏"إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء، وإذا بال أحدكم فلا يمسح ‏ذكره بيمينه، وإذا تمسح أحدكم فلا يتمسح بيمينه".‏
    ‏"(عن أبى هريرة‎:‎‏) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى نخامة ‏في قبلة المسجد، فأقبل على الناس فقال: "ما بال أحدكم يقوم مستقبل ‏ربه فيتنخّع أمامه؟ أيحب أحدكم أن يُسْتَقْبل فيُتَنَخَّع في وجهه؟ فإذا ‏تنخع أحدكم فليتنخع عن يساره، تحت قدمه".‏
    ‏"انطلقت أنا وعمرو بن العاص إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ‏فخرج ومعه درقة، ثم استتر بها، ثم بال".‏
    ‏"كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بلغه عن الرجل الشيء لم يقل: ‏ما بال فلان يقول؟ ولكن يقول: ما بال أقوام يقولون كذا وكذا؟".‏
    ‏"مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل في سفر في ظل شجرة ‏وهو يُرَشّ عليه الماء، فقال: ما بال صاحبكم؟ قالوا: صائم يا رسول ‏الله. قال: ليس من البر الصيام في السفر. فعليكم برخصة الله التي أرخص ‏لكم، فاقبلوا".‏
    ‏"(عن عمرو بن أبى سلمة ربيب رسول الله كنت غلاما في حِجْر ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا غلام، سَمِّ الله، وكل بيمينك، وكل ‏مما يلي". فما زالت تلك طعمتي بعد".‏
    ‏"(عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أُهْدِيَ إليه ‏ضَبٌّ، فلم يأكله، فقالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، ألا تطعمه ‏المساكين؟ فقال لا تطعموهم مما لا تأكلون".‏
    ‏"إذا اجتمع الداعيان فأَجِبْ أقربهما بابا، فإن أقربهما بابا أقربهما ‏جوارا. وإنْ سَبَقَ أحدُهما فأجب الذي سبق".‏
    ‏"من دُعِىَ إلى عرس أو نحوه فليجب".‏
    ‏"إذا دُعِىَ أحدكم إلى الوليمة فليجب".‏
    ‏"إذا دُعِيَ أحدكم إلى طعام فليجب: فإن كان مفطرا فليأكل، وإن ‏كان صائما فلْيَدْعُ بالبركة".‏
    ‏"شر الطعام طعام الوليمة يُدْعَى لها الأغنياء ويُتْرَك الفقراء. ومن ‏ترك الدعوة فقد عصى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم".‏
    ‏"أُتِيَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أُسْرِيَ به بإيلياء بقدحين ‏من خمر ولبن، فنظر إليهما، فأخذ اللبن. قال جبريل: الحمد لله الذي هداك ‏للفطرة. لو أخذتَ الخمر غَوَتْ أمتك".‏
    ‏"(عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل أو ‏شرب قال: الحمد لله، الذي أطعمنا وسقانا وسَوَّغه وجعل له مخرجا".‏
    ‏"من أكل طعاما ثم قال: "الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ‏ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة" غُفِر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. ‏ومن لبس ثوبا فقال: "الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير ‏حول مني ولا قوة" غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه وما تأخر".‏
    ‏"كان (الرسول عليه السلام) إذا فرغ من طعامه قال: الحمد لله الذي ‏أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين".‏
    ‏"(عن عائشة كانت فاطمة إذا دخلت على النبي صلى الله عليه ‏وسلم قام لها فأخذ بيدها وقبّلها وأجلسها في مجلسه. وكان إذا دخل ‏عليها قامت إليه وأجلسته في مجلسها".‏
    ‏"(عن أبى الطفيل رأيت النبي وأنا غلام، فدنت منه امرأة، فبسط ‏لها رداءه، فجلست عليه. فقلت: من هذه؟ قالوا: أمه التى أرضعته".‏
    ‏"(لما جيء بأخت الرسول من الرضاعة في سبايا هوازن وتعرفتْ ‏إليه بسط لها رداءه وقال لها إن أحببتِ أقمتِ عندنا مكرمة مُحَبَّة، أو ‏متَّعْتُكِ ورجعتِ إلى قومك"، فاختارت قومها، فمتَّعها".‏
    ‏"كان إذا أُتِيَ بهدية قال: اذهبوا بها إلى بيت فلانة، فإنها كانت ‏صديقة لخديجة. إنها كانت تحب خديجة".‏
    ‏"(عن أبي سعيد الخدري أن النبى صلى الله عليه وسلم قال ‏إياكم والجلوس في الطرقات. قالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا بُدّ. ‏قال: فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه. قالوا: وما حق الطريق يا ‏رسول الله؟ قال: غض البصر، وكفّ الأذى، وردّ السلام، والأمر ‏بالمعروف والنهي عن المنكر".‏
    ‏"يسلِّم الراكب على الماشي، وفي رواية: يسلم الصغير على الكبير ‏والماشي على القاعد، والقليل على الكثير".‏
    ‏"لا يقيمن أحدكم رجلا من مجلسه ثم يقعد فيه، ولكن توسَّعوا ‏وتفسَّحوا يَفْسَح الله لكم".‏
    ‏"إذا انتهى أحدكم إلى مجلسٍ فلْيُسَلِّم. فإن بدا له أن يجلس ‏فلْيجلس، ثم إذا قام فلُيسَلِّم، فليست الأولى بأحقَّ من الثانية".‏
    ‏"إذا قام أحدكم من مجلسه ثم رجع إليه فهو أحق به".‏
    ‏"وَفَدَ وَفْدٌ للنجاشي، فقام رسول الله يخدمهم، فقال له أصحابه: ‏نحن نكفيك. فقال: إنهم كانوا لأصحابنا مُكْرِمين، وإني أحب أن ‏أكافئهم".‏
    ‏"إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجَ رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس، ‏فإن ذلك يحزنه".‏
    ‏"تبسُّمك فى وجه أخيك صدقة".‏
    ‏"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ‏ويقول: "استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم. لِيَلِنِي منكم أولو الأحلام ‏والنُّهَى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم".‏
    ‏"(قال أبو عياش الزرقي كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏بعسفان، وعلى المشركين خالد بن الوليد، قال: فصلينا الظهر، فقال ‏المشركون: لقد كانوا على حال لو أردنا لأصبنا غفلة. فأُنْزِلَتْ آية القَصْر ‏بين الظهر والعصر، فأخذ الناس السلاح وصَفُّوا خلف رسول الله صلى ‏الله عليه وسلم مستقبلي القبلة، والمشركون مستقبلوهم. فكبَّر رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم وكبَّروا جميعا، ثم ركع وركعوا جميعا، ثم رفع رأسه ‏ورفعوا جميعا، ثم سجد وسجد الصف الذي يليه، وقام الآخرون ‏يحرسونهم. فلما فرغ هؤلاء من سجودهم سجد هؤلاء، ثم نكص الصف ‏الذي يليه، وتقدم الآخرون فقاموا في مقامهم، وركع رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم فركعوا جميعا، ثم رفع رأسه ورفعوا جميعا، ثم سجد وسجد ‏الصف الذي يليه، وقام الآخرون يحرسونهم. فلما فرغ هؤلاء من ‏سجودهم سجد هؤلاء الآخرون، ثم اسْتَوَوْا معه فقعدوا جميعهم، ثم سلم ‏بهم جميعا. فصلى بعسفان، وصلاها يوم بني سليم".‏
    ‏"لما انكفأ المشركون من أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‏‏"اسْتَوُوا حتى أُثْنِيَ على ربي"، فصاروا خلفه صفوفا، فقال: اللهم لك ‏الحمد كله. وفيه: اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون ‏رسلك، واجعل عليهم رِجْزَك وعذابك. اللهم عَذِّب الكَفَرة، إلهَ الحق".‏
    ‏"من زار قوما فلا يَؤُمَّهم، ولْيَؤُمَّهم رجل منهم".‏
    ‏"إذا حضرتِ الصلاة فلْيُؤَذِّن لكم أحدكم، وليَؤُمَّكم أقرؤكم".‏
    ‏"(عن عبد الله بن زيد الأنصارى لما أمر رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم بالناقوس يُعْمَل ليضرب به للناس لجمع الصلاة طاف بي وأنا نائم ‏رجل يحمل ناقوسا في يده، فقلت: يا عبد الله، أتبيع الناقوس؟ قال: وما ‏تصنع به؟ فقلت: ندعو به إلى الصلاة. قال: أفلا أدلك على ما هو خير ‏من ذلك؟ فقلت: بلى، فقال: تقول: الله أكبر، الله أكبر. الله أكبر، الله ‏أكبر. أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله. أشهد أن محمدا ‏رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله. حَيَّ على الصلاة، حَيَّ على ‏الصلاة، حَيَّ على الفلاح، حَيَّ على الفلاح. الله أكبر، الله أكبر. لا إله إلا ‏الله، ثم استأخر عني غير بعيد، ثم قال: ثم تقول إذا أقمت الصلاة: الله ‏أكبر الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي ‏على الصلاة، حي على الفلاح، قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، الله ‏أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله. فلما أصبحتُ أتيتُ رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم فأخبرته بما رأيت، فقال: إنها لرؤيا حق إن شاء الله. فقم مع ‏بلال، فألق عليه ما رأيتَ، فليؤذِّن به، فإنه أندى صوتا منك".‏
    ‏"إذا سافرتم فليؤمَّكم أقرؤكم، وإن كان أصغركم. وإذا أمَّكم فهو ‏أميركم".‏
    ‏"من أكل ثوما أو بصلا فليعتزلْنا أو ليعتزلْ مسجدنا، وليقعدْ في ‏بيته".‏
    ‏"عن المغيرة بن شعبة قال: أكلت ثوما ثم أتيت مصلى رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم فوجدته قد سبقني بركعة، فلما قمت أقضي وجد ‏ريح الثوم، فقال: من أكل من هذه البقلة فلا يقربنَّ مسجدنا حتى يذهب ‏ريحها".‏
