الكأس المقدس




في الميثولوجيا المسيحية، الكأس المقدسة كانت طبقًا أو لوحًا أو كوبًا استخدمها يسوع في العشاء الأخير، ويقال أن الكأس ذات قدرة إعجازية عامة الأسطورة جمعت بين الميثولوجيا المسيحية والميثولوجيا الكلتية؛ بالإضافة إلى وجود قوى خاصة فيها.





في رواية روبرت دي بورون Joseph d'Arimathie جاءت العلاقة بين الكأس ويوسف الرامي (رجل من الأغنياء وكان من الرماة وكان قد حفر لنفسه قبراً في الجبل ولكن دفن فيه يسوع حسب بعض المزاعم الكنسية ) عندما ظهر شبح يسوع إلي يوسف وأعطاه الكأس الذي أرسله إلى أتباعه في بريطانيا العظمى. وعلى هذا الأسلوب، تكمل الرواية أن يوسف جمع دم المسيح به، وأبقاه تحت خط حراسة في بريطانيا.
في رواية أخري جاء أن الكأس لم يكن سوي حجرا سقط من السماء تحديدا من الجنة وكان كهدية لمجموعة من الملائكة الذين اتخذوا جانبا محايدا ولم يشتركوا في التمرد والثورة التي قام بها لوسيفر .
اعتبر البعض ان الكأس هو رمزا للنعمة الإلهية وكان جالا هاد الابن الغير الشرعي لـ انسلت والين والملقب بالفارس الأعظم في العالم هو حامل الكأس وقد احتفظ به في قلعة كوربينك مما جعل له شعبية كبري وشهره أكثر من أبيه الفارس وقد ظلت الكأس معه حتى اعتقل وتم مصادرتها من قبل السير توماس مالوري في القرن الخامس عشر .
وفقا للموسوعة الكاثوليكية فان الكأس المقدس حصل علي أسماء كثيرة علي مر العصور إلا أن أبرزها بعد الكأس المقدس كان الدم الملكي وقد لعب بعض الكتاب علي هذه النقطة لإخراج عشرات القصص ومحاولة الربط والخروج بنظريات جديدة





في الأدب


ظهر الكأس في الأدب لأول مره من قبل كريتيان دو تروا الكاتب الذي ادعي أن مصدره هو كتب معلمه فليب فلاندرو وكان هذا بين عامي 1180 و 1191 وقد حاول منح الكأس شئ من القداسة عن طريق عمل موكب لأول ظهور له إمام الملك إلا انه أيضا قام بوصف الكأس ككائن وليس كشئ.

أيضا من ابرز ما تناوله كريتان قصه يوسف الرامي وكيف وصل
الكأس إليه عندما كان بالسجن فظهر له شبح يسوع وأعطاه الكأس وشرح له أسرار الكأسالمقدسة وبعدها يتم العفو عن يوسف الذي يخرج ليتم مهمة الكأس الأولي وهي جمع دماء المسيح به قبل أن يرسله إلي بريطانيا ويضعه في حراسة تتوارثها الأجيال.


بعد هذه النقطة انقسمت أسطورة الكأس إلي نقطتين وقضيتين الأولي تتحدث عن فرسان الملك آرثر وبحثه عن الكأس والثانية ظلت مع يوسف الرامي وحرسهالكأس وخرج من عباءة الاثنين قصائد أدبية وبعد الكتب منها ما يلي :

حكاية
الكأس Le Conte De Graal بين أعوام 1170 – 90 وهو أول عمل بقي للآن عن الكأس المقدسة، ولم يكتمل بسبب موت كاتبه كريتيان دي تروا وظهرت أربع تتمات لاحقا.

جوزف دارماثي (عام 1200) من تأليف روبير دو بورون وهو أول عمل بقي عن تاريخ الكأس.

بارزيفال لفولفرام فون إشنباخ (عام 1210) وكتب بالألمانية وهنا برسيفال هو بطل الكأس.

ديدو برسيفال (عام 1210) لكاتب غير معروف، وفيها برسيفال أيضا بطل الكأس.

الكتاب الكبير عن
الكأس (عام 1210) لكاتب غير معروف.

سلسلة القصائد اللاتينية (عام 1215) ويحتوي على تاريخ
الكأس المقدسة والبحث عنها ويظهر فيها غالاهاد.




