أدلة بطلان صلاحية التوراة و الإنجيل بالقرآن و أحكام الكفر و الإيمان

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

السيرة النبوية لابن هشام 1 كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | بالفيديو:الأب زكريا بطرس يزعم أن رسول الإسلام كان يتمتع بالنساء مع الصحابة وبالأدلة! » آخر مشاركة: نيو | == == | بالفيديو: إثبات وجود سيدنا محمد تاريخيا من مصادر غير المسلمين القديمه » آخر مشاركة: نيو | == == | بالصور والروابط الأجنبيه: أقوى إعتراف مسيحى موثق بوجود إسم سيدنا محمد فى العهد القديم » آخر مشاركة: نيو | == == | الى كل مسلم و مسيحى: نصيحة بولس الشاذة التى أدت الى سقوطه و سقوط الكتاب المقدس معه!! » آخر مشاركة: نيو | == == | تدمير المسيحية فى65 ثانية فقط : بسؤال قاتل لأنيس شروش يهرب منه(فيديو)!!!! » آخر مشاركة: نيو | == == | فيديو: معجزة بلاغيه قرآنيه مستحيل تكرارها فى اى لغه من اللغات: تكرار حرف الميم 8 مرات متتاليه بدون تنافر!!! » آخر مشاركة: نيو | == == | ضربة لمعبود الكنيسة تعادل في نتائجها الآثار المرعبة لهجوم نووي » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | سؤال حيّر الأنبا رفائيل وجعله يهدم المسيحية » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | تلاوة عذبة من سورة القلم : الشيخ القارئ عبدالله الجهني » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

أدلة بطلان صلاحية التوراة و الإنجيل بالقرآن و أحكام الكفر و الإيمان

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: أدلة بطلان صلاحية التوراة و الإنجيل بالقرآن و أحكام الكفر و الإيمان

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,476
    آخر نشاط
    23-11-2015
    على الساعة
    06:28 PM

    افتراضي أدلة بطلان صلاحية التوراة و الإنجيل بالقرآن و أحكام الكفر و الإيمان

    بحث أعده الرحلي احمد من هيئة التدريس
    بالتعليم العالي بالدار البيضاء سابقا متقاعد
    مقدمة:
    في هذا البحث أحاول تفسير النساء 170 " يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيرا لكم وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما " .
    هذا البحث له أهمية بالغة لأنه يؤكد بالأدلة الشرعية والبراهين المنطقية والعقلية أن الله تعالى ألغى وأبطل صلاحية ومفعول التوراة والإنجيل بالقرآن، وأن كل من لا يؤمن بالقرآن ولا يعمل بأحكامه الشرعية ولا يعبد الله عز و جل طبقا لمقتضياتها كافر ومعرض لعذاب الله عز و جل في الدنيا ونار جهنم في الآخرة بعد البعث الحتمي إذا لم يتب توبة نصوحا صادقة ونهائية قبل الموت، أما الذي آمن بالقرآن وعمل بأحكامه قولا وعملا سرا وعلانية حتى الموت فجزاؤه رحمة الله تعالى وسعادة الدنيا و الآخرة والحياة الدائمة الأبدية مع الله في الجنة.
    وأهمية هذا البحث تتجلى كذلك في إبطال وتكذيب ادعاءات اليهود والنصارى وغيرهم من الكفار الذين حرفوا وزوروا التوراة والإنجيل فابتدعوا أديانا خاصة بهم ووضعوها لا علاقة لها بدين الله تعالى الحق وهو الإسلام مثل اليهودية والمسيحية بفروعها والبوذية و الهندوسية وغيرها، فاليهود اعتبروا عزير بن الله والنصارى اعتبروا المسيح عيسى بن مريم هو الرب، ويقومون بالدعاية لاعتقاداتهم الخاطئة لتكفير المسلمين وزعزعة عقيدة الإسلام.
    ومن خلال تفسير النساء 170 المذكورة سأبين بالأدلة الشرعية القاطعة والبراهين المؤكدة عدم صحة ادعاءات أعداء الإسلام وأحدد أحكام الإيمان والكفر.
    الله تعالى وحده لا شريك له خلق الكون وما فيه و يدبر أموره ويملك كل ما فيه ومنهم النصارى و اليهود أنفسهم، وهو مستوى على العرش بالسماوات ومع كل ما خلق بسمعه وبصره وعلمه وتصرفه وكلامه، و لكن كثيرا من الناس لا يستخدمون عقولهم لتدبر آيات الكون الدالة على هذه الحقائق.
    سوف أقارن هذه الآية النساء 170 بآيات القرآن الأخرى وأحدد العلاقة التشريعية القائمة بينها لمعرفة الآيات التي تفسرها وتؤكدها وتؤيد صحة إشكالية موضوع البحث وهي أن الله تعالى فعلا وحقا وصدقا أبطل وألغى مفعول وصلاحية التوراة والإنجيل بالقرآن وخصص أحكاما للإيمان والكفر بالقرآن ولهذا سأبين الأدلة الشرعية الدالة على هذه الحقيقة.
    وقبل ذلك ولكي يفهم الناس فعلا هذه الأدلة التي سأبينها أقول بأن من قواعد فهم القرآن الأساسية لا يجوز شرعا تعديل النص القرآني وجعله مطابقا للتطورات الاجتماعية والاقتصادية التي عرفتها الإنسانية، ولا يجوز تكييف الآيات القرآنية حسب الظروف والواقع الإنساني والحضاري لأن ذلك تحريف وتزوير لإرادة الله تعالى التي حددها في آيات القرآن.
    الله عز و جل هو الذي خلق البشر وحدد لهم النظام الشامل لحياتهم في الدنيا، وهذا النظام له أسس ومبادئ عامة آمرة ملزمة لا يجوز تعديلها. فالأحكام الشرعية تابثة وملزمة وصالحة لكل زمان ومكان، والوقائع الاجتماعية وسلوك الناس هو الذي يجب أن يكون مطابقا للنص القرآني ومكيفا معه، لا يجوز شرعا تكييف النص القرآني مع وقائع مخالفة لشرع الله عز وجل خاصة و أن العالم غزته حضارة الغرب المبنية على الكفر والمعادية لدين الله الحق الإسلام و كتابه القرآن الذي شرعه لكافة الناس بالكون .
    فحضارة الغرب التي غزت حتى البلدان الإسلامية مبنية على مؤسسات وقوانين وضعها الكفار تبعا لهواهم وشهواتهم واعتقادهم الخاطئ وكفرهم . فلا يجوز للمسلمين تقليد الغرب فيما يتعارض مع القرآن. و كمثال مضمون حقوق وحريات الإنسان في الحضارة الغربية مخالف لأحكام القرآن المتعلقة بحريات وحقول الإنسان المسلم.
    فالقرآن أنزله الله تعالى على رسوله محمد بن عبد الله عليه و على كل الرسل صلاة الله وسلامه في أواخر القرن السادس الميلادي لكافة الناس بالكون ومنهم النصارى واليهود، ونسخ به الله تعالى كل الشرائع السابقة ومنها التوراة والإنجيل و قد خصص الله تعالى الجزاء للإيمان و الكفر بالقرآن.
    وتفسيرا للنساء 170 المذكورة سأعالج البحث في محورين طبقا للتصميم الآتي:
    المبحث الأول: أدلة بطلان صلاحية التوراة و الإنجيل بالقرآن.

    1) إخبار التوراة والإنجيل عن رسالة القرآن.
    2) تحريف أهل الكتاب للتوراة والإنجيل
    3) القرآن نسخ كل الشرائع السابقة ومنها التوراة والإنجيل.
    4) أنزل الله تعالى القرآن لكافة الناس بالكون وأهل الكتاب بشر منهم

    المبحث الثاني: أحكام الإيمان والكفر بالقرآن

    1) الإيمان وجزاؤه.
    2) الكفر وجزاؤه.

    المبحث الأول: أدلة بطلان صلاحية التوراة والإنجيل بالقرآن.
    كل الشرائع السماوية التي أنزلها الله تعالى منذ أول رسول وهو نوح عليه وعلى كل الرسل صلاة الله وسلامه نسخها وألغاها الله عز وجل بالقرآن. فليس لأحكامها أي أثر إلزامي لأن القرآن شرع فيه الله عز وجل كثيرا من الأحكام المشتركة بين الشرائع السماوية وألغى منها ما شاء وشرع فيه ما شاء من أحكام جديدة حسب متطلبات تطور البشرية وما أراده الله تعالى لها. الله تعالى بقدره وقضائه المطلق وتصرفه العادل قرر إلغاء كل شريعة لما سبقها، لهذا فالقرآن ألغى مفعول وصلاحية كل الشرائع السماوية السابقة ومنها التوراة والإنجيل.
    وسأعالج هذه الحقيقة وأبرهن على صحتها بثلاثة أدلة وبراهين قاطعة هي التالية:
    1) إخبار التوراة والإنجيل عن رسالة القرآن الملغية لهما.
    2) تحريف أهل الكتاب للتوراة والإنجيل
    3) نسخ الله تعالى كل الشرائع السماوية السابقة للقرآن ومنها التوراة والإنجيل
    4) أنزل الله تعالى القرآن لكافة الناس بالكون وأهل الكتاب بشر منهم.

