145 بليون دولار سنوياً و 1800 محطة إذاعية وتليفزيونية لنشر النصرانية
أساتذة الإعلام: وضع سياسة مدروسة للفضائيات الإسلامية وإحياء الدور الإعلامي للمسجد أول أساليب المواجهة

صدق ربنا حين قال : (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) فهذه الآية صيحة تحذير منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان. ونحن اليوم نطلق صرخات وصيحات من أجل التصدي لهذه الحملات المستمرة لتنصير المسلمين في العالم ، ونذكر بالأندلس التي كانت ضحية لهذه المؤامرة من خمسمائة عام، ثم كان دور أفريقيا، حيث الفقر والمرض والجهل أمراض متفشية في هذه القارة، وأخيرا في آسيا حيث يعاني كثير من المسلمين من جهل كامل بالدين وظروف معيشية صعبة.
وحتى اليوم ما يزال كثير من أطفال المسلمين يؤخذون ليربوا في أحضان التنصير في بلاد تعلن أن ديانتها الرسمية هي الإسلام ! والأدهى أن هيئات الإغاثة العالمية - التي يفترض أن تقوم بدور إنساني متجرد من الأهداف- تقوم بدس أفكار تنصيرية في وجبة الطعام ووجبة الدواء مستغلة معاناة المحرومين.
ولا يخفي المنصرون أهدافهم فقد نشرت وكالة فرونتيرز وهي مؤسسة تنصيرية كبرى تقريراً يقول : (هدفنا أن نرى 200 منصر فعال يزرعون كنيسة بين كل مائتين من المسلمين في العشرين سنة القادمة).
أما معهد زويمر أحد أهم المؤسسات التنصيرية في العالم فقد أصدر نشرة تقول : (إن المسلمين يعرفون الله ويحبونه، ولكنهم لا يعرفون المسيح، وإقناع مسلمي العالم بالمسيحية ليس مستحيلا، إنه يحدث اليوم، وإن ما بالحقول قد طاب وحان قطافه) وتبدو السياسة التنصيرية واضحة جلية في الكلمة التي ألقاها القس زويمر عام 1932 في المؤتمر التنصيري الذي عقده بمدينه القدس والذي أوضح فيه أنه فشل في تنصير العالم خلال خمس وعشرين سنة حيث قال : (إننا قد لا نستطيع إدخال المسلمين حظيرة المسيحية فهم قد لا يفضلون ترك الإسلام إلى غيره ولكننا قد نستطيع إخراجهم من الإسلام فقط بتشكيكهم فيه كعقيدة).

700 خطة لتنصير العالم
هذا عنوان كتاب جديد صدر مؤخراً بالولايات المتحدة الأمريكية لاثنين من خبراء التنصير العالمي ذكر أن المنظمة المسيحية العالمية تنفق سنوياً 145 بليون دولار ويعمل في أجهزتها 4.1 مليون عامل متفرغ وتدير 1300 مكتبة عامة كبرى وتنشر 220 مجلة بمختلف اللغات عبر العالم.
كما تنشر 4 بلايين نسخة من الكتاب المقدس في العام الواحد وتدير 1800 محطة إذاعية وتليفزيونية في أنحاء العالم وتستخدم المنظمات الكنسية ثلاثة ملايين جهاز كمبيوتر وهناك أربعة آلاف وكالة تنصيرية يعمل بها 262300 منصر يكلفون الكنائس 8 بلايين دولار سنوياً ويصدر كل عام 10000 كتاب وبحث حول التنصير الخارجي، وقد أدرك الغرب المسيحي أهمية استخدام الإذاعة لنشر المسيحية في شتى أنحاء العالم، وكان الراديو هو الوسيلة الأكثر انتشارًا بين جميع الفئات ، خاصة الأميين فكانت إذاعة راديو الفاتيكان التي أنشأها مخترع الراديو الشهير ماركوني عام 1931 وقدمها هدية للبابا والفاتيكان، وقد حضر بنفسه الافتتاح، وقال للبابا : (إن هذه الإذاعة قامت لتخدم عالم يسوع المسيح وتبث هذه الإذاعة برامجها بخمس وأربعين لغة)

أساليب إغراء
وتستخدم هذه الإذاعات نماذج وأساليب متنوعة لإغراء المستمع بمتابعة برامجها والمشاركة فيها، فتعد المستمع بإرسال نسخ من الكتاب الذي يتناول العقيدة المسيحية ونسخ من الكتاب المقدس وشرائط كاسيت مسجل عليها ترانيم ومقطوعات موسيقية، كما تعد المستمع بإذاعة آرائه وإذاعة الأسماء للتعارف، وهناك العديد من المسلمين الذين أذيعت أسماؤهم في برامج هذه الإذاعات التي دائماً ما تختتم برنامجها اليومي بدعوة المستمع إلى مراسلتها على عناوينها المختلفة، وفي نهاية الإرسال الإذاعي يومياً يدعو المذيع جميع المستمعين لأن يتوجهوا بالدعاء لشعب من الشعوب بالهداية، والأدهى من ذلك أن هذه الإذاعات التنصيرية بدأت تلجأ إلى الموشحات الأندلسية وبدء البرامج ببعض الآيات القرآنية. وإذا كان هناك 1800 محطة إذاعية وتليفزيونية في أنحاء العالم تبشر بيسوع المسيح والمخلص فإن هناك أربع عشرة محطة تنصيرية تبث إرسالها باللغة العربية على مدى 1500 ساعة أسبوعيا.