    ‏"ما مسستُ حريرا ولا ديباجا ألين من كف النبي صلى الله عليه ‏وسلم، ولا شممت ريحا قط أو عَرْفًا قط أطيب من ريحِ أو عَرْفِ النبي ‏صلى الله عليه وسلم". ‏
    ‏"حوضي من كذا إلى كذا، فيه من الآنية عدد النجوم، أطيب ريحا ‏من المسك، وأحلى من العسل، وأبرد من الثلج، وأبيض من اللبن، من ‏شرب منه شربة لم يظمأ أبدا، ومن لم يشرب منه لم يَرْوَ أبدا".‏
    ‏"إن هذا (أى يوم الجمعة) يوم عيد جعله الله للمسلمين. فمن جاء ‏الجمعة فليغتسل، وإن كان عنده طيب فلْيَمَسَّ منه. وعليكم بالسواك".‏
    ‏"من غسل ميتا فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,476
    آخر نشاط
    23-11-2015
    على الساعة
    06:28 PM

    افتراضي

    "نهى (رسول الله صلى الله عليه وسلم) عن البول في الماء الدائم ثم ‏الاغتسال منه، ونهى عن اغتسال الجنب فيه، وأمر المستيقظ من نوم الليل ‏ألا يغمس يده فيه، وأمر بإراقة الإناء من ولوغ الكلب فيه".‏
    ‏"الإسلام: إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة، و حج البيت، و صوم شهر ‏رمضان، و الاغتسال من الجنابة".‏
    ‏"إن أمتي يُدْعَوْن يوم القيامة غُرًّا محجَّلين من آثار الوضوء. فمن ‏استطاع منكم أن يُطِيل غُرَّته فليفعل".‏
    ‏"إذا قمتَ إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، واجعل الماء بين أصابع يديك ‏ورجليك".‏
    ‏"لا يبولنّ أحدكم في الماء الراكد".‏
    ويدخل فى الذوق الفنون من غناء وتصوير ونحت وشعر ونثر... ‏ولسوف أتناول الفنون الآن من حيث حكمها فى الإسلام. ولسوف أقتصر ‏منها على الغناء والتصوير والنحت، وهى الفنون التى يحرمها بعض العلماء ‏ويرى أنها لا يمكن أن تتسق مع الإسلام، بخلاف العمارة والنقوش والتوريق ‏والتكفيت والخطوط الجميلة مما لا يمارى فى حِلّه أحد. ونبدأ بفن الصوت ‏الجميل، وهو الغناء، وها هى ذى بعض النصوص التى وردت فى أحاديث ‏النبى عليه الصلاة والسلام عن ذلك الفن: ‏
    ‏"زَيِّنُوا القرآن بأصواتكم، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا".‏
    ‏"مر النبي صلى الله عليه وسلم على أبي موسى ذات ليلة وهو يقرأ ‏فقال: إن عبد الله بن قيس (أو الأشعري) أُعْطِيَ مزمارا من مزامير داود. ‏فلما أصبح ذكروا ذلك له فقال: لو كنتَ أعلمتَني لحبَّرْتُ ذلك تحبيرا". ‏

    ‏"زَوَّجَتْ عائشةُ ذاتَ قرابة لها من الأنصار، فجاء رسول الله فقال: ‏أَهْدَيْتُم الفتاة؟ قالوا: نعم. قال: أرسلتم معها من يغنّي؟ قالت: لا. فقال ‏رسول الله: إن الأنصار قوم فيهم غَزَل. فلو بعثتم معها من يقول: أتيناكم ‏أتيناكم، فحيانا وحياكم".‏
    ‏"دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندي جاريتان ‏تغنيان بغناء بُعَاث، فاضطجع على الفراش وحوَّل وجهه. ودخل أبو بكر ‏فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم؟ فأقبل ‏عليه رسول الله عليه السلام فقال: دعهما. فلما غفل غمزتهما فخرجتا. ‏وكان يوم عيد يلعب السودان بالدرق والحراب، فإما سألت النبي صلى الله ‏عليه وسلم وإما قال: تشتهين تنظرين؟ فقلت: نعم. فأقامني وراءه، خدي ‏على خده، وهو يقول: دونكم يا بني أرفدة. حتى إذا مللت قال: ‏حسبك؟ قلت: نعم، قال: فاذهبي".‏
    ‏"(عن بريدة) أن النبي صلى الله عليه وسلم غزا، فنذرت أَمَةٌ ‏سوداءُ إنْ رده الله سالما أن تضرب عنده بالدف. فرجع سالما غانما، ‏فأخبرتْه، فقال: إن كنتِ فعلتِ فافعلي، وإلا فلا. فقالت: يا رسول الله، ‏قد فعلتُ. فضَرَبَتْ، فدخل أبو بكر وهي تضرب. ودخل عمر وهي ‏تضرب، فألقت الدف وجلست عليه مُقْعِيَة. فقال رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم: أنا هاهنا، وأبو بكر هاهنا، وهؤلاء هاهنا. إني لأحسب ‏الشيطان يَفْرَق منك يا عمر". ‏
    ‏"بعثني الله رحمة وهدى للعالمين، وبعثني لمحق المعازف والمزامير وأَمْر ‏الجاهلية. ثم قال: من شرب خمرا في الدنيا سقاه الله كما شرب منه من ‏حميم جهنم". ‏
    وهناك خلاف شديد حول حلية هذا الفن ما بين محرّم له متشدد ‏فى التحريم، ومحلل بشروط: فأما المتشددون فمعروفةٌ مواقِفُهم وحُجَجُهم، ‏فهم يستندون إلى بعض الآيات والأحاديث التى تنهى عن الغناء أو يفهمون ‏منها ذلك. وأما المبيحون فلا يبيحون هذا الفن دون ضوابط، بل لهم ‏شروطهم. وهم فى أثناء ذلك يحرصون على الرد على كل ما قاله الناهون ‏بالتفصيل. وسوف أكتفى هنا بآراء المجوِّزين، ومن خلال هذه الآراء ‏سنطلع على ماقاله الطرف الآخر. قال ابن حزم فى رسالة له صغيرة ‏اسمها: "رسالة الغناء الـمُلْهِي: أمباحٌ هو أم محظور؟": "أما بعد، أيدك الله ‏وإياي بتوفيقه، وأعاننا بلطفه على أداء حقوقه، فإنك رغبت أن أقدم لك ‏في الغناء الملهي: أمباح هو أم من المحظور؟ فقد وردتْ أحاديث بالمنع منه ‏وأحاديث بإباحته. وأنا أذكر الأحاديث المانعة وأنبّه على عللها، وأذكر ‏الأحاديث المبيحة له وأنبه على صحتها إن شاء الله، والله موفق ‏للصواب. ‏
    فالأحاديث المانعة: 1-ما روى سعيد بن أبي رزين عن أخيه عن ‏ليث بن أبي سليم عن عبد الرحمن بن سابط عن النبي عليه السلام أنه ‏قال: إن الله حرم المغنية وبيعها وثمنها وتعليمها والاستماع إليها. 2-وروى ‏لاحق بن حسين بن عمر أن ابن أبي الورد المقدسي قال: ثنا أبو المرجى ‏ضرار بن علي بن عمير القاضي الجيلاني ثنا أحمد بن سعيد عن محمد بن ‏كثير الحمصي ثنا فرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن الحنفية ‏عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله: إذا عملتْ أمتي خمس عشرة ‏خصلة حل بها البلاء: إذا كان المال دولاً، والأمانة مغنمًا، والزكاة مغرمًا، ‏وأطاع الرجل زوجته، وعَقَّ أمه وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في ‏المساجد، وكان زعيم القوم أذلهم، وأُكْرِم الرجل مخافة شَرّه، ولبست الحرير ‏واتخذت القينات والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها فليتوقعوا عند ذلك ‏ريحًا حمراء ومسخًا وخسفًا. 3-وروى أبو عبيدة بن فضيل بن عياض ثنا ‏أبو سعيد مولى بني هاشم هو عبد الرحمن بن عبد الله انبا عبد الرحمن بن ‏العلاء عن محمد بن المهاجر عن كيسان مولى معاوية ثنا معاوية أن رسول ‏الله صلى الله عليه وسلم نهى عن تِسْعٍ، وأنا أنهاكم عنهن: ألا إن منهن ‏الغناء والنوح والتصاوير والشعر والذهب وجلود السباع والخَزّ والحرير. ‏‏4-وروى سلام بن مسكين عن شيخٍ شهد ابن مسعود يقول: الغناء ينبت ‏النفاق في القلب. 5-وروى عبد الملك بن حبيب ثنا عبد العزيز الأُوَيْسِيّ ‏عن إسماعيل بن عيّاش عن علي بن زيد عن القاسم عن أبي أمامة قال: ‏سمعت رسول الله يقول: لا يحل تعليم المغنيات ولا شراؤهن ولا بيعهن ولا ‏اتخاذهن. وثمنهن حرام. وقد أنزل الله ذلك في كتابه: "ومِن الناس من ‏يشتري لَهْو الحديث ليُضِلّ عن سبيل الله بغير علم" (لقمان/ 6). والذي ‏نفسي بيده ما رفع رجلٌ عقيرته بالغناء إلا ارتدفه شيطانان يضربان ‏بأرجلهما صدره وظهره حتى يسكت. 6-وبه إلى عبد الملك بن حبيب ‏عن الأويسي عن عبد الله بن عمير بن حفص بن عاصم أن رسول الله ‏قال: إن المغني أُذُنه بيد شيطان يرعشه حتى يسكت. 7-وبه إلى عبد ‏الملك بن حبيب ثنى ابن معين عن موسى بن أعين عن القاسم عن أبي ‏أمامة أن رسول الله قال: إن الله حرم تعليم المغنيات وشراءهن وبيعهن ‏وأكل أثمانهن. 8-وذكر البخاري قال: قال هشام بن عمار ثنا صدقة بن ‏خالد ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ثنا عطية بن قيس الكلابي ثنا عبد ‏الرحمن بن غنم الأشعري ثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري أنه سمع النبي ‏عليه السلام يقول: ليكونن من أمتي قوم يستحلون الحِرَ والحرير والخمر ‏والمعازف. 9-وروى ابن شعبان ثني ابراهيم بن عتمان بن سعيد ثني ‏أحمد بن الغمر بن أبي حماد بحمص ويزيد بن عبد الصمد قالا ثنا عبيد بن ‏هاشم الحلبي، هو أبو نعيم، ثنا عبد الله بن المبارك عن مالك عن محمد بن ‏المنكدر عن أنس قال: قال رسول الله: من جلس إلى قينة صُبَّ في أذنيه ‏الآنُكَ يوم القيامة. 10-وبه إلى ابن شعبان ثني عمي ثنا أبو عبد الله ‏الدوري ثنا عبيد الله القواريري ثنا عمران بن عبيد عن عطاء بن السائب ‏عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله عز وجل: "ومن الناس من ‏يشتري لهو الحديث ليُضِلّ عن سبيل الله"، قال: الغناء. 11-وروى ابن ‏أبي شيبة أبو بكر ثنا زيد بن الحباب ثنا معاوية صالح عن حاتم بن حريث ‏عن ابن أبي مريم قال: دخل علينا عبد الرحمن بن غنم فقال: أنبأنا أبو ‏مالك الأشعري أنه سمع النبي عليه السلام يقول: يشرب ناس من أمتي الخمر ‏يسمونها بغير اسمها، تُضْرَب على رؤوسهم المعازف والقينات، يخسف الله ‏بهم الأرض. 12-وحديث فيه: أن الله تعالى نهى عن صوتين ملعونين: ‏صوت نائحة، وصوت مغنية. ‏
