حاول السيد المسيح في إشارات كثيرة أن يُلفت نظر الجموع أنه سيُعبد وستكون عبادته باطلة وبالفعل سنذكر ثلاثة إشارات قوية بخصوص هذا الأمر
الإشارة الأولى ... يسوع يُشبه الحية النحاسية
في سفر العدد 12-6 (فارسل الرب على الشعب الحيّات المحرقة فلدغت الشعب فمات قوم كثيرون من اسرائيل . فاتى الشعب الى موسى وقالوا قد اخطأنا اذ تكلمنا على الرب وعليك فصل الى الرب ليرفع عنا الحيّات.فصلى موسى لاجل الشعب فقال الرب لموسى اصنع لك حية محرقة وضعها على راية فكل من لدغ ونظر اليها يحيا فصنع موسى حية من نحاس ووضعها على الراية فكان متى لدغت حية انسانا ونظر الى حية النحاس يحيا )
لقد صنع موسى عليه السلام الحية النحاسية حتى لا يهلك كل مَن ينظر إليهـا لكن يخبرنا العهد القديم أنه مع الوقت عُبدت الحية النحاسية وقرب لها بنو إسرائيل القرابين يذكر سفر الملوك الثاني أن الملك حزقيا ملك الجنوب قام بسحق الحية النحاسية بعد أن عبدها الناس مع أنها كانت موضوعة لتشفي الناس يقول سفر الملوك الثاني12-4 ( هو ازال المرتفعات وكسّر التماثيل وقطّع السواري وسحق حية النحاس التي عملها موسى لان بني اسرائيل كانوا الى تلك الايام يوقدون لها ودعوها نحشتان )
يُخبرنا السيد المسيح أنه مثل الحية النحاسية تماما فهو جاء ليشفي الناس ويدعوهم للحق وقد رفعه الله وكل من ينظر إليه ( يتبعه ) فلن يهلك لكن للأسف أيضا الناس عبدوه يقول السيد المسيح في يوحنا 3-14 ( وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي ان يرفع ابن الانسان . لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. )..... فالمسيح مثل الحية النحاسية وكلاهما عُبد باطلا من دون الله


الإشارة الثانية وقوف السيد المسيح في جميع عظاته على جبل الزيتون ( جبل الهلاك )
يرتبط جبل الزيتون بالسيد المسيح ارتباطا عجيبا فعليه ألقى جميع عظاته ومن عليه رُفع إلى السماءأعمال الرسل 1-12 ..وكان الجبل بمثابة رمز لدعوة السيد المسيح لكن لماذا جبل الزيتون بالذات ؟ يخبرنا سفر الملوك الثاني 23-13 قائلا :- ( والمرتفعات التي قبالة اورشليم التي عن يمين جبل الهلاك التي بناها سليمان ملك اسرائيل لعشتورث رجاسة الصيدونيين ولكموش رجاسة الموآبيين ولملكوم كراهة بني عمون نجسها الملك ) جبل الهلاك المذكور في النص هو جبل الزيتون وكانت تقف عليه الآلهة المزيفة وكان الناس يعبدون الآلهة التي كانت تقف على هذا الجبل ولذا كان يسوع يقف عليه كثيرا يقول التفسير التطبيقي للكتاب المقدس ص840 في تفسيره للنص بالأعلى :- ( يسمى جبل الهلاك بجبل الزيتون لأنه بقعة أثيرة لبناء المعابد الوثنية ) وكان وقوف يسوع المتكرر عليه لتحذير الناس من عبادته كما كانوا يعبدون الأصنام الواقفة على هذا الجبل فالمسيح رمز لكل الآلهة المزيفة عبر التاريخ وقد أثبت ذلك مرات كثيرة فهو قد وقف على جبل الزيتون في كل خطبه للإشارة إلى أنه إله زائف

الإشارة الثالثة أمره بشرب دمه وأكل لحمه
قديما كانوا لا يشربون دم الذبيحة التي تُذبح تكفيرا للذنوب كما ورد في سفر اللاويين 17-11 :- ( لذا أوصيت بني إسرائيل ألا يأكلوا دم جسد ما.) وفي سفر التثنية21-16 ( أما دم الذبيحة فلا تشربوه بل اسكبوه على الأرض .) فقد كان الدم يرمز إلى الخطيئة وشرب الدم يعني أن الكفارة غير صالحة فشرب الدم هو إنكار للكفارة والذبيحة وبالتالي عدم زوال الخطيئة
ويقول الكتاب في التفسير التطبيقي للكتاب المقدس في شرح سفر اللاويين 17-11 ص 248 :- ( الدم يمثل حياة الحيوان الذي ذُبح عوضا عن الخاطيء فشربه يغير من المعنى الرمزي للذبيحة فالدم يُشرب عوضا عن أن يُسفك لأن سفك الدم هو الثمن الذي يلزم دفعه ليصبح الإنسان مقبولا عند الله إذ كان برهانا على أن حياة قدمت ذبيحة عوضا عن الخاطيء ففي شرب الدم إعدام الدليل على تقديم الذبيحة لذا تحير الناس في العهد الجديد حين قال لهم يسوع اشربوا دمي )
فجـاء يسوع وأمر أمرا عجيبا لم يكن يتخيله أحد لقد قال ( مرقس 14-22 وفيما هم يأكلون اخذ يسوع خبزا وبارك وكسر واعطاهم وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي ثم اخذ الكاس وشكر واعطاهم فشربوا منها كلهم وقال لهم هذا هو دمي ) أمر يسوع بشرب دمه يعني أنه ليس كفارة ولا يصلح أن يكون كفارة أصلا وهذا ما لا يستوعبه المسيحيون للأسف