عندما قررت الفتاة الشابة الملحدة علياء ماجدة المهدي أن تتعرى أمام العالم وأن تضع صورتها الشخصية في الفيسبوك فقد قررت في تلك اللحظة بالذات أن تُحول الإلحاد من مفهوم نظري عقيم إلى مفهوم عملي رائع ..!!
لا يوجد ملحد واحد أو ليبرالي واحد أو علماني واحد يستطيع أن يقف في وجه تصرف علياء ماجدة .. لا يوجد مانع مادي نستطيع من خلاله أن نُحاكم علياء ماجدة ... لا يوجد مانع ليبرالي أو إلحادي نستطيع من خلاله أن نُحاكمها ..لقد قررت عليـاء ماجدة أن تكون إلحادا عمليا وليبرالية عملية وعلمانية متجسدة ... !!
إن علياء ماجدة بهذا التصرف قد وقفت في نفس الطابور الذي وقفت فيه الملحدة الفرنسية الشهيرة سيمون دي بوفوار عشيقة الملحد الوجودي جان بول سارتر .. فسيمون دي بوفوار أيضا تعرت يوما ما لتُثبت عمليا صحة معتقدها
وفي عام 1965 أيضا ظهرت المُلحدة الأمريكية الشهيرة مادلين موراي زعيمة الملاحدة الأمريكيين من عام 1963 وحتى عام 1995 ونادت بحرية الجنس وقالت دعوتها الشهيرة دعونا نصير مثل الأبقار - نفعل ذلك متى أحببنـا -

وكانت مادلين موراي شخصية إلحادية مثالية تنادي بالحياة الحيوانية حياة الأبقار ... وعلميا وماديا لا مانع من ذلك ولا يستطيع ملحد أو علماني أن يعترض على نمط هذه الحياة الحيوانية ... فالملحد هو حيوان يرفض أن يكون كذلك كما يقول هوايتهيد في نظريته الرفض العظيم ولا ندري سبب هذا الرفض ..!!
وكانت حياة مادلين موراي كلها تجسيدا عمليا للإلحـاد وموتها أيضا كان تجسيدا للمادية الإلحادية الرائعة
وقد عاشت مادلين موراي حياتها تستولي على أموال منظمة الملحدين الأمريكية التي كانت تتزعمها كما اعترف بذلك ابنها فيما بعد
source: "Madalyn Murray O'Hair Murder: Statement of William J. Murray". Religious Freedom Coalition
وقد انتهت حياتها بطريقة إلحادية مادية رائعة حيث قام الملحد دايفيد رولاند الموظف بالمنظمة الإلحادية مع زملائه الملاحدة باختطافها هي وحفيديها إلى مزرعة بعيدة وأجبروها على تسليم 500 ألف دولار ودائع الملحدين الأمريكيين بالمنظمة وقاموا بسرقة الأموال ثم قتلوها هي وحفيديها وظلت الجثث الثلاث مختفية حتى عام 2001 حيث أخبر ديفيد رولاند بمكان الجثث الثلاث بقرب إحدى المزارع في تكساس وهكذا ماتت ميتة شنيعة بإسم الإلحـاد والمادية إنها حياة الإلحـاد الحيوانية التي رغبت فيها مادلين موراي وعاشت على نمطها وماتت بالفعل كالحيوانات ..!!
وكان من آخر كلماتها الشهيرة :- لا أُنكر أنني في حاجة إلى إنسان حقيقي ليبكي من أجلي ........... مادلين موري
source:-
Tregaskis, Richard October 1965 Murray, Madalyn