    وكل هذا لا يصح منه شيء، وهي موضوعة: 1-أما حديث ‏عائشة رضي الله عنها ففيه سعيد بن أبي رزين عن أخيه، وكلاهما لا ‏يدري أحد مَنْ هما. 2-وأما حديث علي رضي الله عنه فجميع من فيه ‏إلى يحيى ابن سعيد لا يُدْرَى من هم. ويحيى بن سعيد لم يرو عن محمد ‏بن الحنفية كلمة ولا أدركه. 3-وأما حديث ابن مسعود رضي الله عنه ‏ففيه شيخ لم يُسَمَّ، ولا يعرفه أحد. 4-وأما حديث معاوية فإن فيه ‏كيسان، ولا يُدْرَى من هو، ومحمد بن مهاجر، وهو ضعيف. وفيه النهي ‏عن الشّعْر، وهم يبيحونه. 5، 6، 7-وأما أحاديث عبد الملك بن حبيب ‏فكلها هالكة. 8-فأما حديث أبي أمامة ففيه إسماعيل بن عياش، وهو ‏ضعيف، والقاسم، وهو مثله. 9-وأما حديث البخاري فلم يورده ‏البخاري مُسْنَدًا، وإنما قال فيه: قال هشام بن عمار ثم إلى أبي عامر أو ‏إلى أبي مالك، ولا يُدْرَى أبو عامر هذا. 10-وأما أحاديث ابن شعبان ‏فهالكة. 9-وأما حديث أنس فبَلِيَّةٌ لأنه عن مجهولين، ولم يروه أحد قط ‏عن مالك من ثقات أصحابه، والثاني عن مكحول عن عائشة، ولم يلقها ‏قط ولا أدركها، وفيه أيضًا من لا يُعْرَف، وهو هاشم بن ناصح وعمر بن ‏موسى، وهو أيضًا منقطع. والثالث عن أبي عبد الله الدوري، ولا يُدْرَى ‏من هو. 11-وأما حديث ابن أبي شيبة ففيه معاوية بن صالح، وهو ‏ضعيف، ومالك ابن أبي مريم، ولا يُدْرَى من هو. 12-وأما النهي عن ‏صوتين فلا يُدْرَى من رواه. فسقط كل ما في هذا الباب جملة. 10-وأما ‏تفسير قول الله تعالى: "ومِنَ الناس مَنْ يشتري لَهْوَ الحديث" بأنه الغناء ‏فليس عن رسول الله، ولا ثبت عن أحد من أصحابه، وإنما هو قول بعض ‏المفسرين ممن لا يقوم بقوله حجة. وما كان هكذا فلا يجوز القول به. ثم لو ‏صح لما كان فيه متعلَّق لأن الله تعالى يقول: "ليُضِلّ عن سبيل الله"، وكل ‏شيء يُقْتَنَى ليُضَلّ به عن سبيل الله فهو إثم وحرام، ولو أنه شراء مصحف ‏أو تعليم قرآن، وبالله التوفيق.‏

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,476
    آخر نشاط
    23-11-2015
    على الساعة
    06:28 PM

    افتراضي

    فإذ لم يصح في هذا شيء أصلاً فقد قال تعالى "وقد فَصَّل لكم ما ‏حَرَّم عليكم" (الأنعام/ 119)، وقال تعالى "هو الذي خلق لكم ما في ‏الأرض جميعًا" (البقرة/ 29) وقال رسول الله من طريق سعد بن أبي ‏وقاص، وطريقه ثابتة، "إن من أعظم الناس جرمًا في الاسلام من سأل عن ‏شيء لم يحرَّم فحُرِّم من أجل مسألته"، فصح أن كل شيء حرّمه تعالى قد ‏فصّله لنا، وما لم يفصّل لنا تحريمه فهو حلال. 1-وخرج مسلم بن الحجاج ‏قال ثني هارون بن سعيد الأيلي ثنا عبد الله بن وهب عمرو، وهو ابن ‏الحارث، أن ابن شهاب حدثه عن عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين، ‏أن أبا بكر دخل عليها، وعندها جاريتان تغنيان في أيام مِنًى وتضربان، ‏ورسول الله مُسَجًّى بثوبه، فنهرهما أبو بكر، فكشف رسول الله عنه ‏فقال: دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد. 2-وبه إلى عمرو بن الحارث أن ‏محمد بن عبد الرحمن حدثه عن عروة عن عائشة قال: دخل رسول الله ‏وعنده جاريتان تغنيان بغناء بُعَاث، فاضطجع على الفراش وحوّل وجهه، ‏فدخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمار الشيطان عند رسول الله؟ فأقبل ‏عليه فقال: دعهما. فإن قيل إن أبا أسامة روى هذا الحديث عن هشام ‏بن عروة عن أبيه فقال فيه: "وليستا بمغنيتين"، قيل: قد قالت عائشة: ‏‏"تغنيان"، فأثبتت الغناء لهما. فقولها: وليستا بمغنيتين، أي ليستا ‏بمحسنتين. وقد سمع رسول الله قول أبي بكر: "مزمار الشيطان؟"، فأنكر ‏عليه، ولم ينكر على الجاريتين غناءهما. وهذا هو الحجة التي لا يسع أحدا ‏خلافُها، ولا يزال التسليم لها. 3-وروى أبو داود السجستاني ثنا أحمد ‏بن عبيد العداني ثنا الوليد بن مسلم ثنا سعيد بن عبد العزيز ثنا سليمان ‏بن موسى عن نافع قال: سمع ابن عمر مزمارًا فوضع إصبعيه في أذنيه ونأى ‏عن الطريق، وقال: يا نافع، هل تسمع شيئًا؟ قال: لا. فرفع إصبعيه ‏وقال: كنت مع رسول الله فسمع مثل هذا، فصنع مثل هذا. فلو كان ‏حرامًا ما أباح رسول الله لابن عمر سماعه، ولا أباح ابن عمر لنافع سماعه، ‏ولكنه عليه السلام كره لنفسه كل شيء ليس من التقرب إلى الله كما كره ‏الأكل متكئًا، والتنشف بعد الغسل في ثوب يُعَدّ لذلك، والستر الموشى ‏على سدة عائشة وعلى باب فاطمة رضوان الله عليهما، وكما كره أشد ‏الكراهية عليه السلام أن يبيت عنده دينار أو درهم. وإنما بُعِث عليه ‏السلام منكرًا للمنكر وآمرًا بالمعروف. فلو كان ذلك حرامًا لما اقتصر عليه ‏السلام أن يسد أذنيه عنه دون أن يأمر بتركه وينهى عنه. فلم يفعل عليه ‏السلام شيئًا من ذلك بل أقره وتنزه عنه، فصح انه مباح وأن تركه أفضل ‏كسائر فضول الدنيا المباحة، ولا فرق. 4-وروى مسلم بن الحجاج قال ‏ثنا زهير بن حرب ثنا جرير ابن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال: ‏جاء حبشٌ يزفنون في المسجد في يوم عيد، فدعاني رسول الله فوضعت ‏رأسي على منكبه فجعلت أنظر إلى لعبهم حتى كنت أنا التي انصرفت عن ‏النظر به إليهم. 5-وروى سفيان الثوري وشعبة كلاهما عن أبي إسحاق ‏السبيعي عن عامر بن سعد البجلي أن أبا مسعود البدري وقرظة بن كعب ‏وثابت بن زيد كانوا في العريش، وعندهم غناء، فقلت: هذا، وأنتم ‏أصحاب رسول الله؟ فقالوا: إنه رُخِّص لنا في الغناء في العرس، والبكاء ‏على الميت في غير نوح، إلا أن شعبة قال: "ثابت بن وديعة" مكان ثابت ‏بن زيد، ولم يذكر أبا مسعود. 6-وروى هشام بن زيد ثنا حسان عن ‏محمد بن سيرين قال: إن رجلاً قدم المدينة بجَوَارٍ، فنزل على ابن عمر، ‏وفيهم جارية تضرب، فجاء رجل فساومه فلم يَهْوَ منهن شيئًا. قال: انطلقْ ‏إلى رجل هو أمثل لك بيعًا من هذا. فأتى إلى عبد الله بن جعفر فعرضهن ‏عليه، فأمر جارية فقال: "خذي"، فأخذت حتى ظن ابن عمر أنه قد نظر ‏إلى ذلك، فقال ابن عمر: حسبك سائر اليوم من مزمور الشيطان. فبايعه ‏ثم جاء الرجل إلى ابن عمر فقال: يا أبا عبد الرحمن، إني غُبِنْتُ بتسعمائة ‏درهم. فأتى ابن عمر مع الرجل إلى المشتري فقال له إنه غُبِن في تسعمائة ‏درهم، فإما أن تعطيها إياه وإما أن ترد عليه بيعه. فقال: بل نعطيها إياه. ‏فهذا عبد الله بن جعفر وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما قد سمعا ‏الغناء بالعود. وإن كان ابن عمر كره ما ليس من الجِدّ فلم ينه عنه. وقد ‏سَفَر في بيع مغنية كما ترى، ولو كان حرامًا ما استجاز ذلك أصلاً.‏
    فإن قال قائل: قال الله تعالى: "فماذا بَعْدَ الحقِّ إلا الضلال؟" ‏‏(يونس/ 32)، ففي أي ذلك يقع الغناء؟ قيل له: حيث يقع التروح في ‏البساتين وصباغ ألوان الثياب وكل ما هو من اللهو. قال رسول الله: "إنما ‏الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى". فإذا نوى المرء بذلك ترويح ‏نفسه وإجمالها لتقوى على طاعة الله عز وجل فما أتى ضلالاً. وقد قال ‏أبو حنيفة: من سرق مزمارًا أو عودًا قُطِعَتْ يده، ومن كسرهما ضَمِنَهما. ‏فلا يحل تحريم شيء ولا إباحته إلا بنص من الله تعالى أو من رسوله عليه ‏السلام لأنه إخبار عن الله تعالى، ولا يجوز أن يخبر عنه تعالى إلا بالنص ‏الذي لا شك فيه. وقد قال رسول الله: "ومن كذب علي متعمّدًا فليتبوأ ‏مقعده من النار". قال أبو بكر عبد الباقي بن بريال الحجاري رضي الله ‏عنه: ولقد أخبرني بعض كبار أهل زمانه أنه قال: أخذتُ النسخة التي فيها ‏الأحاديث الواردة في ذم الغناء والمنع من بيع المغنيات وما ذكره فيها أبو ‏محمد رضي الله عنه، ونهضت بها إلى الإمام الفقيه أبي عمر بن عبد البر ‏ووقفته عليها أيامًا ورغّبته في أن يتأملها، فأقامت النسخة عنده أيامًا ثم ‏نهضتُ إليه فقلت: ما صنعتَ في النسخة؟ فقال: وجدتها فلم أجد ما ‏أزيد فيها وما أنقص".‏
    ومن الفقهاء المعاصرين يقول الشيخ شلتوت، رحمه الله رحمة ‏واسعة، فى كتابه: "الفتاوى" (ط18/ دار الشروق/ 1424هـ- 2004م/ ‏‏355- 358) مع بعض التصرف: "الأصل الذي أرجو أن يُتنبَّه إليه في هذا ‏الشأن وأمثاله مما يختلفون في حِلِّهِ‏‎ ‎وحُرمته هو أن الله خلَق الإنسان بغريزة ‏يَميل بها إلى المستلَذّات والطيبات التي‎ ‎يَجِدُ لها أثرًا طيبًا في نفسه به يهدأ، ‏وبه يرتاح، وبه ينشط، وبه تسكن جوارحه. فتراه ينشرح بالمناظر الجميلة، ‏كالخُضرة المُنَسَّقَة والماء الصافي الذي تلعب أمواجه، والوجه الحسَن الذي ‏تنْبسط أساريرُه، وينشرح صدرُه بالروائح الزكيَّة التي تُحْدِث خِفَّةً في ‏الجسم والروح، وينشرح صدره بلَمْسِ النُّعومة التي لا خُشونة‎ ‎فيها، وينشرح ‏صدره بلذَّة المَعرفة في الكشف عن مجهول مَخْبُوءٍ، وتراه بعد هذا‎ ‎مَطبوعًا ‏على غريزة الحب لمُشتهيات الحياة وزينتها من النساء والبنين، والقناطير‎ ‎المقنطرة من الذهب والفضة، والخيل المسومة والأنعام‎ ‎والحرْث.‏
