يمكن تقسيم قــراءة القــرآن من حيث المقاصـد والغــايات إلى ثمانية أنـــواع، وهي:
النوع الأول: القراءة الكثيرة طلباً للحسنات، ولأجل الختم، (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة ...)، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن يختم القرآن في سبع أو ثلاث ليالٍ.
النوع الثاني: قراءة التدبر والتأمل، (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته ...).
النوع الثالث: قراءة الحفظ والمراجعة، (تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها).
النوع الرابع: قراءة الأداء والترتيل، (وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ...)، (الماهر بالقرآن مع السفرة البررة ...)، (زينوا القرآن بأصواتكم).
النوع الخامس: قراءة الاستماع والإنصات، كقول النبي صلى الله عليه وسلم لعتبة بن ربيعة: فاسمع مني، فقرأ عليه من بداية سورة فصلت، فلما سمعها عتبة أنصت لها، وألقى بيديه خلف ظهره معتمداً عليهما يسمع منه حتى انتهى النبي صلى الله عليه وسلم إلى موضع السجود من السورة.
النوع السادس: قراءة القراءات والروايات، وهو ما يقصد به ضبط القراءات أو الروايات المتعددة، إما جمعاً أو إفراداً.
النوع السابع: قراءة التبرك والاستشفاء، ويكون الهدف من جلسة القراءة طلب الاستشفاء بالقرآن، أو طلب تحصيل بركة قراءته، أو كليهما، (وهذا كتاب أنزلناه مبارك ...)، (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ...).
النوع الثامن: القراءة للأموات، كإهداء ثواب القراءة للميت، وهي مسألة خلافية بين العلماء.
وهذه التقسيمات باعتبار ما يغلب على نية القارئ وقصده في كل نوع، وإلا فقد يجتمع أكثر من قصد في القراءة الواحدة، وقد ينوي القارئ عدة مقاصد عند تلاوته، والله تعالى أعلم.
[ ملخص من كتاب: (كيف تقرأ القرآن في رمضان وغيره من شهور العام؟)، للشيخ/ سهيل بن محمد قاسم ].