عالم الكنيسة له أسراره وخفاياه ايضا، بل هو عالم مليء بالاحداث الغريبة المتداخلة، منها ما هو جنسي، أو خلل مالي او تسريب وثائق سرية، أو صراعات داخلية على المناصب كما تشير الاخبار حاليا الى محاولات عزل رئيس بنك الفاتيكان التي تمت بالفعل، الامر الذي يدل على وجود صراعات خفية وظاهرة على الكرسي الرسولي، وعلى العموم لم تعد الكنيسة مكان خال من التجاوزات والاخطاء، حتى الجنسية منها، ومع أن قادة الكنيسة غالبا ما يؤكدون على التقاطع بين الجنس والرهبنة، كما يؤكد البابا قائلا (ان العزوبية من صميم دعوة الكاهن) ولكن هناك ادلة قاطعة على حدوث العكس كما تشير وسائل الاعلام المختلفة الى حوادث التحرش الجنس المتكررة، حيث أدلى مؤخرا أحد القساوسة الامريكيين شهادته أمام احدى المحاكم بشأن فضيحة تحرش جنسي، ناهيك عن التجاوزات التي يرتكبها الكهنة او الرهبان وغيرهم ممن يؤكدون ان عالمهم الكنيسة وحدها مع التصريح بالالتزام بضوابطها، في حين تؤكد افعالهم عكس ذلك تماما، ولم يقتصر الامر على هذا الجانب حيث امتدت ظاهرة التحرش الجنسي الى المدارس، كما حدث في احدى المادارس الكاثوليكية في لبنان، هذا التقرير يسلط الضوء على بعض ما يدور في عالم الكنيسة.تهريب وثائق سريةفبعد نشر عشرات الوثائق السرية، واعتقال "جاسوس"، وعزل رئيس بنك الفاتيكان، شهد الكرسي الرسولي اسبوعا صعبا يكشف عن توترات ورغبة في القيام باصلاحات في اصغر دولة في العالم، وتمثل الفصل الاخير من ذلك الاسبوع باعتقال درك الفاتيكان شخصا "يحتفظ بطريقة غير شرعية بوثائق سرية"، كما اعلن الفاتيكان، وذكرت مصادر مطلعة ان هذا الشخص هو باولو غابريالي المسؤول عن سكن البابا، وهو واحد من الاشخاص القلائل الذين يتصلون مباشرة بالبابا بنديكتوس السادس عشر، وسحب مجلس ادارة معهد الاعمال الدينية (بنك الفاتيكان) الثقة من رئيسه ايتوري غوتي تيديسكي، وفي 2009، اثار تعيين هذا العلماني الكاثوليكي الخبير في "الاخلاقية المالية"، الذي يحظى باحترام البابا وكان مستشاره في 2009 لدى كتابة رسالته الرعوية "كاريتاس إن فريتات"، الامل في اضفاء مزيد من الشفافية على مالية الفاتيكان، ومن النادر عزل مسؤول كبير بطريقة حادة تناولتها باسهاب وسائل الاعلام. ويؤخذ عليه "انه عجز عن تأدية بعض الامور البالغة الاهمية، ومن الاسباب التي اوردتها الصحافة الايطالية لعزله، خلافات بينه وبين الكاردينال تارشيسيو برتوني على بضع مسائل تتعلق بالمصالح المالية للكرسي الرسولي في ايطاليا واتهام غوتي تيديسكي بالكشف عن بعض الوثائق رغبة منه في اعتماد الشفافية، ولم يتأكد اي من هذه الافتراضات، ويلتزم كل من غوتي تيديسكي والفاتيكان الصمت، ووزع في المكتبات كتاب يحمل عنوان "سوا سانتيتا" (قداسته)، وهو يتضمن عشرات الفاكسات والرسائل السرية الموجهة الى البابا او اطلع عليها، ثم تسلم مؤلف الكتاب الصحافي جيانلويدجي نوتسي في وقت لاحق "وثائق اضافية"، وتكشف هذه الوثائق عن كثير من النقاشات الداخلية، ومنها على سبيل المثال العلاقات مع السلطات الايطالية (ضغوط فاتيكانية حول مواضيع المجتمع ومسائل ضريبية وتمويل معاهد كاثوليكية)، والفضائح الجنسية لدى منظمة جنود المسيح ومفاوضات الفاتيكان مع المتطرفين، وفيما تقوم