    1) إخبار التوراة والإنجيل عن رسالة القرآن:
    أخبر الله عز وجل في التوراة والإنجيل بأن مفعول وصلاحية وإلزامية هاتين الشريعتين السماويتين سوف تنتهي بنزول رسالة القرآن بمعنى أنه عندما أنزل الله تعالى القرآن على رسوله محمد بن عبد الله في أواخر القرن السادس الميلادي انتهت المدة الزمنية التي حددها الله تعالى لتطبيق الإنجيل الذي هو أيضا ألغى به الله عز و جل مدة تطبيق التوراة قبله.
    والأدلة على هذا الإخبار هي: الصف 6 " وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي " والشعراء 192 – 197 " وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وإنه لفي زبر الأولين أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل " والأنعام 114 "أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا والذين أتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين " و الأعراف 156 – 157 "ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون " . لهذا قال الله تعالى معاتبا أهل الكتاب عن إنكار هذه الحقيقة في سورة المائدة 68 "قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم و ليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين " .
    فالمراد من إقامة التوراة والإنجيل الاعتراف بالأحكام الواردة فيهما التي أخبرت عن رسالة القرآن، الله تعالى حرم تطبيق التوراة في عهد الإنجيل وحرم تطبيق الإنجيل والتوراة في عهد القرآن. فالمائدة 42 – 43 – 47 عدلتها المائدة 48 – 49 حيث أمر الله تعالى بتطبيق القرآن على أهل الكتاب جاء في سورة المائدة 48 " فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق " والمائدة 49 " وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك " . فكلمة بينهم في الآية تعود على أهل الكتاب، وهذا دليل على إلزامهم بمفعول وصلاحية القرآن وإلغاء وإبطال صلاحية ومفعول التوراة والإنجيل. وهناك آيات أخرى كثيرة مؤكدة لهذه الحقيقة سأتعرض لها في النقطة المتعلقة بنسخ القرآن، للشرائع السابقة ومنها التوراة والإنجيل.
    قد يتساءل البعض عن أدلة الإخبار عن رسالة القرآن في التوراة والإنجيل ويطالب بالنص الحرفي الوارد فيهما، وأجيب بأنني لم أحصل على نسختي التوراة والإنجيل الأصليتين التي أنزلهما الله عز وجل على رسوليه موسى وعيسى عليهما صلاة الله وسلامه. و لكن الله تعالى وهو الصادق والحق والعدل الذي أنزل التوراة والإنجيل أخبرنا في القرآن بهذه الحقيقة التي أكدتها الآيات السابقة فلسنا في حاجة إلى الدليل من التوراة والإنجيل لأن الذي شرعهما وأنزلهما هو الله عز وجل.
    والقرآن كلام الله وقضاؤه وقدره وتصرفه وشرعه ومن آيات القرآن المؤكدة لإخبار التوراة والإنجيل عن رسالة القرآن البقرة 146 " الذين أتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون " والأنعام 20 – 21 " الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته إنه لا يفلح الظالمون " والأنعام 114 " أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين " . ولهذا قال الله عز وجل لرسوله محمد عليه صلاة الله وسلامه في يونس 94 " فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين " والحق الذي جاءه هو القرآن وغيره باطل وملغي.
    و قد عاتب الله تعالى أهل الكتاب عن إنكارهم الإخبار الوارد في التوراة والإنجيل عن رسالة القرآن، وخصص لهم العذاب في الدنيا ونار جهنم في الآخرة بعد البعث الحتمي.
    وهذا دليل آخر وبرهان قوى على إلغاء وإبطال مفعول وصلاحية التوراة والإنجيل بالقرآن وهو قضاء وقدر من الله تعالى، والدليل على هذا العتاب آل عمران 99 " يا يأهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله من آمن تبغونها عوجا وأنتم شهداء وما الله بغافل عما تعملون " والبقرة 40 – 43 " يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأوفوا بعهدي أوف بعدكم وإياي فارهبون وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا أول كافر به ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا وإياي فاتقون ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين " .
    فالمراد في الآية من عبارة مصدقا لما معكم أن القرآن شرع فيه الله تعالى كثيرا من الأحكام الواردة في الكتب السماوية السابقة ومنها التوراة والإنجيل . وسأبين أمثلة منها فيما يلي، والبقرة 140 " أم تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط كانوا هودا أو نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون " وآل عمران 187 " وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليل فبئس ما يشترون " وآل عمران 70 – 71 " يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله و أنتم تشهدون يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل و تكتمون الحق و أنتم تعلمون " لهذا أمرهم الله تعالى بالإعتراف بالأحكام التي تخبر عن رسالة القرآن في التوراة والإنجيل في المائدة 68 المذكورة سابقا والمائدة 47 " وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون " فأهل الكتاب إذا لم يعترفوا بالحكم الوارد في التوراة والإنجيل حول الإخبار عن رسالة القرآن فإنهم فاسقون عن أمر الله تعالى.
    ومن الأدلة البقرة 89 – 90 " ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين بئس ما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله بغيا أن ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباؤوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين " .
    ولكن الكفار من أهل الكتاب وعلماءهم لم ينكروا فقط الإخبار عن رسالة القرآن الوارد من الله تعالى في التوراة والإنجيل بل حرفوا ما أنزل الله وكتبوا كتبا خاصة بأيديهم سموها توراة وإنجيلا.
    2: تحريف أهل الكتاب للتوراة والإنجيل.
    إن أهل الكتاب وعلماءهم حرفوا التوراة والإنجيل لتحقيق أهدافهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وكتبوا كتبا خاصة بهم . وقد سمعت في إحدى القنوات أحد رجال الكنيسة المسيحية في هذا الشهر يقول: إن المسيح كلمة الله ولسنا في حاجة إلى كتاب . وسمعت من يقول منهم أن المسيح عيسى بن مريم هو الرب فهذا ناتج عن تزوير وتحريف كتابي الله التوراة والإنجيل وإنكار نزولهما من طرف البعض وهذا كذب على الله تعالى الذي خلق موسى وعيسى بن مريم وأنزل عليهما التوراة والإنجيل لتبليغهما للناس كل حسب الفترة الزمنية التي أرادها له الله عز وجل.
    والأدلة على تحريف أهل الكتاب للتوراة والإنجيل كثيرة منها البقرة 75 " أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون " والبقرة 79 " فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون " .
    و آل عمران 75 " ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون " فما كتب النصارى واليهود من أناجيل وتوراة محرفين شرع الله لا يمكن قبوله ولا يمكن اعتباره توراة أو إنجيلا. وآل عمران 78 " وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون " والنساء 45 – 46 " والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه " والأنعام 91 " وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون ."
    و المائدة 70 " لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون " البقرة 211 " سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب " . ونعمة الله في هذه الآية هي التوراة التي حرفها اليهود والمائدة 13 " فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه " والمائدة 14 " ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون " وهذا كلام الله تعالى وإخباره عن تحريف اليهود والنصارى للتوراة والإنجيل و هو الصدق و الحق.
    والمائدة 41: " يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم و لم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعض مواضعه " ... وإبراهيم 28 – 30 " ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها و بئس القرار وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار " .
    فنعمة الله تعالى في هذه الآية هي التوراة والإنجيل وقد حرفهما اليهود والنصارى لتحقيق مصالحهم المالية والاجتماعية والسياسية. و قد أخبرنا الله تعالى عن هذه الحقيقة في التوبة 34 " يا أيها الذين امنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله " .
    لهذا قال الله تعالى عن تجاهل أهل الكتاب وإنكارهم شريعة الله المنزلة إليهم في سورة الجمعة 5 " مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين " . فالحمار يحمل الكتب على ظهره ولكنه يجهل ما فيها . فكذلك أهل الكتاب تركوا شرع الله المنزل عليهم قبل القرآن واتبعوا ما كتبه علماؤهم بشكل يخالف التوراة والإنجيل الأصليين. ونفس الملاحظة يمكن قولها بالنسبة للذين يدعون الإسلام ويتصرفون بسلوك خاص بهم مخالف للقرآن الذي يحتفظون بمصاحفه في مكتباتهم وسياراتهم ومنازلهم بل هناك منهم من يحفظ القرآن عن ظهر قلب و لكن لا يفهمه و يعمل ما يخالف أحكام القران. و استدل بواقعتين من كثير من الوقائع وقعتا الشهر الماضي و هما على سبيل المثال، شاهدت رجلا يقرأ القرآن في المسجد بعد صلاة الفجر عدة مرات و لكنه يتجول نهارا أمام الملأ مع ابنته البالغة و هي متبرجة. و هناك إمام مسجد تابعته الشرطة القضائية لاغتصابه طفلا من الأطفال الذين يحفظهم القرآن رغم أنه يعلم أن القرآن حرم إتيان دبر الذكر و الأنثى و حرم الزنا و تبرج المرأة. بل منهم من ينادي باتباع أقوال وأفعال نسبت كذبا للرسول محمد عليه صلاة الله وسلامه ومخالفة للقرآن. ومنهم من يمجد الرسول بدرجة اعتباره في مرتبة إله مقدس بينما هو بشر من الناس بعثه الله رسولا لتبليغ شرع الله القرآن وهو مثل الناس عبد من عباد الله تعالى وملزم بأحكام ما كلف بتبليغه لهم وسوف أبين الأدلة على ذلك فيما بعد ومنها الكهف 110 " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " وآل عمران 144 "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين " وآل عمران 80 " ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة و النبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون " .
    وأتابع إخبار الله تعالى ومعاتبته لأهل الكتاب عن تحريفهم للتوراة والإنجيل والأدلة الصف 7 – 8 " ومن أظلم ممن افترى على الله الكذب وهو يدعى إلى الإسلام والله لا يهدى القوم الظالمين يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون " عبارة ليطفئوا نور الله بأفواههم مجازية. والمعنى الحقيقي أن اليهود والنصارى يكذبون على الله ويتقولون عليه الكذب ويحرفون كلام الله وشرعه لكن لا يطبقوا شرع الله الحق وهو القرآن ولكن لا يؤمن به الناس ولكن قدرة الله تعالى فوق اليهود والنصارى وغيرهم فقد حفظ الله تعالى القرآن الذي اتبعه فعلا المسلمون والدعوة الإسلامية قائمة والحمد لله رب العالمين.
    وهناك المائدة 15 " يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب و يعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين " . هذه الآية دليل قاطع من الله تعالى عالم الغيب والشهادة بما تخفي وتعلن كل نفس بشرية على تحريف أهل الكتاب للتوراة والإنجيل. و الآية الكريمة دليل قاطع على أن القرآن منزل لكافة الناس ومنهم أهل الكتاب. قال لهم الله عز وجل بان محمد بن عبد الله رسول للنصارى واليهود مثل كافة الناس وأن القرآن، وهو نور الله تعالى كتاب منزل للنصارى واليهود وكافة الناس ولا يجوز شرعا وعقلا الالتزام بالقرآن والتوراة والإنجيل في آن واحد لأن القرآن هو الحق. و عبارة يعفو عن كثير الواردة في المائدة 15 دليل على إلغاء القرآن و إبطاله لكثير من الأحكام الشرعية التي وردت في التوراة و الإنجيل و غيرهما . فاطر 31 " و الذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير " . و لا يجوز اتباع الشرع الذي فرضه الله وهو القرآن و الشرع الذي أبطله الله تعالى وألغاه وهو الشرائع السماوية السابقة للقرآن ومنها التوراة والإنجيل و ما كتبه علماء أهل الكتاب بشكل محرف لتحقيق أغراضهم ومصالحهم الخاصة الغير المشروعة. التوبة 34 " يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار و الرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل و يصدون عن سبيل الله " وقد بين الله تعالى في القرآن بعض أوجه هذا التحريف والدليل التوبة 30 – 32 " وقالت اليهود عزير بن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون " والمائدة 17 " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح بن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير " و المائدة 72 " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم و قال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي و ربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار و ما للظالمين من أنصار " و قد أمر الله تعالى في شرائعه بعبادته وحده و الدليل آل عمران 79 " ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب و الحكم و النبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله " و آل عمران 80 " و لا يأمركم أن تتخذوا الملائكة و النبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون " و الأنبياء 25 " و ما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " . فالنصارى يدعون أن المسيح عيسى بن مريم قد صلب و قتل فإذا كان ربا لهم كما يدعون فلماذا صلب وقتل . إذن ليست له قدرة على حماية نفسه فبالأحرى نفع أو ضر الناس . هذا دليل على أنه لا قدرة ولا حول له ولا تصرف له في الكون فأين هو وما مظاهر تصرفه. الواقع أنه مخلوق من مخلوقات الله تعالى وعبد من عباده طبق عليه قانون الله تعالى حيث توفاه فمات وأحياه وبعثه كالأموات ورفعه الملكان عند الله في أرض الجنة و النار بالسماوات. وقد كذب الله ادعاء النصارى بعدة آيات راجع البحث الذي أنجزته حول موضوع من هو الله تعالى وأين هو المنشور في موقعي بالانترنيت لتتأكدوا بأن الله وحده لا شريك له خالق الكون وما فيه ومنه المسيح عيسى بن مريم وهو مدبر أمور الكون وما فيه.
    فالأديان التي ابتدعها النصارى واليهود قائمة على الشرك بالله وتحريف التوراة والإنجيل والكذب على الله والدليل آل عمران 23 – 25 " ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ذلك بأنهم قالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودات وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون فكيف إذا جمعناهم ليوم لا ريب فيه ووفيت كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون " . في هذه الآية وآيات أخرى أكد الله تعالى بان الدين السماوي الوحيد المشروع هو دين الإسلام وشريعته القرآن وكل الأديان التي وضعها النصارى واليهود والبوذيون و الهندوس وغيرهم أديان كفر وهي محرمة وكل من اتبعها مصيره عذاب الله ونار جهنم فلهذا قال الله تعالى الكافرون 1 – 6 " قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون و لا أنتم عابدون ما أعبد و لا أنا عابد ما عبدتم و لا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم و لي دين " غافر 66 " قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي و أمرت أن أسلم لرب العالمين " فالقرآن ليس من كتابة الرسول أو الصحابة و غيرهم بل هو وحي من الله تعالى أنزله على رسوله محمد بن عبد الله عليه وعلى كل الرسل صلاة الله وسلامه قد كتبت آياته ورتبت حسب ما أراده الله تعالى لأن جبريل هو الذي أمر بكتابة القرآن وترتيبه بأمر من الله تعالى ووافق عليه كما هو بين أيدينا. و المصحف القرآني واحد وتوزع منه الملايين من النسخ في العالم والدليل الإنسان 23 " إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا " والبروج 21 – 22 " بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ " وقد حفظ الله تعالى القرآن من التزوير والتحريف والدليل الحجر 9 " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ."
    و القرآن نسخ به الله تعالى كل الشرائع السماوية وذلك ما أبين أدلته في النقطة التالية:

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,476
    آخر نشاط
    23-11-2015
    على الساعة
    06:28 PM

    افتراضي

    3. القرآن نسخ به الله تعالى كل الشرائع السابقة
    خلق الله تعالى آدم وحواء ومنهما ذريتهما التي نحن منها ولما استخلفهم في أرض الدنيا بعد إنزالهم من أرض الجنة بالسماوات أكد حكما أساسيا ثابتا هو أن كل الناس بالكون في أرض الدنيا ملزمون بالشرع الذي ينزله لهم سبحانه وتعالى، والدليل البقرة 38 – 39 " قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون " . فهدى الله تعالى الذي ينزله على الناس هو كتابه وشرعه ونظام استخلاف الناس في الدنيا ومادة امتحانهم واختبارهم وابتلائهم.
    هذه الآية في سورة البقرة 38 – 39 تؤيدها وتؤكدها الأعراف 35 " يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون " .
    تدبروا إخواني هذه الأحكام القرآنية إننا مستخلفون في أرض الدنيا لإعمارها من جهة والتمتع بمتاعها الذي أنعم به الله علينا في إطار الحلال والتقوى ولاختيار الذين يفوزون بالحياة الدائمة الخالدة إما في جهنم وإما في الجنة حسب أعمالنا ونتيجة امتحان الدنيا الذي مادته شرع الله المنزل . هناك حركة ونظام سنه الله تعالى حتمي وحق يخلق الله الناس ويموتون ثم يحييهم ويصعد بهم الملائكة عند الله في أرض الحساب والجزاء بالسماوات إلى أن تأتي نهاية وجود الإنسان في ارض الدنيا حيث يفني الله تعالى كل من عليها ويصعد الملائكة بما تبقى من المبعوثين يوم القيامة الكبرى النهائية .والأدلة كثيرة لا داعي لذكرها كلها ومنها البقرة 30 " و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " ويونس 14 " ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون " فاطر 39 " هو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره و لا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتا لا يزيد الكافرين كفرهم إلا خسارا " والكهف 7 " إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا " والملك 1 – 2 " تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور " هود 61 " هو أنشأكم من الأرض و استعمركم فيها ."
    فتدبروا إخواني المحترمين هذه الآيات الكريمة فالحياة المؤقتة في أرض الدنيا مرحلة امتحان وابتلاء وهي التي تحدد نتيجتها أي عمل الإنسان فيها الحياة الدائمة في أرض الجزاء والحساب في الآخرة فإما العذاب الدائم في جهنم وإما الحياة السعيدة في الجنة . وطبعا يستفيد المسلم المؤمن الصالح المتقي حتى في الدنيا حيث ينال رحمة الله عز وجل وحمايته وينجو من عذابه.
    و ذرية آدم التي منها كل إنسان في الكون في تكاثر مستمر وتزايد الظروف الاجتماعية في تطور إلا أن يفني الله تعالى كل من على أرض الدنيا. وساعة الفناء لا يعلمها إلا الله تعالى . لهذا أنزل الله عز وجل عدة كتب حسب ما يراه صالحا للعباد. وهناك أحكام كثيرة مشتركة بين الشرائع السماوية كل شريعة تنسخ من سبقها والقرآن آخرها وناسخها كلها.
    بعد هذه المقدمة التمهيدية سأعالج هذه النقطة حول نسخ القرآن لكل الشرائع السابقة له ومنها التوراة والإنجيل كما يلي:
    1/. لكل أمة رسول وكتاب ومدة زمنية لصلاحيته ومفعوله.
    2/. كل شريعة سماوية تنسخ الشرائع السابقة لها.
    3/ الأحكام المشتركة بين الشرائع السماوية.
    و هذه المحاور الثلاثة من الأدلة والبراهين دالة على إلغاء الله تعالى وإبطاله للتوراة والإنجيل بالقرآن وهذا ما بين بأن اليهود والنصارى على خطأ وضلالة وأنهم يضيعون فرصة الحياة الدنيا إذا استمروا في كفرهم بالقرآن الذي أنزله الله إليهم ولكافة الناس بالكون.
    1 - . لكل أمة رسول وكتاب ينسخ ما سبقه:
    منذ تزايد الناس وتكاثروا بعد أن أنزل الله تعالى آدم وزوجته والشيطان من الجنة إلى ارض الدنيا كما أخبرنا الله تعالى في البقرة 36 " وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين " منذ ذلك التزايد وظهور النزاعات بين الناس بعث الله تعالى أول رسول للناس هو نوح عليه وعلى كل الرسل صلاة الله وسلامه وأنزل عليه شريعته ليلتزم بها الناس لأنها مادة امتحانهم وابتلائهم وتنظيم استخلافهم وحياتهم في الدنيا.
    ومنذ ذلك العهد قطع الله عز وجل الناس إلى أمم. وتعني الأمة حسب هذا التقطيع الرباني كل الناس الذين يؤمنون بشرع الله المنزل في الكون كله والدليل الأحقاف 18 " أولائك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن و الإنس إنهم كانوا خاسرين " والبقرة 213 " كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه " وفاطر 24 " إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا و إن من أمة إلا خلا فيها نذير " والأعراف 168 " وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك و بلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون " والروم 47 " ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين " والرعد 38 – 39 " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " المؤمنون 43 " ما تسبق من أمة أجلها و ما يستأخرون " كل أمة يبعث لها الله رسولا لبليغ كتابه إلى الناس وكل رسول تنتهي صلاحيته بموته والكتاب المبلغ من طرفه تنتهي صلاحيته بإنزال الله تعالى لكتاب بعده.
    والقرآن آخر كتاب شرعه الله تعالى للناس وأنزله على رسوله محمد بن عبد الله عليه وعلى كل الرسل صلاة الله وسلامه فقد انتهت صلاحية التوراة بالإنجيل وانتهت صلاحية التوراة والإنجيل بالقرآن . وانتهت الأمم السابقة لأمة القرآن التي تضم كل المؤمنين به في الكون كله والدليل الرعد 30 " كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلوا عليهم الذي أوحيا إليك " . وهذا كلام الله عز و جل الموجه لرسوله محمد بن عبد الله الذي انزل عليه القرآن فتدبروا أيها النصارى واليهود هذه الآية فالله تعالى وهو الصدق والعدل والحق أكد أن امة التوراة وأمة الإنجيل والأمم الأخرى السابقة قد انتهت وصعد أعضاؤها الذين ماتوا وبعثهم الله تعالى إلى أرض الحساب والجزاء بالسماوات.
    والأمة الشرعية التي أرادها الله تعالى منذ أواخر القرن السادس الميلادي وإلى ما شاء الله تعالى هي أمة القرآن . وتضم كل المؤمنين به في الكون والدليل الأنعام 114 – 115 " أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا و الذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم " والأحزاب 45 - 46 " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا " . طبعا الرسول ليس في حد ذاته وشخصه سراجا منيرا بل القرآن هو السراج المنير لأنه يهدى من اتبعه إلى الصراط المستقيم فيزيل أمامه الظلام أي يبعده من الضلالة وينير له الطريق أي يجعله في طريق و الجنة السعادة الخالدة. والدليل الأعراف 157 " فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون " والنساء 174 " يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا " الله تعلى أنزل القرآن ولم ينزل الرسول فالقرآن هو السراج المنير والنور الذي يهدي من اتبعه إلى طريق الجنة. و الدليل المائدة 15 " قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين " ومن الناحية العقلية والمنطقية إذا كان الرسول في حد ذاته وشخصه سراجا منيرا للناس فمن يكون لهم سراجا منيرا بعد موته. لهذا فالقرآن هو السراج المنير الذي أنزله الله عز وجل لكافة الناس بالكون والرسول بدون القرآن ليس سراجا منيرا.
    و من الأدلة على أنه لا وجود إلا لأمة القرآن منذ أواخر القرن السادس الميلادي المزمل 15 " إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا " لكن شهادة الرسل لا تتعلق بمراقبة الناس لأنهم لا يعلمون الغيب نهائيا ومعزولون بعد موتهم عن الدنيا. سوف أوضح هذه المسألة في النقطة المتعلقة بالإيمان. و النتيجة التي نستخلصها من هذه النقطة أن أمة التوراة وأمة الإنجيل والأمم السابقة قد أنهى الله تعالى وجودها وأنهى وألغى وأبطل الكتب التي أنزلت لها ومنها التوراة والإنجيل بالقرآن .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,476
    آخر نشاط
    23-11-2015
    على الساعة
    06:28 PM

