هل يمكن البرهنة على وجود الأشياء المادية حولنا ؟؟ ألا يمكن كما قال ديكارت ألا تكون أكثر من أشباح أو خيالات ألا يمكن أن تكون حياتنا كلها مجرد حلم طويل ولهذا اعتقَد ديكارت أن الطريقة الوحيدة للبرهنة على أن المادة موجودة حقا هي أن نبرهن أولا على وجود الله .

2- هل يمكن البرهنة على أن الحجر يظل في مكانه عندما لا ينظر إليه أو يدركه احد بالفعل بأية حاسة من حواسه ؟ كل إنسان بما فيهم أنا يعرف أن الحجر يستمر في الوجود وليست هذه هي المشكلة بل المشكلة هي هل يمكن البرهنة على أنه يستمر في الوجود ولو لم يدركه أو يره احد.. طبعا لازال الفلاسفة إلى اليوم يصنفون أنفسهم في هذا الجانب أو ذاك من المشكلة. *

3- هل يمكن البرهنة بأية حجة منطقية أن الشمس سوف تشرق غدا وكل إنسان بما فيهم أنا نفسي أعلم انها سوف تشرق ولكن يدور السؤال عما إذا كان من الممكن البرهنة على أن الشمس سوف تشرق وقد برهن هيوم في القرن الثامن عشر على أن ذلك لا يمكن البرهنة عليه وما زال النقاش حول هذه المشكلة فاكهة جلسات الفلاسفة في جميع أنحاء العالم .

4- إذا قام أحدهم بقتل ابنك ثم صرخت وقلت أن هذا الشخص أخطأ فأنت بصراخك لم تُضف للواقع شيئا وهذه الحالة الإنفعالية لا تُقرر شيئا وهذه كلمة بالتالي لا معنى لها ولذا يدهشنا قول نيتشه حين يقول متهكما :- ( العبارات الأخلاقية لا تقرر وقائع ولا معنى لها ) وبالتالي فالقول بأن العالم لا قيمة له أو أن الحياة لا معنى لها كلها أيضا عبارات لا معنى لها ولا تضيف للواقع شيئا.

5- أنا لي عقل لأني واعٍ لكن ألا يمكن أن أكون انا وحدي العقل الواعي في الكون وما حولي مخلوقات ذكية أشبه بالدُمي ؟

6- هل يمكن البرهنة على أن الماء الذي في القدر سيغلي عند درجة 100 درجة مئوية وتوقعاتي لغليان الماء لا تقوم إلا على أساس العادة إننا لا نعرف السبب لماذا يحدث ولماذا تتباعد الجزيئات بالسخونة ولماذا يحدث التمدد ولماذا اكتساب الطاقه يجعل الجزيئات تتمدد وكما يقول هيوم بخصوص المثال السابق :- (فإن العلم الذي يفسر ذلك بالتفسيرات السابقة هو علم فج جدا فهو لا يقوم بأكثر من إقرار الحالة فحسب دون أن يقدم مبررات لذلك .) ولذا يرى هيوم أن المفاجأة أن جميع تفسيرات العلم ونظرياته هي تفسيرات سيكولوجية لا تفسيرات منطقية فلا يعني العلم في رأيه سوى القول بانتظام الأحداث فيما يعرف بإسم القوانين الطبيعية ولا يوجد في العلم كلمة لماذا وما قبل الإنفجار العظيم هو عبارة لا معنى لها من وجهة نظر العلم فقط لأن هذا أمر لا نستطيع إخضاعه للتجربة والبحث وإلا فهي عبارة لها معنى ونص كمان.
7- ليس معنى كلمة سبعة أو كلمة زائد أو كلمة خمسة أو الجمع بين هذه الكلمات جميعا يتضمن معنى كلمة اثني عشر ف5+7=12 أمر بالغ التعقيد ومتشابك جدا ولا يجد الفلاسفة لحل هذه المعادلة إلا إثبات قوة في الذهن لا تعتمد فقط على فهم معاني الكلمات والسؤال عن حقيقة الرياضيات ومشكلة صدقها كما يقول كانط كان له أهمية بالغة في تاريخ الفكر البشري ولا يزال حل المعادلة السابقة 5+7=12 لغزا كبيرا يستعصي على العقول ولا تعترف به بسهولة على الرغم من أننا جميعا نوقن أن 5+7=12 لكن من الناحية الاستدلالية البرهانية الأمر يختلف ولا يوجد مفكر واحد يستطيع الإثبات بالبرهان والحجة أن 5+7=12 ولهذا يعتقد علماء الرياضيات أن بعض التجريدات الرياضية هامة رغم أنه لا يعرفون بعد شيئا عن تطبيقاتها العملية

8- حركة الكواكب العملاقة حركة دائبة بلا توقف .. الجسم المتحرك سيظل متحركا إلى الأبد طالما لم تعترضه قوة توقفه كقوة الإحتكاك لكن لا أحد على الإطلاق يملك دليلا إيجابيا وحاسما على حقيقة ذلك لأن الأجسام التي بدون قوة من نوع ما تؤثر فيها لا نعرفها من خبرتنا ولا تقع في نطاقها ومن المرجح أنها لا توجد في الكون إذ انه حتى النجوم والكواكب تتأثر بقوة الجاذبية.

