الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    441
    آخر نشاط
    13-01-2017
    على الساعة
    01:58 AM

    افتراضي الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار

    الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار
    د.ربيع أحمد









    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين ، و على من أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد :

    فقد انتشر في عصرنا مرض الإلحاد ، وهو أحد الأمراض الفكرية الفتاكة إذ يفتك بالإيمان و يعمي الحواس عن أدلة وجود الخالق الرحمن ،و تجد المريض يجادل في البديهيات و يجمع بين النقيضين ويفرق بين المتماثلين ،ويجعل من الظن علما و من العلم جهلا و من الحق باطلا و من الباطل حقا .

    ومن عوامل انتشار هذا المرض الجهل بالدين و ضعف العقيدة واليقين والاسترسال في الوساوس الكفرية والسماع والقراءة لشبهات أهل الإلحاد دون أن يكون لدى الإنسان علم شرعي مؤصل .

    وشبهات أهل الإلحاد ما هي إلا أقوال بلا دليل وادعاءات بلا مستند ،ورغم ضعفها و بطلانها إلا أنها قد تؤثر في بعض المسلمين لقلة العلم وازدياد الجهل بالدين ولذلك كان لابد من كشف شبهات ومغالطات ودعاوي أهل الإلحاد شبهة تلو الأخرى و مغالطة تلو المغالطة ودعوى تلو الدعوى حتى لا ينخدع أحد بكلامهم وشبههم .

    و في هذا المقال سنتناول بإذن الله استنكار الملاحدة خلود الكفار في النار فيدعي الملاحدة أن عقاب الكافر بالخلود في النار ليس من العدل و الإنصاف في شيء ، و يعللون ذلك بأن عصيان الكافر كان في مدة قليلة جدا لكن الخالق جعل عذابه يستمر إلى ما لا نهاية مع أنّ مقتضى العدل أن يعذب بقدر ما عصى ،و يسأل الملاحدة : لماذا هذا العقاب العظيم الأبدي أمام هذا الجرم الصغير المحدود ؟ ،و يقول أحدهم : خلود الكافر في النار - رغم أن كفره كان مدة قليلة - كفيل بأن يجعل أي إنسان لا دينيا لو تفكر به بصدق و تعمق ،و كيف يكون العدل أن يخلد الكافر في النار ؛ لأنه عصى الله لمدة قصيرة وهي عمره (60 عاما مثلا)؟








    طبيب

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    441
    آخر نشاط
    13-01-2017
    على الساعة
    01:58 AM

    افتراضي

    العقاب يتناسب مع عظم الجريمة ،وليس مع مدة الجريمة

    من الأمور التي يجب معرفتها أن العقاب لابد أن يتناسب مع عظم الجريمة ،ولا يشترط أن يتناسب مع مدة الجريمة فكم حدثت جرائم بشعة في مدد وجيزة جدا فمثلا يمكن لإنسان في خلال ثواني يقوم بقتل رجل و امرأة حامل و طفل و رضيع فهل نقول يعاقب هذا المجرم مدة وجيزة ؛ لأن جريمته لم تتجاوز الدقيقة ؟!!!!!!! ،و هل مدة عقاب هذا القاتل الذي قتل رجل و امرأة و طفل ورضيع سيكون أقل من مدة عقاب سارق ظل ساعتين يسرق منزل إذا كان في بلد لا تطبق حكم الإعدام على القاتل العمد ؟!!!! بالطبع لا فجريمة القتل أعظم بكثير من جريمة السرقة .

    وماذا لو شنق رجل طفلا لا يتجاوز العاشرة من عمره ،ومدة هذه الجريمة لا تتجاوز خمس دقائق بينما رجلا آخر ظل ساعتين يعتدي على امرأة بالضرب أي الجريمتين ستكون مدة عقابه أكبر إذا كان في بلد لا تطبق حكم الإعدام على القاتل العمد ؟ بالطبع سيكون عقاب جريمة قتل الطفل شنقا أكثر بكثير من جريمة الاعتداء على امرأة بالضرب .