لجنة تحقيق مؤلفة من ثلاثة كرادلة بعملها حول تهريب الوثائق في كانون الثاني/يناير، حمل صدور هذا الكتاب الكرسي الرسولي على القيام برد فعل غاضب والتهديد بملاحقات في ايطاليا، ويشكل رد الفعل هذا مفاجأة لأن الوثائق المنشورة ومنها مذكرات اعدها غوتي تيديسكي، ليست مفاجئة حتى لو انها تكشف توترات قوية بين الكرادلة نويأتي سقوط هذا الرجل الذي كان يريد تحويل معهد الاعمال الدينية الى مصرف نموذجي، في ظرف دقيق: ففي بداية تموز/يوليو، ستقرر مجموعة من الخبراء الاوروبيين ما اذا كان الفاتيكان يستطيع الانضمام الى لائحة الدول الشفافة في مكافحة تبييض الاموال. بحسب فرانس برس.وعمد معهد الاعمال الدينية الذي تورط في الثمانينات في قضايا شائكة اشتركت فيها المافيا والماسونية واجهزة الاستخبارات، الى تلميع صورته خلال حبرية بنديكتوس السادس عشر، بحرصه على التقيد بمعايير مكافحة تبييض الاموال. واقر قانون جديد سرعان ما ادخلت عليه تعديلات للحد على ما يبدو من امكانية اجراء تحقيقات بمفعول رجعي لانه كان سيزعج القطاع المصرفي الايطالي، وانشأ البابا الالماني الذي جعل من التشدد اولوية، في 2010 سلطة المعلومات المالية لكن صلاحياتها مطروحة ايضا في نقاشات بعيدة عن الاضواء، لكن ما يثير قلق الفاتيكان هو ان عددا كبيرا من مسؤولي ادارته قرروا ان يخونوا. هل ما يحصل مؤامرة منهجية لضرب صدقية الفاتيكان؟، واعتبر جيانلويدجي نوتسي مصادره ابطالا "واجهوا معاناة عميقة" لاضطرارهم الى الخيانة، لكن دوافعهم كانت الرغبة في استئصال الفساد في الفاتيكان. لكن اصواتا في الكرسي الرسولي تحتج بعنف على هذا التفسير، ويرى اللاهوتي اليساري الايطالي فيتو مانكوسو وجود مؤامرة "للقضاء على برتوني". وتتفشى هذه الفرضية منذ اندلاع قضية سكرتير الدولة تارشيسيو برتوني المسؤول الثاني في الفاتيكان الذي يعتبر نزيها لكن ادارته تعتبر حمقاء، ويحظى برتوني بثقة البابا لكنه يواجه عداوات عميقة في جهاز الفاتيكان، والفرضية المطروحة هي فرضية مؤامرة تحوكها شخصيات من "الحرس القديم" المعادي لبرتوني اي من الكرادلة المقربين من البابا يوحنا بولس الثاني الذين يأسفون لحقبة كان صوت الكرسي الرسولي فيها اعلى ... واقل ادعاء للشفافية.فضيحة اعتداءات جنسية فقد اعترف الاسقف وليام لين اثناء ادلائه بالشهادة في محاكمته جنائيا في قضية اعتداءات جنسية على اطفال في فيلادلفيا بأنه نقل قسا كان اعتدى على طفل للاقامة في أبرشية ملحقة بمدرسة للتعليم الابتدائي حيث اعتدى فيما بعد على طفل اخر، ومثل لين -وهو أرفع قس في الولايات المتحدة يقدم للمحاكمة في الفضيحة التي هزت الكنيسة الكاثوليكية الامريكية- للدفاع عن نفسه في مواجهة اتهامات بأنه تستر على اعتداءات جنسية مزعومة على اطفال بحق قساوسة اكتفى بنقل معظمهم الى ابرشيات، ويواجه لين عقوبة محتملة بالسجن 28 عاما إذا ادين، وتمثل المحاكمة -التي دخلت اسبوعها التاسع- تذكيرا مؤلما بفضائح الاعتداء الجنسي التي هزت مجتمعات كاثوليكية في ارجاء الولايات المتحدة لأكثر من عشر سنوات. ووفقا لتقرير للمؤتمر الامريكي للاساقفة الكاثوليك فان هناك اكثر من عشرة آلاف إدعاء باعتداء جنسي على اطفال ضد قساوسة في الولايات المتحدة في الفترة بين 1950 و2002، وأشرف لين اثناء عمله كسكرتير للكنيسة خلال فترة رئاسة الكردينال انتوني بيفيلاكوا على قساوسة فيلادليفا لمدة 12 عاما. وأبرشية فيلادلفيا هي سادس أكبر الابرشيات في الولايات المتحدة ويبلغ عدد اعضائها 1.5 مليون. بحسب رويترز.