9- لا يوجد ألوان أو أصوات في الحقيقة فالألوان هي انعكاسات موجية والأصوات ذبذبات هوائية والمادة نفسها ذرات متحركة مختلفة في الكثافة فالكون من حولنا بدون حواسنا باهت صامت مُخيف فكما أن كل هذه الأمور تخالف الظاهر الذي يبدو لنا .. كذلك الزمان والمكان ظواهر فقط فالواقع الحقيقي على صورته الحقيقية لا يمكن حتى تخيله ونحن لا نعلم إلا ظاهرا من الحياة الدنيا واستطاع كانط بطريقة ذكية اعتمادا على هذه النظرية ان يقول أن :- (العلم صادق في عالم الظاهر والدين صادق في عالم الحقيقة .) فالحقيقة لن يسبر أغوارها أي عقل بشري والمذهل أن أي سفسطة إلحادية لا يمكن أن تنزعها من قلب أبسط إنسان فالله لا يوجد في عالم الظاهر بل في عالم الشيء في ذاته ولذا كانت التجربة الدينية والخبرة الدينية هي التي تعطي للإنسان انطباعا يقينيا أن الله موجود ويبقى عليه أن يبحث هل هو يعبد الله على حق ام على باطل

10- لولا قوة جذب الأرض للقمر لأفلت القمر من نطاقها فالأرض ذات قوة جذب عملاقة هذا ما درسناه لكن تبقى المعضلة القديمة فالأرض فعلا جذبت تفاحة نيوتن فللأرض قوة جذب عملاقة لكن ببساطة أنا أستطيع أن أتغلب على كل تلك القوة بمجرد إنحنائي وقيامي بجذب التفاحة من على الأرض هذا لغز قديم وقام العلماء بوضع نظريات شتى ولم يكن أحدها مقنعا حتى ظهرت نظرية الأوتار الفائقة الشهيرة التي أسماها إد ويتن **النظرية إم
التي أشبهت نظرية أُمنا الغولة لكن سارع العلماء إليها لأنها تفسر مثل هذا اللغز فهي تقتضي أن الجسيمات المسئولة عن جذب الأجسام ببعضها البعض تهرب إلى أكوان أُخرى موازية *** لذلك يظهر ضعف الجاذبية الشديد وكلما ارتفعنا لسطح الجبل انخفضت قوة الجاذبية إذن فكيف يمكننا أن نعرف أن القوة لم تضعف عند نقطة معينة بين الأرض والقمر

في النهاية أنا أعلم يقينا أن الذين يطلبون هذه الإستدلالات والبراهين لا يطلبونها إلا في لحظات الإحتراف أوفي قاعات المحاضرات أو في دراستهم لأنهم عندما يقومون بعمل ما من الناحية العملية لا نرى في حياتهم تأثر يُذكر بهذه الأُمور لكن فقط هذه سفسطات مخبولة لا فرق بينها وبين سفسطة الإلحاد المخبولة ولا أرى فرقا بين من يطلب برهان على وجود الله ممن يطلب برهان على أن 5+7=12 فكلها سفسطات عبيطة أفرزتها غدد تافهة وصدقتها عقول سمجة !!
___________________
* استخدم باركلي قديما هذا الأمر في إثبات وجود الله وأن وجوده شرط وجود باقي الموجودات لأنه محيط ومدرك بكل الموجودات وبالتالي فهي موجوده وله تفصيلات عجيبة وممتعة بخصوص الأمر
** ED WITEN من أشهر الفيزيائيين في العالم وقام بتلقيب النظرية بهذا اللقب وهو اختصار لكلمة MYSTERY أى السر أو اللغز
*** الأكوان الموازية نظرية تقول أن هناك أكوان مجاورة لنا بل تكاد تكون ملاصقة لنا لكننا لا نراها وربما يقول بهذه النظرية أشخاص ينكرون معجزة مثل معجزة انشقاق القمر فانظر الخداع.