    ولعلَّ قيام الإنسان بمُهمته في هذه الحياة ما كانت لِتَتِمَّ على‎ ‎الوجه ‏الذي لأجله خلَقه الله إلا إذا كان ذا عاطفة غريزية، تُوَجّهه نحو ‏المشتَهَيَات، وتلك المُتَع التي خلقها الله معه في الحياة، فيأخذ منها القَدْر ‏الذي يحتاجه وينفعه. ومن هنا قضت الحِكمة الإلهية أن يُخْلَق الإنسان ‏بتلك العاطفة، وصار من غير‎ ‎المعقول أن يَطْلُب الله منه، بعد أن خلَقه ‏هذا الـخَلْق، وأودع فيه لحِكمته السامية هذه العاطفة، نزْعَها أو إِمَاتتها أو ‏مكافحتها في أصلها، وبذلك لا يُمكن أن يكون من أهداف الشرائع ‏السماوية، في أيِّ مرحلة من مراحل الإنسانية، طلبُ القضاء على‏‎ ‎هذه ‏الغريزة الطبيعية التي لابد منها في هذه الحياة. نعم للشرائع‎ ‎السماوية بإِزاءِ ‏هذه العاطفة مَطلب آخر يتلخص في كبْح الجماح. ومعناه: مكافحة‎ ‎الغريزة ‏عن الحدِّ الذي ينسى به الإنسان واجباتِه، أو يُفْسِد عليه أخلاقه، أو ‏يَحُول‎ ‎بينه وبين أعمال هي له في الحياة ألْزمُ، وعليه أوجب.‏‎ ‎
    ذلك هو‎ ‎موقفُ الشرائع السماوية مِن الغريزة. وهو موقف الاعتدال ‏والقَصْد لا موقف الإفْراط ولا مَوقف التفريط. هو موقف التنظيم لا ‏موقف الإماتة والانتزاع. هذا أصْلٌ يجب أن يُفْهَم، ويجب أن تُوزَن به ‏أهداف الشريعة السماوية. وقد أشار إليه‏‎ ‎القرآن في كثير من الجُزئيات ‏‏"ولا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلَى عُنُقِكَ ولا‎ ‎تَبْسُطْهَا كُلَّ البَسْطِ". "يا بَنِي آدمَ ‏خُذُوا زِينَتَكُمْ عندَ كُلِّ‎ ‎مَسْجِدٍ وكُلُوا واشْرَبُوا ولا تُسْرِفُوا". "واقْصِدْ فِي ‏مَشْيِكَ واغْضُضْ مِن صَوْتِكَ". وإذنْ فالشريعة تُوجِّه الإنسان في مُقتضيات ‏الغريزة‎ ‎إلى الحدِّ الوسَط، فهي لم تنزل لانتزاع غريزة حُبِّ المال. إنما نزلت ‏بتَعديلها على الوجه الذي لا جشَع فيه ولا إسراف. وهي لم تنزل لانتزاع ‏الغريزة في حُبِّ المناظر الطيبة ولا المسموعات المستلذة، وإنما نزلت ‏بتهذيبها وتعديلها على ما لا‎ ‎ضرر فيه ولا شر. وهي لم تنزل لانتزاع غريزة ‏الحُزْن، وإنما نزلت بتعديلها على الوجه الذي لا هلَع فيه ولا جزَع. وهكذا ‏وقفت الشريعة السماوية بالنسبة لسائر الغرائز. وقد كلَّف الله العقل، ‏الذي هو حُجته على عباده، بتنظيمها على‏‎ ‎الوجه الذي جاء به شرْعه ‏ودينه. فإذا مال الإنسان إلى سماع الصوت الحسن أو النغم المستلذ من ‏حيوان أو إنسان أو آلة كيفما كانت أو مالَ إلى تعلُّم شيء من ذلك فقد ‏أدَّى للعاطفة حقَّها. وإذا ما وقف بها مع هذا عند الحدِّ الذي لا يصرفه ‏عن‎ ‎الواجبات الدينية أو الأخلاق الكريمة أو المكانة التي تتَّفِق ومركزه كان ‏بذلك مُنظمًا لغريزته، سائرًا بها في الطريق السوي، وكان مَرْضِيًّا عند الله ‏وعند‎ ‎الناس. بهذا البيان يتَّضِح أن موقف الشاب في تعلُّم الموسيقى، مع‏‎ ‎حرصه الشديد على أداء الصلوات الخمس في أوقاتها وعلى أعماله ‏المكلف بها، موقف (كما قلنا) نابعٌ من الغريزة التي حكَمها العقل بشرع الله ‏وحكمه، فنزلت على إرادت. وهذا هو أسمى ما تطلبه الشرائع السماوية ‏من الناس في هذه‎ ‎الحياة.‏
    ولقد كنتُ أرى أن هذا القدْر كافٍ في معرفة حكم الشرع في ‏الموسيقى وفي سائر ما يُحب الإنسان ويهوَى بمقتضى غريزته لولا أن كثيرًا ‏من الناس لا يكتفون، بل ربما لا يؤمنون بهذا النوع من التوجيه في معرفة ‏الحلال والحرام، وإنما يقنعهم عرض ما قيل في الكتب‏‎ ‎وأُثِر عن الفقهاء. ‏وإذا كان ولا بد فليعلموا أن الفقهاء اتفقوا على إباحة‎ ‎السماع في إثارة ‏الشوق إلى الحج، وفي تحريض الغُزَاة على القتال، وفي مناسبات السرور ‏المألوفة كالعيد والعُرْس وقدوم الغائب وما إليها. ورأيناهم فيما وراء ذلك ‏على‎ ‎رأيينِ: يُقَرّر أحدهما الحُرْمة، ويستند إلى أحاديث وآثار. ويُقرر ‏الآخر الحِلّ، ويستند كذلك إلى أحاديث وآثار. وكان من قول القائلين ‏بالحِلِّ: "إنه‎ ‎ليس في كتاب الله ولا سُنة رسوله ولا في معقولهما من القياس ‏والاستدلال ما يقتضي تحريم مُجَرَّد سماع الأصوات الطيبة الموزونة مع آلة ‏من الآلات". وقد تعقَّبوا جميع أدلة القائلين بالحُرمة، وقالوا: إنه لم يصحَّ منها‎ ‎شيء.‏
    وقد قرأت في هذا الموضوع لأحد فقهاء القرن الحادي عشر ‏المعروفين بالورَع والتقوى رسالة هي: "إيضاح‎ ‎الدلالات في سماع الآلات" ‏للشيخ عبد الغني النابلسي الحنفي قرر فيها أن الأحاديث‎ ‎التي استدل بها ‏القائلون بالتحريم، على فرض صحتها، مُقَيَّدة بذِكْر الملاهي وبذكر‎ ‎الخمر ‏والقيْنات والفسوق والفجور، ولا يكاد حديث يخلو من ذلك. وعليه كان ‏الحُكْم‎ ‎عنده في سماع الأصوات والآلات المُطرِبة أنه إذا اقترن بشيء من ‏المُحرَّمات، أو‎ ‎اتُّخذ وسيلةً للمُحرَّمات، أو أَوْقعَ في المحرمات كان حرامًا، ‏وأنه إذا سلِم من كل‎ ‎ذلك كان مباحًا في حضوره وسماعه وتعلُّمه. وقد ‏نُقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم عن كثير من الصحابة والتابعين ‏والأئمة والفقهاء، أنهم كانوا يسمعون ويحضرون‏‎ ‎مجالس السماع البريئة من ‏المجون والـمُحَرَّم. وذهب إلى مثل هذا كثير من الفقهاء. وهو‏‎ ‎يُوافق تمامًا ‏في المغزى والنتيجة الأصل الذي قرَّرناهُ في موقف الشريعة بالنسبة‎ ‎للغرائز ‏الطبيعية.‏
    وإذن فسماع الآلات ذات النغمات أو الأصوات الجميلة لا يُمكن أن ‏يحرم باعتباره صوت آلة أو صوت إنسان أو صوت حيوان. وإنما يُحَرَّم إذا‎ ‎استُعِين به على محرَّم أو اتُّخِذ وسيلةً إلى محرَّم أو ألْهَى عن‎ ‎واجب. ‏وهكذا يجب أن يعلم الناس حُكْم الله في مثل هذه الشؤون. ونرجو بعد ‏ذلك ألا نسمع القول يُلْقَى جزافًا في التحليل والتحريم، فإن تحريم ما لم ‏يُحَرّمه الله أو تحليل ما حرَّمه الله كلاهما افتراءٌ وقوْلٌ على الله بغير علم: ‏‏"قُلْ‎ ‎إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ومَا بَطَنَ والإثْمَ‎ ‎والبَغْيَ بِغَيْرِ ‏الحَقِّ وأنْ تُشْرِكُوا باللهِ مَا لمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلطَانًا وأنْ تَقُولُوا علَى اللهِ ما لا ‏تَعْلَمُونَ" (الآية 33 من سورة‏‎ ‎الأعراف)".‏
    ومن الفقهاء المعاصرين كذلك د. القرضاوى، الذى عالج هذه ‏المسألة فى كتابه: "الإسلام والفن"، والذى ننقل كلامه هنا أيضا بشىء من ‏التصرف. قال: "ما حكم الإسلام في الغناء والموسيقي؟ سؤالٌ يتردد على ‏ألسنة كثيرين في مجالات مختلفة وأحيان شتى، سؤالٌ اختلف جمهور ‏المسلمين اليوم في الإجابة عليه، واختلف سلوكهم تبعًا لاختلاف أجوبتهم: ‏فمنهم من يفتح أذنية لكل نوع من أنواع الغناء ولكل لون من ألوان الموسيقي ‏مدعيًا أن ذلك حلال طيب من طيبات الحياة أباح الله لعباده. ومنهم من ‏يغلق الراديو أو يغلق أذنيه عند سماع أية أغنية قائلا: إن الغناء مزمار ‏الشيطان ولهو الحديث، ويصد عن ذكر الله وعن الصلاة‌، وخاصة‌ إذا كان ‏المغني امرأة. فالمرأة عندهم صوتها عورة بغير الغناء، فكيف بالغناء؟ ‏ويستدلون لذلك بآيات وأحاديث وأقوال. ومن هؤلاء من يرفض أي نوع من ‏أنواع الموسيقى حتى المصاحِبة لمقدمات نشرات الأخبار. ووقف فريق ‏ثالث مترددًا بين الفريقين: ينحاز إلى هؤلاء تارة،‌ وإلى أولئك طورًا، ينتظر ‏القول الفصل والجواب الشافي من علماء الإسلام في هذا الموضوع الخطير ‏الذي يتعلق بعواطف الناس وحياتهم اليومية، وخصوصًا بعد أن دخلت ‏الإذاعة: المسموعة والمرئية على الناس بيوتهم بِجِدّها وهَزْلها، وجذبت ‏إليها أسماعهم بأغانيها وموسيقاها طوعًا وكرهًا.‏
    والغناء‌ بآلة، أي مع الموسيقى، وبغير آلةٍ مسألةٌ ثار فيها الجدل ‏والكلام بين علماء الإسلام منذ العصور الأولى، فاتفقوا في مواضع واختلفوا ‏في أخرى: اتفقوا على تحريم كل غناء يشتمل على فحش أو فسق أو ‏تحريض على معصية، إذ الغناء ليس إلا كلامًا: فحَسَنُه حَسَنٌ، وقبيحه ‏قبيح. وكل قول يشتمل على فحشٍ حرامٌ، فما بالك إذ اجتمع له الوزن ‏والنغم والتأثير؟ واتفقوا على إباحة ما خلا من ذلك من الغناء الفطري ‏الخالي من الآلات و الإثارة، وذلك في مواطن السرور المشروعة كالعرس ‏وقدوم الغائب وأيام الأعياد ونحوها بشرط ألا يكون المغني امرأة في حضرة ‏أجانب منها. وقد وردت في ذلك نصوص صريحة سنذكرها فيما بعد. ‏واختلفوا فيما عدا ذلك اختلافًا بيّنًا: فمنهم من أجاز كل غناء بآلة وبغير ‏آلة، ومنهم من منعه منعًا باتًّا بآلة وبغير آلة‌، وعده حرامًا، بل ربما ارتقي ‏به إلى درجة "الكبيرة". ولأهمية الموضوع نرى لزامًا علينا أن نفصل فيه ‏بعض التفصيل، ونلقي عليه أضواء كاشفة لجوانبه المختلفة حتى يتبين ‏المسلم الحلال فيه من الحرام، مُتّبِعًا للدليل الناصع، لا مقلدًا قول قائل. ‏وبذلك يكون على بينة من أمره، وبصيرة من دينه.‏
