بسم الله الرحمن الرحيم



الشبهة :

المؤمن يأكل في معي واحد. والكافر يأكل في سبعة أمعاء






ملاحظة جانبية في الرد على الشبهة:




يقول النصارى ان نظرتهم للامور نظرة روحية معنوية لا نظرةمادية ، لكن اغلبية شبهاتهم


لا تتعدى احرف الكلمات التي يقرؤنها ، لذا ننصحهم بدراسة دين الاسلام كما علمهم المسيح عليه السلام



مخلص الرد على الشبهة :



التقلل من الدنيا ، والحث على الزهد فيها ، والقناعة . فقلة الأكل من محاسن أخلاق الرجل ، وكثرة الأكل بضده



تصفحا في كتب التفاسير :



1- فتح الباري لابن حجر"



قوله ( باب المؤمن يأكل في معى واحد )


المعى بكسر الميم مقصور ، وفي لغة حكاها في المحكم بسكون العين بعدها تحتانية ، والجمع أمعاء ممدود وهي المصارين . وقد وقع في شعر القطامي بلفظ الإفراد في الجمع فقال في أبيات له حكاها أبو حاتم " حوالب غزرا ومعى جياعا " . وهو كقوله تعالى ( ثم يخرجكم طفلا ) وإنما عدى يأكل بفي لأنه بمعنى يوقع الأكل فيها ويجعلها ظرفا للمأكول ، ومنه قوله تعالى ( إنما يأكلون في بطونهم ) أي ملء بطونهم قال أبو حاتم السجستاني : المعى مذكر ولم أسمع من أثق به يؤنثه فيقول معى واحدة ، لكن قد رواه من لا يوثق به .
قوله ( باب المؤمن يأكل في معى واحد ، فيه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ) كذا ثبت هذا الكلام في رواية أبي ذر عن السرخسي وحده ، وليس هو في رواية أبي الوقت عن الداودي عن السرخسي ، ووقع في رواية النسفي ضم الحديث الذي قبله إلى ترجمة " طعام الواحد يكفي الاثنين " وإيراد هذه الترجمة لحديث ابن عمر بطرقه وحديث أبي هريرة بطريقيه ولم يذكر فيها التعليق ، وهذا أوجه فإنه ليس لإعادة الترجمة بلفظها معنى ، وكذا ذكر حديث أبي هريرة في الترجمة ثم إيراده فيها موصولا من وجهين .

2- تحفة الاحوذي:



1740 - قوله : ( الكافر يأكل في سبعة أمعاء والمؤمن يأكل في معى واحد )

بكسر الميم منونا ويكتب بالياء قال في القاموس : المعى بالفتح وكإلى من أعفاج البطن وقد يؤنث والجمع أمعاء ، والعفج بالكسر والتحريك وككتف : ما ينتقل الطعام إليه بعد المعدة والجمع أعفاج انتهى .
قوله : ( هذا حديث حسن صحيح )
وأخرجه أحمد والشيخان وابن ماجه .
قوله : ( وفي الباب عن أبي هريرة وأبي سعيد وأبي نضرة الغفاري وأبي موسى وجهجاه الغفاري وميمونة وعبد الله بن عمرو )
أما حديث أبي هريرة فأخرجه الترمذي بعد هذا وأما حديث أبي سعيد فلينظر من أخرجه . وأما حديث أبي نضرة فلم أقف عليه . اعلم أنه قد وقع في النسخ الحاضرة عن أبي نضرة بالنون والضاد المعجمة ولم أقف على من كنيته أبو نضرة بالنون والضاد المعجمة من الصحابة ، نعم أبو بصرة بالموحدة والصاد المهملة صحابي ، قال في التغريب : حميل مثل حميد لكن آخره لام وقيل بفتح أوله وقيل بالجيم ابن بصرة بفتح الموحدة ابن وقاص أبو بصرة الغفاري صحابي سكن مصر ومات بها انتهى . وقد روي عنه ما يتعلق بالباب . ففي مسند أحمد عن أبي بصرة الغفاري قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجرت وذلك قبل أن أسلم فحلب لي شويهة كان يحتلبها فشربتها فلما أصبحت أسلمت الحديث . وفيه أن الكافر يأكل في سبعة أمعاء إلخ . وأما حديث أبي موسى فأخرجه مسلم وابن ماجه . وأما حديث جهجاه الغفاري فأخرجه ابن أبي شيبة وأبو يعلى والبزار والطبراني كما في الفتح وأما حديث ميمونة فأخرجه أحمد وأما حديث عبد الله بن عمرو فأخرجه الطبراني بسند جيد عنه قال : جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم سبعة رجال فأخذ كل رجل من الصحابة رجلا وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم رجلا ، فقال له " ما اسمك ؟ " قال : أبو غزوان ، قال : فحلب له سبع شياه فشرب لبنها كله ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " هل لك يا أبا غزوان أن تسلم ؟ " قال : نعم ، فأسلم ، فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ، فلما أصبح حلب له شاة واحدة فلم يتم لبنها ، فقال : " ما لك يا أبا غزوان ؟ " قال : والذي بعثك نبيا لقد رويت ، قال : " إنك أمس كان لك سبعة أمعاء وليس لك اليوم إلا معى واحد " ، كذا في الفتح .