    و يوجد الكثير من الدول تطبق السجن المؤبد على من يرتكب بعض الجرائم منها القتل و الاغتصاب و التجسس والخيانة العظمى وتجارة المخدرات فهل نقول مدة هذه الجرائم مدة وجيزة فكيف نحكم عليه بالسجن مدى الحياة ،وهل نقول مدة هذه الجرائم مدة وجيزة فكيف نحكم على المجرم بأن يقضي ما تبقى من حياته في السجن ؟ ، ومن هنا ندرك أن التناسب يكون بين مدىعظم الجريمةوالعقوبةالمستحقة ،وليس بين مدة الجريمة و العقوبة المستحقة .


    عظم إثم الكفر والشرك

    إن الكافر يعيش في ملك الله و في ظل نعمه وتحت سمائه وفوق أرضه ،ومع ذلك ينكر وجوده سبحانه أو يتكبر عن عبادته أو يصرف العبادة لغيره وهذا غاية المعاندة والمشاقة لله- سبحانه و تعالى - فأي إثم أعظم من هذا الإثم ،وأي جرم أعظم من هذا الجرم ؟! .

    وما زال الناس يعتبرون إساءة الأدب مع كبرائهم وسادتهم أكبر عيب وأعظم خرق، فلما كان تبارك وتعالى أكبر من كل كبير، كانت إساءة الأدب إليه، والإشراك معه عيبا ليس فوقه عيب، وخرقا لا يفوقه خرق[1] .

    و قال تعالى : ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ( لقمان : 13 ) ،و الظلم في الأصل : وضع الشيء في غير موضعه، والشرك معناه: وضع العبادة في غير موضعها، وهذا أعظم الظلم، لأنهم لما وضعوا العبادة في غير موضعها، أعطوها لغير مستحقها، وسوَّوْا المخلوق بالخالق، سوَّوْا الضعيف بالقوي الذي لا يُعجزه شيء، وهل بعد هذا ظلم؟ [2].

    و عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الذنب أكبر عند الله ؟ قال : « أن تدعو لله نداً وهو خلقك »[3] ،و لا فرق بين من كفر بالله و من أشرك مع الله أحدا .
    و لا أفظع ولا أبشع ممن سوّى المخلوق من تراب بمالك الرقاب، وسوّى الذي لا يملك من الأمر شيئاً بمالك الأمر كله وسوى الناقص الفقير من جميع الوجوه بالرب الكامل الغني من جميع الوجوه، وسوى من لا يستطيع أن ينعم بمثقال ذرة من النعم بالذي ما بالخلق من نعمة في دينهم ودنياهم وأخراهم وقلوبهم وأبدانهم إلا منه ولا يصرف السوء إلا هو. فهل أعظم من هذا الظلم شيء؟ وهل أعظم ظلماً ممن خلقه الله لعبادته وتوحيده، فذهب بنفسه الشريفة فجعلها في أخس المراتب؟ جعلها عابدة لمن لا يسوى شيئاً[4] .


    و قال تعالى : ﴿ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً ﴾ (النساء : 48 ) أي افترى جرما كبيرا وأي ظلم أعظم ممن سوى المخلوق -من تراب الناقص من جميع الوجوه الفقير بذاته من كل وجه الذي لا يملك لنفسه- فضلا عمن عبده -نفعًا ولا ضرًّا ولا موتًا ولا حياة ولا نشورًا- بالخالق لكل شيء الكامل من جميع الوجوه الغني بذاته عن جميع مخلوقاته الذي بيده النفع والضر والعطاء والمنع الذي ما من نعمة بالمخلوقين إلا فمنه تعالى فهل أعظم من هذا الظلم شيء؟[5]