    قرر علماء الإسلام أن الأصل في الأشياء الإباحة لقوله تعالى: "هوَ ‏الَذِي خَلَقَ لَكم مَا فِي الأَرُضِ جَمِيعًا"، و لا تحريم إلا بنص صحيح صريح ‏من كتاب الله تعالى، أو سنة رسوله صلي الله عليه و آله و سلم، أو إجماع ‏ثابت متيقن. فإذا لم يرد نص ولا إجماع، أو ورد نص صريح غير صحيح، ‏أو صحيح غير صريح، بتحريم شيء من الأشياء لم يؤثر ذلك في حله، ‏وبقي في دائرة العفو الواسعة. قال تعالى: "وَقَدُ فَصَلَ لَكم مَا حُرَِّمَ عَلَيْكُمُ ‏إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتمُ إِلَيْهِ". وقال رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم: "ما ‏أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرّم فهو حرام، وما سكت عنه فهو ‏عفو. فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسى شيئًا"، وتلا: "وَ مَا ‏كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا". وقال: "إن الله فرض فرائض فلا تضيّعوها، وحَدَّ ‏حدودًا فلا تَعْتَدُوها، وسكت عن أشياءَ رحمةً بكم غير نسيان فلا ‏تبحثوا عنها". وإذ كانت هذه هي القاعدة، فما هي النصوص و الأدلة ‏التي استند إليها القائلون بتحريم الغناء؟ وما موقف المجيزين منها؟ ‏
    استدل المحرِّمون بما رُوِيَ عن ابن مسعود وابن عباس وبعض ‏التابعين: أنهم حرموا الغناء محتجين بقول الله تعالى: "وَمِنَ النَاسِ مَن يَشُتَرِي ‏لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ الَلهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهمُ ‏عَذَاب مهِين"ـ وفسروا لهو الحديث بـ"الغناء". قال ابن حزم: "ولا حجة ‏في هذا لوجوه: أحدها أنه لا حجة لأحد دون رسول الله صلي الله عليه ‏و آله وسلم. والثاني أنه قد خالف غيرهم من الصاحبة والتابعين. ‏والثالث أن نص الآية يبطل احتجاجهم بها لأن فيها: "وَمِنَ النَاسِ مَن ‏يَشْتَرِي لَهْوَ الُحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا". ‏وهذه صفةٌ مَنْ فَعَلها كان كافرًا بلا خلاف، إذ اتخذ سبيل الله هزوًا. ‏قال: "ولو أن امرءًا اشترى مصحفًا ليضل به عن سبيل الله ويتخذه هزوًا ‏لكان كافرًا! فهذا هو الذي ذم اللهُ تعالى، وما ذَمَّ قَطُّ عز و جل مَنْ ‏اشترى لهو الحديث ليتلهى به ويروّح نفسه لا ليضل عن سبيل الله تعالى. ‏فبطل تعلقهم بقول هؤلاء. وكذلك من اشتغل عامدًا عن الصلاة بقراءة ‏القرآن أو بقراءة السنن أو بحديث يتحدث به أو بغناء أو بغير ذلك فهو ‏فاسقٌ عاصٍ لله تعال. ومن لم يضيع شيئًا من الفرائض اشتغالا بما ذكرنا ‏فهو محسن".‏
    واستدلوا بقوله تعالى في مدح المؤمنين: "وَإِذَا سَمِعُوا اللّغْوَ أَعْرَضُوا ‏عَنُه"، والغناء من اللغو، فوجب الإعراض عنه. ويجاب بأن الظاهر من ‏الآية أن اللغو سفه القول من السب والشتم ونحو ذلك، وبقية الآية تنطق ‏بذلك. قال تعالى: "وَ إِذَا سَمِعوُاُ اللَغْوَ أَعْرَضُوا عَنْه وَقَالُوا لَنا أَعُمَالنَا ‏وَلَكمُ أَعُمَالَكمُ سَلامٌ عَلَيْكُم لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِيُنَ". فهي شبيهة بقوله تعالى ‏في وصف عباد الرحمن: "وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا: سَلامًا". ولو ‏سلّمنا أن اللغو في الآية يشمل الغناء لوجدنا الآية تستحب الإعراض عن ‏سماعه، ‌وليس فيها ما يوجب ذلك. وكلمة "اللغو"، ككلمة "الباطل"، تعني ‏ما لا فائدة فيه. وسماعُ ما لا فائدة فيه ليس محرّمًا ما لم يضيّع حقا أو ‏يشغل عن واجب. رُوِيَ عن ابن جريج أنه كان يرخِّص في السماع، فقيل ‏له: أيؤتى به يوم القيمة في جملة حسناتك أو سيئاتك؟ فقال: لا في ‏الحسنات ولا في السيئات لأنه شبيه باللغو. قال تعالى: "لا يُؤَاخِذُكم الله ‏بِالَلغْو ِفِي أَيْمَانِكمْ".قال الإمام الغزالي: "إذا كان ذكر اسم الله تعالى على ‏الشيء على طريق القَسَم من غير عقد عليه ولا تصميم، والمخالفة فيه، ‏مع أنه لا فائدة فيه، لا يؤاخَذ به، فكيف يؤاخَذ بالشعر والرقص؟".‏
    على أننا نقول: ليس كل غناءٍ لغوًا. إنه يأخذ حكمه وفق نية ‏صاحبه: فالنية الصالحة تحيل اللهو قربة، والمزح طاعة. والنية الخبيثة ‏تحبط العمل الذي ظاهره العبادة، وباطنه الرياء: "إن الله لا ينظر إلى ‏صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم". و ننقل هنا كلمة ‏جيدة قالها ابن حزم في "المحلَّى" ردا على الذين يمنعون الغناء. قال: ‏‏"احتجوا فقالوا: من الحق الغناء أم من غير الحق؟ ولا سبيل إلى قسم ‏ثالث.‌ وقد قال الله تعالى: "فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إلاَّ الضَّلاَلُ؟". فجوابنا، ‏وبالله التوفيق، أن رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم قال: "إنما ‏الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرىء ما نوى". فمن نوى باستماع الغناء ‏ترويح نفسه ليقوى بذلك على طاعة الله عز وجل، وينشط نفسه بذلك ‏على البر، فهو مطيع محسن، وفِعْله هذا من الحق. ومن لم ينو طاعة ولا ‏معصية فهو لغوٌ معفوٌّ عنه كخروج الإنسان إلى بستانه، وقعوده على باب ‏داره متفرجًا، وصبغه ثوبه لا زورديًّا أو أخضر أو غير ذلك، ومدّ ساقه ‏وقبضها، وسائر أفعاله.‏
    واستدلوا بحديث "كل لهو يلهو به المؤمن فهو باطل إلا ثلاثة: ملاعبة ‏الرجل أهله، و تأديبه فرسه، و رميه عن قوسه"، والغناء خارج عن هذه ‏الثلاثة. وأجاب المجوِّزون بضعف الحديث، ولو صح لما كان فيه حجة، ‏فإن قوله: "فهو باطل" لا يدل على التحريم، بل يدل على عدم الفائدة. ‏فقد ورد عن أبي الدرداء قوله: "إني لأستجمّ نفسي بالشيء من الباطل ‏ليكون أقوى لها على الحق". على أن الحصر في الثلاثة غير مراد، فإن ‏التلهي بالنظر إلى الحبشة وهم يرقصون في المسجد النبوي خارج عن تلك ‏الأمور الثلاثة، وقد ثبت في الصحيح. ولا شك أن التفرج في البساتين ‏وسماع أصوات الطيور، وأنواع المداعبات مما يلهو به الرجل، لا يحرم عليه ‏شيء منها، وإن جاز و صفه بأنه باطل.‏
    واستدلوا بالحديث الذي رواه البخاري معلقًا عن أبي مالك أو أبي ‏عامر الأشعري (شكٌّ من الراوي) عن النبي عليه الصلاة والسلام، قال: ‏‏"ليكونن قوم من أمتي يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف". والمعازف: ‏الملاهي أو آلات العزف. والحديث، وإن كان في صحيح البخاري، إلا أنه ‏من "المعلَّقات" لا من "المسندات المتصلة".‌ ولذلك رده ابن حزم لانقطاع ‏سنده. ومع التعليق فقد قالوا: إن سنده ومتنه لم يسلما من الاضطراب. ‏وقد اجتهد الحافظ ابن حجر لوصل الحديث، ووصله بالفعل من تسعة ‏طرق، ولكنها جميعًا تدور على راوٍ تكلم فيه عدد من الأئمة النقاد، ألا ‏وهو هشام بن عمار. وهو، وإن كان خطيب دمشق ومقرئها ومحدِّثها ‏وعالمها، ووثَّقه ابن معين و العجلي، فقد قال عنه أبو داود: حدَّث ‏بأربعمائة حديث لا أصل لها. وقال أبو حاتم: صدوقٌ، وقد تغير. فكان ‏كل ما دُفِع إليه قرأه،‌ وكل ما لُقِّنَه تلقَّن. وكذلك قال ابن سيار. وقال ‏الإمام أحمد: طياش خفيف. وقال النسائي: لا بأس به (وهذا ليس ‏بتوثيق مطلق). ورغم دفاع الحافظ الذهبي عنه قال: صدوقٌ مُكْثِرٌ له ما ‏يُنْكَر. وأنكروا عليه أنه لم يكن يحدّث إلا بأجر! ومثل هذا لا يُقْبَل ‏حديثه في مواطن النزاع، وخصوصًا في أمر عمت به البلوى. ورغم ما في ‏ثبوته من الكلام ‌ففي دلالة كلام آخر، فكلمة "المعازف" لم يُتَّفَق على ‏معناها بالتحديد: ما هو؟ فقد قيل: الملاهي، وهذه مجملة. وقيل: آلات ‏العزف. ولو سلّمنا بأن معناها آلات الطرب المعروفة‌ بآلات الموسيقى، ‏فلفظ الحديث المعلّق في البخاري غير صحيح في إفادة حرمة "المعازف" ‏لأن عبارة "يستحلون"، كما ذكر ابن العربي، لها معنيان: أحدهما يعتقدون ‏أن ذلك حلال، والثاني أن تكون مجازًا عن الاسترسال في استعمال تلك ‏الأمور، إذ لو كان المقصود بالاستحلال المعني الحقيقي لكان كفرًا، فإن ‏استحلال الحرام المقطوع به، مثل الخمر والزنى المعبر عنه بـ"الحِرِ"، كفر ‏بالإجمال.‏
    ولو سَلَّمْنا بدلالتها على الحرمة، فهل يستفاد منها تحريم المجموع ‏المذكور من الحِرِ والحرير والخمر والمعازف، أو كل فرد منها على حدة؟ ‏والأول هو الراجح. فإن الحديث في الواقع ينعى على أخلاق طائفة من ‏الناس انغمسوا في الترف والليالي الحمراء وشرب الخمور، فهم بين خمر ‏ونساء، ولهو وغناء، وخَزٍّ و حرير. ولذا روى ابن ماجه هذا الحديث ‏عن أبي مالك الأشعري باللفظ: "ليشربنّ أناسٌ من أمتي الخمر يسمّونها بغير ‏اسمها، يُعْزَف على رؤوسهم بالمعازف و المغنيات، يخسف الله بهم ‏الأرض، ويجعل منهم القردة و الخنازير".‌ وكذلك رواه ابن حبان في ‏‏"صحيحه"، والبخاري في "تاريخه". وكل من روى الحديث من طريق غير ‏هشام بن عمار جعل الوعيد على شرب الخمر، وما المعازف إلا مكملة ‏وتابعة.