[TR]
[TD="class: cms_table_alt1, bgcolor: black"]
لاحقا وعبر التاريخ لقي الكأس وأسطورته صدي ضخم في عشرات الملاحم والأعمال الأدبية وتمحورت تلك الاعمال بين قدسية الكأس او قدرتة الاعجازية وكان أشهرهذه الاعمال :

المغامرات الآرثرية


البحث عن الكأس المقدسة كان أهم مغامرات فرسان الملك آرثر وكان هناك مقعد مخصص لمن يعثر على الكأس يدعى سيج بيريلوس Siege Perilous أو المقعد الخطير وهذا كان من أمارات نهاية مملكة آرثر حيث ما إن يتم حجز هذا المقعد حتى تكتمل الدائرة، وكثرت القصص عنها حتى أن بعضها قد يتناقض مع الآخر، من القصص أن غاوين فشل بشكل مخزي بينما لانسلوت فشل بسبب علاقته المحرمة مع غوينيفير زوجة آرثر. ويظهر أن القصص الأولى قد جعلت غاوين بطل الكأس قبل برسيفال.


غاوين


أدخل غاوين في التتمة التي وضع ووشيه دي دينان لقصة كريتيان دي تروا. وتظهر الكأس هنا بأنها توفر الطعام، وطبيعتها لم تكن محددة، كما قال أنها تخدم الملوك بلاطهم دون خدم، وفي نسخة أخرى تحملها فتاة تبكي، وأنها تدعى الكأس المقدسة، ولكن لم يقدم أي شيء عن تاريخها أو أصلها. في النسخة الثالثة، وتدعى ديو كروني، لم يوضح أصلها لكن يظهر أنها كانت وعاءا قدمها المضيف إلى الملك، وفيها يظهر غاوين بأنه فارس الكأس. وفي قصيدة لانسوت، فإن غاوين أنزل عن منصبه كأعظم فرسان البلاط، بهذا فإن زيارته للقصر انتهت بخيبة كبيرة. وفي الحكايات كانت تحاط بهالة من الرهبة والتبجيل.


برسيفال



أغلب القصص تقول أن برسيفال هو بطل الكأس وأنه تربى في الغابات مع أمه وأبوه كان قد مات بعد ولادته بفترة قصيرة، وعندما كبر ذهب على بلاط الملك آرثر وتعلم ميثاق الفروسية والسلوك الحسن، وبعد عدة مغامرات يعثر على قلعة الكأس ويساعد حارس الكأس الذي كان عمه أو جده ويصبح حارسا في مكانه. واهم هذا الكتب هي حكاية الكأس Conte del Grael بقلم كريتيان دي تروا، ووصفت بأنها مصنوعة من الذهب الخالص ومرصعة بالأحجار الثمينة؛ وكانت تحمل في موكب مهيب، وكان نورها يغطي على نور الشموع. في قصة بارزيفال بقلم فولفرام فون إشنباخ، فإن الكأس ممثلة في حجر ثمين أنزلته الملائكة إلى الأرض، وعهدت بحمايتها إلى ملك الكأس ونسله.
تظهر الكأس وهي محروسة من مجموعة من الفرسان المختارين، ومن خواصها أنها تحفظ الحياة والشباب، فلا يموت من يحملها خلال ثمانية أيام، والعذراوات اللاتي يحملنها يحتفظن بشبابهن الدائم، وهي تختار من يخدمها وتختار زوجة الملك الذي يحرسها. وصلتها الوحيدة بالحكايات المسيحية أن قوتها تتجدد في جمعة الآلام من كل عام بيمامة تأتي من السماء. والمتناقضات في الوصف بين الحكايات يظهر جليا. أما في حكاية تدعى ديدو برسيفال فإن تاريخ الكأس يظهر جليا.
تشكل حكاية برسيفال القسم الثالث والختامي من مجموعة من القصص القصيرة، وقد سبقتها حكاية يوسف الرامي ومرلين. في الأولى نجد التاريخ الدقيق للكأس المقدسة، حيث كانت صحنا من العشاء الأخير، عهد السيد المسيح بحمايته إلى عناية يوسف، وزاره المسيح بمعجزة في السجن الذي وضعه فيه اليهود. وأعطاها يوسف بعد ذلك إلى صهره برونس، والذي قدر لحفيده برسيفال أن يكون الفائز الأخير وحامي الكأس. وتشكل حكاية مرلين وصلة ربط بين هذه القصة الدينية والشهامة في بلاط آرثر؛ وأخيرا، في حكاية بيرسيفال، فإن البطل بن ألين وحفيد برونس، قد حذره مرلين من المهمة التي تنتظره والتي سينجزها بعد عدة مغامرات. وفي تكملة غيربرت روى أن الكأس أحضرت إلى بريطانيا عن طريق يوسف الرامي وقد صحبته أم بيرسيفال.


