أرسل الله نوحًا إلى قوم عندما تركوا التوحيد وعبدوا الأصنام ؛ فكان الناس على التوحيد عدة قرون قبل نوح ، حتى زين الشيطان للناس الاصناهم وصدهم عم عبادة الرحمن؛ كل ذلك ناتج صنع التماثيل لبعض الصالحين ، ثم عبدت من الله جهلا بعد ذلك...بيان ما سبق جاء في الآتي:
1-قوله تعالى : وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23)(نوح).
جاء في التفسير الميسر: وقالوا لهم: لا تتركوا عبادة آلهتكم إلى عبادة الله وحده، التي يدعو إليها نوح، ولا تتركوا وَدًّا ولا سُواعًا ولا يغوث ويعوق ونَسْرا - وهذه أسماء أصنامهم التي كانوا يعبدونها من دون الله، وكانت أسماء رجال صالحين، لما ماتوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن يقيموا لهم التماثيل والصور; لينشطوا- بزعمهم- على الطاعة إذا رأوها، فلما ذهب هؤلاء القوم وطال الأمد، وخَلَفهم غيرهم، وسوس لهم الشيطان بأن أسلافهم كانوا يعبدون التماثيل والصور، ويتوسلون بها، وهذه هي الحكمة من تحريم التماثيل، وتحريم بناء القباب على القبور; لأنها تصير مع تطاول الزمن معبودة للجهال. وقد أضلَّ هؤلاء المتبوعون كثيرًا من الناس بما زيَّنوا لهم من طرق الغَواية والضلال.

2- تفسير التحرير والتنوير : عن ابن عباس أن ودا وسواعا ويغوث ويعوق ونسرا كانوا من صالحي قوم نوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت.
2-
وكان نوح قد لبس في قومه يدعوهم إلى الله ألف سنة إلا خمسين عاما كلها دعوه لله ونبذ عبادة الأصنام، وهذه أطول مدة في الدعوة إلى لرسول على مدار تاريخ البشرية
وقد يتساءل البعض إذا كان عمره في الدعوة أف سنة إلا خمسين عاما فكم هو عمره الحقيقي أنا الأعمار تزيد عن مائة وعشرين سنة قليلا فكيف يكون للإنسان أن يعش هذه المدة من الزمان؟
الجواب في عدة نقاط منها كما يلي:
أولاً : إن الذي يظهر لي أن المعترض لم يقرأ كتابَه المقدس جيدًا، لذا كان لازما علي أن آتيه أنا بالنصِ من الكتابِ المقدسِ الذي يؤمن به ؛ ليؤكد جهله ....

جاء في سفر التكوين إصحاح 9 عدد 28وَعَاشَ نُوحٌ بَعْدَ الطُّوفَانِ ثَلاَثَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً. 29فَكَانَتْ كُلُّ أَيَّامِ نُوحٍ تِسْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً، وَمَاتَ.

وأتساءل : هل يحق للمعترض بعد ذكر النص الاعتراض بعد ذلك ...؟!


ثانيًا : إن الكتابَ المقدس أظهر لنا تناقضًا قويًا في الآتي :
نص يقول : إن عمر نوحٍ تسع مئة وخمسين سنة كما تقدم معنا
ونص يقول : إن عمر الإنسان لا يزيد عن مئة وعشرين سنة ، وذلك في سفر التكوين إصحاح 6 عدد 3فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ، هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً».

نلحظ من النص الأخير: أن عمر الإنسان لا يزيد عن مئة وعشرين سنة يسبق النص الأول الذي فيه أن عمر نوح 950 سنة ...

أتساءل : أليس هذا تناقضًا واضحًا يدعو المعترض إلى التفكر فيه ....!

أرسل نوح إلى قومه خاصة كما هو الحال مع سائر الأنبياء والرسل إلا محمد ص
وكان من أولي العزم من الرسل ؛ فهو من اللذين عندهم عزيمة وصبر جميل على تحمل الصعاب والابتلاءات..
بعد أن عبد قوم نوح الأصنام التي كان أصلها رجال صالحين كما تقدم معنا ، بدء يدعوهم فوجد من البشاعة والإجرام بجميع أشكاله مع هذا الرسول الذي هو أول الرسل على مدى نشأة الأرض؛فلم يتلقى نبي الأذى مثلما أوذي نوح من قومه
ظل نوح يدعوهم إلى الله ولم ييأس من دعوتهم ، وقد استخدام أساليب عدة في دعواتهم إلى الله تعالى منها ما يلي:

1- كان يدعوهم في المجالس العامة والخاصة ،سرا وعلانية ، فكان يضرب ويهان ويهدد بالرجم... يقول الله على لسان نوح:" ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9)"(نوح)
وقال تعالى حاكيا عنهم :" قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ (116)"( الشعراء).
2- كان في دعوته لهم يقول لا أريد منكم مالا ولا رزقا... فلسان حاله يقول وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ
3- دعاهم إلى عبادة التفكر في خلق السموات والأرض ، وأن الأصنام حجارة لا تضر ولا تنفع ؛ فتركها هو طريق الوقار في الدنيا وفي الآخرة...
قال تعالى حاكيا عنه: مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20)(نوح).
4- دعاهم إلى الاستغفار وبين لهم انه طريق الرزق ،فلاستغفار يأتي بالرزق والأمطار التي يحتجونها للشرب وكل ما يصلح لحياتهم..
قال تعالى حاكيا عن نوح:" فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)(نوح).
5- دعا أكبار قومه بعد أن استجيبت دعوته من الفقراء والضعفاء، فإن في إسلامهم يأتي من تحته في دينه الإسلام؛ فكان الجواب هو السخرية منه ومن تبعه من الفقراء والضعفاء...يقول تعالى: فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27)(هود).
وكان إذا وكانوا إذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون،فكان الجواب هو قوله: يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (61) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (62) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (63)( الأعراف).
ثم طلبوا منه في إحدى المجالس أن يطرد الفقراء والضعفاء الذين أسلموا معه ...فقال : وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (30) وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ (31)(هود).
كما كان رد هؤلاء أنك يا نوح لست إلا بشرا لم نراك ملكا ولم تأتي بخوارق... فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27) فقال لهم نوح: قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28) (هود).
فهذا هو حال الضلال مع كل الأنبياء ؛قال تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (34)(سبأ).
6- دعاهم عن كطريق أسألتهم وجوابهم مخاطبا عقولهم ... قال تعالى عن نوح:" قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28)(هود).

كانوا يقولون ما أنت إلا بشرا لقد سئمنا من دعوتك ليلا ونهار سرا وجهارا ..قال تعلى حاكيا عنهم : قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32)فكان رد نوح: قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33)(هود).

وهنا طلبوا منهم أن يدعو عليهم... وهذا ما ستقدم معنا غن شاء الله .
ومن كثرة ابتلائه كان البلاء داخل سكنه أيضا في بيته فلم يجد الراحة ،بل وجد القسوة من امراءة الكافرة التي أشاعت عنه انه مجنون وكانت تنقل أخباره وتحركاته واسراره إلى القوم المكذبين...قال تعالى : ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10)(التحريم).
ومعني قوله تعالى : فَخَانَتَاهُمَا: أي لم يؤمنوا بما أرسل به رسل الله وكن يراسلن القوم الكافرين وينصرونهم عليه...
قال بن عباس عند بن كثير في تفسيره :"لم تزني أمرآة نبي قط".
عملت أمرآة نوح على نشر الأسرار إلى الفجار وأشاعت عنه أنه مجنون مخبول وعملت على مضايقته في دعوته...وكانت تربي ابنها كنعان على الكفر به وأنه مجنون لا يصلح أن يكون رسولا
...قال تعالى حاكيا الموقف: كذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9)(القمر).
وهنا انتهى صبر نوح وجاء وآن وقت الجزاء ؛ الوعد والوعيد من الله تعالى ؛ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10)(القمر).

أعلم نوح من الله أن قومه لن يؤمنوا و أن نسلهم هو أطغى منهم،فهم لا يلدون إلا فجار كفارا،قال تعالى حاكيا عن مناجاة نوح لربه :" وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27)"(نوح).
فكان الواحد منهم يوصي قبل وفاته بان هناك رجل مجنون كاذب يدعى نوح فلا تتبعوه وحاربوه....فكان اعتداء الأولاد اشد جرما من الآباء والأحفاد...
داع نوح ربه بعد هذه الأكاذيب يقول تعالى : : كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ (9) فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (10)(القمر).

وقال حاكيا عن دعائه : وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا (28) (نوح).

استجاب الله وفور دعاء نوح على قومه ؛ أمره الله تعالى أن يصنع سفينة ولم يكن نجار بل صنعها تحت رعاية الله وحفظه وقدرته...
قال تعالى : وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ (37) (هود).