    افتراضي

    2/. كل شريعة سماوية تنسخ ما سبقها
    الله عز و جل هو الذي خلق الكون وما فيه وأوجد كل ما هو موجود ويدبر أمور الكون كله وما فيه ومنه الناس. وقضاؤه و قدره عادل وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون. لهذا من حق الله تعالى وقدرته وتصرفه بعث الرسل وإنزال ما يشاء من الشرائع للناس في إطار تنظيم حياتهم وابتلائهم وامتحانهم، ومن قضاء الله وقدره نسخ الشرائع ببعضها ونسخ الآيات ببعضها داخل الشريعة الواحدة حسب ما يراه صالحا لعباده وتطور البشرية والنظام التربوي التدريجي الذي أراده للناس وحسب ظروف التخفيف عنهم. والأدلة منها الحج 52 " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم " والنحل 101 " وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون " والبقرة 106 – 107 " ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض و ما لكم من دون الله من ولي ولا نصير " والرعد 39 " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " . فكل الكتب السماوية التي انزلها الله تعالى لها أصلها في اللوح المحفوظ في السماوات عند الله عز وجل. والإسراء 86 " ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا " والزخرف 2 – 4 " والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم " والشورى 24 " أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور " والمائدة 101 "يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين " . أكد الله تعالى أن القرآن أحسن شريعة أنزلها للناس لقوله في الزمر 55 " واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون " والأعراف 3 " اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء " . هذا دليل على بطلان التوراة والإنجيل وغيرهما لأن الله تعالى أمر باتباع القرآن وحده والدليل والبرهان المؤكد عدة آيات منها الأعراف 156 – 157 " و رحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون " والنور الذي انزله الله هو القرآن الكريم وقد جعل الله تعالى الالتزام به شرطا للفوز في ابتلاء وامتحان الدنيا وبرحمة الله تعالى وجنته.
    الله تعالى هو الذي أنزل التوراة والإنجيل وقد أخبر الناس أنه ذكر فيهما خبرا عن نزول رسالة القرآن بعدهما ولسنا في حاجة إلى الاستشهاد بالنص المتعلق بهذا الإخبار في التوراة والإنجيل للناس لأن القرآن بين أيديهم وهو حجة من الله تعالى وكلامه الصدق والحق. فتدبروا أيها النصارى واليهود الأعراف 156 – 157 وغيرها واتبعوا القرآن الذي أنزله الله إليكم و إلى كافة الناس، والدليل الأعراف 158 " قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون " و اتباع الرسول هو اتباع القرآن لأنه ملزم بأمر من الله تعالى هو أيضا باتباع القرآن وسوف أبين الأدلة على ذلك فيما بعد. فالنصارى و اليهود بشر من الناس ملزمون بالقرآن و هل هناك من يثبت عكس هذه الحقيقة.
    فالقرآن أبطل به الله تعالى وألغى صلاحية ومفعول التوراة والإنجيل لأنه جعل الإيمان بالقرآن والعمل بأحكامه شرطا للإيمان والفوز في امتحان الدنيا والنجاة من عذاب الله في الدنيا ونار جهنم في الآخرة . والدليل المائدة 15 " يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين " فالقرآن منزل لليهود والنصارى مثل كافة الناس أليس هذا دليلا على إلغاء وإبطال صلاحية التوراة والإنجيل وأن الشرع السماوي الوحيد الذي له مفعول وصلاحية منذ القرن السادس الميلادي إلى ما شاء الله تعالى هو القرآن . والدليل محمد 1- 3 " الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات وأمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم " والممتحنة 1 " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق " . والمائدة 48 " وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة و لكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون " . هذه الآية أمر فيها الله تعالى بتطبيق أحكام القرآن على أهل الكتاب أي النصارى واليهود لأنهم ملزمون به مثل كافة الناس وبين الله تعالى أن كل أمة لها شرعها وكتابها السماوي الخاص بها الذي هو مادة ابتلاء وامتحان لها في المدة الزمنية التي أرادها الله تعالى و تحاسب أمام الله طبقا لأحكامه.
    وكل شريعة تنسخ ما سبقها . والقرآن في هذه الآية مصدق للكتب السابقة بمعنى أنه يضم أحكاما مشتركة بين الكتب السابقة ، والقرآن هو المهيمن على كل الكتب السابقة بمعنى أنه هو الملزم للناس و كل ما يخالفه من أحكام الشرائع السابقة باطل وملغي وغير ملزم للناس. لهذا فالقرآن مهيمن على التوراة والإنجيل بمعنى أن كل حكم شرعي فيهما باطل وملغي إذا كان مخالفا لأحكام القرآن الكريم لقد أضل بعض المغرضين كثيرا من الناس بتفسيرهم الخاطئ لمقطع من سورة المائدة 48 وهو " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا و لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة و لكن ليبلوكم في ما آتاكم " وهدفهم تبرير أديان الكفر كالمسيحية بفروعها واليهودية والبوذية والهندوسية وغيرها. و أبين عدم صحة هذا التفسير فأقول بان تفسير هذا المقطع المذكور مرتبط بسياق الآية التي ورد فيها وبآيات القرآن الأخرى وقد ذكرت المائدة 48 سابقا. وقد أمر فيها الله عز و جل الرسول بتطبيق القرآن على اليهود والنصارى مثل كافة الناس، وأكد بأن القرآن في أعلى درجة الإلزام التشريعي بحيث كل ما يخالفه من التوراة والإنجيل والشرائع السابقة فإنه باطل وملغي بدليل عبارة ومهيمنا عليه الواردة في المائدة 48. وأكد الله تعالى في هذه الآية أنه لم يجعل الناس منذ آدم حتى الآن أمة واحدة بل قطعهم إلى أمم متعددة لكل أمة كتاب ورسول يبلغه للناس، كل شريعة وأمة تنتهي مدتها وصلاحية كتابها بنزول كتاب آخر حسب المدة الزمنية التي أرادها الله تعالى. والأمة التي أرادها الله منذ القرن السادس الميلادي إلى ما شاء الله هي أمة القرآن. ومن الأدلة الحج 34 " و لكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا " والحج 67 " لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم " والرعد 30 " كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلوا عليهم الذي أوحينا إليك " وهو القرآن الكريم. و البقرة 134 " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون " و البقرة 141 " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون " ويتعلق الأمر بأمة التوراة و أمة الإنجيل حيث أكد الله تعالى وهو الصادق والحق والعدل أنهما زالتا من الدنيا وانتهت صلاحية ومفعول التوراة والإنجيل بنزول القرآن.
    فالشرائع متعددة بتعدد الرسل عليهم صلاة الله وسلامه والأمم ولكن دين الله واحد هو الإسلام فكل الأمم قد خلت وحلت محلها أمة القرآن الذي انزله الله عز و جل لكافة الناس في الكون ومنهم النصارى واليهود. والمائدة 49 تأكيد للحكم الشرعي الوارد في المائدة 48 حيث قال فيها الله تعالى " و أن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك " وما أنزل الله تعالى لرسوله محمد بن عبد الله عليه و على كل الرسل صلاة الله وسلامه هو القرآن . والدليل عدة آيات منها مثلا طه 2 " ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " والنمل 1 – 3 " طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين هدى وبشرى للمؤمنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون " والسجدة 2-3 " تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون " ويس 2-5 " والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم تنزيل العزيز الرحيم " والزمر 1-2 " تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين " . فالله تعالى هو الذي أنزل التوراة والإنجيل وهو المختص قطعا في إبطالهما وإلغائهما بالقرآن لهذا فإن المائدة 48 – 49 والأعراف 158 وآيات القرآن الأخرى قد عدلت مضمون آيتي المائدة 42-43 وفسرت لنا المائدة 68 بحيث أمر الله أهل الكتاب بالاعتراف بإخباره تعالى في التوراة والإنجيل عن رسالة القرآن وأمرهم بالالتزام بها لأنه منزل لهم مثل كل الناس.
    وأوجه نداء إلى المسلمين واليهود والنصارى وكل الذين يعتنقون ديانات مخالفة لدين الله الحق الإسلام بأن لا يعتمدوا على ما يكتبه علماء الكفار عن القرآن والسنة النبوية لأنهم يحرفون حقائق القرآن لتأييد أديان الكفر والقضاء على الإسلام.وكمثال سمعت وشاهدت أحدهم في قناة تلفزيونية يومه الثامن جمادى الأولى 1430 يتكلم عن تفسير القرآن وترجمته إلى اللغة الألمانية . وأكد صراحة أنه مؤمن بالله ولكنه غير مؤمن بالقرآن مدعيا أن فيه سلبيات لا تعجبه فهذا الإدعاء كفر. وكيف يؤمن بالله تعالى ويكفر بكلام الله وشرعه الحق وهو القرآن، الذي أنزله لكافة الناس في الكون . فاحذروا علماء الكفار الذين يتآمرون على القرآن لتبرير كفرهم وتدعيم تحريفهم للتوراة والإنجيل ومنع الناس من اعتناق دين الله الحق الإسلام بتعاون مع الكنيسة ورجالها مقابل امتيازات ومصالح مادية وسياسية وللقضاء على الإسلام والسيطرة والاستيلاء على خيرات المسلمين وموارد دار الإسلام.وأحيلكم على البحث الذي نشرته حول قواعد فهم القرآن . فالشرط الأساسي لفهمه أن يكون المفسر له مؤمنا صادقا متقيا وعالما وأن تفسر الآية في محورها وسياقها وأن تقارن بكل آيات القرآن الأخرى لأن القرآن يفسر بعضه بعضا ولأن الله تعالى نسخ آيات كليا بآيات أخرى وعدل آيات جزئيا بآيات أخرى . لهذا لا يجوز شرعا تحديد حكم الآية الشرعي إلا بعد مقارنتها بكل آيات القرآن الأخرى . فاحذروا أيها المسلمون تحريف الكفار للقرآن والسنة.
    وفيما يلي أحدد بعض الأحكام المشتركة بين الشرائع السماوية الواردة في القرآن