سرقة رضع على صعيد أخر مثلت راهبة مسنة أمام محكمة في اسبانيا لاتهامها بسرقة اطفال رضع بعد ادعاءات من مئات النساء بأن مواليدهن سرقوا منهن عند الولادة وقدموا للتبني بشكل غير قانوني، وزعمت الامهات ان اطباء وممرضات وعمال في بضع عيادات ومستشفيات في اسبانيا باعوا رضعا للتبني على مدار عقود من الزمن بعد ابلاغهن بان اولادهن ماتوا، واصبحت الراهبة ماريا جوميز فالبيونا -وهي في الثماننيات من العمر وعملت في السابق بمستشفى سانتا كريستينا في مدريد- أول من يوجه له الاتهام في فضيحة يتسع نطاقها، وقام قاض بسؤال فالبيونا التي حضرت مرتدية زيا اسود لكنها استندت الى حقها في عدم الرد، ومن بين التهم الرسمية الموجهة الى الراهبة الاحتجاز غير القانوني وتزوير وثائق في قضية يعود تاريخها الى مطلع ثماننيات القرن الماضي، ووجه حشد من امهات يقولن ان مواليدهن سرقوا كلمات قاسية الي الراهبة ذات الوجه المتجهم التي احاط بها حشد من الصحفيين عند مغادرتها المحكمة، وقدمت رابطة للاباء والامهات أكثر من 900 قضية تزعم سرقة رضع لكن غالبيتها رفضت لعدم كفاية الادلة. بحسب رويترز.العزوبية من صميم دعوة الكاهنمن جهته اكد البابا بنديكتوس السادس عشر مجددا السبت لكهنة وراهبات اجتمعوا في كاتدرائية ميلانو ان العزوبية جزء من صميم دعوتهم، فيما تزداد الاصوات داخل الكنيسة للمطالبة بزواج الكهنة، وقال البابا لمئات الكهنة والرهبان والراهبات والشمامسة والاكليريكيين في اليوم الثاني من زيارة الى ميلانو، ان "العلامة المضيئة للمحبة الرعوية والقلب الموحد هي العزوبية الكهنوتية والعذرية المكرسة" لدى الذين واللواتي يكرسون حياتهم للدعوة الدينية، وقد وصل البابا الى ميلانو الجمعة وعبر المدينة على متن سيارته باباموبيلي وهتف له عشرات الالاف من سكان ميلانو، وكان يرافقه كبير الخدم الجديد ساندرو ماريوتي الذي خلف باولو غابريللي الذي اوقفه اخيرا الدرك الفاتيكاني في اطار فضيحة "فاتيليكس" المتعلقة بتهريب وثائق سرية، ولدى وصوله، اشاد البابا "بحرارة" بآخر ثلاثة كرادلة للكنيسة الامبروازية النافذة التي اسسها القديس امبرواز في ميلانو، وهم جميعا من كبار الشخصيات في الكنيسة، اي الاسقف الحالي انجيلو سكولا القريب منه بأفكاره والذي يعد واحدا من كبار رجالات الكنيسة الذين ترد اسماؤهم كمرشحين للبابوية، والكاردينال كارلو ماريا مارتيني رئيس التيار الليبرالي في الكنيسة واللاهوتي اللامع الذي طرح اسمه في المجمع الاخير في 2005 على انه الخليفة المحتمل للبابا يوحنا بولس الثاني، وديونيجي تيتامنتسي اسقف ميلانو حتى العام الماضي والذي لاقت مواقفه الاجتماعية القوية استحسانا كبيرا وخصوصا لجهة استقبال المهاجرين.