هل الله هو أب للمسيح من دون سائر الخلق كما يزعم أهل الكتاب باطلاً أم فإن أستعمال هذا اللفظ هو مجازي وكان تبنيه بالخطأ نتيجة ضعف الترجمات المنقولة عن اللغة الأصلية التي تحدّثها وبشّر بها المسيح عليه السلام … وللإجابة على ذلك دعونا نتعرف على ما هو المقصود بالآب في الكتاب المقدس أولاً وبالأخص ما هو منقول عن أناجيلهم والذي هو على العكس مما يزعمون وهذا ضروري إدراكه وفهمه قبل الخوض بعقيدة أهل الكتاب.
إن أصل إستعمال كلمة الآب في الكتاب المقدس وخصوصاً في كتابي التوراة والإنجيل في الأصل لا يُشير على أب بيولوجي بل فهي في الأصل تُشير على الإله بمضمونها الكتابي والغير مُحرف، كما وأريد بأن أذكِر القرّاء بأن الديانة المسيحية أيضاً تُشير على القسيس أو الخوري ورجل الدين بأبونا وهذا لا يقتصر على اللغة العربية فقط حيث وأنه يطلق عليه نفس التسمية في جميع اللغات التي يقيمون فيها شعائر دينهم، فعلى سبيل المثال لو أخذنا اللغة الإنجليزية فهم يشيرون عليه بـ ( فاذر = أي أب وأبونا ) كما وأن معنى كبيرهم أي أبو الكنيسة الكاثوليكية يُدعى بالبوب ( البابا ) فلقبه في اللاتينية يعني بابا وأصلها مأخوذ من باباس من اللغة اليونانية والتي تعني أيضاً أبونا مع العلم بأنه ليس أبوهم لا بالروح ولا بالجسد، ومن هنا نستدل بأن التسمية هي من باب التقدير وعلو المركز لا غير.
لقد تم الإشارة في (الإنجيل) على الأب السماوي بأنه هو الله ذاته والذي تم التعريف به على أنه هو رب السماء والأرض وذلك حتى نتجنب الملابسات التي وقعوا هم فيها المسيحيون ونستشهد بالدليل الإنجيلي التالي:-
فيقول الإنجيل مُستشهداً بقول منقول عن عيسى عليه السلام في إنجيل يوحنا 20:
17قَالَ لَهَا يَسُوعُ:«لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ:إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ». 18فَجَاءَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَأَخْبَرَتِ التَّلاَمِيذَ أَنَّهَا رَأَتِ الرَّبَّ، وَأَنَّهُ قَالَ لَهَا هذَا.
وهنا نرى بأن عيسى عليه السلام أراد توضيح مفهوم الأب لأهل الكتاب حين بيّن لهم بأن المقصود بالأب السماوي والذي يريد لأن يصعد عنده هو الإله والذي وصفه على أنه أبيهم وإلههم كما هو أيضاً أبا وإله لعيسى حيث لا فرق بينه وبينهم فهو الله الواحد لجميعهم .. وهنا قال الأب هو أبي وإلهي والذي هو أبيكم وهو إلهكم فهو أبي وأبيكم وهو إلهي وإلهكم .. ؟ فإله المسيح وأبيه هو إله التلاميذ وأبيهم، إذن فهذا معناه بأن الإشارة على الآب هو الإشارة على الإله فالمسيح إذن له إله “أب” يعبده وهذه بلسان عيسى نفسه حسب ما هم يدّعون وكانوا قد نقلوا عنه.
ويُضيف الإنجيل توضيح هذه الصفة الأبوية أو لفظ الأب من خلال هذه الآية الإنجيلية “العدد الإنجيلي” التالية:
يقول الإنجيل (حسب متّى) “في ذلك الوقت أجاب يسوع وقال أحمدك ايها الأب رب السماء والأرض” العهد الجديد/إنجيل متّى 11: 25.
ففي الحالة الأولى نرى بأن الإنجيل حدد إذن هنا من هو الأب السماوي والذي هو رب السماء والأرض، وفي الحالة الثانية نرى تجلي مفهوم التوحيد الخالص وتوافق قول عيسى المسيح (يسوع كما يُشيرون عليه) مع القول القرآني (الحمد لله رب العالمين) وقوله تعالى (رب السماوات والأرض رب العالمين) وهنا كان واضح بأن عيسى كان مسبحاً لربه الله ومعظماً لملكوته ومُشيداً بقدرته وممجداً لمُلكه ومعترفاً به آلهاً ورباً عليه ولو أخذنا الآية الإنجيلية اللاحقة والتي فيها،
يقول الإنجيل (الإنجيل حسب متّى):
“وأما أنا فأقول لكم لا تحلفوا البتة لا بالسماء لأنها كُرسي الله. ولا بالأرض لأنها موطيء قدميه” العهد الجديد/إنجيل متّى 15: 33 .