    والشرك يتضمن ظلما؛ لأنه اعتداء على المستحق للعبادة وحده، وهو فساد في النفوس. و (افترى) هنا تضمن قولا كذبا، وفعلا ظالما، وتضمن أعظم ذنب في الوجود؛ لأنه اعتداء على رب العالمين[6] ،وإذا كان من أشرك مع الله غيره رغم أنه مقر بوجود الله - سبحانه و تعالى - قد أفترى إثما عظيما فكيف بمن أنكر وجوده ؟

    إن الكافر يجحد وجود الله - سبحانه و تعالى - وربوبيته وألوهيته،وهذا أظلم الظلم ففيه إنكار للحقائق الواضحة وضوح الشمس إذ دلائل وجوده سبحانه قد ملئت الكون كله ،وفيه إنكار لأعظم حق ،وهو توحيد الله - سبحانه و تعالى - وأن لا يُشركَ بهِ شيئا .

    و يجحد الكافر نعم الله وفضله وهذا إنكار للجميل ،وإنكار لفضل صاحب الفضل ،وظلم ما بعده ظلم ،والنفوس الطيبة تشكر من أسدى لها معروفا ،وتمتن بمن أسدى لها معروفا ،والنفوس الخبيثة تجحف فضل صاحب الفضل ،وعدم عرفان الجميل من سوء الخلق فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟!!.

    ولو أن رجلا ربي ابنه أحسن تربية و أغدق عليه بالهدايا والعطايا ومع ذلك رفض الابن طاعة أبيه و استنكر أبوته ماذا تقلون في شأن هذا الابن ؟!! انظروا أيها الأخوة لمدى بشاعة وشناعة فعل الكافر فالله قد خلقه وأنعم عليه بأجل النعم وسخر له ما في الأرض جميعا كي يستعين بذلك على عبادته و بدلا من أن يعبده ترك عبادته و أنكر وجوده .

    ولو أن رجلا جاء إلى بلد ليس معه شيء لا كسوة ولا طعام و لا شراب و لا مال فوجده شخص فألبسه وأطعمه وسقاه وأعطاه المال ألا يستحق هذا الرجل الاعتراف له بالجميل والفضل ،ولله المثل الأعلى جئنا الدنيا بلا كسوة ولا طعام و لا شراب و لا مال ،ورزقنا الله من فضله الكسوة والطعام والشراب والمال ألا يستحق الشكر - سبحانه و تعالى - ؟!!!.

    إن الكافر قد تمرد على خالقه إذ لا يعبده و لا يوحده ولا يؤدي حقه و ينكر وجوده وربوبيته وألوهيته،و في هذا اعتداء على حقه - سبحانه و تعالى - ، و إساءة الأدب معه - سبحانه و تعالى - فأي جرم أعظم من هذا الجرم ،وأي ذنب أعظم من هذا الذنب ؟!!!!

    ولو أن رجلا عاش في مملكة وينعم بهوائها ومياهها وطعامها وشرابها ،وتعلم في مدارسها وجامعاتها ثم لما أصبح ذي شأن أنكر فضلها و تمرد على قوانينها وأساء الأدب إليها ماذا تقلون في شأن هذا الرجل ألا يستحق أشد العقاب ؟!!

    و ترك عبادة الله مناقض للمقصود بالخلق فقد خلق الله الإنس و الجن لعبادته سبحانه قال تعالى : ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ ( الذاريات : 56 ) فهذه الغاية التي خلق الله الجن والإنس لها ، و بعث جميع الرسل يدعون إليها ، و هي عبادته المتضمنة لمعرفته ومحبته و الإنابة إليه و الإقبال عليه ، و الإعراض عما سواه .








