بعض الاسئلة التي تثار احيانا عن الخرائط
1- ما هو الوقت المستغرق لإنتاج الخريطة؟
قد يتراوح الوقت المستغرق لإنتاج خريطة "ما" من اسابع قليلة إلى عدة اشهر في بعض الأحيان وذلك إعتماداً على مدى تعقيد هذه المهمة ونوع الأجهزة والبرامج المستخدمة وطبيعة وكثافة المعلومات وحجمها و عدد الأشخاص الذين يعملون على إنتاجها.
تحوي الخرائط الطبوغرافية كماً هائلاً من التفاصيل المتعلقة بالمعالم الطبيعية والصناعية الموجودة على سطح الأرض . وعلاوة على المعالم المألوفة مثل الطرق والمباني والأسماء الجغرافية وخطـوط الساحل ، تظهر الخرائط كذلك أنواع النباتات ومواد سطح الأرض (رمال ، حصى ، سبخة ، رواسب إنتشار الوادي ، صخور) والمعالم المرتفعة (الأبراج الكهربائية ، ابراج الأتصالات ، المباني العالية) ومعالم تضاريس الإرتفاعات (نقاط الإرتفاعات ، تظليل التلال ، خطوط الكنتور) .
يتعين جمع وإظهار هذه المعلومات وتحديد مواقعها المناسبة بدقة تتوافق مع المواصفات المطلوبة ومراجعتها بتأني للتأكد من صحتها من جميع الجوانب وهو الأمر الذي يستغرق وقتاً طويلاً ويتطلب مهارة وصبر ، ويمكن فقط طباعة الخارطة عند إكتمال هذه المهام.
تقليديا تبدأ عملية إنتاج الخريطة بإلتقاط صور جوية رأسية بإستخدام آلة تصوير مساحية ذات تصميم خاص تحتوي على عدسة مصنوعة بدقة متناهية ومثبته في اسفل الطائرة ." والجدير ذكره انه اصبح الان متاحا الحصول على صور فضائية بدقة عالية تتوفر فيها خاصية البعد الثلاثي( النموذج العددي للارض/ الستيريو) وبالتالي امكانية استخدامها تماما كالصور الجوية وعمل الخرائط الطبوغرافية بما فيها خطوط الكنتور" . يربط المساحون الميدانيون الصور الجوية بالأرض عن طريق إنشاء مجموعة من نقاط التحكم الأرضي ( نقاط الاحكام) في حين يقوم المساحون الجويون بمهمة إجتذاب المعلومات المطلوبة للخرائط من هذه الصور الجوية المتحكم بها . وهنالك ظاهرة مألوفة ذات صلة بالصور الجوية تتمثل في أن قمم الهياكل المرتفعة والمعالم العالية تمتد بعيداً عن قواعدها ، ومن الواضح أن هذا الأمر لا يصب في صالح القياسات الدقيقة نظراً لضرورة أن تتطابق قمم وقواعد هذه المعالم . يستخدم المساحون الجويون أجهزة خاصة تعطي مناظر رأسية صحيحة ثلاثية الأبعاد تصحح الأطراف والميلان في الصور وإزاحة هذه المعالم إلى مواقعها الصحيحة بحسب إرتفاعها . تمرر المعلومات التي جمعها المساحون الجويون إلى رسامي الخرائط الذين يرسمـون ويعطـون رموزاً لهذه المعلومات حسب المواصفات المطلوبة اذ من الطبيعي ان يكون لكل مقياس رسم اصطلاحات خاصة به ، بينما يقوم إختصاصيو التصوير الخرائطي والمونتاج والطباعة بإنتاج نسخة تجريبية لهذه الخارطة لمراجعتها من حيث إكتمالها ومدى دقتها وقيمتها وذلك قبل البدء بطباعتها آلاف النسخ وهذا يتطلب مشاركة من المساحين الميدانيين في التحقق من أن الخارطة تعكس بدقة البيانات على الأرض وإضافة أية تغييرات تكون قد طرأت منذ إلتقاط الصور الجوية، اضافة الى مرور هذه النسخة التجريبية ضمن مراحل عدة لتدقيقها على يد المتخصصين.
