ريمون ناجي


أثار القرار الذي أصدره
الأنبابيشوي مطران دمياط بمنع السيدات من وضع المكياج وارتداء البنطال أثناء التناول ــــ أحد الأسرار الكنسية ــــ حال صلاة القداس حالة من الجدل بين الأوساط المسيحية بين المؤيد والرافض.

وكان
الأنبابيشوي سبق وأثار غضبًا لدى بعض الفتيات القبطيات، حال تولي الأنبا باخوميوس مهام القائم مقام، حينما طالب الفتيات المسيحيات، بالاقتداء بملابس المسلمات والارتداء من لباس الحشمة، ما أثار غضب عدد من الفتيات، ونظمن وقفة احتجاجية بالكاتدرائية ضد تصريحاته.

فمن جانبه قال القس بولس حليم - المتحدث باسم الكنيسة القبطية - إن كل أسقف له الحق في تدبير العمل الرعوي الذي يخص إيبارشيته، مادام هذا لا يتعارض مع عقيدة الكنيسة وتعاليمها.
وأضاف حليم، في تصريح خاص لـ"فيتو"، أن قرار الأسقف ليس ملزمًا في الحياة العامة ولكنه ملزم حال وجودهم في الكنيسة.
وقال كمال زاخر، منسق التيار العلمانى، إن التعامل مع الأسرار المقدسة بالكنيسة " التناول" لها قواعد وقوانين يجب مراعاتها دون فوضى، والقوانين هي القواعد المنظمة للحياة.

وأضاف زاخر في تصريح خاص لـ" فيتو":" أن
الأنبابيشوى يتحدث على القيم الأخلاقية في ظل مجتمع غير سوي، وفى ظل انتشار حالة سعار جنسى وأخلاقى، وما جاء بتنويه مطران دمياط لن يخرج عن إطار النصيحة لتجنيب أولاد الكنيسة ما يشهده المجتمع من انحرافات، مؤكدا أن الحريه لا تعني الانفلات".

ومن جانبه قال سعيد عبد المسيح، مدير المركز المصري للتنمية وحقوق الإنسان: "إن فتوى
الأنبابيشوى غير ملزمة ولا أساس لها بالديانة المسيحية، وإننا اعتدنا منه خلال الآونة الأخيرة خروج تصريحات وفتاوي شاذة ومثيرة من شأنها عودتنا إلى عصور الرجعية والتخلف".

وأضاف عبد المسيح في تصريح خاص لـ" فيتو" أن توجيه
الأنبابيشوى يعدٌ اتهامًا للفتيات مرتدي البنطلونات بعدم الاحتشام، أثناء تناول الأسرار المقدسة، مؤكدًا بعدم وجود نصوص بالديانة المسيحية تحرم ارتداء الفتيات البنطلون.

وتابع: "إن حقيقة الفتوى البيشاوية هي بمثابة ترديد لفتوى سلفية، وعلي قداسة البابا تواضروس حظر تلك التصريحات الشاذة، والالتزام بالتصريحات والقرارات الصادرة عن المجمع المقدس فحسب".

قال رفعت فكري، رئيس مجلس الإعلام والنشر بالكنيسة الإنجيلية: "إن السيد المسيح تحدث بالكتاب المقدس عن عين الرجل، ولم يتحدث عن ملابس المرأة، وإن المشكلة الحقيقية دائمًا في نظرة الرجل للمرأة وليست في رداء المرأة".

وجاء ذلك تعليقًا على توجيه
الأنبا بيشوى، مطران دمياط وكفر الشيخ، للفتيات اللاتي تزيد أعمارهن عن 11 عامًا والسيدات، بعدم ارتداء البنطال، وضرورة ارتدائهن ملابس تتسم بالحشمة والوقار وعدم وضع مكياج، أثناء تقدمهن للتناول، وهو أحد أسرار الكنيسة السبعة.

وأضاف فكري في تصريح خاص لـ"فيتو"، أن: مفهوم الحشمة يختلف من مجتمع لآخر، كما يختلف داخل البلد الواحد مثلما يحدث بالصعيد، بأن الحشمة تتسم بارتداء المرأة "البردة" والتي تشبه ملاءة تكسو من رأسها وحتى قدميها، مؤكدًا أنه ليس لأحد حق تعميم الحشمة من منظوره الشخصى.

وتابع: "إن الله هو الذي يحاسب من يجرم بالتصرف أو الملبس حال تقدمه لمائدة الرب، وليس من حق
الأنبابيشوى أو غيره، حرمان أحد من التناول