يزعم المسيحيون بأن المسيح هو ابن الله .. فما هو رد المسيح على زعمهم الباطل هذا … .. .. وماذا يقول الإنجيل.
ولذلك سنبدأ بالآيات “الأعداد” الإنجيلية التي تُشير على أن المسيح هو ابن الإنسان وليس ابن الله والتي سنستشهد هنا بالبعض القليل منها فقط وذلك لأنها عديدة ولا يمكن ذكرها جميعها، كما وننصح القُرّاء بقراءة النسخات الإنجيلية المتعددة وذلك حتى يتم التعرف عليها كُلها وذلك قبل أن يطرأ عليهم المزيد من التحريف، ونُشجع النخبة من المثقفين والمتعلمين ممن يهمهم الأمر بالإحتفاظ بنسخة واحدة للشخص الواحدعلى الأقل وذلك حتى تُستعمل دوماً كشاهد وحجة على أي محاولات جديدة للتحريف في المستقبل والعمل على فضحها ونشرها.
يقول الإنجيل (حسب متّى) نقلاً عن لسان المسيح “يسوع كما يُحب أن يُشيروا عليه مسيحيي اليوم”:
“فتقدم كاتب وقال له يا معلم أتبعُك أينما تمضي. فقال له يسوع للثعالب أوجِرة ولطيور السماء أوكار. وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسه” إنجيل متّى 8: 19-20 .
ويقول الكتاب المقدس نقلاً عن لسان المسيح “فأجاب يسوع وقال لهم إن إيليّا يأتي أولاً ويرد كل شيء. ولكني أقول لكم أن إيليّا قد جاء ولم يعرفوه بل عملوا به كُلّ ما أرادوا. كذلك إبن الإنسان أيضاً سوف يتألم منهم” إنجيل متّى17: 10-12
ويُضيف في في الإصحاح السابع عشر من نفس الإنجيل على لسان المسيح:
“وفيما هم يترددون في الجليل قال لهم يسوع. ابن الإنسان سوف يُسلّم إلى أيدي الناس.” إنجيل متّى 17: 22 .
وفي إنجيل يوحنا 5: 12-13 يُخبرنا كتابهم المقدس “فسألوه من هو الإنسان الذي قال لك احمل سريرك وامش. أما الذي شفي فلم يكُن يعلم من هو لأن يسوع إعتزل”.
وفي إنجيل متّى 18: 11 يُخبرنا كتابهم المقدس مرة أُخرى “لأن إبن الإنسان قد جاء لكي يُخلص ما قد هلك”.
يخلص ماقد هلك ولم يقول ليخلصهم من ذنوبهم وخطاياهم أي كانت عملية مجيئه هي للإصلاح والترميم ومحاولة إستخلاص بعض من التعاليم التي مسحوها بعصيانهم وليس ليمسح عنهم آثامهم ومعاصيهم وذنوبهم وخطاياهم بالدم ولو كان حضر ليُخلص ما قد هلك هنا تعود على الناس وليس على التعاليم لكان التعبير اللغوي مفرط التدني الأدبي وذلك لأنه لا يمكن إصلاح ما قد هلك، والهلاك هو الإنعدام والعدم والتلاشي وهذا لا يتوافق مع المفهوم الجسدي الإنساني لأن الإنسان لا يفقد الأعضاء الجسدية وموتها قطعةً قطعةً ولكن الموت للجسد بأكمله وعندها لا تستطيع معه خلاص ولكن التعاليم والرسالات تعاني من التحريف والنقص والضياع على أيدي الناس ولذلك فلقد أتى المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ليصلح ويرمم وليغير الطرق البغيضة ويديّرها نحو الصلاح وعبادة الله والإيمان به، فهلاك التعاليم هو بزوالها أو بزوال بعضاً منها وفي كلتا الحالتين تكمن إمكانية تخليصها من الهلاك وذلك من خلال التذكير بها وعن طريق إعادتها للذاكرة والدعوة لها من جديد من أجل ترسيخها في عقول الناس.
ومرة أُخرى يقول الكتاب المقدس “الحق أقول لكم إن من القيام ههنا قوماً لا يذوقون الموت حتى يروا ابن الإنسان آتياً في ملكوته” إنجيل متّى 16: 28.
وهنا نلاحظ تعريف السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام بنفسه بإبن الإنسان مرة أُخرى كما عودنا دائماً من خلال صفحات الإنجيل والذي فيه أيضاً،
يقول الكتاب المقدس “وإبن الإنسان يُسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة فيحكمون عليه بالموت” إنجيل متّى 20: 18 .
ويقول الكتاب المقدس “كما أن ابن الإنسان لم يأت لي ليُخدم بل ليخدُم ..” إنجيل متّى 20: 28.
ويقول الكتاب المقدس “فلما رأى الجموع تعجبوا ومجدوا الله الذي أعطى الناس سلطاناً مثل هذا” إنجيل متّى 9: 7 .
ويقول الكتاب المقدس “ومن قال كلمة على ابن الإنسان يُغفرُ له” إنجيل متّى 12: 32.
ويقول الكتاب المقدس “فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه وقال لهم من تطلبون أجابوه يسوع الناصري. قال لهم يسوع أنا هو” إنجيل يوحنا 18: 4 .
يقول الكتاب المقدس “فقال له يسوع يا يهوذا أبقبلة تُسلم إبن الإنسان” إنجيل لوقا 22: 48 .
ويُضيف الكتاب المقدس في كتاب الإنجيل حسب متّى “هوذا الساعة قد اقتربت وإبن الإنسان يُسلّمُ إلى أيدي الخُطاة” إنجيل متّى 26: 45 .
نلاحظ قول عيسى بالإشارة عن نفسه في كل فرصة بإبن الإنسان وكأنه كان قد تنبأ بما سيعملون من بعده فحاول بأن يرشدهم ويُنذرهم ولكن بدون فائدة ونلاحظ سؤالهم وجوابه بالنسبة لمن هو يسوع .. وإشارتهم عليه بيسوع الناصري وتأكيده على هذه التسمية والذي ولو كان ابن السماوات وابن الله لقالها بل لم يستنكر ناصريته وإنسانيته بل أعلنها للجميع وأقرها بجزم ..فقال أنا هو يسوع الناصري وأنا ابن الإنسان وعلينا ملاحظة تركيز المسيح على قول ابن الإنسان في كُل مرة أشار على نفسه بها، فقوله ابن الإنسان كانت قد أتت لترد على إدعائهم الباطل على أنه ابن الله وحتى تُرسخ حقيقة أصله الإنساني وغير الآدمي فهو لم يقُل ابداً بأنه ابن آدم بل نسب نفسه للإنسان وليس للآدميين لأنه ليس من ذريتهم.
وأخيراً نرى بأن مؤلف معتقد إبن الله بولس اليهودي الشرير وعدو تعاليم المسيح اللدود يوقع نفسه بزلة لسان ويعترف بإنسية المسيح وفي ذلك يُخبرنا،
الكتاب المقدس/ رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى تِيمُوثَاوُسَ 5:2 “لأنه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الأنسان يسوع المسيح”.
ففي هذا العدد الكتابي من رسالته لتيموثاوس نرى بأن بولس اليهودي يشهد بإنسانية المسيح ويقول بالحرف الواحد “الإنسان يسوع المسيح” …. فشهد بولس على تحريفه بنفسه وظهر الحق الذي يُدينه بلسانه