    [1] - رسالة التوحيد المسمى بـ تقوية الإيمان للدهلوي ص 90

    [2] - إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان ص 57

    [3] - رواه البخاري في صحيحه رقم 4477 ، و رواه مسلم في صحيحه رقم 86


    [4] - تفسير السعدي ص 648

    [5] - تفسير السعدي ص 181

    [6] - زهرة التفاسير 4/1710


    التعديل الأخير تم بواسطة د.ربيع أحمد ; 22-04-2015 الساعة 02:12 PM
    طبيب

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    441
    آخر نشاط
    13-01-2017
    على الساعة
    01:58 AM

    افتراضي

    فائدة استحضار الكافر أنه سيخلد في النار إذا لم يتب من الكفر



    أخبر الله - سبحانه و تعالى - أن من مات على الكفر يكون مخلدا في النار ، فقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُم مِّنَ اللهِ شَيْئاً وَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ ( آل عمران : 116) ، وقال تعالى: ﴿ وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ الله وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ﴾ ( التوبة : 68) ) ،وقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴾ ( الأحزاب : 64 - 65 ) .

    و فائدة ذكر خُلُود الكفار فِي النَّار كفهم عَن الْكفْر وَالْفساد والعناد والشقاق والنفاق[1] ،ولو استحضر الكافر عاقبة كفره ،و أن الله - عز وجل – سيصليه نارا خالدا فيها فقد يستيقظ ضميره و ويؤنب نفسه ويتوب إلى الله ، و من تاب إلى الله - سبحانه و تعالى - فإن الله يتوب عليه ،وبذلك يكون ذكر خُلُود الكفار فِي النَّار فيه زجر لمن يريد الكفر ، وباعث له على التثبت في الأمر و إصلاح للكافر واستنقاذه من الكفر، وإرشاده من الضلالة، وكفه عن الكفر وبعثه على الإيمان .

    وفي تكرار ذكر خلود الكفار في النار زيادة التحذير من الكفر ،وهذا من رحمة الله بنا و حبه لنا فالله لا يريد لنا الكفر ،ولا يرضى لنا الكفر ،ويريد لنا الإيمان والتوحيد والعبادة ،ولذلك يحذرنا من الكفر والشرك أشد التحذير .
    من العدل تخليد الكافر في النار

    من العدل تخليد الكافر في النار إذ الكفر اعتداء على حق الله في الربوبية و الألوهية والأسماء والصفات،وحق الله من الأمور الواجبة الاحترام فهو الخالق الملك الجبار ،وقد خلق الله الجن و الإنس ليعرفوه ويوحدوه ويعبدوه ويخشوه ويخافوه ،ونصب لهم دلائل وجوده ودلائل توحيده وعظمته وكبريائه ،و أرسل الرسل و أنزل الكتب .

    ولا يوجد رسول إلا وقد حذر قومه من الشرك والكفر ،و لا يوجد رسول إلا وقد بين لقومه عقوبة الشرك و عقوبة الكفر والوعيد الشديد على الشرك والكفر لكن الكافر لم يعبأ بكلام الله - سبحانه و تعالى - ،ولم يعبأ بكلام رسل الله – عليهم الصلوات والتسليم -،ولم يعبأ بالوعيد الشديد وولى ظهره وهذا استهتار و استهانة واعتداء على حق الله ،وذلك يستوجب استحقاقه أشد العذاب ، و من لم يعبأ بكلام الله ووعيده فلا يلومن إلا نفسه .

    و ليس من العدل في شيء ألا ينال الكافر أشد العقاب جزاءا على كفره ، فإن في ذلك إجحافاً في حق الله و استهانة بحق الله و تشجيعاً للناس على الكفر ، و من يشنع على خلود الكافر في النار نظر للعقوبة و لم ينظر لعظم الذنب و عظم الجريمة ،وعظم من عصاه.

    والجزاء من جنس العمل ، والجزاء ثمرة العمل وجزاء الإيمان الجنة الأبدية وجزاء الكفر النار الأبدية فليختار كل إنسان أيهما يريد ،وليتحمل كل إنسان مسئولية اختياره لكن أن يكفر الإنسان ،ولا يريد أن يعاقب أشد العقاب فهذا غاية التبجح و الكبر والغرور .

