لا يوجد معبـود على وجه الأرض إلا الله ..!!
وخلافنـا مع بقية الأديـان ليس لأنهم لا يعبدون الله ولكن لأنهم جعلوا لله شركاء في الدعـاء والطلب والتصرف في الكون ..!!
فجميع أديـان الأرض تعبد الله وهو عندهـا العظيم الخالق .. حتى أكثر الديانات إغراقا في الوثنيـة ................ لكنهم جعلوا له شركـاء متشاكسون نسبوهم للخالق واعتبروهم أدنى منه منزلة - آلهة صغيرة - .
ففي الكعبة مثلا ذلك المكان الصغير يوجد ثلاثمائة وستون صنما هُدمت كلها يوم فتح مكة.. لكن هذه الاصنام كانت تُتخذ وسائط متعددة لإله واحد … قال القرآن على لسانهم {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} (3) سورة الزمر ..ما يعبدونهم إلا تقربا وواسطة إلا الله وقد لغى الله الواسطة بينه وبين خلقه على لسان جميع أنبيائه .. ولذا يقول تعالى {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} (25) سورة لقمان..

يقول الشهرستاني عن أوثان العرب قديما :- أما الأصنام فلم يكن العرب يعبدونها لذاتها ولم تكن عندهم مجرد قطعة من حجر .

ويوجد في الهند قريبا من أربعة آلاف من الآلهة وهذا لا مثيل له في العالم ومع ذلك يُنظر لهذه الكثرة الكاثرة من الآلهة أنها صور وتجسيدات للكائن الواحد الأعلى الله سبحانه وتعالى وهذا ما ذكره التقرير المرفوع إلى الحكومة البريطانية في الهند وفيه أن : النتيجة العامة التي انتهت إليها اللجنة من البحث هي أن كثرة الهنود الغالبة تعتقد عقيدة راسخة في كائن واحد أعلى .. المصدر :- قصة الحضارة للملحد ول ديورانت مجلد 3 ص 209
ويرى ول ديورانت أن هذه الألوف من الآلهة هي نفس ما تفعله الكنائس المسيحية من تقديس لآلاف القديسين فلا يتطرق إلى ذهن الهندي ولو للحظة واحدة أن هذه الآلهة التي لا حصر لها لها السيادة العليا .. المصدر السابق

ولذا فقد كان النزاع بين الرسل وأقوامهم في توحيد الألوهية " إفراد الله بالعبادة " لا في توحيد الربوبية "إفراد الله بالخلق " ولهذا لم يرد التكليف بمعرفة وجود الصانع وإنما ورد بمعرفة التوحيد ونفي الشريك ... يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " ومن ظن في عباد الأصنام أنهم كانوا يعتقدون أنها تخلق العالم أو أنها تنزل المطر أو أنها تنبت النبات أو تخلق الحيوان أو غير ذلك فهو جاهل بهم بل كان قصد عباد الأوثان لأوثانهم من جنس قصد المشركين بالقبور للقبور المعظمة عندهم "مجموع الفتاوى 1-359
مشكلة الملحد أو الربوبي أنه يفرح بموضوع كثرة الديانات ويتخذ الأمر ذريعة لكفره وقلة أدبه مع خالقه ورازقـه .. ويتخذ الأمر ذريعة لترك البحث في مُقتضى وجوده ويظن أنه بذلك استطاع أن يجد مبررا للهروب بشنيعة كفره .

وهو لا يعلم أن توحيـد الله فطرة البشـر جميعـا ... وأن الجميع يؤمنون بالخالق .. فالغريزة الدينية التوحيدية توجد في كل الأعصار والأصقـاع وهي إحدى النزعات الخالدة للإنسانية ...
لكن مشكلة الموحدين أنهم لا يصنعون تماثيل ولا أيقـونـات .. فالذي يقرأ التاريخ عبر التماثيل والأيقـونات سيقرأ تاريخ الوثنيين الذين جعلوا مع الخالق آلهة صغيرة .. وهذا مصدر ضلال الملحدين في البحث !!

إذن لا يوجد في جميع ديانات الأرض إلا الله الواحد ولم يكفر بوجوده إلا الملحد