منذ تزايد الناس وتكاثروا بعد أن أنزل الله تعالى آدم وزوجته والشيطان من الجنة إلى ارض الدنيا كما أخبرنا الله تعالى في البقرة 36 " وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين " منذ ذلك التزايد وظهور النزاعات بين الناس بعث الله تعالى أول رسول للناس هو نوح عليه وعلى كل الرسل صلاة الله وسلامه وأنزل عليه شريعته ليلتزم بها الناس لأنها مادة امتحانهم وابتلائهم وتنظيم استخلافهم وحياتهم في الدنيا.
ومنذ ذلك العهد قطع الله عز وجل الناس إلى أمم. وتعني الأمة حسب هذا التقطيع الرباني كل الناس الذين يؤمنون بشرع الله المنزل في الكون كله والدليل الأحقاف 18 " أولائك الذين حق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن و الإنس إنهم كانوا خاسرين " والبقرة 213 " كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه " وفاطر 24 " إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا و إن من أمة إلا خلا فيها نذير " والأعراف 168 " وقطعناهم في الأرض أمما منهم الصالحون ومنهم دون ذلك و بلوناهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون " والروم 47 " ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين " والرعد 38 – 39 " ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " المؤمنون 43 " ما تسبق من أمة أجلها و ما يستأخرون " كل أمة يبعث لها الله رسولا لبليغ كتابه إلى الناس وكل رسول تنتهي صلاحيته بموته والكتاب المبلغ من طرفه تنتهي صلاحيته بإنزال الله تعالى لكتاب بعده.
والقرآن آخر كتاب شرعه الله تعالى للناس وأنزله على رسوله محمد بن عبد الله عليه وعلى كل الرسل صلاة الله وسلامه فقد انتهت صلاحية التوراة بالإنجيل وانتهت صلاحية التوراة والإنجيل بالقرآن . وانتهت الأمم السابقة لأمة القرآن التي تضم كل المؤمنين به في الكون كله والدليل الرعد 30 " كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلوا عليهم الذي أوحيا إليك " . وهذا كلام الله عز و جل الموجه لرسوله محمد بن عبد الله الذي انزل عليه القرآن فتدبروا أيها النصارى واليهود هذه الآية فالله تعالى وهو الصدق والعدل والحق أكد أن امة التوراة وأمة الإنجيل والأمم الأخرى السابقة قد انتهت وصعد أعضاؤها الذين ماتوا وبعثهم الله تعالى إلى أرض الحساب والجزاء بالسماوات.
والأمة الشرعية التي أرادها الله تعالى منذ أواخر القرن السادس الميلادي وإلى ما شاء الله تعالى هي أمة القرآن . وتضم كل المؤمنين به في الكون والدليل الأنعام 114 – 115 " أفغير الله أبتغي حكما وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلا و الذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم " والأحزاب 45 - 46 " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا " . طبعا الرسول ليس في حد ذاته وشخصه سراجا منيرا بل القرآن هو السراج المنير لأنه يهدى من اتبعه إلى الصراط المستقيم فيزيل أمامه الظلام أي يبعده من الضلالة وينير له الطريق أي يجعله في طريق و الجنة السعادة الخالدة. والدليل الأعراف 157 " فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون " والنساء 174 " يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا " الله تعلى أنزل القرآن ولم ينزل الرسول فالقرآن هو السراج المنير والنور الذي يهدي من اتبعه إلى طريق الجنة. و الدليل المائدة 15 " قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين " ومن الناحية العقلية والمنطقية إذا كان الرسول في حد ذاته وشخصه سراجا منيرا للناس فمن يكون لهم سراجا منيرا بعد موته. لهذا فالقرآن هو السراج المنير الذي أنزله الله عز وجل لكافة الناس بالكون والرسول بدون القرآن ليس سراجا منيرا.
و من الأدلة على أنه لا وجود إلا لأمة القرآن منذ أواخر القرن السادس الميلادي المزمل 15 " إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا " لكن شهادة الرسل لا تتعلق بمراقبة الناس لأنهم لا يعلمون الغيب نهائيا ومعزولون بعد موتهم عن الدنيا. سوف أوضح هذه المسألة في النقطة المتعلقة بالإيمان. و النتيجة التي نستخلصها من هذه النقطة أن أمة التوراة وأمة الإنجيل والأمم السابقة قد أنهى الله تعالى وجودها وأنهى وألغى وأبطل الكتب التي أنزلت لها ومنها التوراة والإنجيل بالقرآن .
