[TR]
[TD="align: left"][/TD]
[/TR]
[TR]

[/TR]

1- تاريخ الموسيقى الكنسية

لا يوجد أي مرجع أو نص تاريخي يشير إلى استخدام الموسيقى في العبادة في كل العهد الجديد أو في كتابات الآباء، وحتى نهاية القرن الأول الميلادي.
ويشير التاريخ، وذلك في معظم الموسوعات الموثوقة (أميركان، تشاميرز، شاف هرزوع، ماك لينتوك- سترونغ ) إلى أن البابا فيتاليان هو أول من
سمح باستعمال الأورغن في بعض الترنيمات سنة 670 م. أما قبل ذلك فقد كانت تُستعمل الموسيقى فقط في العبادة اليهودية أو العبادات الوثنية. ويشير التاريخ إلى أن اليهود واليونانيين الذين دخلوا إلى المسيحية عمدوا إلى الابتعاد كُليًا عن استعمال الموسيقى في العبادة بعد أن ارتبطوا بالمسيح. أما شيوع استعمالها في العبادة المسيحية فقد أتى بشكل تدريجي ومرحلي وليس نتيجة عقيدة أو تعليم رسولي مباشر. وهكذا أُدخلت إلى العبادة خلال عدة قرون وعلى مراحل إلى أن وصلت الآن لتصبح أساسًا للعبادة في معظم الكنائس المسيحية في العالم.

لا بد ونحن نلقي نظرة تاريخية أن نشير إلى أن الموسيقى في العبادة تستحوذ على مكانة هامة في العهد القديم منذ أيام اللاويين، ومن الواضح أن الملك داود هو مَنْ أضفى عليها الأهمية الخاصة إنْ في المزامير التي تشير إلى استعمال آلات موسيقية عديدة في الترنيم أو خلال تأسيسه للعبادة في سفر الأخبار الأول في الأصحاحات 6 و13و15و16و25 (الرجاء قراءتها جيداً) حيث نجد مرنمين، آلات كثيرة، مايسترو للترنيم والآلات وذلك بشكل مُنظَّم ومُرتَّب يقارب الكورال والأوبرا في أيامنا هذه.

بالرجوع إلى تاريخ الموسيقى التي سمح بها البابا سنة 670 م ، لا بد من الإشارة إلى أن استعمالها الفعلي أو انتشارها في العبادة المسيحية لم يصبح واقعًا إلا في سنة 1290 م على يد مارينوس سانوتوس الذي شرَّع استعمال الأورغن الهوائي في الكنائس المسيحية. إذًا علينا أن نذكر أن المسيحيين عبدوا الرب دون موسيقى لمدة 1200 سنة على الأقل بعد المسيح!
2- الترنيم والموسيقى في العهد الجديد

إن اللائحة الواردة أدناه تشير إلى نوعية الموسيقى التي استُعملت في الكنيسة الأولى وهذا ما أمر به الله في العهد الجديد:

1 – ثم سحبوا (رنموا ترنيمة) وخرجوا إلى جبل الزيتون (متى 26 : 30 ومرقس 14: 16)
2- وفي نصف الليل كان بولس وسيلا يُصليان ويُسبحان الله (ع 16 : 25)

3 – كما هو مكتوب من أجل ذلك سأحمدك في الأمم وأرتل لاسمك (رو 15 :9)
4- أرتل بالروح وأرتل بالذهن (بفهم) أيضًا (1كو 14: 15)

5- مُكلِّمين بعضكم بعضًا بمزامير وتسابيح وأغاني روحية، مُترنمين ومُرتلين (منغّمين) في قلوبكم للرب (أف 5 :19)
6- لتسكنْ فيكم كلمة المسيح بغنى وأنتم بكل حكمة مُعلِّمون ومُنذرون بعضكم بعضًا بمزامير وتسابيح وأغاني روحية، بنعمة، مُترنمين في قلوبكم للرب (كو 3 : 16)

7- أُخبِّر باسمك إخوتي، في وسط الكنيسة أُسبحك (عب 2 : 12)
8- أعلى أحد بينكم مشقات فليصلِّ. أمسرور أحد فليرتل (يع 5 : 13).