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,476
    آخر نشاط
    23-11-2015
    على الساعة
    06:28 PM

    افتراضي

    واستدلوا بحديث عائشة: "إن الله تعالى حرّم القينة (أي الجارية) ‏وبيعها وثمنها ‌وتعليمه". والجواب عن ذلك: أولا أن الحديث ضعيف، وكل ‏ما جاء في تحريم بيع القيان ضعيف. ثانيًا، قال الغزالي: "المراد بالقينة ‏الجارية التي تغني للرجال في مجلس الشرب. وغناء‌ الأجنبية للفسّاق ومن ‏يُخَاف عليهم الفتنة حرام.‌ وهم لا يقصدون بالفتنة إلا ما هو محذور. ‏فأما غناء الجارية لمالكها فلا يفهم تحريمه من هذا الحديث. بل لغير مالكها ‏سماعها عند عدم الفتنة بدليل ما رُوِيَ في الصحيحين من غناء الجاريتين في ‏بيت عائشة رضي الله تعالى عنها، وسيأتي. ثالثًا، كان هؤلاء‌ القيان ‏المغنيات يُكَوِّنَّ عنصرًا هامًّا من نظام الرقيق، الذي جاء الإسلام بتصفيته ‏تدريجيًا، فلم يكن يتفق وهذه الحكمة إقرار بقاء هذه الطبقة في المجتمع ‏الإسلامي. فإذا جاء حديث بالنعي على امتلاك "القينة " وبيعها والمنع ‏منه، فذلك لهدم ركن من بناء "نظام الرق" العتيد.‏
    واستدلوا بما روى نافع: أن ابن عمر سمع صوت زمارة‌ راعٍ فوضع ‏أصبعيه في أذنيه ‌وعدل راحلته عن الطريق، وهو يقول: يا نافع، أتسمع؟ ‏فأقول: "نعم"، فيمضي حتى قلت: "لا"، فرفع يده وعدل راحلته إلى ‏الطريق،‌ وقال: "رأيت رسول الله صلي الله عليه وآله و سلم يسمع زمارة ‏راعٍ فصنع مثل هذا". والحديث قال عنه أبو داود: حديثٌ مُنْكَرٌ. ولو ‏صح لكان حجة على المحرِّمين لا لهم، فلو كان سماع المزمار حرامًا ما أباح ‏النبي صلي الله عليه و آله وسلم لا بن عمر سماعه، ولو كان عند ابن عمر ‏حرامًا ما أباح لنافعٍ سماعه ولأَمَرَ عليه السلام بمنع وتغيير هذا المنكر. ‏فإقرار النبي صلي الله عليه وآله وسلم لابن عمر دليل على أنه من الحلال. ‏وإنما تجنب عليه السلام سماعه كتجنبه أكثر المباح من أمور الدنيا، كتجنبه ‏الأكل متكئًا،‌ وأن يبيت عنده دينار أو درهم... إلخ.‏
    واستدلوا أيضًا بما روي: "إن الغناء يُنْبِت النفاق في القلب". ولم ‏يثبت هذا حديثًا عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم، و إنما ثبت قولا ‏لبعض الصحابة أو التابعين، فهو رأي لغير معصوم خالفه فيه غيره. فمن ‏الناس من قال، وبخاصة الصوفية: إن الغناء يرقق القلب، ويبعث الحزن ‏والندم علي المعصية،‌ ويهيج الشوق إلى الله تعالى. ولهذا اتخذوه وسيلة‌ ‏لتجديد نفوسهم، وتنشيط عزائمهم، وإثارة أشوقهم. قالوا: وهذا أمر لا ‏يُعْرَف إلا بالذوق والتجربة والممارسة. ومن ذاق عرف، وليس الخبر ‏كالعِيَان! على أن الإمام الغزالي جعل حكم هذه الكلمة بالنسبة للمغنى لا ‏للسامع، إذ كان غرض المغنى أن يعرض نفسه على غيره ويروج صوته ‏عليه، ولا يزال ينافق ويتودد إلى الناس ليرغبوا في غنائه. ومع هذا قال ‏الغزالي: وذلك لا يوجب تحريما، فإن لبس الثياب الجميلة، وركوب الخيل ‏المهملجة، وسائر أنواع الزينة، والتفاخر بالحرث والأنعام والزرع وغير ذلك، ‏ينبت النفاق في القلب، ولا يطلق القول بتحريم ذلك كله. فليس السبب في ‏ظهور النفاق في القلب المعاصي فقط، بل المباحات التي هي مواقع نظر ‏الخلق أكثر تأثيرا.‏
    واستدلوا على تحريم غناء المرأة خاصة بما شاع عند الناس من أن ‏صوت المرأة عورة. وليس هناك دليل ولا شبه دليل من دين الله على أن ‏صوت المرأة عورة. وقد كان النساء يسألن رسول الله صلى الله عليه ‏وسلم في ملإ من أصحابه، وكان الصحابة يذهبون إلى أمهات المؤمنين ‏ويستفتونهن ويفتينهم ويحدثنهم، ولم يقل أحد إن هذا من عائشة أو غيرها ‏كشفٌ لعورةٍ يجب أن تُسْتَر. فإن قالوا: هذا في الحديث العاديّ لا في ‏الغناء، قلنا: روى "الصحيحان" أن النبي سمع غناء الجاريتين ولم ينكر ‏عليهما، وقال لأبي بكر: دعهما. وقد سمع ابن جعفر وغيره من الصحابة ‏والتابعين الجواري يغنين.‏
    تلك هي أدلة المحرّمين، وقد سقطت واحدا بعد الآخر، ولم يقف ‏دليل منها على قدميه. وإذا انتفت أدلة التحريم بقى حكم الغناء على ‏أصل الإباحة بلا شك، ولو لم يكن معنا نص أو دليل واحد على ذلك غير ‏سقوط أدلة التحريم، فكيف ومعنا نصوص الإسلام الصحيحة الصريحة، ‏وروحه السمحة، وقواعده العامة، ومبادئه الكلية؟ وهاك بيانها: أولا من ‏حيث النصوص: استدلوا بعدد من الأحاديث الصحيحة منها حديث ‏غناء الجاريتين في بيت النبي صلى الله عليه وسلم عند عائشة، وانتهار ‏أبي بكر لهما، وقوله: "مزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه ‏وسلم؟". وهذا يدل على أنهما لم تكونا صغيرتين كما زعم بعضهم، فلو ‏صح ذلك لم تستحقا غضب أبي بكر إلى هذا الحد. والمعوَّل عليه هنا هو ‏رد النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر رضى الله عنه وتعليله أنه ‏يريد أن يعلم اليهود أن في ديننا فسحة، وأنه بُعِث بحنيفيةٍ سمحة. وهو ‏يدل على وجوب رعاية تحسين صورة الإسلام لدى الآخرين، وإظهار ‏جانب اليسر والسماحة فيه. وقد روى البخاري وأحمد عن عائشة أنها ‏زفت امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا ‏عائشة، ما كان معهم من لهو؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو". وروى النسائي ‏والحاكم، وصححه عن عامر بن سعد، قال: دخلتُ على قرظة بن كعب ‏وأبي مسعود الأنصاري في عرس، وإذا جوارٍ يغنين. فقلت: أيْ صاحَبْى ‏رسول الله أهلَ بدر، يُفْعَل هذا عندكم؟ فقالا: اجلس. إن شئت ‏فاستمع معنا، وإن شئت فاذهب، فإنه قد رُخِّص لنا اللهو عند العرس. ‏وروى ابن حزم بسنده عن ابن سيرين أن رجلا قدم المدينة بجَوَارٍ، فأتى ‏عبد الله بن جعفر فعرضهن عليه، فأمر جارية منهن فغنت، وابن عمر ‏يسمع، فاشتراها ابن جعفر بعد مساومة. ثم جاء الرجل إلى ابن عمر ‏فقال: يا أبا عبد الرحمن، غُبِنْتُ بسبعمائة درهم! فأتى ابن عمر إلى عبد ‏الله بن جعفر فقال له: إنه غُبِن بسبعمائة درهم، فإما أن تعطيها إياه، وإما ‏أن ترد عليه بيعه. فقال: بل نعطيه إياها. قال ابن حزم: فهذا ابن عمر قد ‏سمع الغناء وسعى في بيع المغنية. وهذا إسناد صحيح لا تلك الأسانيد ‏الملفقة الموضوعة. واستدلوا بقوله تعالى: "وإذا رَأَوْا تجارةً أو لهوًا انفضُّوا ‏إليها وتركوك قائما. قل: ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير ‏الرازقين". فقرن اللهو بالتجارة، ولم يذمّهما إلا من حيث شُغْل الصحابة ‏بهما، بمناسبة قدوم القافلة وضرب الدفوف فرحا بها، عن خطبة النبي ‏صلى الله عليه وسلم وتَرْكه قائما. واستدلوا بما جاء عن عدد من ‏الصحابة رضي الله عنهم أنهم باشروا السماع بالفعل أو أقروه، وهم القوم ‏يُقْتَدَى بهم فيُهْتَدَى. واستدلوا بما نقله غير واحد من الإجماع على إباحة ‏السماع كما سنذكره بعد. ‏
    وثانيا من حيث روح الإسلام وقواعده: أ-لا شئ في الغناء إلا أنه ‏من طيبات الدنيا التي تستلذها الأنفس، وتستطيبها العقول، وتستحسنها ‏الفِطَر، وتشتهيها الأسماع، فهو لذة الأذن، كما أن الطعام الهنيء لذة المعدة، ‏والمنظر الجميل لذة العين، والرائحة الذكية لذة الشم... إلخ. فهل ‏الطيبات، أي المستلذات، حرام في الإسلام أم حلال؟ من المعروف أن الله ‏تعالى كان قد حرم على بني إسرائيل بعض طيبات الدنيا عقوبة لهم على ‏سوء ما صنعوا، كما قال تعالى: "فبِظُلْمٍ من الذين هادوا حرَّمْنا عليهم ‏طيباتٍ أُحِلَّتْ لهم وبِصَدِّهم عن سبيل الله كثيرا * وأَخْذِهم الربا وقد ‏نُهُوا عنه وأَكْلِهم أموالَ الناس بالباطل"، فلما بعث الله محمدا صلى الله ‏عليه وسلم جعل عنوان رسالته في كتب الأولين: "الذي يجدونه مكتوبا ‏عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويُحِلّ لهم ‏الطيبات ويحرّم عليهم الخبائث، ويضع عنهم إِصْرَهم والأغلال التي كانت ‏عليهم". فلم يبق في الإسلام شئ طيب، أي تستطيبه الأنفس والعقول ‏السليمة، إلا أحله الله رحمة بهذه الأمة لعموم رسالتها وخلودها. قال ‏تعالى: "يسألونك: ماذا أُحِلَّ لهم؟ قل: أُحِلّ لكم الطيبات". ولم يبح الله ‏لواحد من الناس أن يحرم على نفسه أو على غيره شيئا من الطيبات مما ‏رزق الله مهما يكن صلاح نيته أو ابتغاء وجه الله فيه، فإن التحليل ‏والتحريم من حق الله وحده، وليس من شأن عباده. قال تعالى: "قل: ‏أرأيتم ما أنزل اللهُ لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا؟ قل: آلله أذن ‏لكم أم على الله تفترون؟"، وجعل سبحانه تحريم ما أحله من الطيبات ‏كإحلال ما حرّم من المنكرات، كلاهما يجلب سخط الله وعذابه، ويُرْدِى ‏صاحبه في هاوية الخسران المبين والضلال البعيد. قال جل شأنه يَنْعَى ‏على من فعل ذلك من أهل الجاهلية: "قد خَسِر الذين قتلوا أولادهم سَفَهًا ‏بغير علم وحرَّموا ما رزقهم الله افتراءً على الله. قد ضلوا، وما كانوا ‏مهتدين".‏