فعمليا لا مانع مادي أو علماني أو إلحادي من الحياة الحيوانية وفي نيويورك وفي قلب الحاضرة المادية نشأت جماعة النامبلا
The North American Man/Boy Love Association NAMBLA
وانضم إليها سريعا آلاف الشباب وهي منظمة إلحادية أمريكية تُنادي بإلغاء حاجز السن بين الشواذ جنسيا وتطالب الكونجرس الأمريكي بالسماح بالشذوذ الجنسي بين الرجال والأطفال الصغار .. حيث أنه لا يوجد مانع عقلي أو مادي يمنع من ممارسة الشذوذ الجنسي بين الرجال والأولاد الصغار فلماذا تُصر الحكومة الأمريكية على هذا الأمر .. فلا يستطيع ملحد واحد أو علماني واحد أن يقف معترضا على الأمر ... وبالفعل المنظمة ناجحة تماما تنظيريا وللمنظمة اجتماع سنوي بنيويورك واجتماعات تُعقد شهريا بصفة منتظمة بالولايات المختلفة
source:- http://en.wikipedia.org/wiki/North_A...ve_Association
http://nambla.org/


لا يوجد مانع عقلي أو مادي أو علماني يمنع من الحياة الحيوانية .... تأسيسا على العلمانية والإلحـاد تستطيع علياء ماجدة المهدي أن تُطالب بالتعري والشذوذ .. تأسيسا على العلمانية والإلحـاد تستطيع مادلين موراي أن تطالب بحياة الأبقار ... لا يستطيع ملحد أو علماني أو مؤمن بنسبية الأخلاق أن ينكر على هؤلاء يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري في كتابه الرائع رحلتي الفكرية ص 198 ما يلي :- ( كنت أجلس مرة أمام التليفزيون البريطاني وشاهدت برنامجا من برامج الاحاديث وكان يجلس على المنصة رجل وزوجته وأطفالهما مع إضافة بسيطة للغاية وهي عشيق الرجل الذي يعيش معهم تحت سقف نفس المنزل ولكن بموافقة الزوجة والاطفال وقد واجه الجمهور إشكالية حقيقية وهي أن جميع أعضاء الاسرة موافقون على هذا الوضع الشاذ فمن ناحية الموافقة وهي الشرط الأساسي والوحيد لأي علاقة جنسية في العالم الغربي فهي موافقة جنسية تتم باتفاق طرفين ولذا فهي شرعية لا شأن للمجتمع بها ولكن من ناحية أُخرى يوجد الشذوذ الذي يسم هذا الوضع ولكن لا توجد قاعدة متجاوزة ( دينية أو اخلاقية ) يؤمن بها الجميع ويمكن الوقوف عليها والإهابة بها ويمكن أن تزودهم بمعيارية ما لكل هذا كلما كان أحد الحاضرين يحتج على شيء كان الزوج الذي أحضر عشيقه ليعيش معه يرد بكل ثقة بأن زوجته موافقة وسعيدة وأن أولاده أيضا موافقون وسعداء وأي تدخل في شئونهم سيكون إهدارا لحريتهم وحقهم في الاختيار .)

إن الإلحـاد والعلمانية هو المذهب الوحيد على وجه الأرض الذي يتيح لأتباعه أن يفعلوا كل شيء وهم في حِل من كل شيء ( لا يوجد مذهب على وجه الأرض يقول لك افعل كل الفواحش فأنت في حِل من كل شيء إلا الملحد والشيطان )
إن الإلحـاد هو دين الشيطـان تم التـأسيس له كمذهب عقلي
إن العَالم الذي يريده هؤلاء الحيوانات عالم نظيف تماما من المُطلقات والمرجعية النهائية، فلا مركز ولا هامش عالم خالٍ من المعنى عالم نسبي تماماً إنه عالم الإلحاد والعلمانية فالمرجعية النهائية هي إنكار المرجعية، والمطلق الثابت الوحيد هو النسبي المتغيِّر فالزانية ليست أكثر من عاملة جنس عضو في البروليتاريا الكادحة تقوم بنشاط اقتصادي منتج .. وفي هذه اللحظة يدخل الإنسان القفص الحديدي الذي صنعه لنفسه بيده ( على حد تعبير ماكس فيبر ) ويصير الإنسان ذئبا لأخيه الإنسـان ( على حد تعبير هوبز ) وتصير الأخلاق مجرد أخلاق مجتمع مصلحية بحتة ( كما أخبر بنتـام ) ويصر وجودنـا كله قائم على الصراع ( كما أخبر داروين ).