إن الأعداد أعلاه هي الوحيدة التي يذكرها العهد الجديد عن الترنيم أو إصدار النغمات في العبادة المسيحية. ومن الواضح تمامًا أن لا ذكر فيها لاستعمال الآلات الموسيقية لترافق الترنيم أو الترتيل أو التسبيح أو الأغاني الروحية، وهذا ما يؤكد أن استعمالها شاع في الكنيسة حوالي سنة 1200 ميلادية. إذًا نستننتج من المقاطع الكتابية الواردة أعلاه أن الموسيقى في الترنيم هي صوتية (VOCAL) وليست بالآلات (INSTRUMENTAL). أضف إلى ذلك أن الكنيسة تقع في تدبير النعمة، تدبير العهد الجديد وليس العهد القديم الذي يصفه الكتاب بالظل، أشباه الحقيقة، أمثلة الأشياء، الرموز، وأنها قائمة بفرائض جسدية. وكما سلف الذكر فإن استعمال الآلات الموسيقية كان أساسيًا وحيويًا في العبادة اليهودية التي كانت جسدية وتعتمد على الحواس الطبيعية. ألم يقل الرب يسوع: «تأتي ساعة وهي الآن (من الآن فصاعداً) حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق». إذًا السجود الحقيقي للآب بالروح والحق تأسَّس بعد مجيء الرب يسوع وولادة الكنيسة في يوم الخمسين عندما نزل الروح القدس. لذلك، فعبادة العهد القديم هي نظام متكامل يتضمَّن فرائض الناموس، لباس معين، ذبائح متنوعة حيوانية، بخور وسكائب، غسلات ومعموديات، طعام مسموح وآخر مرفوض، وأيضًا استعمال آلات موسيقية لترافق التسبيح والترنيم وبالتالي السجود والعبادة. فبعد صعود الرب يسوع إلى السماء، تولَّى الروح القدس إرشاد وقيادة التلاميذ في سجودهم (يو16 :13)، لكنه لم يأمرهم باستعمال آلات موسيقية أثناء الترنيم والعبادة. ولكن رُبَّ سائلٍ يقول : لا يمنعنا العهد الجديد من استعمال آلات موسيقية في العبادة. لكن علينا أن نذكر أن وصايا الكتاب هي نوعين: خاصة (SPECIFIC) وعامة (GENERIC)، مثلاً: لا تصنع لك تمثالاً هي وصية خاصة مُحدَّدة. فلم يمنع الكتاب استعمال الآلات ولم يشجع على استعمالها، بل قال: "مترنمين" أو "مرتلين في قلوبكم"، فهي وصية عامة تنفي وجود الآلات الموسيقية وتسمح بالموسيقى الصوتية (VOCAL) فقط.
أصل كلمة "مرنمين":

إنها PSAILO في اليونانية فهي لا توحي باستعمال آلات موسيقية لأن ما يقارب المئة مليون مسيحي شرقي (يوناني) لا يستخدمون الآلات الموسيقية في عبادتهم، فهم حتمًا فهموا كلمة PSAILO للترتيل الصوتي فقط، ولذلك لم يستخدموا أيًّا من الآلات الموسيقية!

3-آراء آباء الكنيسة والمعلمين المسيحيين (ELDERS, SCHOLARS, & TEACHERS ) وماذا قالوا عن الموسيقى؟

- القس شارلز سبرجسن، وهو مُبشر معمداني مشهور لُقِّب بأمير الوعاظ والمنابر، خدم الرب لمدة 20سنة وربح الألوف للمسيح، قال:
"أنا أحبذ بساطة الرُّسل في العبادة وأُؤيِّد نظام كالفن (CALVIN) للعبادة لأنه الأقرب إلى الفكر الكتابي". فكانت كل حملاته التبشيرية دون مرافقة آلات موسيقية على الإطلاق.

- جيمس غلاسكو: "لم تقبل الكنيسة الأصلية باستعمال آلات موسيقية في العبادة، لأنها تعود لعبادة هيكل أورشليم فقط، وثانيًا لأنها علامة من علامات البابوية".

- جان جيرارديو: "لقد علَّم المسيح والرُّسل العبادة الموسيقية الصوتية دون آلات. وهكذا كانت عقيدة كل الكنائس في كل العصور حتى القرن الثالث عشر".

- لاري بيرغر: "إن استعمال الآلات الموسيقية في العبادة العامة هي عودة إلى اليهودية وإلى التهوُّد الحاصل في الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأسقفية".
- جون وسلي، مُؤسس كنيسة الميثودست: "أنا لا أعارض استعمال الآلات الموسيقية في كنائسنا شرط أن لا نراها أو نسمعها".