إذاعة حول العالم
بدأت هذه الإذاعة التنصيرية تبث من طنجة بالمغرب عام 1954 وأطلق عليها إذاعة صوت طنجة، وهي تتبع الهيئة العالمية للتنصير, وبدأت بثها على الهواء مباشرة عام 1960 تحت اسم إذاعة راديو حول العالم، وتقدم هذه الإذاعة برامج نصرانية خالصة، وتبث برامجها بحوالي 75 لغة ولهجة، أما إرسالها باللغة العربية فقد بلغ حتى الآن تسع ساعات وثلث الساعة أسبوعيا، أي حوالي ساعة وثلث الساعة يومياً.
ويبدأ البث عقب انتهاء إرسال محطة مونت كارلو أي في تمام الساعة الثانية عشرة إلا الثلث قبل منتصف الليل، والذي يستمع لبرامج هذه الإذاعة يكتشف أنها موجهة بالدرجة الأولى إلى هؤلاء الذين يمكن تحويلهم إلى المسيحية في العالم وإقناعهم بها كدين وعقيدة على حد قول الإذاعة، وأهم ما تقدمه هذه الإذاعة من برامج هو برنامج دروس في الكتاب المقدس ، وخبز الحياة، وتحطمت القيود، وهذا البرنامج الأخير يقدم في شكل درامي ، وبرنامج الحكم السرمدية، ونهر الحياة وغيرها من البرامج التي يزيد عددها على خمسة عشر برنامجا أسبوعيا وتعرض هذه الإذاعة للعديد من الموضوعات التي ورد ذكر لها في القرآن الكريم مما يتصل بالمسيحية وتسعى هذه البرامج إلى تكذيبها وتفنيدها في إطار يبدو وكأنه تصحيح لأخطاء شائعة وتتعرض إذاعة حول العالم للأديان الأخرى خاصة الإسلام تلميحاً وبشكل مباشر.

قالب جميل
ويرى د. كرم شلبي رئيس قسم الإعلام والصحافة بجامعة الأزهر أن هذه الإذاعات تقدم الدين المسيحي في قالب مشرق وجميل ، خاصة أنها تحقر ما عداه من أديان وعقائد، وتخص الإسلام بالهجوم تلميحاً مرة وتصريحا أكثر من مرة، ويتساءل د. كرم لماذا تحيط هذه الإذاعات نفسها بسياج من الغموض؟ فكثيراً ما قمت بمراسلة هذه الإذاعات لمعرفة بعض البيانات والمعلومات عنها وكانت الإجابة هي رفض الاستجابة لطلبي تحت زعم أن هذه هي سياسة الإذاعة.
أما د.شاهيناز بسيوني الأستاذ بقسم الإذاعة كلية الإعلام جامعة القاهرة فترى أن تأثير هذه الإذاعات التنصيرية ضئيل جداً، خاصة في إفريقيا على الرغم من كثرة عددها لانعدام القدوة عند هؤلاء المنصرين، فهم يأتون من الأفعال ما يناقض أقوالهم، فإذا أضفنا إلى ذلك كما تقول د. شاهيناز الأثر المضاد لبعض الإذاعات الإسلامية مثل القرآن الكريم في مصر والكويت ونداء الإسلام في مكة لعلمنا ضالة تأثير هذه الإذاعات على المسلمين، خاصة أن تغيير العقيدة من أصعب ما يمكن أن يقوم به الإعلام بشتى وسائله، ولكن من الممكن أن ينجح الإعلام في التشكيك فقط وإثارة الشبهات.
أما وجه الخطورة فيتمثل في الإعداد لمشروع قمر صناعي ديني يموله مجلس الكنائس العالمي ويسمى (لومين) أو المقر، وذلك لغمر المنطقة العربية والإسلامية ببرامج موجهة لمسخ عقيدتنا، ولأن هذه الإذاعات تخدم بصورة أو بأخرى مصالح الغرب، فإن دول الغرب لا تتوانى عن دعم هذه المنظمات والهيئات والدول التي تتصدى لهذه المهمة المقدسة، فمنظمة مثل مجلس الكنائس العالمي تحصل على كم هائل من الأموال تنفقها بسخاء على هذه الإذاعات

القناة الفضائية الإسلامية
أما عن كيفية المواجهة والتصدي لهذه الإذاعات التنصيرية فيرى د. كرم شلبي أنه لا بد من توفير الكفاءات البشرية القادرة على الاستفادة المثلى من التقدم في وسائل الإعلام، ويطالب د.شلبى بضرورة الإسراع في إنهاء مشروع القناة الفضائية الإسلامية والتي تسعى لتصحيح الصورة التقليدية المشوهة عن الإسلام لدى الغرب، وهذا التصحيح لن يتم إلا بجهود مضنية.
كما يجب الاهتمام بالقنوات الفضائية الإسلامية التي بدأت في الظهور حاليا، وأن يتم وضع خطة مدروسة وهادفة لمواجهة حملات التنصير باستخدام هذه القنوات جنبا إلى جنب مع القيام بهجوم مضاد لتوصيل مفاهيم الإسلام إلى مسيحيي العالم، وخاصة العالم الغربي حيث يعيشون في خواء روحي كبير لم تعد الكنيسة تملؤه.
ولكن دور هذه القنوات لن يكون مؤثرا حتى تستطيع كسر الحاجز اللغوي لتتحدث إلى بلاد العالم بلغاتهم وليس باللغة العربية فحسب كما يحدث
منقول من موقع إسلام ويب