كل شريعة سماوية تنسخ ما سبقها
الله عز و جل هو الذي خلق الكون وما فيه وأوجد كل ما هو موجود ويدبر أمور الكون كله وما فيه ومنه الناس. وقضاؤه و قدره عادل وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون. لهذا من حق الله تعالى وقدرته وتصرفه بعث الرسل وإنزال ما يشاء من الشرائع للناس في إطار تنظيم حياتهم وابتلائهم وامتحانهم، ومن قضاء الله وقدره نسخ الشرائع ببعضها ونسخ الآيات ببعضها داخل الشريعة الواحدة حسب ما يراه صالحا لعباده وتطور البشرية والنظام التربوي التدريجي الذي أراده للناس وحسب ظروف التخفيف عنهم. والأدلة منها الحج 52 " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم " والنحل 101 " وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون " والبقرة 106 – 107 " ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض و ما لكم من دون الله من ولي ولا نصير " والرعد 39 " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب " . فكل الكتب السماوية التي انزلها الله تعالى لها أصلها في اللوح المحفوظ في السماوات عند الله عز وجل. والإسراء 86 " ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا " والزخرف 2 – 4 " والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم " والشورى 24 " أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشأ الله يختم على قلبك ويمح الله الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور " والمائدة 101 "يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين " . أكد الله تعالى أن القرآن أحسن شريعة أنزلها للناس لقوله في الزمر 55 " واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون " والأعراف 3 " اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء " . هذا دليل على بطلان التوراة والإنجيل وغيرهما لأن الله تعالى أمر باتباع القرآن وحده والدليل والبرهان المؤكد عدة آيات منها الأعراف 156 – 157 " و رحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون " والنور الذي انزله الله هو القرآن الكريم وقد جعل الله تعالى الالتزام به شرطا للفوز في ابتلاء وامتحان الدنيا وبرحمة الله تعالى وجنته.
الله تعالى هو الذي أنزل التوراة والإنجيل وقد أخبر الناس أنه ذكر فيهما خبرا عن نزول رسالة القرآن بعدهما ولسنا في حاجة إلى الاستشهاد بالنص المتعلق بهذا الإخبار في التوراة والإنجيل للناس لأن القرآن بين أيديهم وهو حجة من الله تعالى وكلامه الصدق والحق. فتدبروا أيها النصارى واليهود الأعراف 156 – 157 وغيرها واتبعوا القرآن الذي أنزله الله إليكم و إلى كافة الناس، والدليل الأعراف 158 " قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون " و اتباع الرسول هو اتباع القرآن لأنه ملزم بأمر من الله تعالى هو أيضا باتباع القرآن وسوف أبين الأدلة على ذلك فيما بعد. فالنصارى و اليهود بشر من الناس ملزمون بالقرآن و هل هناك من يثبت عكس هذه الحقيقة.
فالقرآن أبطل به الله تعالى وألغى صلاحية ومفعول التوراة والإنجيل لأنه جعل الإيمان بالقرآن والعمل بأحكامه شرطا للإيمان والفوز في امتحان الدنيا والنجاة من عذاب الله في الدنيا ونار جهنم في الآخرة . والدليل المائدة 15 " يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين " فالقرآن منزل لليهود والنصارى مثل كافة الناس أليس هذا دليلا على إلغاء وإبطال صلاحية التوراة والإنجيل وأن الشرع السماوي الوحيد الذي له مفعول وصلاحية منذ القرن السادس الميلادي إلى ما شاء الله تعالى هو القرآن . والدليل محمد 1- 3 " الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم والذين آمنوا وعملوا الصالحات وأمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم " والممتحنة 1 " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق " . والمائدة 48 " وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة و لكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون " . هذه الآية أمر فيها الله تعالى بتطبيق أحكام القرآن على أهل الكتاب أي النصارى واليهود لأنهم ملزمون به مثل كافة الناس وبين الله تعالى أن كل أمة لها شرعها وكتابها السماوي الخاص بها الذي هو مادة ابتلاء وامتحان لها في المدة الزمنية التي أرادها الله تعالى و تحاسب أمام الله طبقا لأحكامه.