لم يسلم نوح من قومه حتى بعد أن تركهم وظل ومن معه يصنعون السفينة فإذا بهم يسحرون ويتهموهم بالجنون إذا كيف تمشي سفينة على يابسة لا بحر ؟!
قال تعالى : وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (39)(هود)
وقال تعالى حاكيا الموقف: وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (39)(هود).
يقول الله تعالى : حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40)

انتهى نوح من صنع السفينة فأمره الله أن يحمل زوجين مما يساعدان على الحياة لكل شخص..
يقول تعالى : فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14) وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (15) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (16)( القمر)

وهنا بعد هذا الفرج العظيم على المؤمنين والكرب الشديد على الكافرين يخاطب نوح ابنه كي يركب السفينة وينجو من عذاب الله، ولكن ابي الابن وقال إني سأصعد إلى أعلى جبل فلن يصبيني شيئا... فكان من المغرقين الهالكين ؛قال تعالى : وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (41) وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ (43) وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (44)(هود).
وهنا خاطب نوح ربه بعاطفة الاب مكسور القلب؛إنك يارب وعدتني أن تنجي أهلي معي فقال الله تعالى نهم وعدتك ولكنه ليس من اهلك إنه عمل غير صالح كان على الكفر وهلك مع الهالكين ؛ إنما الاهل الحقيقيون هم من معك في السفينة فالأهل والإخوة هي في الدين؛فأدرك نوح مراد الله وتاب وأناب ونزل من السفينة هو من معه ناجين مطمئنين..
قال تعالى : وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (46) قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (47) قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (48)(هود)
استوت السفينة عند جبل الْجُودِيِّ بتركيا الآن ،عاش نوح وقومه الناجحين الفالحين وهم أهله الحقيقيون ،فظلوا في طاعة الله وعبادة وعلى التوحيد كما قال الكتاب المجيد؛ فحقا نوح من أولي العوم من الرسل وأول رسول ابتلي في الله هذا البلاء المبين؛قال تعالى : شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13)( الشورى).
يقول تعالى واصفا الأحداث التي للرسول المكرم نوح : وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ (75) وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (76) وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ (77) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (78) سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ (79) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (80) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (81) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (82)( الصافات).


وأما حال قومه فإنهم يوم القيامة ينكروه فبس القوم وتشهد له امة محمد ص ؛جاء ذلك في صحيح البخاري برقم 4127 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ فَيَقُولُ هَلْ بَلَّغْتَ فَيَقُولُ نَعَمْ فَيُقَالُ لِأُمَّتِهِ هَلْ بَلَّغَكُمْ فَيَقُولُونَ مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ فَيَقُولُ مَنْ يَشْهَدُ لَكَ فَيَقُولُ مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ فَتَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ
{ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }
فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا }
وَالْوَسَطُ الْعَدْلُ.

والناظرَ في الكتابِ المقدّسِ يجدُه قد وصفَ ربَّ العالمين بصفتَيّ الحزنِ والأسفِ، وذلك لأنّه خلقَ الإنسانَ؛ هذا الإنسانُ الذي فعلَ الشرَّ فيُغرقُ الأرضَ كلَّها إلا نوحًا u ومَن معه، وهذا يدلُّ على شرِّ قومِ نوحٍ وضلالِهم ممّا جعلَ ربَّ العالمين يحزنُ ويأسفُ - تعالى الله عن ذلك –
بيانُ ما سبقَ جاءَ سفرِ التكوينِ إصحاح 6 عدد 5 " وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وأنّ كلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ. 6فَحَزِنَ الرَّبُّ أنّه عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ، وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ. 7 فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ، الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ». 8 وَأَمَّا نُوحٌ فَوَجَدَ نِعْمَةً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ".

واتسآءلُ عدّةَ أسئلةٍ:
1- هل ربُّ العالمين يحزنُ ويأسفُ(يندمُ)...؟
2- لماذا خلقَ الإنسانَ مِنَ الأصلِ أليس هو عليمٌ منذُ الأزلِ بخلقِه؟!
3- لماذا يُهِلكُ الدبّاباتِ والطيورَ...؟