وكان البابا بنديكتوس السادس عشر غادر الجمعة مقره (في الفاتيكان) الذي يواجه ازمة داخلية، للقيام بزيارة رعوية في اكبر ابرشية في اوروبا وعقد "لقاء عالمي للعائلات" في حضور كاثوليك من 154 بلدا، وجدول اعمال البابا مثقل جدا. فبعد الكاتدرائية، سيلتقي عشرات الاف الشبان المثبتين من صبيان وبنات في ستاد سان سيرو، قبل ان يلتقي السلطات المحلية ويرأس في المساء امسية تسمى "عيد الشهادات" العائلية مع 300 الف شخص في مطار بريسو، وكان البابا بنديكتوس السادس عشر تحدث خلال حفل غنائي في سكالا دو ميلانو عن التناقض بين "نشيد الفرح" الذي يختتم السمفونية التاسعة لبيتهوفن، والبلبلة التي تسود بين الناس لدى وقوع هزة ارضية، فيما اهدي الحفل الى ضحايا الهزة في ايطاليا، وصفق الحضور طويلا للبابا الالماني الاصل الذي يهوى الموسيقى والذي استغرق على ما يبدو في الاستماع الى تحفة بيتهوفن التي عزفتها جوقة بقيادة المايسترو دانيال بارنبويم، ووجه اشادة حارة الى اشهر معهد موسيقي في ايطاليا "لاسكالا، معبد الاوبرا، والمرجع الموسيقي والثقافي ليس لميلانو وايطاليا وحسب، وانما للعالم اجمع". بحسب فرانس برس. لكنه اضاف "اضافة الى هذا الحفل الذي يفترض ان يكون عيدا في مناسبة هذا اللقاء لاشخاص (اللقاء العالمي للعائلات) اتوا من جميع انحاء العالم، يطغى ظل الهزة التي سببت الكثير من الالام لكثير من الناس في بلادنا"، ففي وسط شمال ايطاليا، اسفرت هزتان في 20 و29 ايار/مايو عن 23 قتيلا في الاجمال واسفرتا عن دمار هائل، وذكر البابا بان بيتهوفن رسم "رؤية مثالية للبشرية"، ولاحظ ان "نشيد الفرح" هو "دعوة الى الاخوة يوجهها (المؤلف) الى الجميع بمعزل عن العوائق والمعتقدات". لكنه اضاف "هذا ليس فرحا مسيحيا بحتا"، وقال البابا ان "كلمات +نشيد الفرح+ تبدو جوفاء بالنسبة الينا، حتى انها لا تبدو حقيقية ... لقد اصابنا الشلل جراء دمار غير مفهوم تسبب في خسائر بشرية ودمر منازل عدد كبير من الاشخاص"، وتساءل البابا "كذلك تبدو لنا فرضية اب صالح يسكن فوق السماء المرصعة قابلة للنقاش. هل ان الأب الصالح موجود فقط فوق السماء المرصعة؟ الا تصل طيبته الينا؟"، واضاف "نحن المسيحيون نبحث عن اله لا يجلس على عرش بعيد، لكنه يدخل حياتنا وآلامنا"، واكد البابا "لا نحتاج الى خطاب غير واقعي عن إله بعيد وعن أخوة غير ملزمة. نحن نبحث عن إله قريب، نبحث عن أخوة تدعم القريب وسط الالام"، وفي مقابلة مع صحيفة كورييرا ديلا سيرا، اشاد المدير الموسيقي الاسرائيلي-الارجنتيني لفرقة لا سكالا الذي يعلن انه "ملحد"، بزيارة الحبر الاعظم الى مسرحه، مؤكدا ان "السلطة اللاهوتية والروحية للبابا تلقى اعتراف المؤمنين وغير المؤمنين".راهبات غاضبات الى لك عبرت جمعية تمثل معظم الراهبات في الولايات المتحدة أميركا، عن غضبها من قادة الكنيسة الكاثوليكية، في أعقاب اتهامات من الفاتيكان بأن الراهبات يتبنين مبادئ "الحركة النسوية الراديكالية" ويبتعدن عن تعاليم الكنيسة، وقال بيان لجمعية مؤتمر القيادة للنساء المتدينات، الذي يمثل نحو 80 في المائة من الراهبات الأمريكيات، إن انتقادات الفاتيكان "تسببت بالفضيحة والألم في جميع أنحاء المجتمع الكنسي، وخلقت المزيد من الاستقطاب، وكان مجلس إدارة الجمعية انعقد في واشنطن هذا الأسبوع لمدة ثلاثة أيام، في أعقاب تقييم من الفاتيكان صدر في أبريل/نيسان الماضي، وقال إن الراهبات في أمريكا تمردن بشكل كبير، محذرا من أن ذلك قد يكون له تأثير سلبي على الكنائس في العالم. بحسب السي ان ان.