عندما نتأمَّلُ واقِعَ أمَّتِنا المُعاصِر ، ترتسِمُ في مُخيِّلتنا الكثيرُ من الاستفهامات ؟؟؟
بل تُراودنا الآلاف من علامات التعجُّب !!!
ما بالُها ؟! ماذا حلَّ بها ؟!

ينبغي أن نُوقِنَ تمامًا أن الأُمَّة الإسلاميَّة تمُرُّ بمرحلةٍ حرجة ؛
مرحلة ضعف وهوان مُدمية :"""
قد سلَّمت وثاقها للعدو ولا تُبالي !.

تملَّك "حُبُّ الدُّنيا" قلبَها ، فأصبحت تسيرُ خلف أدعياء الباطل بلا رَوِيَّة .


أأصبحنا تلك القَصعة التي أخبر عنها نبيُّنا مُحمدٌ- صلَّى الله عليه وسلَّم- ؟!!
( يُوشِكُ أن تَدَاعَى عليكم الأممُ من كلِّ أُفُقٍ ، كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها ،
قيل : يا رسولَ اللهِ ، فمِن قِلَّةٍ يَوْمَئِذٍ ؟ قال : لا ،
ولكنكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ ، يُجْعَلُ الْوَهَنُ في قلوبِكم ، ويُنْزَعُ الرُّعْبُ من قلوبِ عَدُوِّكم ؛
لِحُبِّكُمُ الدنيا وكَرَاهِيَتِكُم الموتَ ) صحيح الجامع .


نعم واللهِ بكُلِّ أسَى
تركنا رسالَتنا الأسمى التي وُجِدنا في هذه الحياة لأجلها .
فأصبحنا أمَّةً تتخبَّطُ بلا غايةٍ ولا هدف تجري خلف الدُّنيا وملذَّاتها وشهواتها ، وتكره أن تموت :"
سَمحنا لتلك الحدود الجغرافيَّة أن تُفرِّقنا وتُمزِّق وحدتنا الإسلاميَّة :"

قلَّدنا ذاك العدو مفاتيحَ السُّلطة ؛ لنُصبح أُلعوبةً بين يديه يُحرِّكها كيفما يشـاء .

أصبحنا أجسادًا خاويةً لا نملك من أمرنا شيئًا :"


واللهُ عزَّ وجل يقول : ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ
إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ سورة ال عمران : 103


أتعلمون ؟!

مَللنا الحديثَ ، مللنا الكتابةَ والوعظَ !! نعم مَللنــا ، فقد وصلنا إلى حالٍ مُزري :"
لم يعُد بحاجةٍ إلى هذيان شاعر ، ولا تنميق كاتب ، ولا حديث واعظ :"
نحنُ بحاجةٍ ماسَّةٍ إلى إيقاظِ قلوبنا أولًا ؛
أن نُصلِحَها ونملأها قُرآنًا ، قولًا وعملًا ،
ونتجرَّد من هذه الدُّنيا وتفاهتها الزائفة ؛
حتَّى نستعيد مَجد أُمَّتنا المسلوب ، وكرامتها المهدورة .

فالتغييرُ يبدأ من الداخل أوَّلًا :
﴿ إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ سورة الرعد : 11 .

من هُنا علينا أن نُؤصِّلَ العقيدة في نفوسنا أولًا ، ثم في نفوس أبنائنا ، نُهذِّب أخلاقهم وأخلاقنا ،
نملأ قُلوبهم وقلوبنا إيمانًا بعيدًا عن ملذات الدُّنيا ؛ حتى تكون تلك الأنفُسُ مُؤهَّلَةً
لِحَمل الأمَّةِ على عاتقها غدًا .


ثمَّ ينبغي أن يكُون لدينا أساسٌ مُشيَّدٌ ننطلقُ منه .

أن تكُون ركيزتنا كتاب الله وسُنَّة نبيِّنا مُحمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم - فقط لا سواهما -.
باللهِ عليكنَّ ، مَن للأمَّةِ ؟!
مَن لنُصرتها إن نحنُ انغمسنا في مُلهيات الحياة :" ؟!
مَن سيبني الجيلَ القادم الَّذي نُعلِّقُ عليه آمالنا ؟!
ليَكُن مِنهاجُنا وشريعتُنا ودُستورُنا ، هو مِنهاج نبيِّنا مُحمدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم ،
والخِلافة الإسلاميَّة الراشدة من بعده : القرآن الكريم .


وكُلِّي أملٌ بأنَّ صوتَ الحقِّ سيعُلو صداه – بإذن الله – ، وسنعيش تلك العزَّةَ ، ونتذوَّق حلاوتَها :"""

سيرتفعُ صوتُ الحقِّ عاليًا ، وتخرسُ كُلُّ الأصواتِ غيره :""" أليس اللهُ يقول :
﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ سورة التوبة : 32

ويقول عزَّ وجل : ﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ سورة الصف : 3
واللهِ لن تَضِلَّ ولن تشقى أُمَّةٌ !. اتَّخَذَت كتابَ الله نِبراسًا لها في جميع شُؤون حياتِها :"""

أمَّتي
، آن الأوانُ أن نَفِرَّ إلى الله :""" .. فلا تتخاذلي :"""

﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾ سورة الذاريات : 50 .