ويجدُ الناظرُ أيضًا في سفرِ التكوينِ أنّ الربَّ Iبيّنَ لنا مدى شرِّ قومِ نوحٍ فأمرَ نوحًا بصنعِ السفينةِ، وبيّنَ لنا هلاكَهم بما يستحقون...
وذلك في سفرِ التكوينِ إصحاح 6 عدد 12 " وَرَأَى اللهُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ قَدْ فَسَدَتْ، إِذْ كَانَ كُلُّ بَشَرٍ قَدْ أَفْسَدَ طَرِيقَهُ عَلَى الأَرْضِ. 13فَقَالَ اللهُ لِنُوحٍ: «نِهَايَةُ كُلِّ بَشَرٍ قَدْ أَتَتْ أَمَامِي، لأنّ الأَرْضَ امْتَلأَتْ ظُلْمًا مِنْهُمْ. فَهَا أَنَا مُهْلِكُهُمْ مَعَ الأَرْضِ. 14اِصْنَعْ لِنَفْسِكَ فُلْكًا مِنْ خَشَبِ جُفْرٍ. تَجْعَلُ الْفُلْكَ مَسَاكِنَ، وَتَطْلِيهِ مِنْ دَاخِل وَمِنْ خَارِجٍ بِالْقَارِ. 15وَهكَذَا تَصْنَعُهُ: ثَلاَثَ مِئَةِ ذِرَاعٍ يَكُونُ طُولُ الْفُلْكِ، وَخَمْسِينَ ذِرَاعًا عَرْضُهُ، وَثَلاَثِينَ ذِرَاعًا ارْتِفَاعُهُ. 16وَتَصْنَعُ كَوًّا لِلْفُلْكِ، وَتُكَمِّلُهُ إِلَى حَدِّ ذِرَاعٍ مِنْ فَوْقُ. وَتَضَعُ بَابَ الْفُلْكِ فِي جَانِبِهِ. مَسَاكِنَ سُفْلِيَّةً وَمُتَوَسِّطَةً وَعُلْوِيَّةً تَجْعَلُهُ. 17فَهَا أَنَا آتٍ بِطُوفَانِ الْمَاءِ عَلَى الأَرْضِ لأُهْلِكَ كُلَّ جَسَدٍ فِيهِ رُوحُ حَيَاةٍ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. كُلُّ مَا فِي الأَرْضِ يَمُوتُ. 18وَلكِنْ أُقِيمُ عَهْدِي مَعَكَ، فَتَدْخُلُ الْفُلْكَ أَنْتَ وَبَنُوكَ وَامْرَأَتُكَ وَنِسَاءُ بَنِيكَ مَعَكَ. 19وَمِنْ كُلِّ حَيٍّ مِنْ كُلِّ ذِي جَسَدٍ، اثْنَيْنِ مِنْ كُلّ تُدْخِلُ إِلَى الْفُلْكِ لاسْتِبْقَائِهَا مَعَكَ. تَكُونُ ذَكَرًا وَأُنْثَى. 20مِنَ الطُّيُورِ كَأَجْنَاسِهَا، وَمِنَ الْبَهَائِمِ كَأَجْنَاسِهَا، وَمِنْ كُلِّ دَبَّابَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. اثْنَيْنِ مِنْ كُلّ تُدْخِلُ إِلَيْكَ لاسْتِبْقَائِهَا. 21وَأَنْتَ، فَخُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ كُلِّ طَعَامٍ يُؤْكَلُ وَاجْمَعْهُ عِنْدَكَ، فَيَكُونَ لَكَ وَلَهَا طَعَامًا». 22فَفَعَلَ نُوحٌ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ اللهُ. هكَذَا فَعَلَ... ".

و ينسب لنبيِّ اللهِ نوحٍ u أنه سكر وتعرى ثم لعن ابنه وأنشئ الفُرقة والعنصريةَ بين أبنائه ، وذلك في سفر التكوين إصحاح 9عدد18وَكَانَ بَنُو نُوحٍ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنَ الْفُلْكِ سَامًا وَحَامًا وَيَافَثَ. وَحَامٌ هُوَ أَبُو كَنْعَانَ. 19هؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ بَنُو نُوحٍ. وَمِنْ هؤُلاَءِ تَشَعَّبَتْ كُلُّ الأَرْضِ. 20وَابْتَدَأَ نُوحٌ يَكُونُ فَلاَّحًا وَغَرَسَ كَرْمًا. 21وَشَرِبَ مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. 22فَأَبْصَرَ حَامٌ أَبُو كَنْعَانَ عَوْرَةَ أَبِيهِ، وَأَخْبَرَ أَخَوَيْهِ خَارِجًا. 23فَأَخَذَ سَامٌ وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى الْوَرَاءِ، وَسَتَرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إِلَى الْوَرَاءِ. فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا. 24فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ، عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ، 25فَقَالَ: «مَلْعُونٌ كَنْعَانُ! عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإِخْوَتِهِ». 26وَقَالَ: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدًا لَهُمْ. 27لِيَفْتَحِ اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي مَسَاكِنِ سَامٍ، وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدًا لَهُمْ».

نلاحظ : من فعل نوح أنه بدلاً من أن ينصح ابنه الصغير للتصرف الصحيح مع الوالد حينما سكر وتعرى ، صب لعناته على كنعان ابن حام، كنعان الذي لعله لم يُخلق بعد....

وعليه أتساءل :
1- ما ذنب كنعان حتى يصب نوحٌ لعانته عليه... ؟!

2- ما ذنب أبيه الذي لم يستحق هذا كله ...؟!

3- ماذا عن الأب ( النبي نوح) الذي شرب الخمرَ فسكر وتعرى، ما الذي يستحقه... عقوبة أم ماذا... ؟

4- هل اعتبرت التوراة سُكر نوح وتعريه معصية ... ؟
5- هل عاتبه ربُّه على ذلك ...؟
كتبه / أكرم حسن مرسي