يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم.
يقول الراغب الأصفهاني في مفردات ألفاظ القرآن : الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه المختص به؛ إمَّا بنقصان أو بزيادة؛ وإما بعدول عن وقته أو مكانه.
ويقول عبد القاهر الجرجاني : هو عبارة عن التعدِّي عن الحق إلى الباطل وهو الجور. وقيل: هو التصرُّف في ملك الغير، ومجاوزة الحد.
قال أبو هلال العسكري : الظلم هو الجور خلاف الاستقامة في الحكم، وفي السيرة السلطانية تقول: جار الحاكم في حكمه، والسلطان في سيرته، إذا فارق الاستقامة في ذلك. والظلم ضرر لا يستحق ولا يعقب عوضًا، سواء كان من سلطان، أو حاكم، أو غيرهما، ألا ترى أنَّ خيانة الدانق والدرهم تسمَّى ظلمًا، ولا تسمى جورًا، فإن أخذ ذلك على وجه القهر أو الميل سمِّي جورًا وهذا واضح، وأصل الظلم نقصان الحق، والجور العدول عن الحق، من قولنا: جار عن الطريق. إذا عدل عنه، وخلف بين النقيضين، فقيل في نقيض الظلم الإنصاف، وهو إعطاء الحق على التمام، وفي نقيض الجور العدل، وهو العدول بالفعل إلى الحق.
يقول عبد الرحمن الكواكبي: لو رأى الظالم على جنب المظلوم سيفًا لما أقدم على الظلم.
أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ [هود:18]
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إنَّ الله ليُملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته. ثم قرأ (( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ )) [هود: 102])) رواه البخاري.
قال معاوية رضي الله عنه: (إني لأستحي أن أظلم من لا يجد عليَّ ناصرًا إلا الله)
قال شريح القاضي: (سيعلم الظالمون حقَّ من انتقصوا، إنَّ الظالم لينتظر العقاب، والمظلوم ينتظر النصر والثواب)
يقول الأسد الشيخ عمر المختار : إنَّ الظلم يجعل من المظلوم بطلًا،وأما الجريمة فلا بد من أن يرتجف قلب صاحبها مهما حاول التظاهر بالكبرياء.
يقول ابن جرير في جامع البيان:( فمن أشد ظلمًا لنفسه، وأبعد عن الحق ممن تخرص على الله ، وأضاف إليه تحريم ما لم يحرم، وتحليل ما لم يحلل)
وفي تنبيه الغافلين للسمرقندي يقول : قال سفيان الثوري (إن لقيت الله تعالى بسبعين ذنبًا فيما بينك وبين الله تعالى؛ أهون عليك من أن تلقاه بذنب واحد فيما بينك وبين العباد)
قال ميمون بن مهران: في قوله تبارك وتعالى: وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ. قال: (تعزية للمظلوم، ووعيد للظالم)
يقول الشافعي _ رحمه الله _ :

إذا الظالمُ استحْسن الظلمَ مذهبًا×××ولـجَّ عتوًّا في قبيحِ اكتسابِـهِ
فكِلْه إلى رَيْبِ الزمانِ فإنَّـهُ×××سيُبدي له ما لم يكنْ في حسابِه
فكم قد رأينا ظالمــًا متجبرًا×××يرَى النجمَ تيهًا تحت ظِلِّ ركابِه
فلما تمادَى واستطــال بظلمِه×××أناخَت صروفُ الحادثاتِ ببابِه
وعُوقِب بالظلمِ الذي كان يقْتفي×××وصَبَّ عليـه الله سوطَ عذابِه
يقال*: إذا كنْتَ محايدًا في حالات الظلم فقد اخترت أن تكون بجانب الظالم.
قال ميمون بن مهران:الظالم، والمعين على الظلم، والمحب له سواء.
قال أحدهم: احذرْ أن تأخذك القوة بنفسك،وتغرك السلطة فتظلم أحدًا، ولا يكون له سلاح دونك إلا " حسبي الله ونعم الوكيل"، حينها يبدأ العدُّ التنازلي لهلاكك عاجلا أو آجلا!
حُكي أن الحجاج حبس رجلاً في حبسه ظلماً فكتب إليه رقعة فيها : قد مضى من بؤسنا أيام ومن نعيمك أيام والموعد القيامة والسجن جهنم والحاكم لا يحتاج إلى بينة.
يقول ابن القيم في صيد الفوائد: من أعظم الظلم والجهل أن تطلب التعظيم والتوقيرمن النَّاس وقلبك خالٍ من تعظيم الله وتوقيره.
قيل لأحد الأباة : ما فائدة سعيك ، غير جلب الشقاء على نفسك فقال : ما أحلى الشقاء في سبيل التنغيص على الظالمين .