- مارتن لوثر: "إن الأورغن في العبادة هو إحدى علامات البعل. وقد أخذتها الكنيسة الكاثوليكية من اليهود".
- توماس أكيناس (توما الأكويني) : "لا تستعمل كنيستنا أيًّا من الآلات الموسيقية لئلا تتهوَّد".

- القديس أُغسطينوس: "لم تُستعمل الآلات الموسيقية قط في كنائسنا. لسنا وثنيين وليس لنا علاقة بالمسرح أو بالسيرك عندما نعبد الرب".

- كريسوستوم: "لقد غنى داود أغاني ونحن نرنم ترانيم. كان يعزف على أوتار القيثارة التي بلا حياة، أما الكنيسة فلها أوتارٌ حية هي ألسنة المؤمنين المليئة بالتقوى".

- اكليمندوس (CLEMENT) : "يجب أن تستثنى الآلات الموسيقية من مناسباتنا المسيحية لأنها ليست أصلا للمخلوقات العاقلة".
- أراسموس: "لقد أدخلنا لكنائسنا موسيقى مسرحية أوبرالية وهكذا يتراكض الناس إلى الكنيسة وكأنها مسرح حتى بتنا ندفع مبالغ طائلة للعازفين على الأورغن لكي نُطرب السامعين".

- شامبرز: "لقد أهدى الإمبراطور البيزنطي آلة أورغ ضخمة جدًا للبابا سنة 757 م".

-همفري: "إن ما يُميِّز المسيحية عن باقي الأديان هو هدؤوها، والتعبير الخارجي عن السلام الداخلي. أما الأمم فيستعملون وسائل شتى للتعبير عن ضجيجهم الداخلي. لذا فقد رفض المسيحيون الأوائل كل أشكال الإثارة حتى عن طريق الموسيقى وأظهروا سلامهم الداخلي حتى باتت عبادتهم صوتية لا غير (VOCAL).
4-أين نحن من هذا كله:
لا نريد التطرُّف أبدًا. فمن الواضح من النصوص الكتابية للعهد الجديد والمراجع والوثائق التاريخية أن استعمال الموسيقى كان غائبًا عن العبادة المسيحية لمدة 13 قرنًا بعد المسيح. فإذا أردنا الاعتدال، نستطيع أن نقول وبحسب نص وروح العهد الجديد: إنه لا مكان لاستعمال آلات موسيقية عندما تكون الكنيسة المحلية مجتمعة باسم المسيح للسجود أو لكسر الخبز أو للبنيان والتعليم أو للصلاة (1كو10و11و12و14). ولكن من الممكن استخدامها في اجتماعات خاصة كالشبيبة أو مدارس الأحد أو المؤتمرات أو في حفل عرس أو في الاجتماعات التبشيرية التي يقوم بها مبشرون موهوبون للكرازة بالإنجيل، أو في فرص خاصة لتعلُّم الترانيم.

أخيرًا نقول إن الموسيقى جميلة وحتمًا ستُنمِّق الترنيم وتقوده وتمنع انحرافه عن اللحن الأصلي. لكن هناك أشياء جميلة أخرى لا نستعملها في اجتماعات الكنيسة المحلية ليس فقط لأن الكتاب منعها، بل لأنه لم يوصِ بها أصلاً وإن تكن مقبولة ومستخدمة في كنائس كثيرة في كل العالم.

و هذا لا يمنع أن نتعلَّم لحن الترانيم بحسب الأصول، وأن نرنمها كما ألفها ناظموها حتى لو لم ترافقها أيٌّ من الآلات الموسيقية. أليس هذا ما تعنيه كلمة A capella بحسب ويكيبيديا – الموسوعة الحرة: "أكابيلا تعني (من الإيطالية أي بحسب النمط الكنسي) الغناء، أو الأنشاد بدون مصاحبة أي آلات موسيقية". ليتنا نرجع للذي كان من البدء، ونعرف ما الذي يفرح الرب في عبادتنا، وليس ما الذي يعجب الناس؟

The references are: المراجع وليس بينها مراجع الإخوة:

• Instrumental Music in the Public Worship by John L. Gerardeau
• War against the Idols by Carlos M.N. Eire
• The use of Instrumental Accompaniment in Public Worship by Larry Birger
• Instrumental Music in the New Testament Worship Service by Elder Zack Guess
• What did early Christians believe about ?
www.bible.ca
www.swrb.com
• WIKIPEDIA, the Free Encyclopedia