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,476
    آخر نشاط
    23-11-2015
    على الساعة
    06:28 PM

    افتراضي

    3. الأحكام المشتركة بين الشرائع السماوية
    سوف أبين بعض هذه الأحكام الشرعية حسب ما استطعت تدبره في القرآن الكريم لأني لم أتمكن من الاطلاع على محتويات الشرائع السماوية السابقة لمقارنتها. سيقول البعض بأن هذه المقارنة غير ممكنة مادامت الشرائع السابقة غير متوفرة لدينا وأجيب بتأكيد صادق أن هذه الأحكام المشتركة بين الشرائع السابقة منها ما بينه لنا الله تعالى في القرآن. وبما أنه هو الذي أنزل الشرائع السابقة والقرآن وبما أنه الصادق والحق فإنه المرجع الحق لمعرفة الأحكام المشتركة بين الكتب المنزلة على الرسل. و كل شريعة نسخت ما قبلها و أول حكم شرعي مشترك بينها عبادة الله عز و جل والإسلام له وحده دون شريك له والتدين بدين الله الحق الإسلام، والأدلة على هذه الحقيقة كثيرة منها الشورى 13 " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه " والنحل 36 " ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت " فـدين الله تعالى الحق واحد هو الإسلام في كل الشرائع السماوية ومنها التوراة والإنجيل. ولكن علماء أهل الكتاب حرفوا التوراة والإنجيل ووضعوا أديانا خاصة بهم وأسسوها حسب هواهم ومصالحهم لتحقيق مكاسب مالية وسياسية. والدليل على أن الإسلام دين الله الحق في كل الشرائع السماوية ما يلي: يس 60-61 " ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم " والبقرة 21 " يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم و الذين من قبلكم لعلكم تتقون " وآل عمران 19 " إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب " والبينة 1 – 8 " لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة فيها كتب قيمة وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة و ما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه " . إن هذه السورة تؤكد أن أهل الكتاب ملزمون بعبادة الله وحده طبقا للبينة التي أنزلها الله على رسوله محمد وهي القرآن . ولكنهم يعبدون تمثال المسيح عيسى بن مريم ويعبدون المال وهوى النفس والشياطين والأضرحة لهذا قال الله تعالى في سورة يونس 104 " قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله و لكن أعبد الله الذي يتوفاكم و أمرت أن أكون من المؤمنين " الأنعام 56 " قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله قل لا أتبع أهواءكم قد ضللت إذاً و ما أنا من المهتدين " و سورة الكافرون 1 – 6 " قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين " فدين الرسول محمد عليه وعلى كل الرسل صلاة الله وسلامه هو الإسلام لله وحده أما دين الكفار فهو عبادة الصليب والهوى والمال والشهوات والرهبان والباباوات. قول الله تعالى في سورة الكافرون لكم دينكم ولي دين لا يعني أنه شرع لهم دينا خاصا بهم أبدا بل دينهم من وضعهم و تأسيس علمائهم تحريفا للتوراة والإنجيل وهو دين كفر بينما الدين الحق الذي شرعه الله تعالى للناس كافة في الكون هو الإسلام لله وحده وعبادته طبقا لمناسك الشريعة ذات الصلاحية والمفعول و الإلزام منذ أكثر من أربعة عشرة قرنا وهو القرآن فهذا ما قال الله تعالى لرسوله محمد في آل عمران 20 " فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله و من اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا " والزمر 13-15 " قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم قل الله أعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين " . وآل عمران 83 " أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا و كرها وإليه يرجعون " وآل عمران 85 " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " والنصر 1 – 3 " إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ".
    والمائدة 3 " اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم و اخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " والنساء 125 " ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا و اتخذ الله إبراهيم خليلا " ولقمان 22 " ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور " والفتح 28 " هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله و كفى بالله شهيدا " والصف 9 " هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " .
    فكل الرسل دعوا إلى دين الله الحق الإسلام . والدليل الأنبياء 25 " وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون " والزخرف 45 " واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمان آلهة يعبدون " والروم 30 " فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم، ولكن أكثر الناس لا يعلمون " والمائدة 72 " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار " .طبعا إذا تاب المشرك لله توبة نصوحا نهائية وصادقة حتى الموت وآمن وعمل صالحا واتقى يدخل الجنة.
    إن عبادة الله وحده هي الالتزام بالكتاب المنزل في مدة صلاحيته ومفعوله التي حددها الله تعالى لهذا قال الله تعالى في سورة الذاريات 56 " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " وآل عمران 79 " ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله " وآل عمران 80 " ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون " وآل عمران 144 " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين " والتوبة 31 " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون " فأهل الكتاب كفار ما لم يؤمنوا بالقرآن وما لم يعملوا بأحكامه قولا وعملا سرا وعلانية ولو ادعوا الإيمان بالله وتدينوا بأديانهم المخالفة لدين الله الحق الإسلام، ومصيرهم جهنم، ومنهم من يدعي أن المسيح عيسى بن مريم هو الله والرب يحبون المسيح ويعبدون الصليب والرهبان ورجال دينهم كالباباوات الذين يعتبرونهم واسطة بينهم وبين المسيح، ويقولون أن المسيح هو الرب فيتبعون ما نسبه إليه علماؤهم كذبا ويدعون أن المسيح صلب وقتل وهذا غير صحيح نهائيا بل مات وبعثه الله ورفعه الملكان إليه في الجنة. و أقول للنصارى واليهود فإذا كان المسيح ربا كما تعتقدون فلماذا صلب وقتل كما تدعون لو كان عيسى ربا لما استطاع أحد أن يمسه بسوء وإذا كان فعلا ربا فما هي مظاهر تصرفه في الكون وأين هو. فهذا الادعاء من طرف أهل الكتاب دليل على أن المسيح ليس ربا بل الله تعالى خلقه وبعثه رسولا للناس وأنزل عليه الإنجيل ولكن أنزل القرآن ناسخا للإنجيل والتوراة وكل الشرائع السابقة.
    إن النصارى واليهود كفروا وكتبوا أقوالا نسبوها لرسول الله عيسى وهي مخالفة للإنجيل وفعلوا نفس الشيء في السنة النبوية المحمدية حيث نسبوا للرسول محمد أقولا و أفعال كذبا لتحريف القرآن الكريم. فاحذروا أيها المسلمون الكذب على رسل الله عليهم صلاة الله وسلامه ولا تتبعوا ما نسب للسنة النبوية إذا كان مخالفا للقرآن.
    وأبين أدلة تشهد على أن دين الله الحق هو الإسلام منذ آدم إلى رسالة القرآن ومنها شهادة الرسل والأنبياء التي رواها لنا الله تعالى في القرآن . ومنها يونس 71 – 72 " واتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم و شركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون فإن توليتم فما سألتكم من أجر إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين " وقول نبي الله سليمان عليه السلام في النمل 31 " ألا تعلوا علي واتوني مسلمين " وذلك في رسالته التي وجهها لقوم سبأ الذين كانوا مشركين بالله ولما حضرت حاكمة سبأ عنده أسلمت والدليل النمل 44 " قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين " وقال نبي الله إبراهيم عليه السلام في البقرة 128 " ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم " والبقرة 131 " إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين " والبقرة 132 " ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون " . وعاتب الله تعالى اليهود والنصارى عن تحريف التوراة والإنجيل في سورة آل عمران 67 " ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين " وقال الله تعالى على لسان سحرة فرعون لما أبطل سحرهم بواسطة نبيه موسى عليه السلام في الأعراف 125 – 126 " قالوا إنا إلى ربنا منقلبون وما تنقم منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين " وقال الله عز وجل على لسان موسى عليه السلام في يونس 84 " وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين " وقال الله تعالى في المائدة 111 " وإذ أوحيت إلى الحواريين آن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون " ويتعلق الأمر برسول الله عيسى بن مريم عليه السلام.
    وفي القرن السادس الميلادي أي منذ أكثر من أربعة عشرة قرنا أنزل الله عز و جل رسالة القرآن على رسوله محمد بن عبد الله عليه وعلى كل الرسل صلاة الله وسلامه، فنسخ بها كل الشرائع السابقة ومنها الثورات والإنجيل. فالقرآن شريعة سماوية متكاملة يضم الأحكام التشريعية المنظمة لمختلف جوانب الحياة البشرية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدينية وهي صالحة لكل زمان ومكان والدليل عدة آيات منها النحل 89 " ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين " والقصص 53 " وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين " . فكل الشرائع السماوية ومنها التوراة والإنجيل دعت إلى عبادة الله تعالى وحده وكل الرسل عبدوا لله وحده ودعوا إلى عبادته وحده طبقا لأحكام ومناسك الشرائع التي بلغوها للناس ومنهم موسى والمسيح عليهما السلام. ومن الأحكام المشتركة بين الشرائع السماوية أنها كلها مادة ابتلاء واختبار وامتحان للأمم التي أنزلت إليها، وكل شريعة لها مدتها الزمنية التي حددها الله تعالى وهي مدة صلاحيتها ومفعولها وإلزامها، وكل الشرائع السماوية أكدت قاعدة شرعية هي أن كل إنسان ولو الرسل والأنبياء وأولي الأمر في دار الإسلام مسؤول عن عمله وقوله وتفكيره سرا وعلانية وكل إنسان مجبر بالالتزام بأحكام الشريعة ذات الصلاحية والإلزام في المدة الزمنية التي حددها لها الله تعالى و الدليل على أن الشرائع السماوية نظام استخلاف للناس وابتلاء وامتحان لهم ما يلي العنكبوت 2 – 3 " أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين " والمائدة 48 " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون " لكل أمة أنزل الله شريعة هي مادة ابتلائها وامتحانها تحاسب عن أعمالها طبقا لها. والأعراف 168 " وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك و بلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون " والأعراف 94 " وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون " وللمزيد حول ابتلاء الله عز وجل للناس راجع أخي المحترم البحث الذي نشرته في موقعي بالإنترنت حول موضوع من هو الله تعالى وأين هو.
    و من الأحكام المشتركة بين الشرائع السماوية إقامة العدل بين الناس طبقا لما شرعه الله عز وجل لهم والدليل الحديد 25 " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز " والبقرة 213 " كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه " والنحل 90 " إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي " والنساء 58 " إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل " والنساء 105 " إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما " و المائدة 48 " فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق " و المائدة 49 " وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك ".أمر الله عز وجل بالحكم بين الناس بشرعه لأن شرعه هو العدل والحق. وبتطبيق منهج الله تعالى يتحقق العدل بين الناس. ومن الأحكام المشتركة بين الشرائع السماوية أنها حجة على الأمم التي أنزلها لها الله عز وجل والدليل النساء 165 " رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما " . الرسل يشهدون أمام الله تعالى يوم الحساب على أنهم بلغوا الشرائع السماوية للناس فلا يمكنهم الاعتذار عن عدم التبليغ. والمزمل 15 " إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا " والفتح 8 " إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا " والأحزاب 45-46 " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا " . لكن الرسل لا يكونون سراجا منيرا للناس إلا بالشرائع المنزلة عليهم. وقال الله تعالى عن المسيح عيسى بن مريم في النساء 159 " و يوم القيامة يكون عليهم شهيدا " بمعنى أنه يشهد على أهل الكتاب أنه بلغ لهم الإنجيل ليلتزموا به قبل نزول القرآن.
    والأنعام 83 " وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه " وهي الشريعة التي أنزلها الله تعالى عليه ليبلغها للناس. والنحل 89 " ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى و رحمة وبشرى للمسلمين " والحج 78 " وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير " .فالأمة الإسلامية بعد الرسول مكلفة من الله تعالى بتبليغ القرآن وتفسيره للناس والدعوة إلى الله تعالى، وبذلك تكون حجة يوم الحساب أمام الله عز و جل حيث تشهد أنها بلغت القرآن وفسرته للناس في الكون وهذا التبليغ واجب فرضه الله عليها.
    ومن الأحكام المشتركة بين الشرائع السماوية التي أكدها الله سبحانه وتعالى في القرآن التوبة والمغفرة عن الذنوب والسيئات إذا تحققت التوبة النصوح الصادقة النهائية حتى الموت دون عودة لمخالفة شرع الله تعالى. والأدلة فصلت 43 " ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة و ذو عقاب أليم " . فالتوبة نعمة أنعم بها الله تعالى على كل إنسان مرة في العمر فقط بشروط هي أن تكون مرة واحدة في العمر وبشرط أن تتجسد عمليا في الإيمان والعمل الصالح والتقوى حتى الموت لقوله تعالى في آل عمران 102 " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون " و أن لا يعود التائب إلى مخالفة القرآن و ارتكاب الذنوب و السيئات. إذا تحققت هذه الشروط في التوبة يبدل الله تعالى سيئات التائب حسنات و يدخله الجنة مثل باقي المؤمنين الصالحين المتقين. و لكن من عدل الله تعالى أنه لا يظلم فالتائب الذي ينقض ويخالف شروط التوبة ويعود للسيئات يضاعف عليه الله تعالى ما سبق ارتكابه منها ولا يتوب عليه مرة ثانية. ولكن يوم الحساب يحاسبه على كل أعماله و يوضع له ميزان الحسنات والسيئات لأنه قد يعود لاتباع شرع الله ويكسب الحسنات رغم مخالفته شروط التوبة باستثناء الإنسان الذي يموت على الكفر، فقد قرر الله تعالى له جهنم. وأعماله في الدنيا باطلة ولا يقام له ميزان أعماله.
    سوف أبين الأدلة الشرعية في النقطة المتعلقة بالكفر وجزائه. فاصبروا وثابروا واستمروا على التقوى أيها التائبون لتستفيدوا من امتياز نعمة التوبة التي جعلها الله تعالى حكما شرعيا لكل الأمم وفي كل الشرائع والكتب السماوية. ولكن لا تتبعوا الذين كذبوا على الله تعالى ورسوله ليضلوا الناس ويحققوا مصالحهم السياسية والاقتصادية. فالصلاة من الجمعة إلى الجمعة والعمرة إلى العمرة وصوم يوم عاشوراء لا يغفر الذنوب والسيئات أبدا. و لقد جعل الله عز وجل التقوى حتى الموت الشرط الأساسي لمغفرة الذنوب والسيئات وقبول توبة التائب.والأدلة كثيرة منها الأنفال29 " يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا و يكفر عنكم سيئاتكم و يغفر لكم " . و الحديد 28 " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و آمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته و يجعل لكم نورا تمشون به و يغفر لكم " و الطلاق 5 " ذلك أمر الله أنزله إليكم و من يتق الله يكفر عنه سيئاته و يعظم له أجرا " و الأحزاب 70-71 " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم " . فالتقوى الدائمة الصادقة شرط لمغفرة الذنوب، فهل صلاة الجمعة و العمرة إلى العمرة و صوم عاشوراء هي التي تغفر الذنوب و السيئات؟ إن هذا كذب على الله و على رسوله لأن التقوى هي الالتزام التام بأحكام القرآن كلها قولا و عملا سرا و علانية و هي التي يغفر الله بها الذنوب و السيئات. ومن الأحكام المشتركة بين الشرائع التي أنزلها الله تعالى وأكدها القرآن فريضة العمل الحلال لكسب الطعام ومتاع الدنيا والاستفادة من زينة الأرض وبركات السماء والأرض التي خلقها الله عز و جل. و الدليل الجمعة 10 " فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون " . كل إنسان ملزم بإطعام نفسه بالحلال لإنقاذها من الموت وتوفير حاجياتها المشروعة من زواج وكسوة ومسكن وغيره. الأعلى 14 – 19 " قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى " .
    هذه قاعدة شرعية بين الشرائع السماوية. ومدلولها أن الإنسان ملزم بالعمل الحلال لمتاع الدنيا ولكن في إطار الالتزام بشرع الله تعالى الذي له صلاحية ومفعول وإلزام في فترته الزمنية التي حددها الله لأنه مادة ابتلاء وامتحان واختبار التي تحدد نتيجته يوم الحساب والجزاء إما الحياة الدائمة في عذاب الله ونار جهنم وإما الحياة الدائمة في سعادة الجنة مع الله تعالى.و يونس 7 – 8 تؤكد هذا الحكم الشرعي وتفسره وفيها قول الله تعالى " إن الذين لا يرجون لقاءها ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون " .والمنافقون 9 " يأيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون " .
    هناك حكم شرعي أساسي وآمر مشترك بين الشرائع السماوية وهو أن يعيش الإنسان الحياة المؤقتة في أرض الدنيا بالشروط التي تخوله وتمكنه من الحياة الدائمة الخالدة في أرض الجنة والنار والحساب والجزاء بالسماوات بعد البعث. فإما حياة دائمة في عذاب الله بجهنم وإما حياة دائمة في سعادة الجنة حسب أعماله التي عملها في دار العمل والامتحان وهي الدنيا.
    ومن الأحكام المشتركة بين الشرائع التي أكدها القرآن الجهاد في سبيل الله عز و جل بالنفس والمال. و الدليل التوبة 111 " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم " . هذه الآية تؤكد أن الله تعالى فرض الجهاد في سبيل الله بالمال والنفس وخصص رحمته وجنته لمن قام بهذا الواجب الشرعي. ومدلول الجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى لا يعني أن الله في حاجة إلى من يدافع عنه ويحميه لأنه قوي وقاهر فوق كل ما في الكون وقضاؤه وقدره مطلق وعادل،و لا يستطيع أحد منع قضاء الله وقدره أبدا بل الجهاد بالمال والنفس في سبيل الله يعني الدفاع عن الإسلام وهو دين الله الحق وشريعته القرآن وعن دار الإسلام في مواجهة اعتداء أعداء الله تعالى الكفار و المنافقين. وهذا ابتلاء من الله ليعلم المؤمنين الصادقين المتقين من غيرهم. والدليل محمد 4 " ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض " و الحجرات 15 " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون " والأنفال 74 " والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم " والتوبة 88 – 89 " لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأولئك لهم الخيرات وأولئك هم المفلحون أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم " .
    في هذه النقطة أكدت بالأدلة والبراهين المطلقة على أن القرآن نسخ الشرائع السابقة وأبطل به الله تعالى وألغى التوراة والإنجيل لهذا فأهل الكتاب ملزمون بالقرآن مثل كافة الناس في الكون

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    2,476
    آخر نشاط
    23-11-2015
    على الساعة
    06:28 PM