حيث نرى هنا بأن الإنجيل قد وضّح من هو رب السماء والأرض والذي هو الله.
ومثال آخر على ذلك والذي نستمده من إشارة إنجيل يوحنا على من هو الأب الواحد بالنسبة لهم وتحديده وفيه،
يقول الإنجيل (الإنجيل حسب يوحنا) “فقالوا له إننا لم نولد مِن زنا لنا أب واحد وهو الله” العهد الجديد/إنجيل يوحنا 8: 41 .
فإذن الأب كما هو واضح من الآيآت الإنجيلية السابقة وعلى لسان المسيح بأنه هو لله، فهو في الآية الإنجيلية الثانية هو رب السماء والأرض ومالكهما والذي هو الله والذي في الآية الإنجيلية أو العدد الإنجيلي أعلاه تمت الإشارة عليه مباشرة بالقبول والقول على أنه الأب والذي هو واحد ولا غير سواه والذي هو الله، وهذا فعلاً ما نريد أن نتفهمه قبل البدء في دراستنا لعقيدتهم الكتابية (اليهودية والمسيحية) أو حتى دعوتنا لهم بالتمسك من جديد بديانة التوحيد بالله والتي هي لا زالت مُسطّرة وواضحة في الكتاب (المقدس) على الرغم من الترجمات والتحريف والتأليف الذي خضعت له كتبهم.
*******
كما وقد تم ذكر تسمية الآب في الإشارة على الله في كتاب التوراة وذلك منقول على لسان موسى وقبل مجيء المسيح بأن الله أباً لبني إسرائيل،
كتاب التوراة – سفر التثنية / الإصحاح 32: الآيات 1- 7.
اِنْصِتِي أَيَّتُهَا السَّمَاوَاتُ فَأَتَكَلَّمَ، وَلْتَسْمَعِ الأَرْضُ أَقْوَالَ فَمِي. 2يَهْطِلُ كَالْمَطَرِ تَعْلِيمِي، وَيَقْطُرُ كَالنَّدَى كَلاَمِي. كَالطَّلِّ عَلَى الْكَلاءِ، وَكَالْوَابِلِ عَلَى الْعُشْبِ. 3إِنِّي بِاسْمِ الرَّبِّ أُنَادِي. أَعْطُوا عَظَمَةً لإِلهِنَا. 4هُوَ الصَّخْرُ الْكَامِلُ صَنِيعُهُ. إِنَّ جَمِيعَ سُبُلِهِ عَدْلٌ. إِلهُ أَمَانَةٍ لاَ جَوْرَ فِيهِ. صِدِّيقٌ وَعَادِلٌ هُوَ. 5«أَفْسَدَ لَهُ الَّذِينَ لَيْسُوا أَوْلاَدَهُ عَيْبُهُمْ، جِيلٌ أَعْوَجُ مُلْتوٍ. 6ألْرَّبَّ تُكَافِئُونَ بِهذَا يَا شَعْبًا غَبِيًّا غَيْرَ حَكِيمٍ؟ أَلَيْسَ هُوَ أَبَاكَ وَمُقْتَنِيَكَ، هُوَ عَمِلَكَ وَأَنْشَأَكَ؟ 7اُذْكُرْ أَيَّامَ الْقِدَمِ، وَتَأَمَّلُوا سِنِي دَوْرٍ فَدَوْرٍ. اِسْأَلْ أَبَاكَ فَيُخْبِرَكَ، وَشُيُوخَكَ فَيَقُولُوا لَكَ.”
إن هذه الإشارة على الآب في قول (أباك) الموجودة في التوراة والتي سبقت الإنجيل في نزولها وصفت لنا من عَمِل الإنسان وأنشأه على أنه الخالق وهو نفسه الآب كما أشير عليه، إذن فلابد لنا أن نُدرك بأن ماهو مقصود بالآب في كتاباتهم إذا خلت من التحريف على أنها تُشير إلى الله، وهذا لا يجعل منه والداً لهم فكيف لهم بأن يحرفوا ذلك ويتجرأوا على أن يدعوا على الله زيفاً بأن عيسى هو ابنه، وهذا التعبير أو الإشارة مكررة مراراً في الكتاب المقدس وفيه،
ومرة أخرى يُدعى الرب بالأب في العهد القديم من الكتاب المقدس في سفر أشعياء وذلك حسب كتاب لنبي من أنبياء بني إسرائيل يُدعى أشعياء وذلك قبل حصول السبي أي سبيهم إلى بابل على يد نبوخذ نصّر،
كتاب أشعياء – الإصحاح 63: الآيات 15- 16.
15تَطَلَّعْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَانْظُرْ مِنْ مَسْكَنِ قُدْسِكَ وَمَجْدِكَ: أَيْنَ غَيْرَتُكَ وَجَبَرُوتُكَ؟ زَفِيرُ أَحْشَائِكَ وَمَرَاحِمُكَ نَحْوِي امْتَنَعَتْ. 16فَإِنَّكَ أَنْتَ أَبُونَا وَإِنْ لَمْ يَعْرِفْنَا إِبْرَاهِيمُ، وَإِنْ لَمْ يَدْرِنَا إِسْرَائِيلُ. أَنْتَ يَا رَبُّ أَبُونَا، وَلِيُّنَا مُنْذُ الأَبَدِ اسْمُكَ.”
وكتاب أشعياء – الإصحاح 64: الآيات 7 – 8.
7وَلَيْسَ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِكَ أَوْ يَنْتَبِهُ لِيَتَمَسَّكَ بِكَ، لأَنَّكَ حَجَبْتَ وَجْهَكَ عَنَّا، وَأَذَبْتَنَا بِسَبَبِ آثَامِنَا. 8وَالآنَ يَا رَبُّ أَنْتَ أَبُونَا. نَحْنُ الطِّينُ وَأَنْتَ جَابِلُنَا، وَكُلُّنَا عَمَلُ يَدَيْكَ.”
ومرة أُخرى في كتاب ملاخي وذلك بعد السبي،
كتاب ملاخي – الإصحاح 2: الآية 10.
10أَلَيْسَ أَبٌ وَاحِدٌ لِكُلِّنَا؟ أَلَيْسَ إِلهٌ وَاحِدٌ خَلَقَنَا؟ فَلِمَ نَغْدُرُ الرَّجُلُ بِأَخِيهِ لِتَدْنِيسِ عَهْدِ آبَائِنَا؟ 11غَدَرَ يَهُوذَا، وَعُمِلَ الرِّجْسُ فِي إِسْرَائِيلَ وَفِي أُورُشَلِيمَ. لأَنَّ يَهُوذَا قَدْ نَجَّسَ قُدْسَ الرَّبِّ الَّذِي أَحَبَّهُ، وَتَزَوَّجَ بِنْتَ إِلهٍ غَرِيبٍ.”
الكتاب المقدس/رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ/الأصحَاحُ الثَّامِنُ: 6لكِنْ لَنَا إِلهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ لَهُ.
الكتاب المقدس/رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ أَفَسُسَ/الأصحَاحُ الرَّابعُ: 6إِلهٌ وَآبٌ وَاحِدٌ لِلْكُلِّ الذي علي الكل وبالكل وفي كلكم.

ونستشهد بالمزيد من الآيات الكتابية التالية والمأخوذة بالذات من الإنجيل والتي فيها يستعمل صيغة الجمع وذلك للإشارة على التابعين وليس المسيح فقط،
ويقول الإنجيل “لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات” الكتاب المقدس/إنجيل متّى 5: 45 .
ويقول الإنجيل “فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل” إنجيل متّى 5: 48
وما نستفيد من هذا العدد الإنجيلي هو قوله أباكم الذي في السماوات وهذا القول لا يخص عيسى وحده حتى يجعلوا الله له اباً حصرياً من دونهم.
ويقول الإنجيل “إحترزوا من تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكي ينظروكم. وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذي في السماوات” إنجيل متّى 6: 1 .
ويقول الإنجيل “فأبوك الذي يرى في الخفاء هو يجازيك علانية” إنجيل متّى 6: 4 .
ويقول الإنجيل “وأما أنت فمتى صليت فأدخل إلى مخدعك وأغلق بابك وصل إلى أبيك الذي في الخفاء” إنجيل متّى 6: 6 .
ويقول الإنجيل “فلا تتشبهوا بهم. لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه” إنجيل متّى 6: 8 .
ويقول الإنجيل “فصلوا أنتم هكذا. أبانا الذي في السماوات” إنجيل متّى 6: 9 .
ويقول الإنجيل “فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوأ أولادكم عطايا جيدة فكم بالحريّ أبوكم الذي في السماوات يهب خيرات للذين يسألونه” إنجيل متّى 7: 11 .