يقوم رسامو الخرائط بإجراء التصحيحات وإضافة أية معلومات حديثة قبل تمرير الخارطة إلى فنيي إعداد الصفائح ( الزنكات) ليقوموا من جانبهم بتهيئة صفائح الطبع وإرسالها إلى موظفي الطبع للقيام بطبع مخزون الخرائط النهائية بإستخدام الوسائل الفنية لطباعة الأوفسيت الليثوغرافية. علما ان تقدما هائلا قد حصل على طرق انتاج وطباعة الخرائط ، اذ اصبحت طباعة الخريطة والتحكم بالوانها ومواصفاتها بطريقة رقمية بعيدا عن التجريب والاجتهاد الشخصي كما كان يحدث سابقا
إن حوسبة واتمتة كثير من العمليات اليدوية التقليدية ساعدت كثيراً في تقليص الزمن المستغرق لإنتاج الخرائط ، ومع ذلك تبقى هنالك عمليات تستهلك كثيراً من الوقت لا يمكن أن يقوم بها إلا الإنسان فقط مثل تحديد المعلومات المطلوب إظهارها على الخرائط وجمع هذه البيانات من الصور الجوية وإجراء المراجعة للتأكد من أن كل شيء يسير بشكل صحيح.
وخلاصة القول أن إنتاج خارطة ذات جودة عالية لا زالت تعتمد كثيراً على التدريب والمهارات وخبرة الأشخاص المتخصصين.
2- هل يستخدم الحاسب الآلي في إنتاج الخرائط؟
نعم . لقد أصبحت عملية إنتاج الخرائط عملية رقمية بالكامل وهو الأمر الذي يفرض على الأشخاص الذين يعملون في حرفة إنتاج الخرائط هذه الأيام أن يكونوا مستخدمين أكفاء لإجهزة الحاسب الآلي . يجب أن تكون أجهزة الحاسب الآلي حديثة جداً من حيث الأداء والسعة وبرامجها عالية التخصص والتعقيد على حد سواء . يسجل المساحون الميدانيون معلوماتهم مباشرة من أجهزة إستقبال نظام المســح الفضائي وأجهزة المسح الإلكترونية في سجلات بيانات آلية تقوم مقام القلم والورق .
ويستخدم المساحون الجويون الأجهزة التحليلية والرقمية التي تحل محل المعدات الميكانيكية لجمع المعلومات من الصور الجوية في صيغة بيانات رقميـة . يستخـدم رسامو الخرائط أحدث أجهزة الحاسب الآلي مع برامج معقدة خاصة بالكارتوغرافي ورسم الخرائط لإعداد البيانات الرقمية لتتطابق مع مواصفات الزبائن وإعداد مناظر ثلاثية الأبعاد للأرض والقيام بمهام نشر الخرائط لإنتاج تشكيلة واسعة من نواتج الخرائط الورقية والرقمية . يقوم إختصاصيو إستنساخ الصور بتشغيل ماسحة ضوئية ذات نقاوة ومقاييس عالية جداً لإنتاج تمثيل رقمي للنواتج الورقية (نسخة غير مطبوعة) وكذلك تشغيل كاتب فيلمي ينتج نسخاً مطبوعة من بيانات رقمية.
http://www.nsaom.org.om/arabic/FAQ.htm
3- تنتشر حالياً الكثير من الأقمار الإصطناعية في الفضاء ، فهل هذا يجعل عملية إنتاج الخرائط أكثر سرعة وسهولة ؟.
نعم . ان امكانية الحصول على صور فضائية عالية الدقة (40 سم / GeoEye1) للاغراض المدنية وبنظام الستيريو للحصول على البعد الثالث قد اتاح مجالا واسعا ليس فقط في تحديث الخرائط القديمة بل ايضا لانتاج خرائط طبوغرافية بخطوط كنتورية وبمقاييس رسم كبيرة ( وان كانت كلفة البيانات قد تكون كبيرة في بداية الامر) ودقة جيومترية جيدة و تحديد التفاصيل الفعلية لأي معلم وبكفاءة عالية، والمركز الجغرافي الملكي الاردني يقوم حاليا باستخدام احدث التقنيات الخاصة بالصور الفضائية والجوية الرقمية في انتاج خرائطه وانشاء النظام الوطني للمعلومات الجغرافية الذي اخذه المركز على عاتقه وحقق الكثير في هذا المجال ، وهو يسعى دوما لان تكون المعلومات الاحصائية الديناميكية المتغيرة تتواكب والمعلومات الجغرافية المستنبطة من الصور الجوية والفضائية على حد سواء . وقد يكون هذا التطور الهائل بسهولة انتاج الخرائط وخاصة الطبوغرافية منها باستخدام الصور الفضائية هو على حساب التصوير الجوي التقليدي او حتى الرقمي ، و يبذل العاملون في المسح الميداني جهوداً كبيرة في متابعة التحقق من المعلومات المأخوذة من صور الأقمار الإصطناعية، ومع ذلك فان عملية إنتاج الخرائط القائمة على جودة الصور الجوية ما تزال تشكل مصدراً مهماً لدقة المعلومات لإنتاج خرائط طبوغرافية ذات المقاييس الكبيرة.