    افتراضي

    -أنزل الله تعالى القرآن لكافة الناس بالكون وأهل الكتاب بشر منهمالقرآن هو الشريعة السماوية التي أكمل بها الله تعالى دينه الحق الإسلام والأدلة كثيرة منها المائدة 3 " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " . والنعمة التي أكملها الله سبحانه وتعالى للناس هي شريعته وهداه المنزل منذ نوح إلى محمد عليهما وعلى كل الرسل صلاة الله وسلامه لأن الله تعالى قال لآدم وزوجته والشيطان لما طردهم من الجنة وأنزلهم إلى الدنيا في البقرة 38 – 39 " قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون " . والبقرة 211 تؤكد وتفسر معنى النعمة المذكورة في المائدة 3 قال الله تعالى فيها " سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فإن الله شديد العقاب " . والبقرة 231 " واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة " والضحى 11 " وأما بنعمة ربك فحدث " و هذا أمر من الله تعالى لرسوله محمد عليه الصلاة والسلام بأن يحدث ويكلم الناس بنعمة الله وهي القرآن ويبلغه لهم. فالقرآن كلام الله تعالى وقوانينه والنظام الشامل الذي فرضه على الناس والأدلة كثيرة منها الرعد 38 – 39 " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل اجل كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " وغافر 78 " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله فإذا جاء أمر الله قضي بالحق وخسر هنالك المبطلون " يونس 82 " ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون " والأنعام 115 " وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته هو السميع العليم " ويونس 37 " وما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين " وفصلت 2 – 3 " تنزيل من الرحمان الرحيم كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون " والسجدة 2 – 3 " تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك " ويونس 15 " وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن اتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم " والبقرة 252 " تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين " وفصلت 41 – 42 " إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد " والذكر هو القرآن، وليس في هذه الآية النطق والكلام بأسماء الله تعالى والإنسان 23 " إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا " وطه 2-5 " ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى الرحمان على العرش استوى " .
    القرآن شرع وكلام الله تعالى من سورة الفاتحة إلى سورة الناس والله تعالى أمر بكتابة آياته وترتيبها حسب ما هي في المصحف المتوفر بملايين النسخ في العالم حفظه ويحفظه ملايين المسلمين عن ظهر قلب.
    الرسول محمد بن عبد الله عليه صلاة الله وسلامه هو الذي نفذ أمر الله تعالى مع الصحابة رضي الله عنهم المتعلق بكتابة القرآن وترتيبه، وأقوى دليل على إبطال الله تعالى وإلغائه للتوراة والإنجيل هو أنه أنزل القرآن على رسوله محمد ليبلغه لكافة الناس بالكون وأمر الأمة الإسلامية بعده بنفس المهمة. والدليل الأعراف 158 " قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا اله إلا هو يحيي ويميت فامنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون " وسبأ 28 " وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون " والنصارى واليهود بشر من الناس فهل هناك من يكذب هذه الحقيقة وينكر طبيعتهم البشرية. لقد أنزل الله تعالى القرآن للنصارى واليهود مثل الناس ولهذا يجب عليهم الإيمان به والعمل بأحكامه الشرعية قولا وعملا سرا وعلانية وعبادة الله تعالى طبقا لمناسك القرآن. و إذا لم يفعلوا ذلك فإنهم كفار مصيرهم عذاب الله في الدنيا ونار جهنم في الآخرة إذا لم يتوبوا توبة نهائية صادقة. والأدلة و البراهين كثيرة منها البقرة 137 " فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا " والمائدة 15 " يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين " .
    فالرسول في هذه الآية هو محمد بن عبد الله النور و الكتاب المبين هو القرآن والمائدة 19 " يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير فقد جاءكم بشير ونذير والله على كل شيء قدير " والفتح 28 " هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا " . بعث الله رسوله محمد وأنزل عليه القرآن المكمل لشريعة دين الله الحق وهو الإسلام. و بذلك ألغى الله تعالى التوراة والإنجيل وأبطل أديان النصارى واليهود التي أسسها ووضعها علماؤهم وحرفوا وزوروا شريعة الله تعالى التوراة والإنجيل.
    فالقرآن شريعة كافة للناس ومنهم النصارى واليهود ومن الأدلة البينة 1-5 " لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة رسول من الله يتلوا صحفا مطهرة فيها كتب قيمة وما تفرق الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءتهم البينة وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة " . فالصحف المطهرة والبينة في الآية هي القرآن المنزل للنصارى واليهود وكافة الناس بالكون، ومن الأدلة والبراهين على أن الله تعالى ألغى وأبطل كل الشرائع السماوية السابقة للقرآن ومنها التوراة والإنجيل أنه فرض على كل الناس الإيمان والعمل بالقرآن دون سواه من الشرائع السابقة والدليل التغابن 8 " فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير " والنور هو القرآن. والحديد 28 " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم و الله غفور رحيم " آل عمران 110 " ولو امن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون " والإيمان المقصود في الآية هو الإيمان بالقران ومحمد 1 – 3 " الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم " . و الحق الذي جاء المؤمنين هو القرآن و الممتحنة 1 "يا أيها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق "هذه الآيات أكدت أن القرآن هو الحق وهو الملزم للناس وغيره من الشرائع السماوية السابقة باطل وملغي. ومن لم يؤمن بالقرآن ولم يعمل بأحكامه كافر ولو آمن بالشرائع السماوية السابقة ومصيره عذاب الله تعالى في الدنيا والآخرة. لهذا فالتوراة والإنجيل باطل والقرآن حق والنصارى واليهود كفار إذا لم يؤمنوا بالقرآن ولم يعملوا بأحكامه. لهذا أمر الله رسوله محمد بأن يتبع القرآن ولا يتبع ملة اليهود والنصارى البقرة 120 "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير " و البقرة 145 " ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل أية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم انك إذا لمن الظالمين المائدة51 " يا أيها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين " و المائدة 55 " إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون " و المائدة 56 " و من يتول الله و رسوله و الذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون " . و سأذكر آيات في القرآن أكد فيها الله تعالى أن القرآن هو كتابه الحق وغيره من الكتب السابقة كالتوراة الإنجيل باطل وملغي. والنتيجة أن كل الناس في الكون ومنهم النصارى واليهود ملزمون بالإيمان بالقرآن والعمل بأحكامه دون سواه. وهي كما يلي الزخرف 78 " لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون " . والحق الذي أنزله الله عز و جل للناس هو القرآن وسبأ 6 " ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد " وفاطر 31 " والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير " ومعنى مصدق لما بين يديه أن القرآن تضمن كثيرا من الأحكام المشتركة المنصوص عليها في الكتب السابقة كالتوراة والإنجيل وقد بينت ما استطعت منها في النقطة السابقة. والحديد 16 " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون " والسجدة 2 – 3 " تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك " والتوبة 33 " هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " . فدين الله الحق هو الإسلام والقرآن أكمل به الله تعالى شريعة هذا الدين وأديان الكفار التي وضعها علماؤهم زورا كالمسيحية واليهودية والبوذية و الهندوسية وغيرها باطلة وليست سماوية ولو اعترف أصحابها بوجود الله تعالى لأنهم ملزمون بالإيمان والعمل بالقرآن دون سواه فلا يقبل العقل و لا المنطق أن يؤمن إنسان بالله و يكفر بكلامه و شرعه و هو القرآن. و من هذه الآيات المؤكدة أن القرآن هو الحق والتوراة والإنجيل باطلان وملغيان بحكم الله تعالى وقضائه وقدره هناك الرعد 1 " المر تلك آيات الكتاب والذي أنزل إليك من ربك الحق " وهو القرآن الذي أنزله الله تعالى على رسوله محمد بن عبد الله. والرعد 19 " أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب " والبقرة 91 " وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم " . في هذه الآية أكد الله تعالى وهو الصادق والحق بأن القرآن وهو الذي أنزله بعد التوراة والإنجيل هو الحق الذي أكد بعض الأحكام المشتركة في الشرائع السماوية الأخرى التي أصبحت باطلة وغير ملزمة للناس في عهد القرآن. والتوبة 29 " قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون " فدين الحق هو الإسلام وشريعته القرآن الناسخة للشرائع السابقة ولكن أعطى الأدلة على أن مقاتلة الكفار لا تجوز شرعا إلا في حالة اعتدائهم على المسلمين ودار الإسلام ومنها المائدة 87 " ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين " والنحل 125 " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن " . و لهذا ألغى الله تعالى أداء الجزية من طرف الكفار لأنه حرم إقامتهم في دار الإسلام للمحافظة على النظام الإسلامي وعقيدة المسلمين وحماية المجتمع الإسلامي من جراثيم الكفر. والدليل على هذا التحريم عدة آيات منها الممتحنة 1 " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق " والممتحنة 4 " قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم و مما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء " الممتحنة 6 " لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله و اليوم الآخر و من يتول فإن الله هو الغني الحميد " والحشر 2 – 3 " هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار و لولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب النار " . هذه الآيات من سورة الحشر دليل قاطع على أمر الله تعالى الذي حرم إقامة الكفار في دار الإسلام و لو كانوا أهل الكتاب. و قد أيدتها المائدة 33-34 " إنما جزاء الذين يحاربون الله و رسوله و يسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم و أرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا و لهم في الآخرة عذاب عظيم إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم " والمجادلة 22 " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم " و الأنعام 54 " و إذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم " و الحكم الشرعي الغير المنطوق في هذه الآية هو أن الله أمر بعدم إقامة علاقات سلم و تعاون و تعارف مع الكفار. و الحج 18 " ومن يهن الله فما له من مكرم " وفصلت 28 " ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون " والأنفال 60 " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة " . هذه الآيات أكدت التعديل الذي أدخل على أمر الله في التوبة 29 الذي كان يلزم المسلمين بمقاتلة أهل الكتاب الكفار حتى يعطوا الجزية.