غالاهاد





في سلسلة القصائد اللاتينية Vulgate cycle والتي تبعها توماس مالوري في كتاب موت الملك آرثر كان البطل غالاهاد وهو شخصية خيالية وكان الابن غير الشرعي للانسلوت وحفيد بيلياس سيد قلعة الكأس في كوربنبك حيث كان من أفضل الفرسان ومثالا للطهارة والإخلاص، وكان مثل برسيفال حفيد حارس الكاس تربى في دير للراهبات وذهب لكي يعثر على الكأس ورافقه برسيفال وبورس قريب لانسلوت على كوربنيك، وعندما يرون الكأس بكل عظمتها ويقررون حملها إلى القدس حيث حمل غالاهاد إلى السماء مع الكاس ومات برسيفال ووحده بورس عاد إلى كاميلوت.
كانت قصة رحلة الكأس المقدسة من الأعمال القليلة والتي تصف غالاهاد بأنه البطل الوحيد، وقد ظهرت كتتمة لقصص لانسلوت، وذلك أن الأخير فشل بسبب علاقته المحرمة مع غوينيفير، ولكن مركزه بين فرسان البلاط لم يسمح لفرسان آخرين أن يتجاوزوه. لذلك قدر لغالاهاد أن ينجز المهمة، وأن يختفي كتضحية لاسم أبيه، الذي لم يكن له يتجاوزه. وهنا تظهر الكأس المقدسة، والتي كانت كأس العشاء الأخير، كما ظهرت في قصص غاوين، تتصرف من تلقاء نفسها وتوفر الطعام.




هناك نظريتان تم وضعهما لمعرفة أصل الكأس الأولي مستمدة من كتابات روجر شيرمان والفريد نوت ويستون جيسي وقد تبنوا النظرية التي تقول أن أصل الكأس مستمد من أسطورة السلت في وقت مبكر من الفلكلور السلتيك.
وعلي صعيد أخر فان بعض العلماء يعتقدون أن الكأس هو رمز مسيحي بحت على سبيل المثال، حدد جوزيف جورينج من جامعة تورونتو مصادر للصور الكأس في القرن ال 12 من اللوحات الجدارية للكنائس في جبال البرانس الكاتالونية (الآن تم إزالة معظمها إلى متحف ناسيونال دي كاتالونيا الفن، برشلونة)
التي تقدم صورا فريدة من تظهر فيها مريم العذراء ومعها وعاء الضغط الذي يشع ألسنة النار وهذه الصور قد سبقت في الزمان القصص والقصائد الأدبية لـ دي كريتيان لذا فان نظرية جورينج تقول أنهم كانوا مصدر الإلهام الأساسي لأسطورة الكأس.



نظرية أخري تري أن الكأس مسيحية إلا أن هذه النظرية كان الهدف منها تعزيز سر الروم الكاثوليك من القربان المقدس مما يترتب عليه أن هذه النظرية قد يكون لها سند في الواقع وتكون أساطير الكأس هي ظاهرة من الكنيسة الغربية.


جزء من الاعتقاد في الكأس كان يهدف إلي المنفعة خصوصا عند فرسان الهيكل إذ أنهم كحملة للكأس تم إعطائهم نفوذ ضخم ومكانة في الوقت الذي ساهموا هم في تداول أسطورة الكأس بشدة في القرنين 12 و 13.


لاحقا ادعت بعد الكنائس أن الكأس في حوزتها إلا أن أشهر القصص وأقربها للتصديق هي كأس كنيسة سانت ماري بـ فنسيا والتي تحتفظ بقطعه أثرية من القرن الأول الميلادي في شكل كأس وقد أخذها القديس بطرس معه من روما ثم ذهبت إلي اسبانيا علي يد القديس لورنس في القرن الثالث الميلادي ثم تنقلت إلي عدده كنائس وبلدان ويقال أن تنقلها لاحقا كان لحمايتها من الغزو الإسلامي.



أخيرا لم يتحدد مكان الكأس فتارة يقال أن فرسان المعبد هم من خبئوها للأبد في مكان سري شديد الحراسة وتارة يقال أنها بمخبأة تحت قلعه مونسيلفاش باسبانيا وتارة قيل أنها دفنت تحت كنيسة روسلين. إلا انه بعد كل هذه الرويات لا يوجد شئ مؤكد حول مكانها.


أخيرا بعد كل هذا خرجت عشرات الكتابات في محاولة لتفسير الكأس ووجودها كانت أبرزها محاولة الكاتب دان براون الذي رأي أن الكأس ليس كأس وإنما هو رمز إلي رحم مريم المجدلانية وادعي أنها كانت زوجة المسيح ليوحي بالنهاية أن الكأس ترمز إلي دم المسيح وسلالته وقد قوبلت رواية دان برون وتفسير بهجوم قوي من الكنيسة بل ومنعت في بداية الأمر من النشر كما منع الفلم من العرض في عدده دول.
أخيرا بقي أن نذكر أن أسطورة الكأس المقدس لقت صدي قوي في ظل الموقف الغامض والسكون من قبل الفاتيكان فلا هم يؤكدون وجوده ولا هم ينفونه وتغيب الحقيقة وتبقي الأسطورة متحدية الجميع.





[/TD]
[/TR]