    ولو أن دولة من الدول جرمت فعلا معينا ،وحذرت منه في وسائل الإعلام أن من يفعله سيعاقب مدى حياته ثم لم يعبأ رجلا بهذا التجريم والتحذير ففعل هذا الفعل المجرَم ،ولا يريد أن يعاقب مدى حياته و أدعى أن ذلك ظلم هل يلتفت لكلام هذا الرجل ،وهل يخفف عنه العقاب ؟!!

    حقيقة الكافر هو الذي ظلم نفسه بأن حرم نفسه من نعمة الإيمان و لذة مناجاة الرحمن ،وأشقى نفسه بالكفر والعصيان ،وترك الطريق المستقيم ،والتزم بطريق المغضوب عليهم أو الضالين .








    الكافر عاش حياته الدنيا كافرا بالله فاستحق أن يعيش حياة الآخرة في عذاب الله



    إن الكافر قد عاش حياته الدنيا في الكفر والعصيان والإعراض عن توحيد الرحمن فاستحق أن يعيش حياة الآخرة في عذاب الله جزاءا وفاقا موافقاً لأعماله من غير أن يظلم ، وهذا من تمام عدل الله حيث لم يسو بين من عاش حياته الدنيا في الإيمان والطاعة والتوحيد ،ومن عاش حياته الدنيا في الكفر و المعاصي والشرك ،ولو أن طالبا ذاكر بجد خلال فترة الدراسة حتى نجح في الامتحان بتفوق فتمتع بالأجازة الصيفية ،وزميله لم يذاكر خلال فترة الدراسة فرسب في الامتحان ،وقضى الأجازة الصيفية في المذاكرة ليدخل امتحان الدور الثاني ،ولم يتمتع بالأجازة هل تلام المدرسة على عدم تمتع الطالب بالأجازة الصيفية مثل زميله أم يلام هذا الطالب المستهتر ؟


    والدنيا امتحان للجن و الإنس في الإيمان بالله وتوحيده وطاعته فمن آمن ووحد و أطاع نجح في الامتحان و فاز بالخلود في الجنة ومن كفر وأشرك و عصى رسب في الامتحان و عوقب بالخلود في النار ،ولا يلومن إلا نفسه .








    [1] - غاية المرام في علم الكلام للآمدي ص 231


    طبيب

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    441
    آخر نشاط
    13-01-2017
    على الساعة
    01:58 AM

    افتراضي

    الكافر يعزم على الكفر مهما طالت به حياته الدنيا فاستحق العذاب في حياة الآخرة


    الكافر يعزم على الكفر مهما طالت به حياته الدنيا فاستحق العذاب في حياة الآخرة جزاءا وفاقا و المؤمن نيته دوام الإيمان بالله وطاعته مهما طالت به حياته الدنيا فاستحق الخلود في الجنة فضلا من الله وكرما .

    وسر خلود أهل الجنة في الجنة، وأهل النار في النار، أن كلا من الفريقين كان مصرًا على ما هو عليه، فأهل الجنة كانوا مريدين الإيمان والطاعة مهما طالت بهم الحياة وامتد بهم العمر، وأهل النار كانوا مصرين على الكفر والعصيان ولو عاشوا ملايين السنين، فكان الجزاء للفريقين على الإرادة والنية، وبمقتضى هذه الإرادة والتصميم، كان الخلود، إذ أن الإيمان والكفر وما يستتبعانه من أعمال ، قد تمكن من النفس تمكنًا لا يزول .

    ولقد صور القرآن هذا التمكن، فذكر أن الكفار لو رجعوا إلى الدنيا بعد معاينتهم العذاب لعادوا إلى ما كانوا عليه من الكفر وسوء العمل .

    ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ( الأنعام : 27- 28 )

    والأصل في كون الجزاء على الإرادة والنية، قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : « إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى »[1] [2].