وقال الفاتيكان إن تجمعا تابعا لجمعية مؤتمر القيادة للنساء المتدينات، استضاف متحدثين بشروا "بالحركة النسوية الراديكالية،" وركزوا على العدالة الاجتماعية، دون مواجهة كافية لقضايا مثل معارضة الإجهاض، والقتل الرحيم، وزواج المثليين، وأشار بيان لجمعية مؤتمر القيادة للنساء المتدينات، يوم الجمعة، إلى أن التقييم "تم بناء على اتهامات لا أساس لها و(كان) نتيجة لعملية معيبة تفتقر إلى الشفافية، وأضاف البيان: "علاوة على ذلك، فإن العقوبات التي فرضت لم تكن متناسبة مع الشواغل التي أثيرت، ويمكن أن تضر (بقدرة الراهبات) على أداء رسالتهن، وقالت الجمعية، إن قادتها سيتوجهن إلى روما هذا الشهر للاجتماع مع رئيس مجمع الفاتيكان للعقيدة والإيمان، وهو المكتب الذي بدأ تحقيقا في شأن الراهبات الأمريكيات قبل عدة سنوات، وكان البابا بنديكت السادس عشر، هو رئيس مجمع العقيدة والإيمان لعدة عقود قبل أن ترفع له البابوية.الجنس والطلاقمن جانب أخر قال اسقف لندن ان الولع بالجنس والطلاق يتزايد في المجتمع البريطاني وحث البريطانيين على استغلال احتفالات اليوبيل الماسي لجلوس الملكة اليزابيث على العرش فرصة لتغيير افكارهم، وقال ريتشارد تشارترس معقبا على التغيرات في المجتمع البريطاني منذ جلوس الملكة اليزابيث على العرش عام 1952 ان التقدم والتفوق الاقتصادي لم يأتيا بلا ثمن، وقال تشارترس "ممارسة الجنس غير الشرعي والانفصال والطلاق وصلت إلى معدلات قياسية في مجتمعنا، "بريطانيا اصبحت اليوم مكانا افضل حقا من الناحية المادية لكن هذا التقدم المادي جاء على حساب علاقاتنا مع بعضنا البعض، وحث الاسقف الانجليكاني الرفيع - والصديق المقرب من ولي العهد البريطاني الامير تشارلز الذي القى خطبة في حفل زواج نجله الامير ويليام بكيت ميدلتون العام الماضي - السياسيين على كبح قوى السوق والسماح للكيانات المدنية بالانتعاش وتحسين المجتمع، وقال "يجب على الحكومة أن تقلل من فعل اشياء وتفعل المزيد من أجل تمكين الكيانات المختلفة داخل المجتمع المدني من القيام بأفضل ما تقوم به، "لكن في الوقت نفسه من الضروري ايضا كبح السوق التي حكمت منفردة على مدار 30 عاما الماضية، وصعدت كنيسة انجلترا من لهجتها خلال فترة التراجع الاقتصادي وحثت الائتلاف الحاكم الذي يقوده المحافظون على النظر في الاثر الاجتماعي لخطط التقشف الصارمة التي يطرحها خاصة فيما يتعلق بخفض الخدمات المقدمة للشبان. بحسب رويترز. واستخدم اسقف كانتربري روان ويليامز - الزعيم الروحي لنحو 80 مليون انجليكاني في انحاء العالم - خطبة عيد الميلاد التي القاها العام الماضي في التحذير من ان بريطانيا تخاطر بتمزيق نفسها، كما انتقد ويليامز الحكومة الائتلافية لقيامها بإجراءات جذرية دون تفويض وأيد حركة الاحتجاجات المعارضة للرأسمالية كما أيد دعوات لفرض ضرائب على البنوك يستفيد منها الفقراء، وقال تشارترس - الذي ينظر إليه كخليفة محتمل لويليامز الذي يتنحى بنهاية هذا العام - ان نسبة البطالة بين الشبان "مروعة" - واكثر من واحد من كل خمسة شبان بين سن 16 و24 عاما في بريطانيا لا يعملون، وقال "هذا اقتصاد تشله الديون ولا يمكنه الاستمرار. اليوبيل يخبرنا بأن الوضع الطبيعي من الآن فصاعدا هو اننا يجب ان نعيش في حدود امكانياتنا ومن الغد لا نقترض بالطريقة التي قمنا بها في الماضي."