لقد نادت مادلين موري بالتمركز حول الذات وممارسة الجنس العَرضي وعندما تتحول الأنثى إلى مادة استعمالية وتُحاول أن تستبعد أية خصوصية أو تركيبية وتحاول أن تُسكت أية تساؤلات أخلاقية تتصل بالخير والشر، وما هو مشروع أو غير مشروع فحتما ساعتها سيموت الإنسان بداخلها ويحيا الحيوان الذي عبرت عنه مادلين موراي وتصبح الأخلاق مجرد خدعة ميتافيزيقية كما يقول لينين والسمو الإنساني وكرامة الإنسان كلها دعاوى ملوثة ميتافيزيقيا ويُصبح الإلتزام الأخلاقي قيدا ثقيلا على الإنسان كما يقول نيتشه وتصير الأخلاق غير مربحة عمليـا .. فأي لذة يجدها الإنسان أصلا في الزهد والتحشم والتضحية ؟؟

إن الأخلاق لا تكتسب قيمتها من هذا العالم المادي .. إن الأخلاق تستمد قيمتها من عالم آخر تماما إن عظمة العمل البطولي ليست في نجاحه حيث أنه غالبا ما يكون غير مثمر ولا في معقوليته لأنه عادة ما يكون غير معقول .. لابد أن يكون وجود عالم آخر ممكنا فنحن لا نستطيع أن نعتبر الأبطال المأساويين منهزمين بل منتصرين وطبعا من الواضح أنهم ليسوا منتصرين في هذا العالم .. إن للوجود الإنساني معنى آخر .. معنى مختلف عن المعنى النسبي المحدود الذي رسمه لنا الحيوانات السابقون لابد أن يكون للأخلاق قيمة وهذه القيمة لا تكون من هذا العالم .. قيمة لا تُقاس بالمعايير المادية المُجردة ولا تخضع للقوانين الطبيعية فالسلوك الأخلاقي والتضحية والمُثُل العليا إما أنها لا معنى لها وإما أن لها معنى في وجود الله .. والخُلاصة إذا لم يكن الله موجودا فلا وجود للإنسان

ولا يأتي الإيمان بمركزية الإنسان وقيمته وسموه إلا بالإيمان بمُطلق أعلى يتجاوز المادة فالمساواة بين البشر هي مسألة دينية بحتة وليست مسألة مادية فماديا البشر غير متساوين فإذا لم يكن الله موجودا فالناس بجلاء وبلا أمل غير متساوين وتأسيسا على الدين فقط يستطيع الإنسان الإيمان بالمساواة والخير والشر .. تأسيسا على الدين فقط نستطيع أن نحاكم علياء ماجدة المهدي ومادلين موراي وكل الساقطات والشواذ جنسيا .. تأسيسا على الدين فقط نستطيع أن نعرف الخير والشر .. القداسة والنجاسة .. نستطيع أن ندوس الوحل ونتطلع إلى النجوم .

ومنذ اللحظة التي هبط فيها الإنسان من السماء منذ المقدمة السماوية لا يستطيع الإنسان ان يختار أن يكون حيوان بريء أو يكون إنسان مُخير ( فالحيوان بريء من الناحية الأخلاقية بينما الإنسان إمـا خيِّر أو شرير لا يوجد انسان بريء من الناحية الأخلاقية ) لم يكن بإمكانه أن يختار بين أن يكون حيوان أو إنسان إنما اختياره الوحيد أن يكون انسانا او لا إنسان .
إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً [الأحزاب : 72]فالإنسان هو المركز والطبيعة هي الهامش