1) تعدُّ الصهيونية عقيدةً ومنهجًا عمليًّا، نجد أصولها في التوراة المحرَّفة، ونُشاهد خطتها المفصَّلة في التلمود، وهي تقوم على الاعتقاد بأفضلية اليهود على العالمين، بدعوى تعهُّدٍ قطعه الله على نفسه لنبيه إبراهيم.

2) يُعتبر التلمود من أهم الكتب الدينية عند اليهود، وهو الكتاب الذي يُفسِّر كل معارف الشعب الإسرائيلي، ويوضِّح لنا تعاليمهم وقوانينهم الأخلاقية، وينقسم التلمود إلى قسمين؛ المِشنا: وهي المتن، والجمارا: وهي الشروح المكمِّلة لمقاصد المِشنا، ووُضعت الجمارا من قِبَل مدرستين يهوديتين؛ إحداهما في فلسطين، والأخرى في بابل، الأمر الذي ترتَّب عليه وجود تلمودَين، هما: تلمود بابل، وتلمود أورشليم، ولما كان التلمود البابلي هو الأكمل والأشمل من سميِّه الأورشليمي، فقد صار هو الأكثر تداولاً، وهو الكتاب القياسي عند اليهود؛ ولذا حين يُستخدم لفظ "التلمود" بمفرده، مُحلى بأداة التعريف، فإنَّ المقصود به هو التلمود البابلي دون سواه؛ وذلك على أساس الميزة والأفضلية والتفوُّق.


3) يحتوي التلمود على عقائد منحرفة؛ فهو ينظر إلى الله نظرةً دونية قاصرة، ويَعتبره مصدرًا للشر، في مُحاولة لتبرير كل الخطايا التي يرتكبها اليهود، ومنذ أن اطَّلعت الأمم على حقائق التلمود، وما فيه من مواقف تجاه الآخرين، قابلت ذلك بالاستهجان والاستنكار الشديدين، ثم وقفتْ بكل قوة في وجهه، في محاولة لمنع انتشاره وتداوله، وعليه فقد هوجم التلمود بالحرق والإتلاف باعتباره مصدر الشر الكامن في اليهود.

4) يزعم التلمود بأن اليهود هم شعب الله المختار، ليس هذا فحسب؛ بل جاء في التلمود أن أرواح اليهود تتميز عن باقي الأرواح؛ ذلك لأنها جزء من الله، كما أن الابن جزء من والده، أما الأرواح غير اليهودية، فهي أرواحٌ شيطانية وشبيهة بأرواح الحيوانات؛ لذا يحوي التلمود بين دفتيه الكثير من التعاليم الغريبة والمشوَّهة، سواء فيما يتعلَّق بالأمور العَقَديَّة أو التشريعية، ولقد أسهمتْ هذه التعاليم على مرِّ العصور في صياغة الفكر اليهودي وبناء الشخصية اليهودية، التي أصبحت لصيقة الصِّلة بالتلمود.