    ب-ولو تأملنا لوجدنا أن الغناء والطرب للصوت الحسن يكاد غريزة ‏إنسانية وفطرة بشرية حتى إننا لنشاهد الصبي الرضيع في مهده يسكته ‏الصوت الطيب عن بكائه، وتنصرف نفسه عما يبكيه إلى الإصغاء إليه. ‏ولذا تعودت الأمهات والمرضعات والمربيات الغناء للأطفال منذ زمن ‏قديم. بل نقول: إن الطيور والبهائم تتأثر بحسن الصوت والنغمات الموزونة ‏حتى قال الغزالي في الإحياء: "من لم يحركه السماع فهو ناقص مائل عن ‏الاعتدال، بعيد عن الروحانية، زائد في غلظ الطبع وكثافته على الجِمَال ‏والطيور وجميع البهائم، إذ الجمل مع بلادة طبعه يتأثر بالحُدَاء تأثرا يستخف ‏معه الأحمال الثقيلة، ويستقصر لقوة نشاطه في سماعه المسافات الطويلة، ‏وينبعث فيه من النشاط ما يُسْكِره ويُوَلِّهه. فنرى الإبل إذا سمعت الحادي ‏تمد أعناقها، وتصغي إليه ناصبة آذانها، وتسرع في سيرها حتى تتزعزع ‏عليها أحمالها ومحاملها". وإذا كان حب الغناء غريزة وفطرة، فهل جاء ‏الدين لمحاربة الغرائز والفطر والتنكيل بها؟ كلا، إنما جاء لتهذيبها والسمو ‏بها وتوجيهها التوجيه القويم. قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: إن الأنبياء قد ‏بُعِثوا بتكميل الفطرة وتقريرها لا بتبديلها وتغييرها. ومصداق ذلك أن ‏رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، ‏فقال: "ما هذان اليومان؟". قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال ‏عليه السلام: "إن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم الأضحى ويوم ‏الفطر". وقالت عائشة: "لقد رأيت النبي يسترني بردائه، وأنا أنظر إلى ‏الحبشة يلعبون في المسجد، حتى أكون أنا التي أسأمه، أي اللعب. فاقدروا ‏قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو". وإذا كان الغناء لهوا ولعبا ‏فليس اللهو واللعب حراما، فالإنسان لا صبر له على الجِدّ المطلق ‏والصرامة الدائمة. قال النبي صلى الله عليه وسلم لحنظلة حين ظن نفسه ‏قد نافق لمداعبته زوجه وولده وتغير حاله في بيته عن حاله مع رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم: "يا حنظلة، ساعة وساعة". وقال علي بن أبي ‏طالب: رَوِّحُوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا أُكْرِهَتْ ‏عَمِيَتْ. وقال كرم الله وجهه: إن القلوب تَمَلُّ كما تمل الأبدان، فابتغوا لها ‏طرائف الحكمة. وقال أبو الدرداء: إني لأستجمّ نفسي بالشيء من اللهو ‏ليكون أقوى لها على الحق. وقد أجاب الإمام الغزالي عمن قال: "إن ‏الغناء لهو ولعب" بقوله: هو كذلك، ولكن الدنيا كلها لهو ولعب... ‏وجميع المداعبة مع النساء لهو، إلا الحراثة التي هي سبب وجود الولد، ‏وكذلك المزح الذي لا فحش فيه، حلال. نُقِل عن ذلك عن رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة.‏
    تلك هي الأدلة المبيحة للغناء من نصوص الإسلام وقواعده، فيها ‏الكفاية كل الكفاية ولو لم يقل بموجبها قائل، ولم يذهب إلى ذلك فقيه. ‏فكيف، وقد قال بموجبها الكثيرون من صحابة وتابعين وأتباع وفقهاء؟ ‏وحسبنا أن أهل المدينة على ورعهم، والظاهرية على حَرْفِيّتهم وتمسكهم ‏بظواهر النصوص، والصوفية على تشددهم وأخذهم بالعزائم دون ‏الرُّخَص، رُوِيَ عنهم إباحة الغناء. قال الإمام الشوكانى في "نيل الأوطار": ‏‏"ذهب أهل المدينة ومن وافقهم من علماء الظاهر وجماعة الصوفية إلى ‏الترخيص في الغناء ولو مع العود واليراع. وحكى الأستاذ أبو منصور ‏البغدادي الشافعي في مؤلفه في السماع أن عبد الله بن جعفر كان لا يرى ‏بالغناء بأسا، ويصوغ الألحان لجواريه، ويسمعها منهن على أوتاره. وكان ‏ذلك في زمن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه. وحكى الأستاذ المذكور ‏مثل ذلك أيضا عن القاضي شريح وسعيد بن المسيب وعطاء بن أبي ‏رباح والزهري والشعبي". وقال إمام الحرمين في "النهاية" وابن أبي الدنيا: ‏‏"نَقَل الأثباتُ من المؤرخين أن عبد الله بن الزبير كان له جَوَارٍ عوَّادات، وأن ‏ابن عمر دخل إليه وإلى جنبه عود، فقال: ما هذا يا صاحب رسول ‏الله؟ فناوله إياه، فتأمله ابن عمر فقال: هذا ميزان شامي؟ قال ابن ‏الزبير: يوزن به العقول!". وروى الحافظ أبو محمد بن حزم في رسالة في ‏السماع بسنده إلى ابن سيرين قال: "إن رجلا قدم المدينة بجَوارٍ، فنزل على ‏ابن عمر، وفيهن جارية تضرب. فجاء رجل فساومه، فلم يَهْوَ فيهن شيئا. ‏قال: انطلقْ إلى رجل هو أمثل لك بيعًا من هذا. قال: من هو؟ قال: عبد ‏الله بن جعفر... فعرضهن عليه، فأمر جارية منهن فقال لها: خذي ‏العود، فأخذته، فغنت، فبايعه ثم جاء إلى ابن عمر... إلخ القصة". ‏وروى صاحب "العِقْد" العلامة الأديب أبو عمر الأندلسي أن عبد الله بن ‏عمر دخل على ابن جعفر فوجد عنده جارية في حجرها عود، ثم قال ‏لابن عمر: هل ترى بذلك بأسا؟ قال: لا بأس بهذا. وحكى الماوردي ‏عن معاوية وعمرو بن العاص أنهما سمعا العود عند ابن جعفر. وروى أبو ‏الفرج الأصبهاني أن حسان بن ثابت سمع من عزة الميلاء الغناء بالمِزْهَر ‏بشعر من شعره. وذكر أبو العباس المبرّد نحو ذلك. والمزهر عند أهل ‏اللغة: العود. وذكر الأدفوي أن عمر بن عبد العزيز كان يسمع جواريه قبل ‏الخلافة. ونقل ابن السمعاني الترخيص عن طاووس، ونقله ابن قتيبة ‏وصاحب "الإمتاع" عن قاضى المدينة سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن ‏الزهري من التابعين. ونقله أبو يعلى الخليلي في "الإرشاد" عن عبد العزيز ‏بن سملة الماجشون مفتى المدينة. هؤلاء جميعا قالوا بتحليل السماع مع آلة ‏من الآلآت المعروفة، أي آلات موسيقى. وأما مجرد الغناء من غير آلة فقال ‏الإدفوى في "الإمتاع": إن الغزالي في بعض تآليفه الفقهية نقل الاتفاق على ‏حله، ونقل ابن طاهر إجماع الصحابة والتابعين عليه، ونقل التاج الفزاري ‏وابن قتيبة إجماع أهل الحرمين عليه، ونقل ابن طاهر وابن قتيبة أيضا إجماع ‏أهل المدينة عليه، وقال الماوردي: لم يزل أهل الحجاز يرخِّصون فيه في ‏أفضل أيام السنة المأمور فيها بالعبادة والذكر. وقال ابن النحوي في ‏‏"العمدة": وقد رُوِيَ الغناءُ وسماعُه عن جماعة من الصحابة والتابعين: ‏فمن الصحابة عمر كما رواه ابن عبد البر وغيره، وعثمان كما نقله ‏الماوردي وصاحب "البيان" والرافعي، وعبد الرحمن بن عوف كما رواه ‏ابن أبي شيبة، وأبو عبيدة بن الجراح كما أخرجه البيهقي، وسعد بن أبي ‏وقاص كما أخرجه بن قتيبة، وأبو مسعود الأنصاري كما أخرجه البيهقي، ‏وبلال وعبد الله بن الأرقم وأسامة بن زيد كما أخرجه البيهقي أيضا، ‏وحمزة كما في "الصحيح"، وابن عمر كما أخرجه ابن طاهر، والبراء بن ‏مالك كما أخرجه أبو نعيم، وعبد الله بن جعفر كما رواه ابن عبد البر، ‏وعبد الله بن الزبير كما نقل أبو طالب المكي، وحسان كما رواه أبو الفرج ‏الأصبهاني، وعبد الله بن عمرو كما رواه الزبير بن بكار، وقرظة بن كعب ‏كما رواه ابن قتيبة، وخَوّات بن جيبر ورباح المعترف كما أخرجه صاحب ‏‏"الأغاني"، والمغيرة بن شعبة كما حكاه أبو طالب المكي، وعمرو بن ‏العاص: حكاه الماوردي، وعائشة والرُّبيّع كما في "صحيح البخاري" ‏وغيره. وأما التابعون فسعيد بن المسيب وسالم بن عبد الله بن عمر وابن ‏حسان وخارجة بن زيد وشريح القاضي وسعيد بن جبير وعامر الشعبي ‏وعبد الله بن أبي عتيق وعطاء بن أبي رباح ومحمد بن شهاب الزهري ‏وعمر بن عبد العزيز وسعد بن إبراهيم الزهري. وأما تابعوهم فخَلْقٌ لا ‏يُحْصَوْن منهم الأئمة الأربعة وابن عيينة وجمهور الشافعية". انتهى كلام ابن ‏النحوي. هذا كله ذكره الشوكاني في "نيل الأوطار".‏