ولا يوجد هنالك أدنى شك من أن أجهزة الإستشعار عن بعد اصبحت تلعب دوراً كبيراً في عملية إنتاج الخرائط ،على ان هذا الامر لا يتعدي كونه احد التطبيقات المتعددة للصور الفضائية فهي عنصر حيوي في الدراسات البيئية والجيولوجية والتصحر واستخدامات الاراضي والتلوث واستكشاف الموارد الطبيعية وتصنيفات التربة والنبات وتحديد الاماكن المثلى لانشاء السدود والمنشآت الهامة وغيرها. .
4- عند مراجعة الخارطة وفقاً لنظام المسح الفضائي الخاص بالمستخدم قد يجد بعض الفروقات ؟
من غير المحتمل ، رغم إمكانية ذلك إحصائياً ، أن تكون هنالك أخطاء في الخارطة يمكن تقصيها بواسطة جهاز إستقبال المسح الفضائي المحمول يدوياً . لا أحد يدعي بأن الخارطة تكون صحيحة 100% ، وفي الواقع أنها لا يمكن أن تكون كذلك . وهنالك حقا العديد من الخرائط تحتوي على بيان يتعلق بدقة المعلومات التي على الخارطة التي غالباً ما تكون على نحو إحصائي عددي كالقـول مثلاً أن "90% مـن المعالم التي على الخارطة تقع في حدود 10 أمتار من موقعها الحقيقي" ، وهذا بالطبع يدل ضمناً على أن ما جملته 10 % من المعالم يمكن أن تقع خارج هذا الإطار . هناك تغييرات قد حدثت على تفاصيل الخارطة منذ طباعة وتوزيع الخارطة لأول مرة ، ومن نافلة القول ان الخريطة وهي في مراحل طباعتها النهائية لن تتضمن تلك المعلومات التي استجدت على ارض الواقع خلال وما بعد هذه المراحل.
ولذلك فإنه من المحتمل أن يكون مستخدم جهاز المسح الفضائي المحمول يدوياً قد قام بتثبيت جهاز إستقباله بشكل خاطئ نسبياً مع الخارطة التي يستخدمها ، إذ من المهم جداً أن يتم وضع جهاز إستقبال المسح الفضائي بشكل متطابق مع الخارطة وخصوصاً نظام الإحداثيات ومراجع الإسناد التابعة له التي يجب أن تكون متماثلة . اذ ان عددا كبيرا من الطبعات الخاصة بالخرائط تم انتاجها في المركز الجغرافي الملكي الاردني وفقاً لتكوير ومرجع إسناد النظام الجيوديسي العالمي 1984 (WGS 84) وإستخدام إسقاط نظام ميركتير المستعرض العالمي (UTM) لإسقاط موقع المعالم من السطح المنحنى الثلاثي الأبعاد للأرض إلى السطح المستوي الثنائي الأبعاد للخارطة الورقية.وكذلك استخدام نظام ميركيتور المستعرض الاردني(JTM)
ومع ذلك ، قد يجد المستخدمون خرائط للملكة الاردنية الهاشمية تستخدم مراجع إسناد ومساقط أخرى مثل مرجع الإسناد الأوروبي 1950 (ED50) ومسقط لامبرت المخروطي .و يمكن الحصول على تفاصيل كل خارطة بعينها في المعلومات الهامشية الموجودة في الخارطة والتي يجب أن تدخل بشكل صحيح في جهاز إستقبال المسح الفضائي إذا ما أريد ضمان الحصول على علاقة دقيقة بين جهاز إستقبال المسح الفضائي والخريطةة.
إذا لم يكن بحوزة المستخدمين معلومات محددة عن مرجع إسناد النظام الجيوديزي العالمي 84 في جهاز إستقبال الأقمار الإصطناعية الخاص بهم فإنه يمكن إستخدام النظام الجيوديزي العالمي، أو النظام الجيوديزي العالمي 72 (WGS 72) مع عدم فقدان ا لدقة لكافة المواقع المعنية.