    من مات كافرًا فإنّه يستمر كافرًا أبدًا



    من مات كافرًا فإنّه يستمر كافرًا أبدًا، بمعنى أنّه يبقى حتى في البرزخ والقيامة والنار جاحدًا لبعض الأشياء الذي يُعدّ جَحْدها كفرًا، ومصمِّمًا على الخلاف والمعصية لو وجد إليها سبيلًا، ولا يتوب أبدًا، وإن قال بلسانه فهو معتقد بقلبه خلاف ذلك فلذلك - والله أعلم - يخلَّد في النار... ويظهر لك هذا مما حكاه الله - عزَّ وجلَّ -عن أهل النار من دعائهم، ولا سيّما إذا قرنته بما حكاه عن أهل الجنة ،وقوله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ ( الأنعام: 28) ليس ذلك - والله أعلم - من باب الإخبار بالغيب فقط، بل المعنى - والله أعلم - أنهم في نفوسهم مُزْمِعون على ذلك، أي أنهم عازمون في أنفسهم أن لو رُدّوا إلى الدنيا لاستمروا على كفرهم وعنادهم. والله أعلم[3] .













    ملازمة الكفر للكفار سبب في ملازمة العذاب لهم


    الخلود في النار سببه الكفر ،و الحكم يدور مع سببه و علته وجوداً و عدماً ،والكفار يخلدون في النار لأن صفة الكفر ملازمة لهم فلو رجعوا للدنيا لعادوا لكفرهم فمسألة الكفر والإيمان ليست متعلقة بقضية أنهم رأوا الحق أو لم يروا الحق؛ بل هي مسألة استكبار وعناد في نفوس الكفار قال تعالى : ﴿ بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُون ﴾ أي : بل ظهر لهم يوم القيامة ما كانوا يعلمونه من أنفسهم من صدق ما جاءت به الرسل في الدنيا, وإن كانوا يظهرون لأتباعه خلافه. ولو فرض أن أعيدوا إلى الدنيا فأمهلوا لرجعوا إلى العناد بالكفر والتكذيب. وإنهم لكاذبون في قولهم: لو رددنا إلى الدنيا لم نكذب بآيات ربنا , وكنا من المؤمنين[4] فالله يعلم أن هؤلاء المكذبين الذين يتمنون في يوم القيامة الرجعة إلى الدنيا أنهم لو عادوا إليها لرجعوا إلى تكذيبهم وضلالهم[5] .

    و قال المراغي – رحمه الله - : ( لو ردوا – أي الكفار - لعادوا لما كانوا فيه لفقد استعدادهم للإيمان، وأن حالهم بلغ مبلغا لا يؤثّر فيه كشف الغطاء و رؤية الفزع و الأهوال )[6] ، و قال أيضا : ( ﴿ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ ﴾ من الكفر والنفاق والكيد والمكر والمعاصي فإن ذلك من أنفسهم، ثابت فيها لخبث طينتهم وسوء استعدادهم، ومن ثم لا ينفعهم مشاهدة ما شاهدوا ولا سوء ما رأوا )[7] .

    و قال الحجازي – رحمه الله - : ( ولو ردوا – أي الكفار - إلى الدنيا لعادوا لما نهوا عنه من الكفر والعناد وعدم الإيمان، وإنهم لقوم طبعهم الكذب وديدنهم العناد، ولو ردوا إلى الدنيا لقالوا: ما هي إلا حياتنا الدنيا فقط وليست لنا حياة أخروية أبدا، وما نحن بمبعوثين وهكذا القوم الماديون لا يؤمنون بالغيب، ولا يرجى منهم خير أبدا )[8].