    ولا ننسى أن نضيف إلى هذه الفتوى قيودا لا بد من مراعاتها في ‏سماع الغناء: 1-فقد أشرنا في أول البحث إلى أنه ليس كل غناء مباحا، ‏فلا بد أن يكون موضوعه متفقا مع أدب الإسلام وتعاليمه. فالأغنية التي ‏تقول: "الدنيا سيجارة وكاس" مخالفة لتعاليم الإسلام، الذي يجعل الخمر ‏رجسا من عمل الشيطان، ويلعن شارب "الكاس" وعاصرها وبائعها ‏وحاملها وكل من أعان فيها بعمل. والتدخين أيضا آفة ليس وراءها إلا ‏ضرر الجسم والنفس والمال. والأغاني التي تمدح الظلمة والطغاة والفسقة ‏من الحكام الذين ابتليت بهم أمتنا مخالفة لتعاليم الإسلام، الذي يلعن الظالمين ‏وكل من يعينهم بل من يسكت عليهم، فكيف بمن يمجدهم؟ والأغنية التي ‏تمجد صاحب العيون الجريئة أو صاحبة العيون الجريئة أغنية تخالف أدب ‏الإسلام، الذي ينادي كتابه: "قل للمؤمنين يَغُضّوا من أبصارهم... وقل ‏للمؤمنات يَغْضُضْن من أبصارهن". ويقول صلى الله عليه وسلم: "يا عليّ، ‏لا تُتْبِع النظرة النظرة، فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة". 2-ثم إن ‏طريقة الأداء لها أهميتها، فقد يكون الموضوع لا بأس به ولا غبار عليه، ‏ولكن طريقة المغني أو المغنية في أدائه بالتكسر في القول وتعمد الإثارة ‏والقصد إلى إيقاظ الغرائز الهاجعة وإغراء القلوب المريضة ينقل الأغنية من ‏دائرة الإباحة إلى دائرة الحرمة أو الشبهة أو الكراهة من مثل ما يذاع على ‏الناس ويطلبه المستمعون والمستمعات من الأغاني التي تلح على جانب ‏واحد هو جانب الغريزة الجنسية وما يتصل بها من الحب والغرام وإشعالها ‏بكل أساليب الإثارة والتهيج، وخصوصا لدى الشباب والشابات. إن ‏القرآن يخاطب نساء النبي فيقول: "فلا تَخْضَعْن بالقول فيطمعَ الذي في قلبه ‏مرض". فكيف إذا كان مع الخضوع في القول الوزن والنغم والتطريب ‏والتأثير؟ 3-ومن ناحية ثالثة يجب ألا يقترن الغناء بشيء محرم كشرب ‏الخمر أو التبرج أو الاختلاط الماجن بين الرجال والنساء بلا قيود ولا ‏حدود. وهذا هو المألوف في مجالس الغناء والطرب من قديم، وهي ‏الصورة الماثلة في الأذهان عندما يُذْكَر الغناء، وبخاصة غناء الجواري ‏والنساء. وهذا ما يدل عليه الحديث الذي رواه ابن ماجة وغيره: ‏‏"ليشربنّ ناس من أمتي الخمر، يسمونها بغير اسمها، يُعْزَف على رؤوسهم ‏بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة ‏والخنازير". وأود أن أنبه هنا على قضية مهمة، وهي أن الاستماع إلى ‏الغناء في الأزمنة الماضية كان يقتضي حضور مجلس الغناء ومخالطة المغنين ‏والمغنيات وحواشيهم. وقلما كانت تسلم هذه المجالس من أشياء ينكرها ‏الشرع ويكرهها الدين. أما اليوم فيستطيع المرء أن يستمع إلى الأغاني وهو ‏بعيد عن أهلها ومجالسها. وهذا لا ريب عنصر مخفف في القضية، ويميل ‏بها إلى جانب الإذن والتيسير. 4-هذا إلى أن الإنسان ليس عاطفة ‏فحسب، والعاطفة ليست حبا فقط، والحب لا يختص بالمرأة وحدها، ‏والمرأة ليست جسدا وشهوة لا غير. لهذا يجب أن نقلّل من هذا السيل ‏الغامر من الأغاني العاطفية الغرامية وأن يكون لدينا من أغانينا وبرامجنا ‏وحياتنا كلها توزيع عادل، وموازنة مقسطة بين الدين والدنيا، وفي الدنيا بين ‏الحق الفرد وحقوق المجتمع، وفي الفرد بين عقله وعاطفته، وفي مجال العاطفة ‏بين عواطف الإنسانية كلها من حب وكره وغيرة وحماسة وأبوة وأمومة ‏وبنوة وأخوة وصداقة... إلخ، فلكل عاطفة حقها. أما الغلو والإسراف ‏والمبالغة في إبراز عاطفة خاصة فذلك على حساب العواطف الأخرى، ‏وعلى حساب عقل الفرد وروحه وإرادته، وعلى حساب المجتمع ‏وخصائصه ومقوماته، وعلى حساب الدين ومثله وتوجيهاته. إن الدين ‏حرّم الغُلُوّ والإسراف في كل شئ حتى في العبادة، فما بالك بالإسراف في ‏اللهو وشغل الوقت به ولو كان مباحا؟ إن هذا دليل على فراغ العقل ‏والقلب من الواجبات الكبيرة والأهداف العظيمة، ودليل على إهدار ‏حقوق كثيرة كان يجب أن تأخذ حظها من وقت الإنسان المحدود وعمره ‏القصير. وما أصدق وأعمق ما قال ابن المقفع: "ما رأيت إسرافا إلا ‏وبجانبه حق مضيَّع"! وفي الحديث: "لا يكون العاقل ظاعنا إلا لثلاث: ‏مَرَمَّة لمعاش، أو تزوُّد لمعاد، أو لذة في غير محرم". فلنقسم أوقاتنا بين هذه ‏الثلاثة بالقسط، ولنعلم أن الله سائل كل إنسان عن عمره فيم أفناه، وعن ‏شبابه فيم أبلاه؟ 5-وبعد هذا الإيضاح تبقى أشياء يكون كل مستمع فيها ‏فقيه نفسه ومفتيها. فإذا كان الغناء أو نوع خاص منه يستشير غريزته، ‏ويغريه بالفتنة، ويسبح به في شطحات الخيال، ويطغى فيه الجانب الحيواني ‏على الجانب الروحاني، فعليه أن يتجنبه حينئذ، ويسد الباب الذي تهب ‏منه رياح الفتنة على قلبه ودينه وخلقه فيستريح ويريح.‏
    ونختم بحثنا هذا بكلمة أخيرة نوجهها إلى السادة العلماء الذين ‏يستخفّون بكلمة "حرام" ويطلقون لها العِنَان في فتاواهم إذا أَفْتَوْا، وفي ‏بحوثهم إذا كتبوا: عليهم أن يراقبوا الله في قولهم ويعلموا أن هذه الكلمة: ‏‏"حرام" كلمة خطيرة. إنها تعنى عقوبة الله على الفعل، وهذا أمر لا يُعْرَف ‏بالتخمين ولا بموافقة المزاج، ولا بالأحاديث الضعيفة، ولا بمجرد النص عليه ‏في كتاب قديم. إنما يعرف من نص ثابت صريح أو إجماع معتبر صحيح، ‏وإلا فدائرة العفو والإباحة واسعة، ولهم في السلف الصالح أسوة حسنة. ‏قال الإمام مالك رضي الله عنه: "ما شيءٌ أشدَّ علىّ من أن أُسْأَل عن ‏مسألة من الحلال والحرام لأن هذا هو القطع في حكم الله. ولقد أدركت ‏أهل العلم والفقه ببلدنا، وإن أحدهم إذا سُئِل عن مسألة كأن الموت ‏أشرف عليه. ورأيت أهل زماننا هذا يشتهون الكلام في الفتيا، ولو وقفوا ‏على ما يصيرون إليه غدا لقللوا من هذا. وإن عمر بن الخطاب وعليًّا ‏وعامة خيار الصحابة كانت تَرِدُ عليهم المسائل، وهم خير القرون الذين ‏بُعِث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا يجمعون أصحاب النبي صلى ‏الله عليه وسلم ويسألون، ثم حينئذ يفتون فيها. وأهل زماننا هذا قد ‏صار فخرهم، فبقدر ذلك يُفْتَح لهم من العلم. قال: ولم يكن من أمر الناس ‏ولا من مضى من سلفنا الذين يُقْتَدَى بهم ومُعَوَّل الإسلام عليهم أن يقولوا: ‏هذا حلال، وهذا حرام، ولكن يقول: أنا أكره كذا، وأرى كذا. وأما ‏‏"حلال" و"حرام" فهذا الافتراء على الله. أما سمعتَ قول الله تعالى: "قل ‏أرأيتم ما أنزل اللهُ لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا؟ قل آللهُ أَذِنَ ‏لكم أم على الله تفترون؟"؟ لأن الحلال ما حلله الله ورسوله، والحرام ما ‏حرماه. وقال الله تعالى: ولا تقولوا لما تَصِفُ ألسنتُكم الكذبَ هذا حلالٌ ‏وهذا حرامٌ لتفتروا على الله الكذب. إن الذين يفترون على الله الكذب لا ‏يفلحون".

الذوق فى الإسلام

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. كنب مجاللس للناس الذوق
    بواسطة مريم في المنتدى منتدى الديكور والأثاث المنزلي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 20-12-2011, 01:52 PM
  2. الذوق في تطبيق السنة ..
    بواسطة ابوحازم السلفي في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 19-05-2010, 09:10 PM
  3. الذوق
    بواسطة طالب عفو ربي في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-05-2010, 07:07 AM
  4. لراعيات الذوق
    بواسطة مريم في المنتدى منتدى الديكور والأثاث المنزلي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 18-01-2010, 12:59 AM
  5. حاكمية الذوق
    بواسطة النبع الصافي في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02-06-2009, 07:21 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الذوق فى الإسلام

الذوق فى الإسلام