وكل شريعة تنسخ ما سبقها . والقرآن في هذه الآية مصدق للكتب السابقة بمعنى أنه يضم أحكاما مشتركة بين الكتب السابقة ، والقرآن هو المهيمن على كل الكتب السابقة بمعنى أنه هو الملزم للناس و كل ما يخالفه من أحكام الشرائع السابقة باطل وملغي وغير ملزم للناس. لهذا فالقرآن مهيمن على التوراة والإنجيل بمعنى أن كل حكم شرعي فيهما باطل وملغي إذا كان مخالفا لأحكام القرآن الكريم لقد أضل بعض المغرضين كثيرا من الناس بتفسيرهم الخاطئ لمقطع من سورة المائدة 48 وهو " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا و لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة و لكن ليبلوكم في ما آتاكم " وهدفهم تبرير أديان الكفر كالمسيحية بفروعها واليهودية والبوذية والهندوسية وغيرها. و أبين عدم صحة هذا التفسير فأقول بان تفسير هذا المقطع المذكور مرتبط بسياق الآية التي ورد فيها وبآيات القرآن الأخرى وقد ذكرت المائدة 48 سابقا. وقد أمر فيها الله عز و جل الرسول بتطبيق القرآن على اليهود والنصارى مثل كافة الناس، وأكد بأن القرآن في أعلى درجة الإلزام التشريعي بحيث كل ما يخالفه من التوراة والإنجيل والشرائع السابقة فإنه باطل وملغي بدليل عبارة ومهيمنا عليه الواردة في المائدة 48. وأكد الله تعالى في هذه الآية أنه لم يجعل الناس منذ آدم حتى الآن أمة واحدة بل قطعهم إلى أمم متعددة لكل أمة كتاب ورسول يبلغه للناس، كل شريعة وأمة تنتهي مدتها وصلاحية كتابها بنزول كتاب آخر حسب المدة الزمنية التي أرادها الله تعالى. والأمة التي أرادها الله منذ القرن السادس الميلادي إلى ما شاء الله هي أمة القرآن. ومن الأدلة الحج 34 " و لكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فإلهكم إله واحد فله أسلموا " والحج 67 " لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه فلا ينازعنك في الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم " والرعد 30 " كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم لتتلوا عليهم الذي أوحينا إليك " وهو القرآن الكريم. و البقرة 134 " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون " و البقرة 141 " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون " ويتعلق الأمر بأمة التوراة و أمة الإنجيل حيث أكد الله تعالى وهو الصادق والحق والعدل أنهما زالتا من الدنيا وانتهت صلاحية ومفعول التوراة والإنجيل بنزول القرآن.
فالشرائع متعددة بتعدد الرسل عليهم صلاة الله وسلامه والأمم ولكن دين الله واحد هو الإسلام فكل الأمم قد خلت وحلت محلها أمة القرآن الذي انزله الله عز و جل لكافة الناس في الكون ومنهم النصارى واليهود. والمائدة 49 تأكيد للحكم الشرعي الوارد في المائدة 48 حيث قال فيها الله تعالى " و أن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك " وما أنزل الله تعالى لرسوله محمد بن عبد الله عليه و على كل الرسل صلاة الله وسلامه هو القرآن . والدليل عدة آيات منها مثلا طه 2 " ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " والنمل 1 – 3 " طس تلك آيات القرآن وكتاب مبين هدى وبشرى للمؤمنين الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم يوقنون " والسجدة 2-3 " تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين أم يقولون افتراه بل هو الحق من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يهتدون " ويس 2-5 " والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم تنزيل العزيز الرحيم " والزمر 1-2 " تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين " . فالله تعالى هو الذي أنزل التوراة والإنجيل وهو المختص قطعا في إبطالهما وإلغائهما بالقرآن لهذا فإن المائدة 48 – 49 والأعراف 158 وآيات القرآن الأخرى قد عدلت مضمون آيتي المائدة 42-43 وفسرت لنا المائدة 68 بحيث أمر الله أهل الكتاب بالاعتراف بإخباره تعالى في التوراة والإنجيل عن رسالة القرآن وأمرهم بالالتزام بها لأنه منزل لهم مثل كل الناس.
وأوجه نداء إلى المسلمين واليهود والنصارى وكل الذين يعتنقون ديانات مخالفة لدين الله الحق الإسلام بأن لا يعتمدوا على ما يكتبه علماء الكفار عن القرآن والسنة النبوية لأنهم يحرفون حقائق القرآن لتأييد أديان الكفر والقضاء على الإسلام.وكمثال سمعت وشاهدت أحدهم في قناة تلفزيونية يومه الثامن جمادى الأولى 1430 يتكلم عن تفسير القرآن وترجمته إلى اللغة الألمانية . وأكد صراحة أنه مؤمن بالله ولكنه غير مؤمن بالقرآن مدعيا أن فيه سلبيات لا تعجبه فهذا الإدعاء كفر. وكيف يؤمن بالله تعالى ويكفر بكلام الله وشرعه الحق وهو القرآن، الذي أنزله لكافة الناس في الكون . فاحذروا علماء الكفار الذين يتآمرون على القرآن لتبرير كفرهم وتدعيم تحريفهم للتوراة والإنجيل ومنع الناس من اعتناق دين الله الحق الإسلام بتعاون مع الكنيسة ورجالها مقابل امتيازات ومصالح مادية وسياسية وللقضاء على الإسلام والسيطرة والاستيلاء على خيرات المسلمين وموارد دار الإسلام.وأحيلكم على البحث الذي نشرته حول قواعد فهم القرآن . فالشرط الأساسي لفهمه أن يكون المفسر له مؤمنا صادقا متقيا وعالما وأن تفسر الآية في محورها وسياقها وأن تقارن بكل آيات القرآن الأخرى لأن القرآن يفسر بعضه بعضا ولأن الله تعالى نسخ آيات كليا بآيات أخرى وعدل آيات جزئيا بآيات أخرى . لهذا لا يجوز شرعا تحديد حكم الآية الشرعي إلا بعد مقارنتها بكل آيات القرآن الأخرى . فاحذروا أيها المسلمون تحريف الكفار للقرآن والسنة