3- فيض القدير



الجاهلية والإسلام يمتدحون بقلة الأكل ويذمون كثرته وقال الغزالي : المعاء كناية عن الشهوة فشهوته سبعة أمثال شهوة المؤمن (حم ق ت ه عن ابن عمر) بن الخطاب (حم م عن جابر) بن عبد الله (حم ق ه عن أبي هريرة (م ه عن أبي موسى) قال المصنف : والحديث متواتر.

9140 - (المؤمن) وفي رواية المسلم (يشرب في معي واحد والكافر يشرب في سبعة أمعاء) قال أبو حاتم السجستاني : المعاء مذكر ولم أسمع من أثق به يؤنثه ، وهذا الحديث يأتي فيه من التوجيه ما ذكر فيما قبله ، قال ابن عبد البر : ولا سبيل إلى حمله على ظاهره لأن المشاهدة تدفعه فكم من كافر يكون أقل أكلا وشربا من مسلم وعكسه وكم من كافر أسلم فلم يتغير مقدار أكله وشربه ، وقيل ليست حقيقة العدد مرادة بل المراد التكثير وأن من شأن المؤمن التقلل من الأكل والشرب لشغله بأسباب العبادة
وعلمه بأن مقصود الشرع من الأكل والشرب ما يمسك الرمق ويعين على التعبد والكافر لا يقف مع مقصود الشرع بل هو تابع لشهوته مسترسل في لذته غير خائف من تبعات الحرام فلذلك صار أكل المؤمن إذا نسب إلى أكل الكافر وشربه بقدر السبع منه ولا يلزم منه الاطراد فقد يوجد مؤمن يأكل ويشرب كثيرا لعارض مرض أو نحوه ويكون في الكفار من يأكل قليلا لمراعاة الصحة على رأي الأطباء أو الرياضة على رأي الرهبان أو لعارض كضعف معدة (حم م ت عن أبي هريرة).
9141 - (المؤمن مرآة المؤمن) أي يبصر منفسه بما لا يراه بدونه ولا ينظر الإنسان في المرآة إلا وجهه ونفسه ولو أنه جهد كل الجهد أن يرى جرم المرآة لا يراه لأن صورة نفسه حاجبة له ، وقال الطيبي : إن المؤمن في إراءة عيب أخيه إليه كالمرأة المجلوة التي تحكي كل ما ارتسم فيها من الصور ولو كان أدنى شئ فالمؤمن إذا نظر إلى أخيه يستشف من وراء حاله تعريفات وتلويحات فإذا ظهر له منه عيب قادح كافحه فإن رجع صادقه ، وقال العامري : معناه كن لأخيك كالمرآة تريه محاسن أحواله وتبعثه على الشكر وتمنعه من الكبر وتريه قبائح أموره بلين في خفية تنصحه ولا تفضحه هذا في العامة أما الخواص فمن اجتمع فيه خلائق الإيمان وتكاملت عنده آداب الإسلام ثم تجوهر باطنه عن أخلاق النفس ترقى قلبه إلى ذروة الإحسان فيصير لصفائه كالمرآة إذا نظر إليه المؤمنون رأوا قبائح أحوالهم في صفاء حاله وسوء آدابهم في حسن شمائله (طس والضياء) وكذا البزار والقضاعي (عن أنس) قال الهيثمي بعد ما عزاه للطبراني والبزار : وفيه عثمان بن محمد من ولد ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال ابن القطان : الغالب على حديثه الوهم وبقية رجاله ثقات.