    وقد بينت الأدلة على هذا التعديل لكي لا يقبل المسلمون إقامة الكفار في دار الإسلام مقابل امتيازات مالية وغيرها. فالمحافظة على النظام الإسلامي بدار الإسلام فوق كل اعتبار ولو كان اقتصاديا وضروريا بل يجب تنفيذ أمر الله تعالى الذي حرم إقامة الكفار بدار الإسلام و حرم أخذ الجزية منهم أيضا و من الأدلة على أن الله تعالى حرم إقامة الكفار في دار الإسلام أنه حرم زواج المسلم بالكافرة و حرم زواج الكافر بالمسلمة و الدليل البقرة 221 " ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار والله يدعوا إلى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون " و النساء 25 " و من لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات . . . " و الممتحنة 10 " و لا تمسكوا بعصم الكوافر . . . " فلا يجوز الزواج من الكتابيات إلا إذا كن مؤمنات بالقرآن و متقيات. بل إذا كفر أحد الزوجين و لم يتب توبة صادقة يبطل و يفسخ عقد الزواج شرعا و الدليل التوبة 23-24. و هذه الآيات فسرت أيضا الحجرات 13 فلا تجوز إقامة علاقات التعارف و المودة و التعاون بين المسلمين والكفار نهائيا حتى يؤمنوا بالقرآن ويعملوا بأحكامه بصدق. و قد أمر الله تعالى المؤمنين بالتعاون فيما بينهم دون سواهم من الكفار و الدليل المائدة 2 " و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان و اتقوا الله إن الله شديد العقاب " وأحيلكم على البحث الذي نشرته في موقعي حول موضوع: عدل الله تعالى.
    و أتابع الأدلة على أن القرآن شرع الله لكافة الناس بالكون ومنهم أهل الكتاب ومنها الأعراف 156 – 157 " و رحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون " . والنور الذي أنزله الله بعد التوراة والإنجيل هو القرآن. فتدبروا إخواني القراء والباحثين والدعاة المحترمين هاتين الآيتين إنهما دليل قاطع وبرهان البراهين التي تؤكد أن كل من لم يؤمن بالقرآن ولم يعمل بأحكامه لا ينال رحمة الله وجنته بل ينال عذاب الله في الدنيا ونار جهنم في الآخرة وأهل الكتاب هم أيضا ملزمون بالقرآن الذي ألغى به الله تعالى صراحة وأبطل التوراة والإنجيل.
    لقد حرم الله أديان الكفار كالمسيحية واليهودية البوذية و الهندوسية وغيرها والدليل كثير من آيات القرآن منها آل عمران 19 " إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعدما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب " وآل عمران 85 " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " .
    و أكبر دليل على أن أهل الكتاب ملزمون بالقرآن وأن القرآن ألغى وأبطل التوراة والإنجيل تلك الآيات التي تبين حكم الله وأمره المطاع وقضاءه وقدره الذي فرض على كل الناس بالكون الالتزام بالقرآن والإيمان به وعبادة الله تعالى طبقا لأحكامه الشرعية. و لا أحد يستطيع أن يثبت بأن أهل الكتاب ليسوا بشرا من الناس أبدا. ومن هذه الآيات ما يلي : الأعراف 158 " قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات و الأرض لا إله إلا هو يحيي و يميت فآمنوا بالله و رسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله و كلماته و اتبعوه لعلكم تهتدون " وسبأ 28 " وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون " والفرقان 1 " تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا " والحج 49 " قل يا أيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين " والنساء 79 " وأرسلناك للناس رسولا وكفى بالله شهيدا " ويونس 104 " قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم وأمرت أن أكون من المؤمنين " والزمر 41 " إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها " والأعراف 26 " يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون " . لباس التقوى في هذه الآية الذي أنزله الله عز وجل هو القرآن لأنه يحمي المتقي الذي يلتزم به قولا وعملا سرا وعلانية من عذاب الله في الدنيا والآخرة بعد البعث الحتمي. والإسراء 105 – 106 " و بالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشرا ونذيرا وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا " والأعراف 31 " يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد " . هذا حكم شرعي أمر فيه الله تعالى كل بني آدم والنصارى واليهود منهم حتما بأن يعبدوا الله تعالى طبقا للمناسك التي حددها في القرآن. وسورة النساء 170 " يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق من ربكم فآمنوا خيرا لكم وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما " ويونس 2 " أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم قال الكافرون إن هذا لساحر مبين " و يونس 108 " قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل " والبقرة 187 " كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون " و آيات الله هي القرآن والنحل 44 " وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون " . و الذكر في هذه الآية هو القرآن وليس النطق والتكلم بأسماء الله الحسنى. وآل عمران 138 " هذا بيان للناس وهدى و موعظة للمتقين " والمزمل 15 " إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا " وشهادة الرسول ليست على أعمال الناس ولكن على تبليغ القرآن للناس. والنساء 1 " يا أيها الناس اتقوا ربكم " . هذا أمر الله تعالى لكافة الناس بالكون بالتقوى والتقوى هي الالتزام بالقرآن قولا وعملا سرا وعلانية وهذا الأمر مكرر في عدة آيات أخرى منها الحج 1 " يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم " ولقمان 33 " يا أيها الناس اتقوا ربكم " والنساء 174 " يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا " . والبرهان والنور المبين في هذه الآية هو القرآن الذي أنزله الله تعالى لكافة الناس ومنهم النصارى واليهود. هذا التفسير للآية يؤكده الحكم الشرعي الوارد في التغابن 8 " فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير " فالنور الذي أنزل الله تعالى لكافة الناس هو القرآن.
    ومن الأدلة على إلغاء التوراة والإنجيل أن الله تعالى أمر الرسول محمد بن عبد الله عليه وعلى كل الرسل صلاة الله وسلامه بأن يطبق القرآن على النصارى واليهود مثل كافة الناس. والدليل المائدة 48 " و أنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق " والمائدة 49 " وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك " . فالضمير المتصل في كلمة بينهم في هذه الآية و الآية السابقة لها تعود على أهل الكتاب. لهذا فهم ملزمون بالقرآن مثل كافة الناس. والنساء 65 " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما " وطبعا الرسول كان ملزما بالحكم بين الناس بالقرآن.
    ومن الآيات الدالة على أن القرآن منزل لكافة الناس بما فيهم النصارى واليهود المائدة 97 " جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس " وآل عمران 96 – 97 " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمـين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين " .
    فكل مسلم له الحق في الصلاة بالمسجد الحرام بمكة المكرمة كيفما كان جنسه ولونه ولغته وأصله وقوميته سواء عربي وغير عربي لأن كل المسلمين بحكم القرآن إخوة في الدين وأمة واحدة ومتساوون أمام الله تعالى في الحساب والجزاء، وكل المسلمين لهم الحق في الصلاة في المسجد الأقصى كذلك لأنه في أرض بارك الله فيها فلا يجوز أن تكون على هذه الأرض والمساجد ولاية الكفار ولا يجوز لأحد منع المسلمين من الصلاة في المسجد الأقصى أو غيره ولو أتوا إليه من كل أنحاء العالم لقوله تعالى في سورة الإسراء1 " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير " والأنفال 34 " إن أولياؤه إلا المتقون " . ولا يجوز شرعا إقامة كنائس ومعابد أهل الكتاب في القدس وغيرها من أرض الإسلام لأنها تقام لعبادة غير الله تعالى و مخالفة لمناسك عبادة الله التي حددها القرآن، و الذي أبطل و ألغى التوراة و الإنجيل. وأتابع الأدلة على أن القرآن منزل لكافة الناس الزمر 27 – 28 " ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون " . والجاثية 20 " هذا بصائر للناس وهدى و رحمة لقوم يوقنون " وهو القرآن الذي ينير الطريق الصحيح ويرشد الناس إلى ما يعيدهم إلى الله والعيش والحياة الدائمة في سعادة الجنة وهذا ما تؤكده سورة إبراهيم 1 " الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد " و ص 87 " إن هو إلا ذكر للعالمين " أي قرآن لكافة الناس في الكون والقلم 52 " وما هو إلا ذكر للعالمين " والتكوير 27 – 28 " إن هو إلا ذكر للعالمين لمن شاء منكم أن يستقيم " . الله تعالى بين القرآن لكافة الناس بالكون وأمر الأمة الإسلامية و العلماء بعد الرسول بتبليغه وبيانه وتفسيره للناس. و كل من تتوفر فيه الأهلية لذلك ولم ينفذ أمر الله تعالى عمدا ينال عذاب الله في الدنيا ونار جهنم في الآخرة ولو صلى مئات السنين إلا إذا تاب وبين القرآن للناس. والدليل البقرة 159 – 160 "إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعدما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم " وآل عمران 110 " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون " . ولا إيمان بدون الإيمان بالقرآن الكريم والعمل بأحكامه قولا وعملا سرا و علانية .
    فتدبروا أيها الناس في كل أنحاء العالم وخاصة النصارى واليهود الذين يتشبثون بأديان الكفر ويكنون العداء للإسلام والمسلمين ويتهافتون للسيطرة عليهم وتكفيرهم والاستيلاء على خيرات وثروات دار الإسلام، تدبروا هذه الأدلة القاطعة الحاسمة و البراهين المؤكدة على أنكم ملزمون بالإيمان بالقرآن والعمل بأحكامه قولا وعملا سرا وعلانية لتنجوا من عذاب الله في الدنيا ونار جهنم في الآخرة بعد البعث الحتمي ولتفوزوا برؤية الله تعالى والحياة الدائمة معه في سعادة الجنة، فلا تضيعوا أيها الناس فرصة الحياة الدنيا المؤقتة وتوبوا إلى الله واعبدوه واتقوا طبقا لنظام استخلافكم في أرض الدنيا وهو القرآن قبل أن يصعد بكم الملائكة إلى أرض الحساب والجزاء عند الله في السماوات طبقا لسنة الله تعالى وقوانينه في الكون.