    و قال الشنقيطي – رحمه الله - في شأن استمرار الكافر في النار : ( سبب هذا الاستمرار هو ملازمة الخبث لذلك الكافر دائما ، وعدم مفارقته له في أيّ حال من الأحوال ؛ فهو منطو عليه لا يزول، وباستمرار السبب الذي هو الخبث استمر المسبب الذي هو العذاب. والدليل على استمرار خبثه: قوله تعالى : ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾ ؛ فبديمومة السبب الذي هو الكفر دام المسبب الذي هو العذاب )[9] .

    وقال ابن القيم – رحمه الله - : ( سبب التعذيب لا يزول إلا إذا كان السبب عارضا كمعاصي الموحدين أما إذا كان لازما كالكفر والشرك فان أثره لا يزول كما لا يزول السبب وقد أشار سبحانه إلى هذه المعنى بعينه في مواضع من كتابه منها قوله تعالى: ﴿ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ ﴾ فهذا إخبار بأن نفوسهم وطبائعهم لا تقتضي غير الكفر والشرك وإنها غير قابلة للإيمان أصلا ومنها قوله تعالى : ﴿ وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ﴾ فأخبر سبحانه أن ضلالهم وعماهم عن الهدى دائم لا يزول حتى مع معاينة الحقائق التي أخبرت بها الرسل وإذا كان العمى والضلال لا يفارقهم فإن موجبه وأثره ومقتضاه لا يفارقهم ومنها قوله تعالى : ﴿ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾ وهذا يدل على أنه ليس فيهم خير يقتضي الرحمة ولو كان فيهم خير لما ضيع عليهم أثره )[10].

    هذا و الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات

    مراجع المقال :
    آثَار الشّيخ العَلّامَة عَبْد الرّحمن بْن يحْيَي المُعَلّمِيّ اليَماني
    إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
    التفسير الميسر
    العقائد الإسلامية لسيد سابق
    القضاء والقدر لعمر الأشقر
    تفسير السعدي
    تفسير المراغي
    حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح لابن القيم
    رسالة التوحيد المسمى بـ تقوية الإيمان للدهلوي
    زهرة التفاسير
    غاية المرام في علم الكلام للآمدي
    معارج الصعود إلى تفسير سورة هود للشنقيطي


    [1]- رواه البخاري في صحيحه رقم 1
    [2] - العقائد الإسلامية لسيد سابق ص 307-308
    [3] - آثَار الشّيخ العَلّامَة عَبْد الرّحمن بْن يحْيَي المُعَلّمِيّ اليَماني 24/98
    [4] - التفسير الميسر
    [5] - القضاء والقدر لعمر الأشقر ص 27
    [6] - تفسير المراغي 7/100
    [7] - تفسير المراغي 7/102
    [8] - التفسير الواضح للدكتور محمد محمود حجازي ص 602
    [9] - معارج الصعود إلى تفسير سورة هود للشنقيطي ص 258
    [10] - حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح لابن القيم ص 368-369
    طبيب

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    441
    آخر نشاط
    13-01-2017
    على الساعة
    01:58 AM

    افتراضي

    التحميل من هنا أو هنا
    طبيب

الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. اريد الرد على شبهة خلود الكفار فى النار
    بواسطة يا رب اهدنى في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 17-02-2018, 10:50 AM
  2. اتمناها (الجنة) - يحيى الجناع - "خلود فلا موت"
    بواسطة صاحب القرآن في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-09-2014, 11:55 PM
  3. فتش عن الملحد
    بواسطة بن حلبية في المنتدى دراسات حول الكتاب المقدس والنصرانية للأستاذ بن حلبية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 23-01-2012, 07:50 PM
  4. بحث جديد جداً: عبادة النار وتمجيدها في المسيحية واليهودية, وهل يعبد النصارى النار ؟!
    بواسطة شهاب الدين من أجل نصر الرسول في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-11-2009, 04:55 PM
  5. حوار مع صديقي الملحد
    بواسطة wela في المنتدى منتدى الكتب
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 24-08-2007, 06:26 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار

الملحد و استنكاره خلود الكفار في النار