مدارس لبنانوأخيرا بدأ القضاء اللبناني تحقيقا في قضية تحرش احد الاساتذة الشبان بتلميذات لا تتجاوز اعمارهن الثامنة في مدرسة كاثوليكية خاصة، وهي مسألة تثير تنديدا واسعا في لبنان، واعلن وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور في مؤتمر صحافي عقده الاثنين ان مسالة "التحرش الجنسي" التي كشف عنها قبل ايام اصبحت "في يد القضاء"، مضيفا "هذه الامور لا يمكن ان تمر دون عقاب" وداعيا الى "عدم استباق التحقيقات"، واقر الاب انطوان نكد، مدير معهد القديس يوسف- عينطورة التي شهدت احداث التحرش، في مؤتمر صحافي عقده اليوم "بوقوع حادث في حرم المدرسة تمثل بتحرش احد الاساتذة ببعض الطالبات"، واشار الى ان ادارة المدرسة "فور علمها بما حصل، اتخذت اجراءات ادارية وقانونية" تمثلت في طرد الاستاذ وتقديم شكوى الى القضاء وتكليف "اطباء نفسيين متابعة الموضوع مع التلميذات"، وكان تلفزيون "المؤسسة اللبنانية للارسال" كشف المسألة قبل ايام، وما لبثت ان تصدرت اهتمامات وسائل الاعلام، وسارع وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور الى التقدم بشكوى ضد الاستاذ الذي لم يكشف اسمه، وذكرت وسائل الاعلام ان الاستاذ المذكور تعرض بعد "الفضيحة" لحادث سيارة ادخل بعدها الى المستشفى وهو تحت مراقبة القوى الامنية. بحسب فرانس برس.وقالت بعض التقارير ان الحادث كان "محاولة انتحار"، وقالت والدة احدى الطالبات اللواتي تعرضن للتحرش وهي في الثامنة من عمرها لوكالة فرانس برس رافضة كشف اسمها "ابنتي كانت دائما تقول لي انها لا تحب هذا الاستاذ، ولم اكن اعلق اهمية على الامر. وقبل ايام، ابلغتني ان سبب نفورها منه انه يلمسها في اجزاء حميمة من جسمها ويلتصق بها عندما يريد ان يشرح لها شيئا"، وروت جدة تلميذ في الصف التاسع في المدرسة ان حفيدها اخبرها ان استاذ الفنون المتهم بالتحرش "كان يرفع تنانير التلميذات ويقوم بتصويرهن بآلة تصوير خاصة به، والاستاذ في الثالثة والعشرين من عمره، وكان طالبا سابقا في المدرسة المعروفة في لبنان التي تضم اكثر من اربعة الاف تلميذ. وهي السنة الاولى التي يدرس فيها تلامذة في السادسة والسابعة والثامنة، بحسب الاهالي، وقال الاب نكد ان المدرسة ستعالج الموضوع "بحكمة وترو وهدوء لكن بحزم"، وكانت ادارة المدرسة ارسلت تعميما الى اهالي التلامذة اكدت فيه ان "الاعمال المنافية للحشمة التي تعرض لها اطفال من قبل احد مدرسينا (...) امر يعد في نظرنا خطيرا للغاية، واضاف التعميم "نحن في المعهد (...) جرحنا في العمق، وأدمانا ان يساء الى اطفال هم في عهدتنا"، مشيرا الى ان المدرسة اتخذت تدابير لتلافي حصول امور مشابهة في المستقبل مثل تثبيت كاميرات جديدة في اماكن مختلفة من المدرسة، وقال ابو فاعور ان القضية "ليست الأولى" من نوعها، مشيرا الى حالات "تعنيف واعتداءات جسدية وجنسية" في اكثر من مدرسة ومنزل في لبنان، واعلن تشكيل لجنة من وزارات الشؤون الاجتماعية والعدل والتربية لتحضر اقتراحات من اجل "خطة عمل مشتركة" لتلافي مثل هذه الحوادث مستقبلا، موضحا ان الخطة ستشمل النواحي القضائية والتوعية والتوجيه.