وهذه فقط البعض القليل من الدلائل الموجودة عندهم ونتيجة لكثرتها فنحن لا نستطيع ذكرها كُلها ويمكن الحصول على إحدى الأناجيل وفي أي من اللغات والتعرف عليها جميعها إذن فالإشارة على الله بأنه أب لعيسى هو تعبير لفظي وخطأ إرتكبه مترجمي الأناجيل إلى اللغات الأخرى والتي تم اللبس والخلط بها ما بين مفهوم الله ومفهوم الآب أي كالراعي لأمور الناس وخالقهم ورازقهم وإذن وبهذه الشهادات الإنجيلية والتوراتية نرى بأن مفهوم الأب والأبن ليس حصرياً ولا يقتصر على المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام كما يحاولون تسويقه للناس باطلاً. وبالتالي فحين يقول عيسى أبي في كتابهم وحسب ملتهم فهو يُشير إلى الله ربه وليس أب بيولوجي أو روحي له وإلا لكان الله هو الأب البيولوجي والروحي للمؤمنين جميعهم واتباع عيسى وموسى وداوُد من قبله ولتلاميذه الحواريون كلهم .. …
إن الخيانة العظمى لتعاليم المسيح كانت قد تمت على يدي بولس اليهودي الفريسي والذي عمل بخباثة على إلصاق مفهوم الآب والموجود أصلاً في التوراة والذي أشرنا عليه هنا في هذه الآيات التوراتية والكتابية على أن الله هو الآب للمسيح وحده على الرغم من أن المفهوم الحقيقي أو المعنى الحقيقي والذي لا يوجد غيره نستنتجه من التعاليم الكتابية كما في التوراة والإنجيل وحسب الكتاب المقدس بأن الله هو رب بني إسرائيل وهو أيضاً ما دعوه بالأب وأبيهم فلماذا جعل اليهود الفريسيين المسيح وحده ابن لله سوى ليطغوا ويكيدوا ويتطاولوا على الله خالقهم ويصنعوا فتنة وفساد في الأرض.
فالآب (السماوي) إذن حسب التعاليم الكتابية الاصلية هو الله، ونحن نعلم بأن كل ما يخرج إلى حيز الوجود ويخلق أو يفطر يكون قد ظهر بفعل ما ولّده الله وأحدثه، ولكن النصارى واليهود استخدموا هذا المصطلح والقريب من وصفنا للأب البشري بالتسمية فقط متسببين بما هو حاصل اليوم من خطأ ولغط في هذا الباب، فهم كان عليهم لأن يفرقوا لتابعيهم بين الله (الآب السماوي) وبين الأب (الوالد الإنساني) ولكنهم المسؤولين الوحيدين اليوم عن كفر مئات الملايين من البشر وسبب في حيرتهم وشكوكهم وإضطراب أفكارهم، فنتيجة عدم توظيف المعنى الحقيقي وتوضيح الفرق فيما بين الله والذي لا يولد أي شيء من جسده فهو ليس كمثله شيء لنزعم بأن له جسد نُشبهه بجسدنا فالله يولد الشيء بفعله الآمر لكل ما يُريد فيتولد عنه على العكس من ما ينبثق عن الإنسان ويولد منه في الجسد فكان نتيجة الخلط اللغوي بأن أساؤا تقدير المعنى وحصل اللبس، واصبحوا نتيجة ذلك غير معنيين بالمعنى الحقيقي للأب السماوي والتفريق بينه وبين الأب البشري، فاعتبروا بأن الله هو آب نتيجة الإخراج إلى حيز الوجود ولكن نسوا بأن الله هو الخالق (أي المكون وجاعل للشيء كيان) وهو الفاطر (أي المخرجه إلى حيز الوجود وجاعله بيِّن وظاهر وحاضر) وبأن الأب الإنساني يولد ذرية له من نفسه وينحدر منه، فتوليد الشيء أي خلقه منسوبة إلى الله وولادة الشيء جعله متوالد بجسده منسوبة للإنسان وهما يختلفان تماماً عن بعضهما البعض،
قال تعالى “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا” سورة النساء 1 .
فالآب السماوي كما أخبرنا عيسى هو الله الخالق، والله جل وعلا أخبرنا بأن (ليس كمثله شيء) (ولم يكن له كفواً أحد) أما الأب الارضي فهو مخلوق نسب الله إليه عملية البث والنشر عن طريق التوالد والتي أصبحت جزء من كيانه وتركيبته المخلوقة أصلاً وليس له أي دور في الخلق فهو ولًد ما هو مخلوق وله دور فيه يُنسب إليه أما الخالق فلقد أرسى مهمة التولد للإنسان ولم يولده عن نفسه وذاته بل خلقه أي أحدثه وولده وأخرجه للوجود بأمره أي بكن الكلمة والتي أصبح بها ومنها كائن،
قال تعالى “إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ” سورة النحل 40 .
وقال تعالى “مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ ۖ سُبْحَانَهُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ” سورة مريم 35 .