هل تم تغير أسماء الله الحسنى؟

قالوا إن أسماء الله الحسنى قد تغير بعضها لما تعرضنا لها... وباقي لهم تغير القرآن كما غيروا أسماء الله الحسنى....كان زيفهم يشمل محتوى الآيات التالية:

1-قوله : وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(180) (الأعراف).2-قوله : قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (110)(الإسراء).3-قوله : اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (8)طه
4-قوله : هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)
الحشر

الرد على الشبهة


أولًا: إن زعمهم بأن أسماء الله الحسنى قد تغيرت هو زعم باطل لا أساس له ، ولكن الحقيقية أن المسلمين عبر قرون مضت لم يعلموا أسماء الله الحسنى الحقيقية الاجتهادية....

وأما الأسماء التي بين أيدينا من زمن بعيد هي عند الترمذي وهي لا تصح؛ أجتهد في جمعها رجل يسمى... الوليد بن مسلم هو القرشي مولاهم أبو العباس الدمشقي.
قال الحافظُ ابن حجر فيه: ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية .
قَالَ الإمام أَبُو عِيسَى رحمه الله في الحديث: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ .

فالأصل في تحصيل الأسماء والصفات هي أن ينسب الاسم أو الصفة إلى الله تعالى على الحقيقية من القرآن الكريم أو السنة الصحيحة....

أكتفي هنا بذكر مثالين:

المثال الأول:
اسم الأكرم: هو اسم من أسماء الله لقوله : "اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) " (العلق ).
إذًا الأكرم من أسماء الله ؛ لأنه سمى به نفسه فكان من أسمائه الله الحسنى .

المثال الثاني :
اسم الرب: هو اسم من أسماء الله لما ثبت عن النبيِّ كما في سنن الترمذي برقم 600 عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r "إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ وَتَدْفَعُ عَنْ مِيتَةِ السُّوءِ".
إذًا: أسماءُ الله الحسني توقيفية لا يسمى الله إلا بما سمى به نفسه أو اسماه رسوله r ؛لأنه لا أحد أعلم بالله من الله ولا أحد أعلم من البشر بالله سوى رسول الله...

فمعلوم أن النبيّ تركَ جمعَ الأسماء كي يجتهد على تحصيلها المسلمون، وذلك لما جاء في صحيح البخاري برقم 2531 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ rقَالَ: " إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ".وعليه: فقد اجتهد الوليدُ بن مسلم وغيره الكثير في تحصيلها مثل البيهقي وابن القيم ...
ولم يفلح في هذا الجمع جمعًا جيدًا صحيحًا إلا الدكتور عبد الرزاق الرضواني ...
وقد فطن هنالك علماءٌ قبل أن يأتي الدكتور الرضواني مثل الشيخ بن عثيمين وغيره ....

وبالتالي: لا يوجد تعديل ولا يوجد تحريف وما قيل من المعترضين ما هي إلا ترهات لا يجب الالتفات لها....

وهذه بعض الأسماء التي ليست أسماء صحيحة كنت تذكر ومشهورة ؛منها ما يلي:

1- اسم الضار : قال تعالى:" وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)"(الإنعام)
هل بضر هنا اسم أم صفة أم فعل ؟
الجواب: كلمة بضر فعل، وليست صفة أو اسمًا، واشتهرت بأنها من أسماء الله خطأً.

2- اسم الستار؛ لم يرد في القرآن والسنة اسم الستار؛ بل ثبت اسم الستير لما جاء في سنن أبي داود برقم 3497 قَالَ r: "إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ".
إذًا الحَيِيٌّ والسِتِّيرٌ من أسماء الله الحسنى وليس الستار ، فهي أسماء توقيفية.

3-اسم الناصر:قال: وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40) (الأنفال)
الملاحظ : أن من أسماء الله النصير وليس الناصر، ومن أسمائه أيضا المولى
فالاسم الصحيح الذي يتسمى به الإنسان عبد النصير، وليس عبد الناصر ...

إن قيل : هل أسماء الله كلها تسعة وتسعين فقط ؟

قلتُ : إن عدد أسماء الله فوق ذلك بكثير، ولكنّ النبيَّ أردا أن يبين لنا أن ما يمكنه حصره من الأسماء تسعة وتسعين فقط ولكنها أكثر من ذلك بكثير ؛دل على ذلك ما جاء في مسند أحمد برقم 3528 قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: "مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا قَالَ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا نَتَعَلَّمُهَا فَقَالَ بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا".
نلاحظ قوله : "أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خ
َلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ" فهناك من الأسماء مااسْتَأْثَرْ بها الله في علم الغيب عنده...


ثانيًا : إن الأسماء التي تغيرت بخصوص الرب هي ما جاءت حقًا واضحًا في الكتاب المقدس
فمثلًا: جاء في إنجيل متى الإصحاح 1 عدد 23 أن اسم المسيح سيكون عمانوئيل، ولكن تم
تغيره إلى يسوع كما ذكر في الأناجيل ...!
النصُ يقول:"هوذا العذراء تحبل وتلد ابنًا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا ".

لقد تبخر اسم عمانوئيل ولم يناديه به أحدٌ من خلال الرحلة مع الأناجيل؛ فلم ينادى إلا بيسوع أو يامعلم...إذًا: ظهر الآن بحسب معتقدهم أن الله تغير اسمه من عمانوئيل إلى يسوع ، وبالتالي فالمشكلة هي عند المعترضين وليس عندنا ثمة تغيرات أو مشاكل كما فهموا فهما معوجًا.....

"كما يوجد في العهد القديم باللغة العبرية ثلاث مترادفات رئيسية لاسم الجلالة وهي "الوهيم" و"يهوه" و"أدوناي". فالاسم الأول مستعمل كثيرًا في الإصحاح الأول من سفر التكوين. ويكثر استعماله في (مز 43-72) تلك المزامير التي سميت بمزامير الوهيم. ويستعمل على التبادل مع الاسمين الآخرين فيما بقي من أسفار العهد القديم. ويدل هذا الاسم على صفة اللَّه كالخالق العظيم. وعلى علاقته مع جميع شعوب العالم من أمم ويهود.
أما الاسم الثاني فيدل على علاقة اللَّه مع بني إسرائيل وهو إله تابوت العهد وإله الرؤيا والإعلان وإله الفداء.
أما أدوناي فتستعمل في مخاطبة اللَّه بخشوع ووقار وهيبة. وكان اليهود يستعملون أدوناي عوضًا عن يهوه وهي كلمة لم يكونوا يلفظونها على الإطلاق. غير أن هذه الكلمات الثلاث لا ترد في الترجمة العربية بصيغها العبرانية، إنما تستعمل بدلا منها ألفاظ "اللَّه" و"يهوه" و"الرب" أو "السيد". (كنيسة أنبا تكلا - إسكندرية – مصر)...لا تعليق!

كتبه/ أكرم حسن مرسي