4-جامع العلوم والحكم



وقد ندب النبي صلى الله عليه و سلم إلى التقلل من الأكل في حديث المقدام وقال حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء والمراد أن المؤمن يأكل بآداب الشرع فيأكل في معي واحد والكافر يأكل بمقتضي الشهوة والشرة والنهم فيأكل في سبعة أمعاء وندب صلى الله عليه و سلم مع التقلل من الأكل والاكتفاء ببعض الطعام إلى الإيثار بالباقي منه فقال طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الثلاثة وطعام الثلاثة يكفي الأربعة فأحسن ما كل المؤمن في ثلث بطنه وشرب في ثلث وترك للنفس ثلثا كما ذكره النبي صلى الله عليه و سلم في حديث المقدام فإن كثرة الشرب تجلب النوم وتفسد الطعام قال سفيان كل ماشئت ولا تشرب فإذا لم تشرب لم يجئك النوم وقال بعض السلف كان شباب يتعبدون في بني إسرائيل فإذا كان فطرهم قام عليهم قائم فقال لا تأكلوا كثيرا فتشربوا كثيرا فتناموا كثيرا فتخسروا كثيرا وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه يجوعون كثيرا ولا يشربون كثيرا يتقللون من أكل الشهوات وإن كان ذلك لعدم وجود الطعام إلا أن الله لا يختار لرسوله إلا أكمل الأحوال وأفضلها ولهذا كان ابن عمر يتشبه به في ذلك مع قدرته على الطعام وكذلك أبوه من قبله ففي الصحيحين عن عائشة قالت ماشبع آل محمد صلى الله عليه و سلم منذ قدم المدينة من خبز بر ثلاث ليال تباعا حتى قبض ولمسلم قالت ما شبع رسول الله صلى الله عليه و سلم من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض وخرج البخاري عن أبي هريرة قال ما شبع رسول الله صلى الله عليه و سلم من طعام ثلاثة أيام حتى قبض وعنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم من الدنيا ولم يشبع من خبز شعير وفي صحيح مسلم عن عمر أنه خطب فذكر ما أصاب الناس من الدنيا فقال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يظل اليوم يلتوي ما يجد دقلا وخرج الترمذي وابن ماجه من حديث أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لقد أوذيت في الله وما يؤذي أحد ولقد أخفت في الله وما يخاف أحد ولقد أتت على ثلاث من بين يوم وليلة ومالي طعام إلا ما واراه إبط بلال



قول لأهل الطب:


قال أهل الطب : لكل إنسان سبعة أمعاء : المعدة ، ثم ثلاثة متصلة بها رقاق ، ثم ثلاثة غلاظ . فالكافر لشرهه وعدم تسميته ص: 221 ] لا يكفيه إلا ملؤها ، والمؤمن لاقتصاده وتسميته يشبعه ملء أحدها



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجع:
1- تفسير ابن الحجر
2-فيض القدير
3- جامع العلوم والحكم
4- تحفة الأحوذي
5- اسلام ويب






رابط للرد على شبهة

http://www.bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=03-02-0058&value=&type=