أدلة بطلان صلاحية التوراة و الإنجيل بالقرآن و أحكام الكفر و الإيمان

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. أحكام الميراث فى التوراة و الإنجيل
    بواسطة mhmdfouad في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-06-2014, 04:49 PM
  2. أدلة تحريف التوراة والإنجيل
    بواسطة أبـ مريم ـو في المنتدى حقائق حول الكتاب المقدس
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 25-01-2012, 03:34 PM
  3. بالفيديو/ 4 أدلة على بطلان العقيدة المسيحية(فيديو مباشر مع وجود رابط للتحميل)
    بواسطة tatata2010 في المنتدى مشروع كشف تدليس مواقع النصارى
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 31-12-2009, 12:30 AM
  4. الفرقان في معرفة أدلة الإيمان
    بواسطة مداح بشير في المنتدى مشروع كشف تدليس مواقع النصارى
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-10-2008, 08:49 PM
  5. أدلة وحدانية الله في الإنجيل و التوراة!!!
    بواسطة الاصيل في المنتدى حقائق حول التوحيد و التثليث
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 17-05-2007, 01:54 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

أدلة بطلان صلاحية التوراة و الإنجيل بالقرآن و أحكام الكفر و الإيمان

أدلة بطلان صلاحية التوراة و الإنجيل   بالقرآن و أحكام الكفر و الإيمان